دائرة البلديات والنقل – أبوظبي تطلق حَلَّين مدعومَين بالذكاء الاصطناعي لتسهيل إجراءات تراخيص البناء في الإمارة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أطلقت دائرة البلديات والنقل – أبوظبي حلولاً تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل إجراءات تراخيص البناء في أبوظبي، وهي منصة نمذجة معلومات البناء (BIM)، ونظام المراجعة الآلي للمخطّطات (APRS)، وروبوت الدردشة للمساعدة الافتراضية في الحصول على تراخيص البناء.
وتُسهم هذه النُّظم في تطوير منظومة البناء في أبوظبي، بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع تقنيات نمذجة معلومات المباني لتسهيل إجراءات تقديم تراخيص البناء ومراجعتها واعتمادها بكفاءة ودقة عالية، إضافة إلى خدمات منصة نمذجة معلومات البناء التي تشمل اختبارات الامتثال التلقائية لقوانين البناء، بالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحديد مشكلات الامتثال المحتمَلة بسرعة عالية ودقة فائقة، ما يساعد على تحقيق الالتزام بقوانين البناء.
وتتيح المنصة للاستشاريين تقديم الرسومات الهندسية بالطريقة التقليدية ثنائية الأبعاد، حيث يعمل النظام على تحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد لإجراء المراجعات الشاملة للمشروع. وتقدِّم المنصة دعماً متكاملاً بواسطة روبوت الدردشة الذي يُسهِّل على المستخدمين الوصول إلى المعلومات اللازمة عن قوانين وتشريعات البناء المعتمَدة في الإمارة، بهدف تعزيز الامتثال، وضمان اعتماد مخطّطات المشروع بسهولة أكبر.
ويدعم المساعد الافتراضي، الذي أطلقته دائرة البلديات والنقل – أبوظبي، الحصول على المعلومات المتعلقة بقوانين البناء وتشريعاته، وهو أداة دردشة افتراضية متطوِّرة مُصمَّمة لتسهيل الحصول على المعلومات اللازمة من قوانين وتشريعات خاصة بتراخيص البناء وبلغات متعددة، ما يوفِّر تجربةً سَلِسَةً وسهلةً للمعماريين والمهندسين والاستشاريين والمطوِّرين وأصحاب المباني.
وقال سعادة حمد المطوع، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والبنية التحتية في دائرة البلديات والنقل – أبوظبي: «نفخر بتوظيفنا حلول الذكاء الاصطناعي الرائدة لتحقيق التطوير المنشود في منظومة البناء في أبوظبي، في خطوة تؤكِّد التزامنا المستمر باعتماد أحدث التقنيات الذكية لتوفير دعم سريع ودقيق وسهل، ما يرفع مستوى الكفاءة في خدماتنا، ويدعم تحسين عمليات التطوير في أبوظبي، ومن خلال استمرارنا في الابتكار، فإننا نسعى إلى تعزيز مكانة أبوظبي وجهةً رائدةً في توظيف حلول التطوير العمراني المتقدمة».
وقال سعادة الدكتور عمر الشيبة، المدير التنفيذي لقطاع شؤون تكنولوجيا المعلومات في دائرة البلديات والنقل – أبوظبي: «يُعَدُّ دمجنا للتقنيات الحديثة، مثل نمذجة معلومات البناء المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والمساعد الافتراضي المتخصِّص في تشريعات وقوانين البناء في الإجراءات الخاصة بتراخيص البناء لدينا، أكثرَ من تطويرٍ لخدماتنا، حيث يُمثِّل صياغة تحوُّل شامل يعمل على تمكين المتعاملين من خلال توفير خدمات أذكى وأسرع وأكثر موثوقية، ويتماشى هذا الدمج الاستراتيجي مع خريطة طريق المدينة الذكية التي وضعتها دائرة البلديات والنقل، في خطوة تؤكِّد التزامنا الثابت بريادة مستقبل التطوير العمراني المدعوم بالتكنولوجيا الحديثة، ما يعزِّز مكانة أبوظبي في طليعة التطوير العمراني المبتكَر والمستدام».
وتسلِّط الحلول الجديدة، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، الضوء على التزام دائرة البلديات والنقل بتعزيز الابتكار والتحوُّل الرقمي في التطوير العمراني والخدمات البلدية، من خلال الدمج الاستراتيجي لحلول الذكاء الاصطناعي المتطوِّر، والتكنولوجيا المتقدِّمة، حيث تزيد كفاءة سَيْر العمل والامتثال، وتدعم تطوير المشاريع في أبوظبي، ما يجعلها نموذجاً متقدِّماً يدفع عجلة النمو المستدام والابتكار على المستويين الإقليمي والعالمي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دائرة البلدیات والنقل الذکاء الاصطناعی التطویر العمرانی تراخیص البناء فی أبوظبی البناء فی
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: النصب بالذكاء الاصطناعي.. احذروا فخ المحتالين
كان السؤال الذى طرأ على ذهنى: ماذا لو جلس جليل البندارى ليكتب اليوم سيناريو فيلم «العتبة الخضراء» الذى قدّمه للسينما فى عام 1959، هل يحتاج إلى مكتب يجلس فيه أحمد مظهر لينصب شِباكه حول الضحية، هل سيتم الاستعانة بصباح كوجه أنثوى قادر على استدراج المنصوب عليه، وهل سيكون هناك أدوار لمحمد صبيح وغيره ليقوموا بدور الموظفين لحبك القصة وإقناع «المغفل»؟
الحقيقة، إن جليل البنداري لن يحتاج حشو السيناريو بجمل كثيرة، ولن يحتار فطين عبدالوهاب، مخرج العمل، فى اختيار الممثلين، واختيار مواقع الكاميرات التى تنقل بها بين ميدان العتبة ومكتب أحمد مظهر، ففى عصر الذكاء الاصطناعى باتت الأمور أبسط من ذلك، وبات النصب لا يحتاج سوى إلى أجهزة متطورة تؤدى الغرض منها.
