بغداد اليوم- بغداد

 أكدت اللجنة المالية النيابية، اليوم الاثنين (22 نيسان 2024)، أن تركيا تسعى الى مضاعفة استثماراتها في العراق الى ثلاثة اضعاف، فيما اشارت الى ان زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تأتي في خضم اوضاع استثنائية تشهدها المنطقة. 

وقال عضو اللجنة مضر الكروي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "معدل التجارة بين بغداد وانقرة يتراوح من 16-18 مليار دولار سنويًا وهو محدد في 13 قطاع ابرزها المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية ومواد البناء خاصة وان العراق يشكل سوق كبير لمنتوجاتها".

 

زيارة بأوضاع استثنائية

واضاف، ان" زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد هي الاولى منذ سنوات طويلة وتأتي في خضم اوضاع استثنائية تعيشها منطقة الشرق الاوسط "، لافتا الى أن" انقرة تدرك اهمية العراق ودوره في المنطقة وهي تسعى الى خلق تفاهمات اقتصادية كبيرة خاصة مع قرب انطلاق المرحلة الاولى من طريق التنمية الذي سيكون بوابة اقتصادية كبيرة ليس لبغداد فحسب بل انقرة كونها المستفيد الاكبر من مشروع سيغير خارطة النقل البحري في العالم". 

واشار الكروي الى أن" انقرة تريد مضاعفة استثماراتها في العراق 3 اضعاف خلال السنوات الماضية خاصة وانها تتمتع بعلاقات جيدة وهي على معرفة بالاوضاع الداخلية وهي تحاول اقتناص الفرص الاستثمارية خاصة مع وجود حراك قوي في ملف الاعمار والخدمات يشمل حاليا 10 قطاعات ابرزها الاسكان".

بحث الملفات العالقة 

وفي وقت سابق من اليوم، طالب المركز العراقي الاقتصادي السياسي، الحكومة العراقية ان تكون زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى بغداد، بوابة لحل كثير من الملفات العالقة أهمها ملف المياه.

وقال مدير المركز وسام حدمل الحلو، في بيان تلقته "بغداد اليوم" ان "على الحكومة العراقية أن تستغل تلك الزيارة لطرح جميع الملفات العالقة مع تركيا بشكل واضح، وأن تعمل على الخروج بنتائج إيجابية مرضية للطرفين وبما يلبي تطلعات العراقيين، سيما وأن عديداً من اللقاءات تمت بين المسؤولين بالبلدين في السنوات الماضية لم تسفر عن نتائج عملية، ولم تخرج عنها إلا تصريحات دون فائدة، لا سيما فيما يخص ملف "المياه" الذي طال أمد حسمه بشكل كبير.

النفط والتأشيرة اولوية 

ويُبرز الحلو خمسة ملفات مهمة يحظيان بأولوية العراقيين، أولها "ملف المياه وخط نفط كركوك جيهان وطريق التنمية وإنشاء مدينة اقتصادية في جنوب العراق وتأشيرات دخول العراقيين إلى تركيا عبر شركة "غيت واي".

ويرى الحلو أن "قضية المياه هي الشغل الشاغل للعراقيين، وهذا الملف أهم من ملف   النفط في الوقت الحالي، رغم ان تركيا تضررت جراء توقف ضخ النفط العراقي عبر خط أنابيب كركوك جيهان والمغلق منذ شهر آذار الماضي والذي ينقل 500 الف برميل يوميأ من أقليم كردستان الى ميناء جهيان في تركيا والتي تترقب سوق النفط العالمية أعادة أستناف العمل به بعد أن توصل المركز والاقليم في اجتماع سابق لإمداد بغداد بـ250 ألف برميل يومياً عن طريق شركة تسويق النفط العراقي.

وبين أهم الملفات التي تهم العراقيين في هذا السياق، اشار الحلو الى موضوع تأشيرات دخول العراقيين إلى تركيا، على اعتبار أنه في السابق كان يتم استخراج الفيزا في غضون يوم أو يومين "أون لاين"، بينما أقرت تركيا تعديلات على إجراءات حصول العراقيين على التأشيرات، وذلك من خلال شركة "غيت واي"، وباشتراطات أشبه باشتراطات الحصول على "الشنغن" ويتم رفض منح التأشيرة للبعض.

ويضيف الحلو "هذه الإجراءات صعبت على العراقيين دخول تركيا، بينما كثير من العراقيين، بحكم القرب الجغرافي بشكل خاص، يفضلون الذهاب إلى تركيا، ومع نشاط التجاري وتجارة الملابس والحلي والعطور، وزيادة المعاملات التجارية، حتى أصبح استيرادنا شبه يومي على مستوى الفواكه والخضروات وكثير من المواد".

وأوضح الحلو أنه رغم أثر الضوابط الجديدة لمنح الفيزا لا زالت تركيا في صدارة واجهة السياح العراقيين، وتبلغ عدد الرحلات الجوية اكثر من 150 رحلة في الاسبوع الواحد، وتتم عن طريق الخطوط الجوية التركية والخطوط الجوية العراقية وشركة فلاي بغداد وعدد من شركات الطيران الاخرى والتي تتوزع الـ 150 رحلة اسبوعين على مطارات بغداد والبصرة والنجف وكركوك واربيل.

 وبين الحلو ان في العام 2022، سجل التبادل التجاري بين البلدين 15.2 مليار دولار حيث وصلت الصادرات التركية إلى 13.8 مليار دولار، اما الصادرات العراقية فكانت 1.4 مليار دولار، ما يعني ان العراق أكثر البلدان استيراداً للبضائع من تركيا، لا سيما في قطاعات الملابس والأثاث والمواد الغذائية، فضلاً عن الاستثمارات العراقية في تركيا، حتى أن العراقيين يعدون من أكثر مشتريين العقارات في تركيا.

