تصدير النفط وصرف المرتبات.. مفاوضات جديدة بين السعودية وصنعاء حول السلام في اليمن
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
رئيس وفد صنعاء ووزير الدفاع السعودي (وكالات)
قالت مصادر دبلوماسية إن المملكة العربي السعودية، بدأت تحركات مكثفة لاستئناف المفاوضات مع صنعاء.
وأفادت المصادر بأن الجانب السعودي أبلغ الوسيط العماني بتحريك المفاوضات مجددا، مشيرة إلى أن النقاشات الان تدور بشان التراجع عن التصعيد الاقتصادي مؤخرا والمتمثل بقرار مركزي عدن نقل البنوك التجارية من صنعاء.
ومن بين النقاشات أيضا استئناف تصدير النفط وصرف مرتبات الموظفين.
وتحاول السعودية من خلال التراجع عن هذه الخطوة الدفع بالمفاوضات إلى الامام بعد ان كانت توقفت خلال التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
ومايزال النقاش أيضا يدور حول خارطة الطريق الأممية والية التوقيع عليها وصولا إلى تنفيذها.
التحركات السعودية توحي بوجود قناعة لدى الرياض باستحالة حدوث تغيير في الواقع بالمنطقة.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: الرياض السعودية اليمن صنعاء عدن
إقرأ أيضاً:
3 يناير خلال 9 أعوام.. 35 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون/ تقارير واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثالث من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، و2020م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ، وقصفه الصاروخي ونيران مرتزقته، على المنازل والطرقات والأسواق والشركات والمخازن والبنى التحتية، والأحياء السكنية، والأطفالَ والنساء، ومصادرة أرزاق عشرات الأسر، وقوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية، بمحافظَات صنعاءَ وتعز، وصعدة، والحديدة.
ما أسفر عن 17شهيدًا، بينهم أطفال، ونساء، و18 جريحاً، ودمار واسع في الممتلكات العامة والخاصة، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، وتسريح عشرات الشباب من أعمالهم ووظائفهم، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس أسر الضحايا، التي باتت بلا معيل، وتفاقم الأوضاع المعيشية والآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، في جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
3 يناير 2016..10 شهداء وجرحى بغارات سعودية أمريكية على منازل المواطنين بصعدة:
في الثالث من يناير 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب، إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً هذه المرة منزل أحد المواطنين بمديرية ساقين، بغاراته المباشرة، ومناطق متفرقة في مديرية رازح الحدودية بصعدة، مخلفاً شهداء وجرحى، ودماراً واسعاً في المنازل والمزارع والممتلكات، وترويع النساء والأطفال وتشريد عشرات الأسر من مآويها.
ساقين: أبادة جماعية تحت سقف واحد
ففي مديرية ساقين استهدف طيران العدوان الغاشم منزل المواطن محمد جارالله العفاد، في وادي الحبال منطقة الشعف، بغارات مباشرة أسفرت عن 4 شهداء و3 جرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير المنزل، وترويع الأهالي، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية، في جريمة إبادة عن سابق إصرار وترصد، حولت المنزل الآمن إلى تابوت، والقرية إلى مجزرة وحشية.
من بين الدمار والخراب والدخان والنيران والشظايا والغبار تنتشل جثث بريئة، وتتصاعد أصوات خافتة للجرحى طالبة النجدة، ويهرع الأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسط مخاوف من معاودة الغارات على المسعفين.
رفعت الأنقاض وانتشلت الجثث وجمعت الأشلاء، وعلى بطانيات أم ورضيعتها كانت قبل الغارة ترضع حليبها، أمها تنظر إليها وقت المغرب، وعاد الطيران 3 مرات لضرب المنزل ذاته.
يقول أحد المسعفين: “قبل المغرب ضرب طيران العدوان منزل المواطن محمد العفاد بـ 3 غارات متتابعة، ولا تزال الجثث تحت الأنقاض وبينهن امرأة حامل، هذا إجرام وتوحش وإبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن”.
