تنقيب في دفاتر حولية الحرب (1) فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
بقلم: خالد التيجاني النور
21 أبريل 2024
1
بين يدي هذه السلسلة من المقالات حول حولية الحرب وتداعياتها على خلفية الجدل الذي أثارته فعاليات مؤتمر باريس بشأن السودان منتصف أبريل الجاري، نحاول سبر أغوار خلفيات وسياقات ودواعي هذه الفعاليات الثلاث وأجندتها وما خلصت إليه.
وإلى أي مدى استطاعت مخرجاتها الإجابة على سؤال جوهري إن كان نهجها قارب قضية الحرب في السودان برؤية ثاقبة من زوايا مختلفة، ترتاد آفاقاً جديدة لحلول بديلة مفارقة للسرديات المتداولة منذ ما قبل إندلاع الحرب، بما يسهم حقاً في طي صفحتها ووضع أوزارها.
أم أن حصيلتها جاءت مجرد اجترار لتلك السرديات العتيقة لتلقى بالمزيد من الشكوك حول جدية الإرادة الدولية لإنهاء الحرب، لتبدو مشغولة بإدارة الأزمة أكثر من عنايتها بحلول ناجعة لها.
2
لا شك أن عوامل الصراع السياسي الداخلي الصفري تجعل الأطراف السودانية تتحمل العبء الأكبر بأوزان نسبية مختلفة من المسؤولية عن الإنزلاق إلى الاحتكام إلى البندقية، لكن الصحيح أيضاً أن عوامل التدخل الخارجي، كانت حاضرة بقوة في قلب هذا الصراع، مما يجعل إسهام المجتمع الدولي لا يقل تأثيراً فيما آلت إليها الأمور لتنتج حرباً، بدلاً من تحوّل راشد كان مأمولاً، كسابقة في سياق انتقالي عقب انتفاضة.
مهما يكن من أمر فإن تذكّر مرور الحول على هذه الحرب، بكل تبعاتها المأساوية وتضحياتها، بأية تدابير لن تكون ذات جدوى إن لم تكن عظتها حاضرة عند كل الأطراف، داخلياً وخارجياً، ومنفتحة على عقل نقدي لسردياتها ودوافعها القصيرة النظر التي أنتجت هذا التهديد الوجودي الجدي للدولة السودانية.
3
فهل ثمة ما يفيد، ونحن في مقام تحليل مردود فعاليات باريس، إن كان المجتمع الدولي تعلّم شيئاً من الدروس القاسية التي يدفع ثمنها المواطنون تتجاوز إبداء مشاعر عاطفية مع ضحايا الحرب، والتبرع ببعض المال، إلى توفر إرادة جدية تقدم حلولا واقعية تسهم في علاج جذور أسباب الصراع لتمنع وقوع المزيد من المآسي، أم تكتفى بمعالجات ظرفية تسكن بعض أعراضها، ويبقى السؤال هل خرج مؤتمر باريس بوصفة تنهي الحرب حقاً بعدالة، أم هي مجرد تدابير عارضة لإدارة أزمتها على نحو يفضي إلى استدامتها.
4
ثم هل جاء هذا الاهتمام الدولي ، الذي لبث عاماً كاملاً صامتاً ليتلفت فجأة إلى الأزمة الإنسانية في السودان، مدفوعاً للعناية بأمره خاصةً ولذاته، أم أنه أُتخذ مناسبة لمخاطبة مشاغل أكثر إلحاحاً للرعاة على خلفية تطورات جيواسترايجية وتحولات سياسية بالغة الدلالة في محيط أمنها القومي الحيوي باتت تشكل تهديدا ماثلاً ليس لهيمنة "المركزية الأوروبية فحسب في خضم امتحان قاسٍ لصدقية معاييرها الأخلاقية، بل كذلك لمصالحها الاستراتيجية اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
هذه التساؤلات وغيرها تبحث لها هذه السلسلة من المقالات على أجوبة بتحليلات مستندة على البراهين.
