عربي21:
2025-02-16@16:22:59 GMT

حول متغيرات موقف تركيا من حماس وغزة

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

للمرة الأولى منذ بدء العدوان على غزة، جمع لقاء علني ورسمي بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، وبدعوة رسمية من الأخير. يستمد اللقاء أهميته أولا من علانيته، إذ حصل على الأغلب لقاء -أو أكثر- بين الرجلين دون إعلان رسمي عنه في وقته، كما يستمدها من سياقه المرتبط أساسا بمستجدات الموقف التركي من العدوان "الإسرائيلي" على غزة ومن التصريحات التي سبقته وتلته من الجانبين.



الحديث عن الزيارة أتى على لسان أردوغان نفسه ثم وزير خارجيته هاكان فيدان الذي اجتمع مع قيادة حماس في الدوحة، حيث قدّم واجب العزاء لهنية باستشهاد ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده، إضافة لتداول مستجدات العدوان. كما كان الرئيس التركي، بين يدي إعلانه عن الزيارة/الاستضافة، وصف حماس مجددا بأنها حركة مقاومة وليست منظمة إرهابية، وشبهها بالقوى الوطنية التركية التي خاضت حرب الاستقلال في الربع الأول من القرن الماضي، وهو توصيف لاقى استحسانا شديدا من حاضنة حزب العدالة والتنمية وداعمي القضية الفلسطينية ومقاومتها واستاء منه حزب الشعب الجمهوري المعارض بشكل لافت وعلني.

كما أن الزيارة أتت بعد قرار الحكومة التركية تقييد تصدير 54 منتجا لدولة الاحتلال في التاسع من نيسان/ أبريل الجاري "حتى تعلن إسرائيل وقفا فوريا لإطلاق النار بغزة وتسمح بتقديم مساعدات كافية ومتواصلة للفلسطينيين".

خطاب جديد لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بخصوص حماس (التشبيه بالقوى الوطنية لحرب الاستقلال التركي)، وقرار مستجد بخصوص التجارة مع الاحتلال، ولقاء رسمي وعلني أول منذ بدء الحرب
في حينه، رُبط هذا القرار برفض دولة الاحتلال السماح لتركيا بالمشاركة في إنزال المساعدات ومواد الإغاثة لغزة من الجو مثل دول أخرى، لا سيما وأن فيدان أشار لهذا الأمر، إلا أن صدور القرار بعد مدة من الرفض يشير لديناميات مختلفة ومشتركة بين القرار والزيارة/ الاستضافة.

بيد أنه من المهم أولا الإشارة إلى أن القرار شمل "تقييد" التصدير لا "وقفه" وبعض البضائع لا كلها، وأنه تسبب بجدل إضافي في تركيا وخارجها، إذ أثبت أنه كان دائما من الممكن للحكومة التدخل في موضوع التجارة مع الاحتلال رغم أن معظمها يتعلق بالقطاع الخاص، على عكس السردية التي روجها كتّاب ونشطاء مقربون من الحزب، وبالتالي فقد كان قرارا متأخرا مع عدم إنكار إيجابيته.

كما أن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ووزير الاقتصاد الأسبق، نهاد زيبكجي، دعا في تصريحات له قبل أيام لإعادة النظر في القرار واعتماد "عملية فلترة أكثر حساسية" للتجارة مع دولة الاحتلال، مدافعا عن "أقسام في التجارة لا تضر أحدا" مع "إسرائيل" التي "تجمعنا معها اتفاقية تجارة حرة"، ما أوحى باحتمال العودة عن القرار أو تعديله.

وعليه، نكون أمام خطاب جديد لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بخصوص حماس (التشبيه بالقوى الوطنية لحرب الاستقلال التركي)، وقرار مستجد بخصوص التجارة مع الاحتلال، ولقاء رسمي وعلني أول منذ بدء الحرب (كان هناك اتصالات هاتفية على الأقل).

بالعودة لنقاش أسباب هذه التحولات ودوافعها الرئيسة، لا يبدو -مجددا- أن الرفض "الإسرائيلي" لمشاركة أنقرة في إلقاء المساعدات من الجو سبب كاف لتفسير كل ما سبق، ما يدعو للبحث عن أسباب ودوافع أخرى أكثر تأثيرا.