رازح: جرح 3 نساء بقصف مدفعي وصاروخي
وفي سياق متصل بذات المحافظة لم يكتف العدوان بمجزرة ساقين فحسب بل قصف مرتزقته مناطق متفرقة في مديرية رازح، بوابل من الصواريخ والمدفعية، ما أسفر عن جرح 3 نساء، بجروح مختلفة، هذا القصف العشوائي على المناطق السكنية يعتبر جريمة حرب، ويؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين الأبرياء.
أطفال يرون أمهاتهم جريحات مضرجات بالدماء أمام أعينهم ، فيشعرون باليتم ، فيما الأمهات يودعن أطفالهن وكأنهن على موعد مع الفراق، فتنهمر الدموع من الطرفين وكل يستنجد بالآخر ويحتضنه ويشتمه عله يلمس العافية والحنان، فتشفى الجراحات وتخف الآلام ، في مشهد يدمي القلوب.
يقول أحد الأهالي: “نحن في مديرية رازح نعاني من قصف العدوان ومرتزقته المتواصل على مزارعنا وأطفالنا ومساكنا، ونحن مواطنين عاديين ولا يوجد في المنطقة أي معسكرات أو منشآت تكلف الضرب”.
3 يناير 2016.. تدمير مجمع حكومي ومنازل المواطنين وشركة حديد ومخزن مياه بغارات وحشية على صنعاء والأمانة:
في اليوم ذاته من العام 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، 4 جرائم حرب جديدة، موزعة على مديريات همدان ومعين وبني الحارث، بغاراته الوحشية المستهدفة بشكل مباشر، منازل المواطنين، ومجمع حكومي وشركة هياكل حديد، ومخزناً لمياه شملان، أسفرت عن دمار واسع وترويع للأهالي وخسائر وأضرار واسعة في الممتلكات والخاصة والعامة، وتفاقم الأوضاع المعيشية.
هذه الجرائم البشعة التي لا تفرق بين مدني وعسكري، وتهدف إلى تدمير اليمن وتجويع شعبه، وتكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء هذا العدوان المتواصل.
همدان: جريح وتدمير المجمع الحكومي والمنازل المجاورة له
ففي مديرية همدان تعرض المجمع الحكومي، لقصف عنيف من طيران العدوان، ما أسفر عن جريح وخسائر مادية فادحة في المباني والمرافق الحكومية، بالإضافة إلى تضرر عدد من المحلات التجارية المجاورة، هذا الاستهداف المتعمد للمرافق الحكومية يعكس رغبة العدوان في شل عمل مؤسسات الدولة وتعطيل الحياة العامة، وترويع السكان في المناطق والقرى المجاورة، وإعاقة سير العمل، وتقديم الخدمات للمواطنين.
يقول أحد المارة: “قبل نصف الليل حلق طيران العدوان فوق سماء همدان وألقى غاراته الحاقدة على مبنى المجمع الحكومي، ودمر أجزاء واسعة منه، وتحطمت كل النوافذ، متابعاً يا سلمان هذه نتائج الطلاب المدرسية، هل هي ترهبكم لتستهدفوها؟ “.
أحد الجرحى يقول منزلي ومنزل ابن عمي ونسيبي تضررت ودمرت الطيقان وجرحت بشظايا، وندعو العالم لوقف العدوان السعودي، وحماية الضعفاء والمساكين “.
بني الحارث: تدمير شركة هوسكو
شركة هوسكو لهياكل الحديد في منطقة جدر بمديرية بني الحارث لم تسلم من غارات العدوان، حيث تعرضت لتدمير كامل، ما أسهم في إفقار مالكها وتسريح العمال، وتفاقم الأوضاع المعيشية لأسرهم، إثر فقدان مصدر رزقهم، وزيادة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن.
الهنجر المترامي الأطراف حولته الغارات إلى خرابة ونفشت أسقفه الزنكية في كل اتجاه، ودمرت محتوياته وما بداخله من المعدات والآلات، وشاحنات النقل.
