وصل وفد من أطباء ذوي أصول عربية إلى مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، اليوم الاثنين، ليكون بذلك أول وفد طبي من الخارج يصل إلى شمالي القطاع منذ اندلاع الحرب.

صحة غزة: وفاة 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان رئيس الوزراء الفلسطيني يثمن الدور المحوري لمصر منذ بداية الأزمة في غزة

وقالت وكالة أنباء "العالم العربي" إنه من المنتظر أن يجري الأطباء الزائرون عشرات الجراحات لمرضى في أمس الحاجة إليها، حيث يضم الوفد الطبي تخصصات من بينها جراحة العظام والعمود الفقري والأوعية الدموية.

وحركت الوفد مؤسسة "رحمة حول العالم" الإغاثية إلى شمالي القطاع، حيث كثفت إسرائيل قصفها وتدميرها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

من جانبه، يقول عيد صباح، مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان، إن الوفد يضم أطباء من أصول مصرية وأردنية ومغربية قادمين من ألمانيا، مشيرًا إلى أن الأطباء تطوعوا للحضور إلى القطاع للمساهمة في دعم القطاع الطبي المنهك.

وأضاف: "الآن تجرى عملية لجراحة الصدر.. عملية مركبة لجراحة الصدر والعمود الفقري. ستجرى عمليات للعظام والأوعية الدموية وأيضا عمليات في طب الطوارئ.. سيقوم بعض الأطباء المتخصصين في طب الطوارئ والإسعافات الأولية بالعمليات".

وتابع: "الإخوة في تمريض العمليات سيقومون بإجراء العمليات المجدولة الموجودة لدينا التي كنا ننتظر تحويلها للخارج والآن أصبحت متاحة لإجرائها في مجمع كمال عدوان بعد وصول وفد مؤسسة رحمة حول العالم".

أبلغ رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء أهارون هاليفا، اليوم الاثنين، رئيس الأركان هرتسي هاليفي باستقالته من الجيش الإسرائيلي، بعد تحمل مسؤوليته في فشل الاستخبارات على خلفية هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وجاء في بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "رئيس شعبة الاستخبارات اللواء أهارون حاليفا، طلب بالتنسيق مع رئيس الأركان إنهاء منصبه بعد توليه المسؤولية القيادية كرئيس لجهاز الأمن القومي في الجيش الإسرائيلي في أحداث 10/7".

وذكر الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه بقرار من رئيس الأركان وبموافقة وزير الدفاع غالانت، سينهي حاليفا مهامه ويتقاعد من الجيش الإسرائيلي، بعد تعيين بديل له في عملية منظمة ومهنية خلال الحرب.

وشكر رئيس الأركان اللواء أهارون حاليفا على عمله طوال 38 عامًا من الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي ساهم خلالها كثيرًا كجندي وقائد في أمن البلاد.

وفي رسالته إلى رئيس الأركان، كتب حاليفا: "لم ترق شعبة الاستخبارات إلى مستوى المهمة التي أوكلت إلينا. أحمل ذلك اليوم الأسود معي منذ يوم بعد يوم، وليلة بعد ليلة. سأحمل معي إلى الأبد الألم الرهيب للحرب".

وكتب حاليفا: "أنا مقتنع، من أجل دولة إسرائيل وشعب إسرائيل والأجيال القادمة، أنه من الصواب تشكيل لجنة تحقيق حكومية يمكنها التحقيق والتوصل إلى نتائج شاملة، ومعالجة عميقة ودقيقة لجميع العوامل والظروف التي أدت إلى الأحداث الصعبة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وفد مستشفى كمال عدوان غزة الحرب مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی رئیس الأرکان

إقرأ أيضاً:

(صدق أو لا تصدق)…!