المتغير الأول المنطقي هو نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا التي تراجع فيها العدالة والتنمية أمام الشعب الجمهوري للمرة الأولى، واعترف أردوغان نفسه أن موقف حزبه وحكومته من العدوان "الإسرائيلي" على غزة كان أحد أسبابه، حيث قال إنهم "فعلوا كل ما بوسعهم من أجل غزة، إلا أنهم فشلوا في إقناع البعض بذلك"، مشيرا لاستغلال بعض الأحزاب المنافسة لذلك.

مما يدعم هذه الفرضية أن الخطوات المذكورة، وخصوصا القرار المتعلق بالتجارة مع الاحتلال، كانت ممكنة قبل اليوم وعلى مدى شهور العدوان على غزة إلا أنها لم تبصر النور إلا بعد الانتخابات المحلية، رغم أن شيئا جوهريا في الحرب على غزة لم يتغير مؤخرا.

العامل الثاني هو ولا شك صمود شعب غزة ومقاومتها رغم كل جرائم الحرب التي اقترفها الاحتلال والدعم الدولي الذي حصل وما زال يحصل عليه ولا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية. اليوم، يتزايد الحديث إقليميا ودوليا عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من العدوان على القطاع ويزداد زخم الاحتجاجات عليه وعلى الحكومات الغربية الداعمة له وكذلك الدعوات لوقف العدوان وإدخال المساعدات، بل والدعوات لوقف الحرب من داخل دولة الاحتلال نفسها.

كما أنه لا ينبغي إغفال متغيرات إقليمية ودولية على جانب كبير من الأهمية والتأثير في السياق. في مقدمة ذلك ارتفاع حدة نبرة الإدارة الأمريكية تجاه حكومة نتنياهو بخصوص خططه لعملية برية في رفح، مما قد يكون شجع الحكومة التركية على مواقف أكثر حدة منها، إذ أن أحد تخوفات الأخيرة أن تؤدي مواقفها من العدوان لتوتير العلاقات مع واشنطن والرئيس على وشك زيارة البيت الأبيض.

كما أن التوتر الأخير بين إيران ودولة الاحتلال، بما يشمل إنعاش احتمالات توسع الحرب في المنطقة، يبدو ماثلا أمام صانع القرار التركي ودافعا له للعب أدوار أكثر مركزية، لا سيما إذا ما وضعنا في الحسبان حالة التنافس الضمنية بين أنقرة وطهران في الملف الفلسطيني مؤخرا.

وأخيرا، أتت المتغيرات الأخيرة في ظل إشاعات تدّعي بحث حركة حماس عن مقر بديل للدوحة، بدعوى أن الأخيرة تتعرض لضغوط أمريكية غير مسبوقة لدفع حماس للقبول بوقف إطلاق النار بشروط مجحفة أقرب لإعلان الاستسلام. وقد دفع ذلك البعض لوضع الزيارة في إطار حديث حماس مع أردوغان لتكون إسطنبول مقرا بديلا للحركة.

ثمة الكثير مما يمكن أن يقال في تفصيل هذه النقطة ونقاشها، لكن بالمقدار الذي تسمح به مساحة هذا المقال يمكن القول إن فكرة استبدال إسطنبول بالدوحة ليست منطقية ولا مرجحة، فلا قطر ستطرد حماس ولا إسطنبول بعيدة عن الأخيرة، إذ تتردد إليها بعض قياداتها بشكل علني بين الحين والآخر، السؤال الأهم، ختاما، حول ما بعد زيارة هنية لتركيا هو آفاق الموقف التركي بخصوص العدوان "الإسرائيلي" على غزة والخطوات التي يمكن للحكومة التركية اتخاذها في هذا الإطار، وهي عديدة وتقع في إطار الممكن الذي لن يجلب لها مشاكل مع الإدارة الأمريكية أو غيرهابل إن "إسرائيل" تدعي وجود مكاتب لها على الأراضي التركية كانت ضمن اشتراطاتها لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا (وهو ما لم يحصل)، كما أنه من غير المنطقي أن تذهب حماس للقاء رسمي وعلني مع أردوغان بهذه الطريقة لطلب بديل عن الدوحة.

