ينظر المراقبون إلى عام 2024 على أنه اختبار حقيقي لقوة الديمقراطيات في مختلف أنحاء العالم، حيث ستجرى الانتخابات في أكثر من دولة، ومع ذلك لا تزال هناك جوانب تشير إلى نقص واضح فيما يتعلق بالمرشحات من النساء، وفق صحيفة "غارديان" البريطانية.

ويظهر تحليل أجرته الصحيفة أن من بين 42 انتخابات (رئاسية وبرلمانية)، سيتم فيها اختيار قادة، هناك 18 امرأة فقط يتنافسن على القيادة.

وفي عدد قليل فقط من البلدان، تتمتع النساء بفرصة معقولة للفوز، بناء على استطلاعات الرأي والنتائج التاريخية للأحزاب التي يترشحن عنها، حسب "غارديان".

ووفقا للصحيفة، فإن الانتخابات التي تجري أو جرت في أكبر ديمقراطيات العالم -الولايات المتحدة وإندونيسيا والهند- التي يبلغ مجموع سكانها أكثر من ملياري نسمة، لم تكن هناك أية متصدرة من النساء.

وتضيف: "كما ينطبق الشيء نفسه على التصويت في المملكة المتحدة وباكستان وجنوب إفريقيا".

"أول امرأة".. كيف صنعت نيكي هايلي التاريخ رغم "انسحابها"؟ صنعت حاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة، نيكي هايلي، التاريخ باعتبارها أول امرأة تفوز في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي على مر التاريخ، ولم تفعل ذلك مرة واحدة بعد أن فازت في سباقين، كما أنها ثاني امرأة بعد هيلاري كلينتون تفوز في أي مسابقة تمهيدية لحزب سياسي كبير "التحيز العملي"

وفيما يتعلق بالأسباب التي تجعل الناخبين يفشلون باستمرار في اختيار المرشحات، يشير باحثون من جامعة ستانفورد إلى ما يسمونه بـ"التحيز العملي"، وهي ظاهرة لا يزال فيها الناخبون الذين قد يفضلون مرشحة أنثى يفشلون في التصويت لها لأنهم يعتقدون أنه سيكون من الصعب عليها الفوز، لأن الآخرين لن يدعموها.

وحسب "غارديان"، تم تأكيد قضية "التحيز العملي" أيضا من خلال استطلاع مركز "بيو" للأبحاث، الذي وجد أن "80 بالمئة من الناخبين يعتقدون جزئيا على الأقل أن الأميركيين الآخرين ليسوا مستعدين لانتخاب امرأة لمناصب أعلى".

ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن زيادة تمثيل المرأة في السياسة يعد عاملا كبيرا في تحسين النتائج في المجتمع بالنسبة للنساء والفتيات، وفق الصحيفة، حيث تشير مسؤولة السياسات والحملات في جماعة الضغط النسائية الأوروبية، جيرومين أندولفاتو، إلى الأمثلة الأخيرة في إسبانيا وفرنسا باعتبارها مؤشرا على ذلك.

تقرير يرصد أبرز 5 نقاط تحول أحدثتها النساء من أجل السلام في 2023 تتحمل الكثير من النساء وطأة الصراعات في معظم أنحاء العالم، وغالبا ما يتم استبعادهن من قرارات "الحرب والسلم"، ويعانين بغياب أزواجهن عندما تحتدم الحروب.

ومرر البرلمان الإسباني عام 2019، الذي بلغ فيه تمثيل المرأة حوالي 43 بالمئة، تشريعا تاريخيا يجرم ممارسة الجنس دون موافقة صريحة.

وفي فرنسا، مهد تدفق السياسيات في عامي 2017 و2022 الطريق لإقرار قانون ضد العنف الجنسي، وآخر لتعزيز المساواة بين الجنسين في مكان العمل والمؤسسات التعليمية.

انخفاض القيادات النسائية

ووجدت دراسة أجراها اللوبي النسائي الأوروبي عام 2023، أن الحصص الملزمة للمرشحات، مثل تلك التي شوهدت في بلجيكا وإسبانيا وفرنسا، كانت الطريقة الأكثر فعالية لتسريع تمثيل المرأة وتنمية ثقافة سياسية تسمح للمرأة بالوصول إلى المناصب العليا.

