ميتا: شريكة لـ “إسرائيل” في حرب الإبادة على قطاع غزة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
دمشق-سانا
لا مكان آمنا في قطاع غزة.. أن تكون في أي شبر منه يعني أنك قد تستشهد أو تصاب في أي لحظة جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي لكن هذا الاحتمال يتضاعف إن كان لديك حساب على تطبيق التواصل الاجتماعي (واتس أب)، حيث تتحول إلى هدف يلاحقه الاحتلال بدقة وقد تتعرض أنت وعائلتك لغارة جوية تحولك إلى أشلاء تحت أنقاض منزلك بناء على بيانات مجموعات تطبيق واتس أب التي تشترك بها، حيث تزود شركة ميتا التي تملك التطبيق جيش الاحتلال بها لتغذية نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي “لافندر” الذي يستخدمه الاحتلال لقتل الفلسطينيين في القطاع.
مهندس البرمجيات ورائد الأعمال الأميركي بول بيغار مؤسس مبادرة (التكنولوجيا من أجل فلسطين) كشف ذلك في مقال نشره بمدونته على موقع غوغل بلوغر، أوضح فيه أن هناك تفصيلاً مهماً لا تتم مناقشته عند الحديث عن نظام لافندر وهو أن “إسرائيل ” وخلال المذبحة التي ترتكبها في غزة تقتل أشخاصاً على أساس وجودهم في نفس مجموعة الـ واتس أب التي تضم أي شخص تعتبره هدفاً من أهدافها، وتتعمد استهدافهم عندما يكونون مع أسرهم في منازلهم، مشيراً إلى أن شركة ميتا متواطئة في ذلك في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والتزاماتها تجاه حقوق الإنسان ما يثير الكثير من التساؤلات حول ادعاءات الخصوصية والتشفير الخاصة التي تدعي ميتا توافرها بخدمة الرسائل الخاصة في تطبيق واتس أب.
وكان تحقيق صحفي نشرته الوسيلتان الإعلاميتان الإسرائيليتان “+927 ماغازين” و”لوكال كول” مطلع الشهر الجاري كشف أن نظام لافندر يقوم بتحليل المعلومات التي تم جمعها عن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من خلال نظام مراقبة جماعي، وأنه سجل نحو 37 ألف فلسطيني ومنازلهم في القطاع كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، فيما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر استخبارية إسرائيلية أن “لافندر” الذي طورته الوحدة 8200 في قسم استخبارات النخبة بجيش الاحتلال ساعد في قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، مبينة أن الشهادات التي حصلت عليها تشير إلى أنه تم استخدام ذخائر غير موجهة تعرف باسم “القنابل الغبية” في الهجمات التي نفذت بعد تحديد الأهداف من طرف “لافندر” ما أدى إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها.
إثر هذه التسريبات أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن حملة القصف التي يشنها الجيش الإسرائيلي تشمل الذكاء الاصطناعي كأداة لتحديد الأهداف، ولا سيما في المناطق السكنية المكتظة بالسكان ما أدى إلى ارتفاع مستوى الخسائر في صفوف المدنيين، وقال: “لا ينبغي تفويض أي جزء من القرارات المصيرية المتعلقة بالحياة أو الموت والتي تؤثر على عائلات بأكملها إلى حسابات تجريها الخوارزميات بدم بارد”.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا إلى تحقيق على مختلف المستويات المحلية والدولية في انخراط كبرى شركات التكنولوجيا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية في التسبب بمقتل مدنيين فلسطينيين في حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بما يفضي إلى مساءلة ومحاسبة تلك الشركات بحال ثبت تواطؤها أو عدم بذلها للعناية الواجبة لمنع الوصول إلى المعلومات الخاصة بمستخدميها وإلزامها بضمان تجنب إساءة توظيف خدماتها في مناطق الحرب وانتهاك خصوصية مستخدميها.
ونبه الأورومتوسطي إلى تواتر التقارير بأن “إسرائيل” تستخدم عدة أنظمة تكنولوجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل “غوسبل” و”فاير فاكتوري” و”لافندر” و”وير ايز دادي”، وجميعها تعمل ضمن منظومة تهدف إلى رقابة الفلسطينيين وتتبعهم ورصد تحركاتهم بشكل غير قانوني، وتعمل على تعريف الأماكن والأشخاص وتحديدهم كأهداف للقصف بناء على معلومات محتملة لا تتعلق بالموقع أو الشخص ذاته في غالبية الحالات، بل من خلال البحث عن القواسم والأنماط المشتركة بين عموم الأشخاص في قطاع غزة.
سياسات وممارسات كبرى شركات التكنولوجيا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي العالمية وفي مقدمتها ميتا المتواطئة مع الاحتلال ليست جديدة ولا تثير أي استغراب إذ طالما عملت هذه الشركات على التعمية عن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والترويج لادعاءاته وأكاذيبه بمقابل إسكات أصوات الفلسطينيين وجميع الأصوات الداعمة لهم ولحقوقهم، وبدأ هذا التواطؤ واضحا وضوح الشمس خلال حرب الإبادة على القطاع من خلال حجب أو حذف المنشورات الداعمة لفلسطين وإغلاق الصفحات التي تفضح جرائم الاحتلال ورغم ذلك تتعالى الأصوات في جميع أنحاء العالم بمظاهرات حاشدة لم يستطع أحد أن يمنع خروجها مطالبة بضرورة وقف حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني لاستعادة جميع حقوقه الوطنية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: حرب الإبادة قطاع غزة واتس أب
إقرأ أيضاً:
“كعك” العيد.. نافذة لانتزاع بسمة من أطفال غزة وسط الإبادة والمجاعة
غزة – تصر نساء فلسطينيات داخل أحد مراكز الإيواء بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة على إعداد كعك العيد رغم استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وما يرافقها من جرائم التجويع والقتل، في محاولة منهن لانتزاع بسمة من وجوه أطفالهن الذين أنهكتهم الحرب.