المرجح أن تكون تركيا فعّلت دورها كإسناد للموقف القطري وليس منافسته أو سحب البساط من تحته، لا سيما وأن الضغوط الأمريكية حقيقية وخصوصا من بعض أعضاء الكونغرس. كما أن أنقرة تحاول منذ بداية العدوان أن يكون لها دور في الوساطة، وهو ما رفضته حكومة نتنياهو ولا نعتقد أنه حصل تغير ملموس على هذا الصعيد مؤخرا.

السؤال الأهم، ختاما، حول ما بعد زيارة هنية لتركيا هو آفاق الموقف التركي بخصوص العدوان "الإسرائيلي" على غزة والخطوات التي يمكن للحكومة التركية اتخاذها في هذا الإطار، وهي عديدة وتقع في إطار الممكن الذي لن يجلب لها مشاكل مع الإدارة الأمريكية أو غيرها.

تصريحات الوزير الأسبق زيبجكي تلقي بظلال من الشك، لكن ثمة من يرى بأن درس الانتخابات المحلية كان قاسيا وما زال حاضرا ما يدفع للرغبة بخطوات حقيقية هذه المرة، كما أن المتغيرات الإقليمية والدولية تساعد على ذلك، فهل نرى خطوات عملية إضافية من أنقرة تجاه غزة وحماس؟

twitter.com/saidelhaj

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس أردوغان الإسرائيلي الفلسطينية تركيا إسرائيل تركيا فلسطين حماس أردوغان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجارة مع الاحتلال العدالة والتنمیة من العدوان لا سیما على غزة کما أن

إقرأ أيضاً:

العدوان على الضفة - آخر تطوّرات الأحداث في جنين وطولكرم

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 21 على التوالي، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري مترافقا مع تعزيزات عسكرية وحصار شامل.

وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال واصلت خلال ساعات الليل الماضية الدفع بجنودها وآلياتها إلى المدينة من حاجز "تسنعوز" العسكري غربا، حيث تجوب شوارع المدينة وأحياءها، خاصة الشمالية والشرقية، متزامنا ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.

وأضافت، أن قوات الاحتلال تمركزت على شارع العليمي، وشارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأوقفت المركبات، وفتشتها، ودققت في هويات ركابها، وأخضعتهم للاستجواب.

وما زالت قوات الاحتلال تستولي على عدد من المنازل في الحيين الشرقي والشمالي للمدينة، خاصة القريبة والمحاذية لمخيم طولكرم، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها منها.

واعتقلت تلك القوات شابين من ضاحية ذنابة شرق طولكرم، بعد مداهمة منزليهما، وهما: أحمد عبد ربه وعبد الباسط ملوح، في الوقت الذي داهمت منزل عائلة العنبص، وقامت بتفتيشه، وتخريب محتوياته.

وشهد مخيما طولكرم ونور شمس، حشودا كبيرة لقوات المشاة، حيث داهمت منازل المواطنين وفتشتها وخربت محتوياتها تحديدا في حارات المنشية والجامع والجورة والشهداء والمدارس في مخيم نور شمس، وسط حصار مطبق وعدوان مستمر، ما فاقم الظروف الصعبة مع نزوح آلاف السكان قسرا الذين فاق عددهم 15 ألف نازح من المخيمين.

وأفاد شهود عيان لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال تقوم بتفجير أبواب المنازل وتحطيمها في مخيم نور شمس، عند مداهمتها وتشرع بتدمير محتوياتها من ابواب ونوافذ وأثاث، كما استخدمت مواطنين كدروع بشرية عند مداهمة المنازل وإدخال طائرات تصوير اليها، ما يبث حالة من الخوف والارباك عند السكان.

وأضاف شهود العيان، أن قوات الاحتلال ألحقت دمارا وتخريبا في المنازل التي استولت عليها وحولتها إلى ثكنات عسكرية في حارة جبل النصر في المخيم، وقامت بتمزيق القرآن الكريم، ورميه على الأرض، وهو ما حصل في منزل المواطن حسين ضميري.

