تأسست "الهاجاناه" كمنظمة عسكرية صهيونية، ولعبت دورًا حاسمًا في تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، بفضل تدريبها القوي وتسليحها المتقدم، تشكلت "الهاجاناه" كنواة أولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي الرسمي.

على الرغم من دورها الحاسم في تأسيس إسرائيل، فإن "الهاجاناه" تورطت في أعمال إرهابية وجرائم حرب ضد الفلسطينيين، وانضم إلى صفوفها عدد كبير من القادة الذين لعبوا أدوارًا قيادية في دولة إسرائيل فيما بعد.

فتح متحفي نجيب محفوظ وطه حسين بالمجان و50% خصم على إصدارات الثقافة   في ذكرى التحرير .. كيف استعادت مصر مدينة شرم الشيخ من إسرائيل؟

تلك الاتهامات تشمل ارتكاب أعمال إرهابية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين، يندرج ضمن هذه الأعمال تفجيرات وهجمات تستهدف المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، بالإضافة إلى تهجير السكان الفلسطينيين وتدمير قراهم ومدنهم لتمكين إقامة المستوطنات الإسرائيلية، وقد أدت تلك الأعمال إلى معاناة كبيرة للفلسطينيين وتفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

الهاجاناهعصابة الهاجاناه

في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين وتدفق المهاجرين اليهود إلى الأرض المقدسة، وأثناء نشوب الثورة العربية في عام 1920، أصبح واضحًا لليهود أن السلطات البريطانية وحدها غير قادرة على حماية المستوطنين اليهود وممتلكاتهم وضمان بقائهم على "أرض الميعاد".

هذا الوضع أثار شكوك القادة اليهود في قدرة منظمة هاشومير (منظمة صهيونية-بريطانية لحماية اليهود)، واضطروا لتشكيل جهاز عسكري خاص لحماية المهاجرين وممتلكاتهم. في يونيو عام 1921، تأسست منظمة جديدة خلفت هاشومير، وأطلق عليها اسم "الهاجاناه"، وكانت تتمتع بتجهيزات وقدرات عسكرية أفضل من هاشومير.

في السنوات التسع الأولى، نجحت الهاجاناه في الحفاظ على أمن وسلامة اليهود الجدد في فلسطين، وكانت تديرها إدارة مدنية تترأسها "يسرائيل جاليلى"، وعندما اندلعت الثورة العربية في عام 1929 وأودت بحياة نحو 130 مستوطنًا يهوديًا، انضمت آلاف الشباب الصهاينة المتطرفين إلى المنظمة، بدأوا بتهريب الأسلحة من الخارج وإنشاء ورش لتصنيع القنابل اليدوية والمعدات العسكرية الخفيفة، وتحولت الهاجاناه بذلك إلى جيش فعلي بعدما كانت مجرد ميليشيا تمتلك تدريبًا بدائيًا.

الهاجاناه

في عام 1936، بلغ عدد مقاتلي الهاجاناه حوالي 10,000 مقاتل، بالإضافة إلى 40,000 من قوات الاحتياط، خلال ثورة عام 1936، قامت الهاجاناه بحماية المصالح البريطانية في فلسطين وقمع الثوار الفلسطينيين، وعلى الرغم من عدم اعتراف القيادة البريطانية بالهاجاناه، فقد أبدى الجيش البريطاني تعاونًا كبيرًا في المعارك وتأمين المناطق.

فرضت الحكومة البريطانية قيودًا على الهجرة اليهودية إلى فلسطين للتهدئة والتواجه مع الضغط العربي، وبالتالي، قامت الهاجاناه بتنظيم مظاهرات معادية لبريطانيا وتنفيذ هجرات سرية غير قانونية لليهود من الخارج.

الهاجاناه

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قادت الهاجاناه حملة معادية لبريطانيا، حررت المهاجرون اليهود الذين احتجزتهم القوات البريطانية في معسكر "عتليت" وقاموا بتدمير سكك الحديد باستخدام المتفجرات، كما نظمت هجمات تخريبية استهدفت مواقع الرادار ومراكز الشرطة البريطانية في فلسطين، كما ارتكبت أعمال قتل ضد المدنيين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من المدن والقرى الفلسطينية لإقامة المستوطنات على أراضيهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهاجاناه الانتداب البريطاني الاحتلال الاسرائيلي التاريخ العربي السكان الفلسطينيين العصابات الصهيونية المدنيين الفلسطينيين تاريخ العرب فی عام

إقرأ أيضاً:

خسائر متوالية لجيش الاحتلال في لبنان.. هل فشل في المعارك البرّية؟

منذ أن وسّع الاحتلال الإسرائيلي، نطاق حرب الإبادة التي يشنّها على كامل قطاع غزة المحاصر، لتشمل مناطق في لبنان، عبر غارات جوية، وغزوا برّيا في جنوبه،  بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، توالت معطيات جيش الاحتلال بخصوص مقتل جنوده، كذا إصابة آخرين منهم.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، كشفت معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن إصابة 11 عسكريا. ووفق المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال، قد وصل عدد المصابين في غزة ولبنان والضفة الغربية منذ بداية الحرب لـ 5381 عسكريا، ارتفاعا من 5370 أمس الاثنين.

إلى ذلك، يكون 11 عسكريا إسرائيليا قد أصيبوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة؛ فيما لا يزال 21 من المصابين يعالجون بإصابات خطيرة، و218 بإصابات متوسطة، و17 إصاباتهم طفيفة.