ورغم حالة الألم والقهر والحسرة التي تلف قلوب تلك الفلسطينيات على ما فقدنه خلال الإبادة من منازل وأحباء إلا أنهن يسعين من أجل توفير الحد الأدنى لأطفالهن وإنقاذهن من دائرة “الحرمان” التي تدفع إسرائيل فلسطينيي غزة إليها عبر التجويع.
ويحل عيد الفطر على فلسطينيي غزة لهذا العام، وسط ظروف إنسانية واقتصادية صعبة في وقت تصعد فيه إسرائيل من جرائم إبادتها الجماعية بارتكاب المجازر والتجويع والتعطيش.
ومنذ 2 مارس/ آذار الجاري، تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة عبر إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، حيث باتت الأسواق شبه خالية من البضائع فيما ترتفع أسعار المتوفر منها لمستويات كبيرة ما يحول دون قدرة الفلسطينيين الذين حولتهم الإبادة الإسرائيلية إلى فقراء.
تواصل هذا الإغلاق ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق ما حذرت منه حركة “حماس” الجمعة.
والأسبوع الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة دخول القطاع أول مراحل المجاعة جراء إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات التي تشكل شريان الحياة للفلسطينيين بغزة.
**إصرار على الحياة
في مشهد يحمل في طياته تناقضا لكنه يعكس إصرارا كبيرا على الحياة، تجلس الفلسطينية كوثر حسين أمام فرن مصنوع من الطين تم وضعه في أحد زوايا مركز الإيواء وتحاول إشعال النار تمهيدا لخبز كعك العيد، فيما تقصف المدفعية الإسرائيلية مناطق مختلفة من القطاع.
إشعال النيران باتت من المهام التي تثقل كاهل الفلسطينيات بغزة لما تتطلبه من جهد ووقت كبير حيث يتم ذلك باستخدام قطع الكرتون والأخشاب، بعدما نفد غاز الطهي من القطاع جراء الإغلاق الإسرائيلي.
دون أن تكترث للدخان المنبعث من عملية الاحتراق، تدخل حسين الأواني التي تم ترتيب قطع الكعك عليها تباعا من أجل خبزها.
وتقول بينما تخبز الكعك: “الأجواء حزينة جدا هنا، لقد فقدنا الكثير من الأقارب والأحباب، ونعاني من حصار وأزمة إنسانية كبيرة”.
وأوضحت في حديثها للأناضول، أنه رغم الفقد والحرمان الذي يعاني منه النازحون الفلسطينيون وفقدان مستلزمات الحياة الأساسية، إلا أنهن يحاولن صناعة الحياة رغم الدمار والموت.
وتابعت: “نحن شعب يحب الحياة، لا نريد لأطفالنا أن يعيشوا هذا الحرمان، نحاول أن نوفر لهم من كل شيء القليل”.
وأشارت إلى أنها كانت تصنع في الأعياد التي سبقت حرب الإبادة الجماعية نحو 9 كيلو جرامات من الكعك، إلا أنها ستكتفي هذا العام بكيلو واحد فقط من أجل زرع البهجة في قلوب الأطفال المتعبين من الحرب.
ورغم الحزن، إلا أن إظهار مظاهر الفرح بالعيد فهي من “شعائر الله التي يجب إحياؤها”، كما قالت.
**بهجة رغم الإبادة
الفلسطينية “أم محمد” تحاول تعويض أطفالها وأحفادها عن مستلزمات العيد بـ”توفير الكعك لهم”.
وفي ظل شح الدقيق والمواد الخام المستخدمة في صناعة الكعك، تحاول الفلسطينيات توفير البدائل والاكتفاء بما يتوفر لديهن من القليل من التمور، وذلك في إطار إحياء الشعائر الدينية وزرع الفرح على وجوه الأطفال.
وتقول “أم محمد” للأناضول، إنها تمكنت من صناعة القليل من الكعك من أجل تعويض الأطفال عما فقدوه من طقوس الأعياد خلال الإبادة.
وتتابع: “الحزن يلف الأطفال، نحاول أن نفرحهم بتوفير كعكة لكل واحد منهم، وهذا ما نستطيع توفيره”.
وأشارت إلى أن الأطفال ومع اقتراب العيد، يتساءلون عن الملابس الجديدة التي اعتادوا عليها ما قبل الإبادة، إلا أن هذا السؤال يشكل ألما مضاعفا لذويهم، فيحاولون تعويضهم بإعداد الكعك.
ورغم ذلك، إلا أن مئات الآلاف من العائلات لا يتوفر لديها الحد الأدنى من المواد الغذائية بما يحول دون قدرتهم على إسعاد أطفالهم بالعيد، فيقضون أيامه بألم يعتصر قلوبهم على هذا الحرمان الذي أجبروا عليه.
الأناضول