سمعتُ عنه كثيراً في أرجاء ولاية الجزيرة، وتحديداً في مدينة ود مدني.
لم أُصدّق أغلب ما قيل؛ فقد علمتنا الصحافة أن نرتاب في الروايات الشفاهية، مهما تشابهت.
كثير من القصص الواقعية الصغيرة تُضاف إليها مادة “بروميد البوتاسيوم”، فتكبر وتنتفخ في الخيال، أضعاف وزنها الحقيقي.
وفي علم مصطلح الحديث، يُعرَّف “المتواتر” بأنه: “ما رواه جمعٌ يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب.”
سمعتُ، واتصلت، وتحققت… فلم أجد إلا تطابقاً شبه تام في الروايات، مع اختلاف طفيف في التفاصيل.
قصةٌ أقرب للخيال، وربما تصلح لأن تُدرج في فصول روايات غابرييل غارسيا ماركيز، أو في عمل يشبه رائعة باتريك زوسكند “العطر”.
عرفتُ اسمه منذ الصغر؛ إذ سُمّي أحد أشهر عنابر مستشفى ود مدني باسمه: عنبر شيخ العرب، وهو عنبر للفقراء والمساكين ومرضى السبيل.
كان “شيخ العرب” من تجّار المحاصيل؛ طويل القامة، قوي الشكيمة.
في زمنٍ كان فيه “القمح، أقمح”، و”السمح، أسمح”، وكان للقرش طعمٌ ومذاق ورائحة.
زمنٌ كانت فيه الجزيرة خضراء تُسرّ الناظرين، وود مدني فتاة حسناء مشاغبة؛ تُغري ولا تُنال، قادرة -دون تحريض- على صناعة الابتسامة، يوم كانت الابتسامة طبيعية، بلا إضافات كيميائية.
وقتها، لم تكن المدينة بحاجة إلى لافتة تقول: (ابتسم، أنت في ود مدني).
ترك شيخ العرب الدنيا وما فيها، ليتفرغ لأعمال لا يقوم بها سواه.
تحرّك داخل مستشفى ود مدني بطاقة جمعية خيرية، وبإمكاناتها.
كان يقضي ليله في حفر القبور لموتى افتراضيين لم تخرج أرواحهم بعد، وعندما يُنهكه التعب، ينام في أحد القبور الجاهزة، حتى يوقظه مُوقظ.
تفرغ تماماً لرعاية الفقراء والمساكين، فاقدي السند والاهتمام الأسري؛يطعمهم، ويكسوهم، ويشتري لهم الدواء، بل كان يعينهم بنفسه على قضاء حوائجهم الطبيعية.
كثيراً ما غسل ملابسهم، وحتى أجسادهم بعد الوفاة!
كانت أكفانه جاهزة، وعطوره معدّة، يفعل كل ذلك دون منٍّ أو رياء، ولا انتظاراً لفلاشات المصورين أو احتفاء صفحات المنوعات.
بل كانت مصحة الأمراض النفسية والعقلية في المدينة تستعين به أحياناً لغسل المرضى وتنظيفهم.
ما كان يفعله شيخ العرب، من أفعال استثنائية، تقترب من الكرامات، لا تقوم به اليوم منظمات وُضعت لها ميزانيات، وسُلمت عربات دفع رباعي!
ويا للمفارقة المؤلمة…قبيل الذكرى العشرين لرحيل “شيخ العرب” عن الدنيا ، رحل بهدوءٍ مأساوي مريضٌ بسيط يُدعى علي آدم ، من أحد العنابر المهملة في مستشفى ود مدني!
روى قصته مراسل هذه الصحيفة الهمام “عمران الجميعابي”:
المريض نُقل للمستشفى بعد تعرضه لحادث سير، وأجريت له عملية جراحية لكسر في الفخذ.
تلقى العلاج، لكن غياب مرافق يشاطره آلامه، جعل حالته تتدهور شيئاً فشيئاً… حتى صار هيكلاً عظمياً، ثم تلاشى!
قال مصدر طبي لعمران: (عدم وجود مرافق للمريض لتقديم المساعدة في الاستحمام وغسل الملابس وغيرها، أدى لانبعاث روائح كريهة من العنبر، ما اضطر إدارة المستشفى لإفراغه وترك المريض وحيداً فيه!).
رحل “محمد” عن الدنيا بكسرٍ في الفخذ، وطعنةٍ في الخاطر، وجرحٍ في الوجدان!
رحل في زمنٍ غاب فيه شيخ العرب، ولم تحضر فيه منظمات الرعاية ولا صناديق الضمان.
يحدّثنا زميلنا الأستاذ/ محمد شيخ العرب عن والده، وكيف أن روائح عطور الموتى لم تكن تفارق ملابسه، وكيف أنه كان فاقداً لحاسة الشم.
شيخ العرب كان الوجه الآخر لغرنوي، بطل رواية “العطر”!
وإن كانت عظمة “جان باتيست غرونوي” أنه امتلك أنفاً خارقاً لتمييز الروائح، فإن شيخ العرب حُرم من حاسة الشم… ليقوم بمهام لا يقدر عليها سواه.
ما حُرِم منه جسده، فتح له بابًا للعطاء الخالص؛ لم يكن أنفه يشم، لكن إنسانيته كانت تفوح، تملأ المكان، وتخفف الآلام.
وتلك، لعمري، هي الكرامة الكبرى!

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندييْن وإصابة آخرين في معارك غزة
  • عاجل - ارتفاع حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 51 ألف شهيد
  • صورة: الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 3 مناطق بغزة بالإخلاء
  • اغتيال نائب رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية
  • رئيس الموساد الإسرائيلي يتوجه إلى الدوحة لبحث وقف الحرب في غزة
  •  خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن قصف غزة.. أزمة ثقة تلوح في الأفق
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يهدد بتصعيد عسكري في غزة
  • زوجة مدير مستشفى كمال عدوان: حالته الصحية تزداد سوءا داخل المعتقل
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال قطاع غزة
  • (صدق أو لا تصدق)…!