كذلك، بحسب المعطيات نفسها، فإن 798 عسكريا قد قتلوا منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بينهم 376 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه. ولا يشمل هذا العدد المدنيين وعناصر الشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" ممّن قتلوا منذ بداية الحرب.

الاحتلال يخفي الحصيلة
كلّما نشر الاحتلال الإسرائيلي لحصيلة جديدة تخصّ مقتل أحد جنوده أو إصابتهم، رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بجُملة تغريدات ومنشورات تشير إلى كونه يقوم بـ"إخفاء حصيلة أكبر لخسائره البشرية في قطاع غزة ولبنان، ضمن حرب نفسية وحفاظا على معنويات الإسرائيليين".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن مقتل ستة من جنوده في معارك في جنوب لبنان. فيما نشر أسماء خمسة جنود قضوا في هذه المعارك، في حين لا يزال اسم الجندي السادس بانتظار موافقة على تعميمه، وفق بيان عسكري للاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت آنذاك، إذاعة جيش الاحتلال عن مقتل 107 جنود وضباط من لواء غولاني منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. وذكرت في الوقت نفسه أن عملية إجلاء الجنود المصابين والقتلى كانت معقّدة والجيش قد "احتاج وقتا من أجل فهم صورة الحادثة".


وبحسب ما أعلنته غرفة العمليات في حزب الله اللبناني، فقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر جيش الاحتلال، منذ بدء ما سمّاه بـ"المناورة البرية في جنوب لبنان"، عن أكثر من 100 قتيل و1000 جريح من ضباطه وجنوده.

كذلك، يبرز حزب الله، أنه تمّ تدمير 43 دبابة ميركافا، و8 جرافات عسكرية، وآليتي هامر، ومُدرعتين، وناقلتي جنود، وتم إسقاط 4 مُسيرات من طراز "هرميس 450"، ومسيرتين من طراز "هرميس 900".

يخادع الاحتلال بلعبة دموية من نوع آخر، من حيث لا ندري، لكنه يركز تماما في جريمته ويجيد ترتيبها، فيمارس هواية "تشتيت الزخم"، فيقصف لبنان والمصاب هناك جلل، ويسحب العيون إلى هناك، لكنه في الآن ذاته يرتكب مذابح جل ضحاياها أطفال، وبينهم جنين قُتل في بطن أمه وخرج من أحشائها.

فبدلًا من… pic.twitter.com/Zlm3RooNeJ — يوسف الدموكي (@yousefaldomouky) September 21, 2024 1️⃣Y3️⃣2️⃣D
????????????????
شعبهم يقول إنكم كاذبون… تسوّقون نصرا وهميا وعلى الواقع خلاف ذلك …

تكتيم إعلامي على خسائرهم … وتكتيم إعلامي على مواقع الصواريخ والمسيرات التي تدك المواقع العسكريه والحساسه داخل الكيان …

وتكتيم إعلامي على عدد القتلى من العسكريين …

لكنهم يستخدمون الحرب… pic.twitter.com/nGxmGoFVqv — د.أيسر Ayser (@aysardm) November 7, 2024
هل فشل الاحتلال في لبنان؟
دولة الاحتلال الإسرائيلي، كانت قد أعلنت بتاريخ 1 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عن بدء عمليتها العسكرية البرية ضد لبنان، حيث شملت غارات جوية وقصفا مدفعيا واغتيالات. 

عن حقيقة خسائر المحتلين.
لست ابتداء ممن يبالغون في قوة المقاومة قياسا بإمكانات العدو، فالفارق هائل في ميزان القوى، إذ تكفيه قوة الطيران الذي يعربد في الجو دون رادع.
لكن الحقيقة أن العدو لا يعلن سوى عن خسائره في القتلى، وطبعا لصعوبة إخفاء ذلك، من زاوية تأثيرها على عائلات أولئك… pic.twitter.com/vTKkzt5gQl — ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 13, 2023
غير أن قوات جيش الاحتلال، لم تتمكن إلى حدود اللحظة، من التمركز في أي قرية أو بلدة دخلت إليها، وذلك بسبب المقاومة التي تواجهها من قبل عناصر حزب الله. وهو ما وصفه عدد من المتابعين على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بـ"فشل الاحتلال الإسرائيلي في قلب لبنان".


إلى ذلك، أسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على لبنان، عن 3 آلاف و516 شهيدا و14 ألفا و929 جريحا، جلّهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن ما يناهز مليون و400 ألف نازح.

ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن "إسرائيل" جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • استمرار العدوان الإسرائيلي على جنوب بيروت.. وحزب الله يقصف تجمعا لجيش الاحتلال
  • وسائل إعلام فلسطينية: 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين جنوب شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة
  • محلل سياسي: إسرائيل تسعي إلى إخلاء المنطقة الشمالية لقطاع غزة من الفلسطينيين
  • فلسطين: ارتفاع حصيلة الشهداء في العدوان الإسرائيلي على جنين إلى 5
  • خونة وعملاء.. مغردون يتهمون إسرائيل برعاية لصوص مساعدات غزة
  • بعد قتل 20 لصا في غزة.. مغردون يتهمون إسرائيل بإدارة عصابات نهب المساعدات
  • خسائر متوالية لجيش الاحتلال في لبنان.. هل فشل في المعارك البرّية؟
  • كابوس غزة يلاحق رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال الإسرائيلي
  • وسائل إعلام العدو الإسرائيلي تعلن عن مقتل جندي وإصابة أربعة من قوات الاحتلال جراء طائرة مسيّرة استهدفت موقعاً عسكرياً وانفجرت وسط تجمع لجيش الاحتلال