يقول أحد العمال: “في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء استهدف طيران العدوان السعودي الشركة، ويبلغ رأس مالها 3 مليارات دولار تقريباً، للأسف لاحظنا الدمار الشامل في كافة ملحقاتها، وهي تعول أكثر من 150 موظفاً، أين يذهبون هذا ظلم بحد ذاته، هذا استهداف للوطن كامل منازل ومصانع وممتلكات، فقدنا عملنا ومصدر دخلنا، ومشروع المياه الذي يغطي احتياجات مئات الأسر فعل خير”.
معين: منازل المواطنين ومخازن الماء أهداف عسكرية
لم تسلم منازل المواطنين في منطقة عصر بمديرية معين من بطش العدوان، حيث تعرضت لقصف عنيف أسفر عن خسائر فادحة في الممتلكات، وتشريد عدد من الأسر، هذه الجرائم البشعة تضاف إلى سجل الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء.
منازل صغيرة متواضعة عرض الجبل دمرتها الغارات وفرقت أحجارها وهجرت ساكنيها، ووأدت أمل وذكريات وأحلام من ترعرعوا تحت أسقفها”.
يقول أحد الأهالي: “عادني كملت أشطب ونقلت عائلتي إلى بيتي وجاء طيران العدوان استهدف المنطقة، ونزحنا، ورجع الطيران يضرب منزلي ومنزل ابني ومنزل علي أحمد سبل، وهذه جريمة لا تغفر، لدينا بيوت شعبية، لا فيها أي شيء، لا سلاح، ولا صواريخ “.
في جريمة أخرى، بذات المديرية استهدف طيران العدوان مخازن مياه شملان في منطقة عصر، ما أدى إلى تلوث المياه وتعطيل إمداداتها عن عدد كبير من السكان، هذا الاستهداف المتعمد للموارد المائية يهدف إلى حصار الشعب اليمني وتجويعه، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واستهداف للاقتصاد والممتلكات الخاصة.
يقول أحد المواطنين: “هذا مشروع خاص مخزن مياه شملان، خسائر بظهر المواطنين، والعمال الذين فقدوا عملهم “.
3 يناير 2016.. جرح أحد المارة في قصف مرتزقة العدوان لقافلة مساعدات بتعز:
في يوم بارد من أيام يناير عام 2016م، وفي قلب مدينة تعز التي أصبحت ساحة حرب لا تعرف الرحمة، كانت القافلة الإنسانية تسير بخطوات بطيئة وثابتة، تحمل على متنها بارقة أملٍ لآلاف العائلات التي تعاني من ويلات العدوان والحصار السعودي الأمريكي، كانت تلك القافلة تحمل المواد الغذائية والدواء والملابس، بعض مما يحتاجه الناس للبقاء على قيد الحياة في ظل هذه الظروف الصعبة.
بينما كانت القافلة تتقدم بحذر شديد، تفادياً للألغام والقصف العشوائي، والأهالي في طوابير طويلة تنتظر وصول القافلة ، سمع دوي انفجار هزّ الأرض من حولهم، كان ذلك الانفجار هو بداية مأساة جديدة، فمرتزقة العدوان استهدفوا القافلة الإنسانية بقذائفهم، متجاهلين كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
في خضم الدمار والخراب، كان هناك رجل مسن يجلس على رصيف الشارع ينتظر دوره للحصول على بعض المساعدات، أصيب الرجل بجروح طفيفة، لكنه كان يشعر بألم أكبر من جراحه الجسدية، فقد رأى بأم عينيه كيف تحولت القافلة التي تحمل الأمل إلى هدف للقصف.
جلس الرجل المسن يتذكر أياماً مضت، أياماً كانت تعز تعج بالحياة والنشاط، أياماً كان الناس يعيشون في سلام وأمان، الآن، أصبحت المدينة أشبه بمدينة أشباح، يسودها الخوف والرعب، والقناصة في كل رتب، والحدود الترابية والحواجز الجدرانية تعزل الشارع هذا عن ذاك، ويحتاج من يزور أهله وأقاربه إلى إجراءات شبيه بالعبور إلى دولة أخرى!