5
من بين الفعاليات الثلاث التي استضافتها باريس الأسبوع الماضي بشأن السودان وتداعيات الحرب على جواره الإقليمي، وهي الاجتماع الوزاري السياسي، والمؤتمر الإنساني، والحوار السوداني، تبرز الفعالية الأولى باجتماع "وزراء الشؤون الخارجية وممثلو الدول والمنظمات الدولية والإقليمية" تحت عنوان "دعم مبادرات السلام من أجل السودان" الأكثر أهمية من حيث جدوى مردوده في إمكانية تجاوز التعاطي مع تبعات الحرب، إلى القدرة الفعلية على تحقيق هدف وقف الحرب وبسط السلام.
والسؤال الجوهري إلى مدى يشكّل "إعلان المبادئ" الصادر عن هذا الاجتماع أرضية واقعية ومنطقية وفعّالة تسهم "في تسوية النزاع في السودان على نحوٍ سلمي، مع الحرص على تطلعات الشعب السوداني وسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه" كما ورد في ديباجته؟.
6
قبل الولوج إلى تحليل أجندة ومحتوى "إعلان المبادئ"، ومن ثم "المؤتمر الإنساني"، و"الحوار السوداني" تباعاً، يستحسن أن نقرأ السياق الذي جرت فيه هذه الفعاليات، ففي 7 فبراير الماضي وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً ل"توفير 4.1 مليار دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للمدنيين داخل السودان وأولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة".
وما لبث أن أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه في 15 فبراير خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية: "سنستضيف في باريس يوم 15 أبريل مؤتمراً إنسانياً للسودان والدول المجاورة للمساعدة في حل هذه الأزمة الإنسانية المأساوية" مضيفاً "يجب "ألا تصبح هذه أزمة منسية".
7
هكذا بدأ الأمر مبادرة فرنسية حصرية تجاوباً مع نداء الأمم المتحدة الإنساني لحث المانحين لتمويل خطتي الاستجابة لاحتياجات النازحين داخل السودان واللاجئين إلى دول الجوار، ولكن لماذا جاءت المبادرة بادئ الأمر من فرنسا تحديداً، قبل أن تنضم إليها الاتحاد الأوروبي وألمانيا لاحقاً؟
يمكن قراءة الدوافع الفرنسية في سياقين، سياق رؤيتها لنفسها مكوناً أساسياً ل"المركزية الأوروبية" وإطارها الأشمل "المركزية الغربية"، والسياق الآخر في إطار مصالحها الاستراتيجية على خلفية التراجع المتسارع لنفوذها ودورها في ضوء التحولات الجيوبولوتيكية المناهضة لباريس في حزام السهل الأفريقي، لاسيما بعد الانتخابات السنغالية الأخيرة التي أضافت بعداً شعبياً ديمقراطياً جديداً للخطاب المعادي لفرنساً يتجاوز كونه خطاباً معبراً عن الانقلابيين في المنطقة.
8
لعل الكلمة المفتاحية التي تؤكد تأثر عامل "المركزية الأوروبية" في المبادرة الفرنسية بتبعة "العبء الأخلاقي" ما ورد في ثنايا كلمة الوزير سيغورنيه عند إعرابه عن الخشية من أن تصبح قضية الحرب في السودان "أزمة منسية"، وهو ما يشير بالضرورة إلى أن المداولات بشأن بإطلاق الدعوة الفرنسية خلصت إلى أنها أصبحت في الواقع منسية بالفعل إلى درجة أن هذه الغفلة، سواء عن سوء تقدير أو سابق تدبير، تسببت في حرج بالغ وامتحان لصدقية المواقف السياسية والإنسانية التي ترفع الدول الغربية شعارتها.
ويتضح ذلك عندما تقارن على خلفية مسارعتها الحثيثة في نجدتها لأوكرانيا سياسياً وعسكرياً واقتصاياً وإنسانياً من جهة، وتقاعسها من ناحية آخرى عن نجدة الفلسطينيين المنكوبين في غزة أما عجزاً أو تماهيها مع السياسة الإسرائيلية الباطشة بأهل غزة التي فاقت كل الأعراف والقوانين الإنسانية الدولية في حماية المدنيين.