وتقول أندولفاتو إنه في البلدان التي تحدد حصصا للمرشحين، ارتفعت حصة المرأة في المقاعد البرلمانية من 18 بالمئة في عام 2004 إلى 34 بالمئة عام 2021.

وتضيف: "إنه تقدم بطيء، لكنه لا يزال أفضل من البلدان التي ليس لديها حصص".

وحتى في الوقت الذي تقدم فيه دول مثل المكسيك وإسبانيا وفرنسا مخططا لكيفية تحقيق المساواة بين الجنسين على قمة السياسة، تظهر البيانات أن التقدم في جميع أنحاء العالم "آخذ في التباطؤ"، وفق الصحيفة البريطانية.

وفي 2023، انخفض عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لديها قيادات نسائية إلى 12 دولة، مقارنة بـ17 دولة في عام 2022.

كما تتوقع الأمم المتحدة، حسب "غارديان"، أنه بالمعدل الحالي، لن يتم التوصل إلى المساواة بين الجنسين في أعلى مناصب السلطة "قبل 130 عاما أخرى".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

استشارية اجتماعية: المرأة المصرية تتحمل 99% من أعباء الأسرة

قالت الدكتورة إسراء سمير، استشارية التربية والعلاقات الأسرية، إن المرأة المصرية تتحمل مسؤوليات جسيمة داخل بيت الزوجية، مؤكدة أن أغلب الزوجات اليوم يشاركن في إدارة شؤون الأسرة ماديًا ومعنويًا، حيث تتحمل السيدات  في كثير من الأحيان العبء الأكبر من الإنفاق والعمل المنزلي، سواء بدافع من الواقع الاقتصادي أو حفاظًا على استقرار الأسرة من أجل الأبناء.

 

محمد موسى: تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت أخطر أسلحة التضليل في العالم محمد موسى: دعم الوقود يستنزف مليارات كان الأولى توجيهها للتعليم والصحة

وتابعت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الظروف المعيشية الصعبة دفعت العديد من النساء إلى النزول إلى سوق العمل والمشاركة في تحمل الأعباء المالية، ليس ترفًا أو رغبة في الظهور، بل كضرورة للحياة، لافتة إلى أن كثيرًا من الزوجات يعملن من منطلق الواجب الأسري وليس التمرد على أدوارهن.

 

وأضافت إسراء سمير أن دعوتها للانفتاح لا تعني إطلاقًا الدعوة إلى التبرج أو التخلي عن الضوابط الأخلاقية، بل المقصود هو انفتاح واعٍ ومسؤول، يسمح للمرأة بأن تثبت ذاتها وتساهم في المجتمع، في إطار من الالتزام والاحترام.

وأكدت أن المرأة العاملة اليوم أصبحت شريكًا أساسيًا في بناء الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى أن المشكلة ليست في عمل المرأة، بل في غياب التنظيم والدعم الذي يساعدها على التوفيق بين واجباتها الأسرية ومسؤولياتها المهنية.

وطالبت بضرورة تقدير جهود الزوجات ومساندتهن من الأزواج والمجتمع، لأن كثيرًا من النساء يقدمن تضحيات كبيرة في صمت، ويواصلن العطاء من أجل استقرار أسرهن رغم الضغوط النفسية والاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • استشارية اجتماعية: المرأة المصرية تتحمل 99% من أعباء الأسرة
  • جراح لا تندمل.. نساء غزة يخضن معركة البقاء بعد عامين من الحرب
  • نتائج غير متوقعة.. هل الرضاعة الطبيعية تحمي المرأة من سرطان الثدي؟
  • فرنسا: احتجاز امرأة وتعذيبها لخمس سنوات.. وتوجيه اتهامات لمشتبهين اثنين
  • ملتقى بالخابورة يستعرض تجارب رائدة في تطوير المهارات النسائية
  • 5 أشخاص يعتدون على امرأة ويسرقوها في منزلها.. التفاصيل
  • كوريا الجنوبية.. إحالة سيدة إلى النيابة العامة بتهمة التعدي على منزل عضو فرقة"Bts"
  • الاستقرار السياسى لا يُبنى على الإقصاء
  • يرصد التحديات التي تواجه النساء بالمجتمع السعودي.. تفاصيل مسلسل «بنات البومب»
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف الجنسي ضد المرأة في الكونغو الديمقراطية