وختم الحلو بيانه، بالقول انه "وفي ضوء تطور العلاقات التجارية بين البلدين، رغم الملفات العالقة وعلى رأسها ملف "المياه" والتي يُنتظر حسمها بشكل واضح وبجدول زمني محدد، نرى أن الفرصة سانحة امام العراق وتركيا من أجل التوصل لتفاهمات أوسع من خلال الزيارة المرتقبة للرئيس التركي، ولا سيما في ظل مشروع طريق التنمية الذي يتبناه العراق، ومساهمة تركيا فيه".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في تصريح صحفي تابعته "بغداد اليوم" إن أردوغان، سيزور بغداد وأربيل، وسيجتمع مع كل من نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وسيتم خلال الزيارة توقيع أكثر من 20 اتفاقية مع العراق، وأعرب فيدان، عن اعتقاده بأن العلاقات التركية العراقية ستكون مثالا مهما في المنطقة، وخاصة مع تنفيذ مشروع "طريق التنمية" الذي يوليه الرئيس أردوغان أهمية كبيرة.

 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الملفات العالقة طریق التنمیة بغداد الیوم ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

تل أبيب تصافح الكرد إعلاميًا وتساوم تركيا سياسيًا

بغداد اليوم - كردستان

أثار التصعيد الإقليمي الأخير وما رافقه من توتر في الخطاب الإعلامي بين تركيا وإسرائيل، تساؤلات حول ما إذا كانت تل أبيب ستتجه نحو دعم سياسي أو إعلامي أكبر للقضية الكردية في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا، كرد فعل على موقف أنقرة من الحرب في غزة.

وفي هذا السياق، قال الباحث في الشأن السياسي لطيف الشيخ، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "إسرائيل تحاول اللعب على وتر الأقليات والطوائف في المنطقة، كما فعلت سابقًا مع الدروز في سوريا، وتحاول اليوم إظهار نفسها كداعمة للكرد في شمال شرق سوريا".

لكنه استدرك بالقول: "هذا الدعم – حتى إن حصل – سيكون ضمن حدود الإعلام والدعاية فقط، ولن يرتقي إلى مستوى الدعم المالي أو السياسي أو العسكري، لأن إسرائيل لا تقدم مثل هذا النوع من المساندة إلا إذا كان يصب بشكل مباشر في مصالحها الاستراتيجية بعيدة المدى".

وأضاف الشيخ أن "رغم ما يبدو من عداء بين إسرائيل وتركيا في بعض الخطابات الإعلامية، إلا أن هناك علاقات عميقة بين الطرفين، تشمل ملفات اقتصادية وتجارية وأمنية لا يمكن الاستهانة بها، ومن غير المرجح أن تضحي بها تل أبيب بشكل فعلي".

وأشار إلى أن "مشروع إنشاء دولة كردية يتجاوز قدرات إسرائيل وحدها، فهو مشروع معقد يرتبط بتوافقات دولية وإقليمية كبرى، ولا يمكن تحقيقه فقط من خلال دعم طرف واحد، ما يعني أن الحديث عن دعم إسرائيلي حقيقي لإنشاء دولة كردية لا يعدو كونه ورقة ضغط سياسية تُستخدم ظرفيًا ضد تركيا أو إيران".

تقارب الكرد مع إسرائيل

وترتبط إسرائيل بعلاقات غير رسمية مع أطراف كردية، خصوصًا في إقليم كردستان العراق، منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد ظهرت في مناسبات سابقة مؤشرات على وجود تعاون استخباري أو دعم إعلامي غير مباشر، وهو ما دفع خصوم الإقليم، وخصوصًا في بغداد وطهران، إلى اتهامه بالتقارب مع تل أبيب.

لكن بالمقابل، لم تعلن إسرائيل بشكل رسمي أي دعم لإنشاء دولة كردية، رغم تأييد بعض السياسيين الإسرائيليين للفكرة في مناسبات إعلامية. وتفسر بعض الأوساط ذلك بأن تل أبيب تستخدم هذا الملف لتوجيه رسائل إلى خصومها في المنطقة، أكثر من كونه جزءًا من سياسة استراتيجية مستقرة.

التوتر التركي – الإسرائيلي وتأثيره

وتشهد العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترًا متصاعدًا منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول 2024، حيث اتخذت أنقرة مواقف علنية داعمة للفلسطينيين، رغم استمرار التعاون الاقتصادي مع تل أبيب. وبرزت مؤخرًا دعوات إعلامية في إسرائيل للتعامل مع تركيا كخصم إقليمي، وهو ما أعاد للواجهة سيناريو "دعم الكرد" كوسيلة للضغط على أنقرة.

ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل تحاول دائمًا استخدام أوراق الأقليات في الشرق الأوسط كأدوات توازن، دون الانخراط المباشر في صراعات قد تضرّ بعلاقاتها الدولية أو تحرجها أمام حلفائها الغربيين.

مقالات مشابهة

  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الرسمي الأربعاء
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الرسمي الأربعاء - عاجل
  • مصرف جي بي مورغان الأمريكي يعلن استعداده لتمويل عدد من المشاريع الاستثمارية في العراق
  • أكثر من (5) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأربعاء
  • الانتخابات العراقية: استحقاق وطني لا يحتمل التأجيل
  • العراق يقترح تشكيل مجلس “وزراء التجارة العرب”
  • توقيف البلوجر العراقية همسة ماجد في بغداد بسبب دعوى نشر
  • بزيادة قدرها 14%.. وزير الاستثمار: التبادل التجاري بين مصر وفرنسا 2.8 مليار دولار
  • تل أبيب تصافح الكرد إعلاميًا وتساوم تركيا سياسيًا