“لم أعد أستطيع تحمل هذا الوضع”، همس الرجل بصوت خافت، وهو يمسح دمعة سقطت من عينيه، “أريد أن أعيش في سلام وأمان، أريد أن أرى أحفادي يكبرون ويفرحون، متى سيحل عنا العدوان السعودي الأمريكي، ومطامع الغزاة والمحلتين؟ متى سيراجع المجتمع الدولي، ازدواجيته ومعايريه المتخذة تجاه الإنسانية في شعبي”.
يقول سائق الشاحنة: “وقفونا الدواعش بالأعيرة النارية، ولم يسمحوا لنا بالمرور، فيم طرف صنعاء سمحوا لنا بالمرور، وكان القصف من فوق مبنى الجامعة، وتعطلت السيارة، رغم أننا من شقينا الطريق إليهم، ومع كثافة النيران دورنا ورجعنا، ولم نستطع مواصلة الطريق للوصول إلى الأهالي، وصرف الإغاثة لهم.
هذه هي قصص الناس العاديين الذين يعيشون في ظل العدوان والحصار المفروض على اليمن، قصص مليئة بالألم والمعاناة والأمل، قصص تذكرنا بأن الإنسانية لا تزال موجودة، وأن هناك دائماً من يحاولون فعل الخير في ظل الظروف الأصعب، كما تذكرنا بفظاعة الجريمة التي ترقى لجريمة حرب ضد الإنسانية، وفظاعة المرتزقة بحق أهاليهم وأبناء شعبهم، مقابل حصولهم على القليل من المال المدنس.
3 يناير 2017.. شهيد وجريح وتدمير للمنازل والمدارس والطرقات بغارات سعودية أمريكية على صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، ضربت غارات جوية نفذها طيران العدوان السعودي الأمريكي على مدينة صعدة، مستهدفة بشكل مباشر المدنيين الأبرياء وممتلكاتهم والبنية التحتية الحيوية، مضيفةً بذلك جريمتي حرب إلى سجل الجرائم البشعة التي لا تفرق بين مدني وعسكري، وتهدف إلى تدمير اليمن وتجويع شعبه، تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون جراء هذا العدوان المتواصل.
مجز: شهيد وجريح بغارات تستهدف المنازل
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان، استهدف طيران العدوان منزلين سكنيين في مدينة ضحيان بمديرية مجز، مما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح بالغة، هذا الاستهداف المتعمد للمنازل السكنية يعكس حجم الوحشية التي يمارسها العدوان ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد أن العدوان لا يزال عازمًا على مواصلة سفك الدماء اليمنية.
يقول شاهد عيان: “بعد صلاة فجر اليوم تم استهداف منزل أحد المواطنين، في المدينة وهو فارغ، والمنزل الذي بجواره، استهدفه الطيران وفيه عبد الرحمن هادي وابنه، وبعد الصلاة حاول الأهالي انقاذهم وكان التحليق مستمراً والغارات متواصلة، الوالد محمد حالته خطيرة جداً والثاني جريح، حتى كتاب الله لم يسلم من التمزيق والاستهداف”.
الصفراء: التعليم على قائمة الاستهداف
وفي جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان مدرسة كُدَم في منطقة نشور بمديرية الصفراء، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، بالإضافة إلى إحداث دمار كبير في الطريق العام، هذا الاستهداف المتعمد للمؤسسات التعليمية يهدف إلى حرمان أجيال المستقبل من حقهم في التعليم، وتدمير مستقبل اليمن.
تأثيرات الجريمة لم تنحصر في الخسائر البشرية، والمادية، بل امتدت لزيادة معاناة الأسر التي فقدت عائليها، وتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، وتزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من حصار خانق وقطع رواتب الموظفين، وحرمان الجيل من حقة في التعليم وفق سياسة ممنهجة، تهدف لتجهيل الشعب اليمني، وإبادته واحتلال أراضيه.
تستمر معاناة الشعب اليمني جراء العدوان المتواصل، وتتوالى الجرائم البشعة التي يرتكبها طيران العدوان بحق المدنيين والبنية التحتية، في جرائم حرب لن تسقط بالتقادم، وستلاحق مرتكبيها أمام المحاكم الدولية، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والضغط على دول العدوان لوقف عدوانها على اليمن.