وفي تطور لاحق، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الضوئية في أجواء مخيم طولكرم، تركزت في حارة المطار يرافقها إطلاق الرصاص الحي، وعمليات تفتيش وتمشيط في المنطقة.

في غضون ذلك، واصلت جرافات الاحتلال أعمال تدمير وتجريف ما تبقى من البنية التحتية في المخيمين، والتي طالت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، وسط سماع دوي أصوات الرصاص الحي وانفجارات ضخمة.

وفي السياق، ما زالت المدارس ورياض الأطفال في المدينة ومخيميها وضواحيها مغلقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، حيث تم تحويل العملية التعليمية الى النظام الالكتروني، وذلك حفاظا على سلامة الطلبة والهيئات التدريسية في ظل استمرار انتشار قوات الاحتلال وآلياتها في كافة أنحاء المدينة وضواحيها، مع الحصار المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس.

‫في الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم التاسع على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

جنين

يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، مخلّفا 25 شهيدا، وعشرات الإصابات، وتدميرا واسعا في الممتلكات والبنية التحتية.

وينتشر الطيران الحربي والمسير بشكل مكثف في سماء مدينة جنين، ويحول الاحتلال منازل المواطنين لثكنات عسكرية، كما نشر فرق المشاة بالقرب من جامع الاسير في مخيم جنين، ويستمر بدفع قوات كبيرة من جيشه الى عمق مخيم جنين.

وتمركزت قوات الاحتلال فجر اليوم بالقرب من محطة النمر للمحروقات في مدينة جنين، وأطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف في محيطها.

ومع استمرار عدوان الاحتلال على مخيم جنين، يتكشف الدمار الهائل يوما بعد يوم في منازل وممتلكات ومحال المواطنين في احياء وشوارع المخيم، فيما تتواصل التعزيزات العسكرية مصحوبة بالجرافات وصهاريج الوقود الى مداخل ومحيط المخيم، وسط أعمال هدم وتجريف في منطقة شارع مهيوب بمخيم جنين.

كما دمر الاحتلال منزل الشهيد أمجد الفايد، ومنازل أعمامه الشهداء امجد وعصام ومحمد الفايد في مخيم جنين.

واقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة جنوب جنين، واعتقلت شابا، كما اقتحمت فجرا بلدة اليامون، وداهمت منازل، ودمرت محتوياتها.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار الضفة الغربية المحلية إصابة 15 فلسطينيا جراء هجوم مستوطنين شرق بيت لحم الشرطة: مقتل مواطن في إطلاق نار بمدينة نابلس إسرائيل تواصل عدوانها على طولكرم وجنين - أبرز التطوّرات الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في شمال الضفة ويبدأ العمل بمنطقة جديدة محافظة جنين: الاحتلال دمر المخيم بالكامل وهجر أكثر من 20 ألف مواطن قسرا "التنمية" تتحدث عن جهودها لإغاثة النازحين من مخيمات شمال الضفة وغزة خبير مالي: الاقتصاد الفلسطيني يشهد أزمة خانقة منذ 7 أكتوبر عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عملاق ألماني في مجال الطاقة ينسحب من تركيا
  • السامعي والعيدروس يثمنان موقف قائد الثورة من مخططات تهجير الفلسطينيين
  • ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 48271 والجرحى إلى 111693 منذ 7 أكتوبر 2023
  • العدوان على الضفة - آخر تطوّرات الأحداث في جنين وطولكرم
  • مصدر مطلع:المشاريع التي تفتح هي أصلاً مشاريع قديمة والفساد هو القرار السياسي
  • ترامب: القرار بيد إسرائيل.. بعد إفراج حماس عن 3 رهائن
  • ترامب: القرار بيد إسرائيل.. بعد إفراج حماس عن الرهائن
  • ما هي رسائل المقاومة التي ظهرت على منصة التسليم ؟
  • عدوان الاحتلال على جنين .. تدمير 470 منزلاً ومنشأة
  • الاحتلال يواصل عدوانه على جنين وطولكرم