يؤكد ذلك وقائع الاحتيال خلال الأشهر الماضية، والتى تم استخدام تقنية «نسخ الصوت» القائمة على الذكاء الاصطناعى للإيقاع بالضحايا الذين وقعوا فى هذا الفخ، ففى الإمارات مثلاً، استطاع أحد اللصوص، استخدام صوت المدير التنفيذى لأحد البنوك الإماراتية، وطلب من أحد موظفى البنك، تحويلات مالية بملايين الدولارات إلى حسابات وهمية وصلت قيمتها إلى أكثر من 35 مليون دولار بسبب دقة تطابق الصوت المزيف مع الصوت الأصلى.
الأمر لا يقتصر على ذلك، فكثير من اللصوص، ينسخون أصوات مديرين تنفيذيين فى شركات الاستثمار، لإقناع موظفى الشركات بتحويل مبالغ كبيرة إلى حسابات خارجية غير معروفة، ومن أبرز الأمثلة أن إحدى شركات الاستثمار الأوروبية تعرضت لعملية احتيال بملايين الدولارات، بعد أن تلقّى مدير الحسابات اتصالاً بصوت مطابق لصوت المدير التنفيذى الذى كرر نفس اللعبة.
أيضاً، ضمن أبرز مظاهر النصب عبر الذكاء الاصطناعى، هو ما بات يُعرف بمكالمات «الجد والجدة»، والمقصود احتيال يستهدف كِبار السن، ويتم استخدام صوت مُقلّد لأحد أفراد الأسرة مثل الحفيد، لإقناع الجد أو الجدة بأنهم فى أزمة ويحتاجون إلى أموال بشكل عاجل، هذه الحوادث كثرت خلال الفترة الماضية فى أمريكا وكندا، ويستخدم فيها المجرمون التأثير العاطفى للوصول إلى غرضهم، كذلك الأمر بالنسبة لخدعة «الشركات الصغيرة» التى تُستخدم فيها الأصوات المقلدة لتقديم طلبات عاجلة تتضمن شراء معدات أو خدمات، مع وعد بتحويل الأموال لاحقاً، وخسرت شركات كثيرة مبالغ تُقدر بعشرات الآلاف من الدولارات.
ويتبقى النوع الأخير، وهو احتيال شركات الخدمات القانونية، إذ يتم استخدام صوت مقلّد لأحد العملاء لإجراء مكالمات مع مكاتب محاماة، وطلب خدمات قانونية عاجلة مع وعود بتسديد الأتعاب لاحقاً، وكالعادة وقعت المكاتب فى الفخ وخسرت أموالاً كثيرة.
تلك الوقائع مع اختلاف أنواعها، هى ما دفعت وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية «إف بى آى» إلى تصعيد تحذيراتها حول عمليات الاحتيال المتطورة تلك، كاشفة كيف يتم هذا، ومن خلال أى تقنية، على أمل أن يسهم ذلك فى الحد منها أو تحذير الضحايا.
وعلى العموم، فإن تجنب الوقوع ضحية لتقنيات الذكاء الاصطناعى الخاصة بنسخ الصوت، يحتاج إلى مجموعة من الاحتياطات، أولها، التأكيد على الهوية باستخدام قنوات مختلفة، ففى حالة تلقى مكالمة من شخص يطلب تحويلات مالية عاجلة، من الأفضل التحقق من هوية المتصل من خلال التواصل معه عبر قنوات أخرى مثل «البريد الإلكترونى، مكالمة عبر هاتف آخر»، فهذا يساعد فى التأكد من صحة الطلب.
كما تعد المصادقة الثنائية والمتعددة ضمن الطرق الوقائية أيضاً، إذ تعتمد على إضافة طبقة إضافية من الأمان، فيُطلب من المستخدمين إدخال رمز، أو تأكيد إضافى عند إجراء معاملات مالية، أو الوصول إلى الحسابات الحساسة، هذا يعزز إجراءات الأمان، كذلك تدريب وزيادة الوعى بين الموظفين على كيفية اكتشاف وتجنب الاحتيالات، خاصة التى تتضمن طلبات مالية مستعجلة، ويمكن تخصيص دورات تدريبية حول أساليب الهندسة الاجتماعية وتقنيات الاحتيال الحديثة.
تضم قائمة إجراءات الوقاية أيضاً، اعتماد بعض الشركات، خاصة الكبرى، على تقنيات متطورة لاكتشاف الأصوات المزيفة من خلال الذكاء الاصطناعى، وهى أدوات يمكنها تحليل نبرة الصوت وكشف التزييف، بالإضافة إلى تقليل المعلومات الشخصية المتاحة علناً، إذ يستقصى المحتالون عن الضحايا من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ويبقى الإجراء الأخير هو التحقق المسبق للمعاملات المالية الكبيرة، من خلال فرض بروتوكولات داخل المؤسسات، تتطلب موافقات متعددة أو وقتاً للتأكد قبل تنفيذ أى تحويل مالى كبير، مما يُعطى فرصة لكشف عمليات الاحتيال.