3 يناير 2018..18 شهيداً وجريحاً في مجزرة جماعية لغارات سعودية على حافلة ركاب بالحديدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، ومجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وترقى لجريمة الإبادة ضد البشرية، بغارات مباشرة استهدفت حافلة نقل ركاب بالقرب من مطعم في سوق شاجع بمدرية زبيد محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 9 مواطنين وجرح 9 آخرين بجروح مختلفة، وتدمير الحافلة وأضرار واسعة في الممتلكات والمحلات التجارية، وترويع الأهالي والمتسوقين ومضاعفة المعاناة، ومشاهد مأساوية تهز كل ضمير حي.
قصة حافلة الموت
في يومٍ كأي يوم، كانت الحافلة تتحرك ببطء عبر سوق شاجع الصاخب بالحياة، حاملة على متنها أرواحًا بريئة، رجالاً ونساء وأطفالاً، يسافرون بحثًا عن لقمة العيش أو لزيارة أحبائهم، أو التسوق، لم يكن أحد يتوقع أن تكون هذه الرحلة الأخيرة لهم.
فجأة، هزّ دوي انفجار المدينة بأكملها، كانت غارة جوية شنتها طائرات العدوان السعودي الأمريكي عن قصد وترصد، استهدفت الحافلة بشكل مباشر، حولتها في لحظة إلى كرة من النار والدخان، واختفت الابتسامات والضحكات التي كانت تعلو وجوه الركاب لتحل محلها صرخات الألم والفزع.
تسابق الأهالي إلى مكان المجزرة، يحملون معهم كل ما يمكنهم من أدوات إسعاف أولية، كانت المشاهد مروعة، أشلاء ممزقة وأجساد متفحمة مبعثرة في كل مكان، تسعة أرواح بريئة قد فارقت الحياة، وتسعة آخرون أصيبوا بجروح بليغة.
بين الضحايا، كان هناك رجل عجوز كان في طريقه لزيارة ابنه المريض، وامرأة حامل كانت تحلم بأن ترى مولودها، وشاب كان يحلم ببناء مستقبل أفضل لأسرته، كل هؤلاء حلمهم تحول إلى رماد في لحظة.
في تلك اللحظة، توقف الزمن في سوق شاجع، الحزن والغضب سيطرا على الجميع، كيف يمكن أن يستهدف العدوان حافلة نقل ركاب بهذه الوحشية؟ كيف يمكن أن يسقط هذا العدد الكبير من الأبرياء؟
هذه الجريمة البشعة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة ما دام العدوان مستمراً، فكل يوم يشهد اليمنيون جرائم جديدة، وكل يوم يسقط المزيد من الضحايا الأبرياء.
هذه القصة هي قصة حقيقية، قصة مليئة بالألم والمعاناة، قصة تذكرنا بأن الحرب لا تعرف الرحمة، وأن الضحايا الحقيقيين هم دائماً المدنيون الأبرياء.
يقول أحد الجرحى: “طيران العدوان يستهدف المواطنين الأبرياء، وهم فوق الباص وداخل المطعم، الناس يعملون لطلب الرزق ويجي العدوان يقتلهم، ويحرم أطفالهم وعوائلهم من معيليهم، الركاب والسواق استشهدوا بالكامل وجرح عمال المطعم، هذه الدماء، يا سلمان يا مجرم إن شاء الله داخلين لك إلى عمق دارك “.
3 يناير 2018.. غارات سعودية تستهدف المدنيين والاقتصاد في سوق الخفجي بصعدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي ، بحق الشعب اليمني، استهدف سوق الخفجي بمديرية سحار في محافظة صعدة بصاروخ لم ينفجر، ما أثار حالة من الرعب والخوف بين المدنيين، وتسبب في أضرار مادية جسيمة في الممتلكات، في جريمة بشعة تكشف عن استهداف ممنهج للأسواق الشعبية والمنشآت المدنية، بهدف تدمير البنية التحتية الاقتصادية وتجويع الشعب اليمني.
في الثالث من يناير 2018م، وفي مشهد مروع، استهدف طيران العدوان سوق الخفجي بصاروخ لم ينفجر، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من السوق وحرق عدد من المحلات التجارية، لحسن الحظ، لم تسفر هذه الجريمة عن وقوع خسائر بشرية، ولكنها تركت آثاراً نفسية عميقة لدى السكان الذين شهدوا هذه الجريمة البشعة.
آثار وتداعيات الجريمة لم تقتصر على تكبد التجار خسائر فادحة جراء تدمير محلاتهم التجارية وحرق بضائعهم، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السكان، بل امتد إلى الآثار النفسية العميقة في نفوس السكان، التي تركتها الجريمة، حيث يعيشون في حالة من الخوف والرعب المستمر جراء استهدافهم المتكرر، وعند سماعهم لأي تحليق أو انفجار هنا أو هناك.
يقول أحد شهود العيان: “العدوان استهدف الشارع العام وسط محلات تجارية وبفضل الله ما انفجر، لو كان انفجر كان با تحدث مجزرة وحشية بحق الأبرياء”.
الاستهداف الممنهج للأسواق الشعبية يؤكد على رغبة العدوان في تدمير البنية التحتية الاقتصادية وتجويع الشعب اليمني، وعمل كل ما يفاقم من معاناتهم الإنسانية، كما أن استهداف الأسواق الشعبية جريمة حرب، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ويجب على العالم أجمع أن يقف صامداً ضد هذه الجرائم، وأن يعمل على تحقيق السلام العادل والدائم في اليمن.
3 يناير2020..4 شهداء وجرحى بينهم طفل وأمه بـ 3 غارات سعودية على منزل مواطن بصعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2020م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية، بـ 3 غارات وحشية على منزل أحد المواطنين، في منطقة بني معاذ بمديرية سحار، محافظة صعدة، أسفرت عن 3 شهداء بينهم امرأة وإصابة طفل، وحرمان أسرة بكاملها من حقها في الحياة، وتدمير منزلها على الأجساد، وتحويله إلى تابوت.
في قرية نائية من قرى مديرية سحار الحدودية حيث تعانق الجبال السماء وتشهد على صمود الإنسان، ألقت عليها طائرات العدوان قنابل متفجرة وصواريخ مدمرة، على منزل عائلة مسالمة، حولت لحظاتها السعيدة إلى جحيم، وكتبت بها فصولاً جديدة من مأساة المدنيين في اليمن.
قبل الغارات لم يكن المنزل مجرد مأوى، بل كان قلعة الحب والحياة، حيث تجمع أفراد العائلة حول مائدتهم البسيطة، يحلمون بمستقبل أفضل، ولكن العدوان شاء أن يقتحم هذا الصرح الهادئ، محولاً إياه إلى أنقاض ودماء.
ثلاثة أرواح بريئة فارقت الحياة في غمضة عين، بينهم امرأة كانت تحمل في أحشائها بذرة أمل جديدة، وطفل لم يذق طعم الحياة بعد، صور مأساوية لا يمكن نسيانها، حيث تحولت وجوه الضحايا البريئة إلى شاهدة على وحشية الحرب.
نظرات طفل جريح من فوق السرير، كانت كافية للتعبير عن المأساة والفاجعة، ووحشية الجريمة.
تلك الغارات الجوية لم تستهدف مجرد منزل، بل استهدفت الأمل والحياة، وأضافت إلى جراح اليمنيين جرحاً جديداً، تبقى هذه القصة شاهداً على حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون، وعلى ضرورة وقف هذا العدوان الغاشم.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم جزء من جرائم أكثر وهذا ما تم توثيقه بمشاهد حية، وتبقى الكثير منها طي الكتمان لا النسيان، حتى يحاسب مجرمي الحرب ويقدم قيادات العدوان إلى المحاكم الدولية والمحلية، وتتحقق العدالة لأهالي وأسر الضحايا ويعاد أعمار اليمن ودفع التعويضات.