9
وفرنسا الأكثر حاجة لإظهار وجه إنساني جديد في سياستها الخارجية لتدارك سمعتها المنتاشة في مستعمراتها الأفريقية السابقة المتمردة على إرثها، وهذا ليس تحليلاً بل عين ما ذهب إليه الرئيس إيمانويل ماكرون بتأكيده مرتين بوضوح في خطابه في ختام جلسة المؤتمر الإنساني الاثنين الماضي إلى أن الاهتمام بأمر الحرب وتبعاتها الإنسانية في السودان يأتي لدفع الاتهام للغرب بإزدواجية المعايير، وللتأكيد على أن مسألة السودان ليست منسية ولا غائبة عن الأجندة الفرنسية، وأنها تحظى بالاهتمام مثله الذي توليه للوضع في أوكرانيا أو في غزة.
وسبب آخر لسبق فرنسا يأتي بهدف الاستثمار سياسياً في العلاقات الوثيقة التي كانت نسجتها مع السودان إبان عهد الحكومة الانتقالية برئاسة حمدوك على خلفية الأدوار المهمة التي لعبتها باريس في الملفات الاقتصادية، وفي تبني تطلعات الشباب في التغيير وهو ما شدّد عليه الرئيس ماكرون عند لقائه بالمشاركين في ندوة "المجتمع المدني".
10
مهما يكن من أمر فإن التصريحات المتواترة لمسؤولين دوليين خلال الأسابيع القليلة الماضية تؤكد أن دخول مأساة الحرب وتبعاتها في طي النسيان والتجاهل دولياً ليست أمراً جديداً، ومن ذلك ما ورد في تصريح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث عند إطلاق نداء الاستجابة الإنسانية في 7 فبراير الماضي التي قال فيها "إن الأشهر العشرة الأخيرة من الصراع سلبت من الشعب السوداني كل شيء تقريبا، سلامتهم ومنازلهم وسبل عيشهم"، وشكا من أن نداء العام 2023 البالغ 2,6 مليار دولار "حصل على أقل من نصف مستوى التمويل، وهذا العام، يجب علينا أن نفعل ما هو أفضل وبشعور متزايد بالحاجة الملحة".
11
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في كلمتها خلال مؤتمر باريس "إن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية"، متحدّثة عن “المعاناة التي لا توصف” للسودانيين وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم".
ودليل آخر على تأكيد طغيان الإحساس وسط رعاة مؤتمر باريس بحقيقة الإهمال الدولي للسودان ما حمله عنوان المقال المشترك "حان الوقت لوقف الكارثة التي من صنع الإنسان في السودان" لجوزيب بوريل فونتيليس، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، وجانيز لينارتسيتش، المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، الذي نشر قبل أسبوع من المؤتمر، وذكرا فيه "إن أسوأ أزمة في العالم وأكثرها تعقيدًا وقسوة تتكشف في السودان دون ظهورها في نشرات الأخبار في أوقات الذروة"، وأن مؤتمر باريس "يجب أن يكون بمثابة نداء صحوة لأفريقيا وأوروبا والمجتمع الدولي برمته".
12
بالطبع لا يتوقع من صناع السياسات ومتخذي القرار في عواصم القرار الدولي انتظار نشرات الأخبار لمعرفة الفظاعات التي تجلبها الحرب سواء في السودان أو في أي مكان آخر من العالم، وبالتالي لا يمكن أن يؤخذ بجدية تبرير القادة الأوربيين والدوليين لتناسيهم الفعلي للسودان وانتظار كل هذه الأشهر للتحرك لمجرد لفت نظر العالم لما حل بالسودانيين، ودون أن يسهموا باتخاذ سياسات وآليات ناجعة لإنهاء الحرب وليس للتخفيف من آثارها.
ومع ذلك هل أوفى إعلان المبادئ الصادر عن الاجتماع الوزاري باستحقاقات إنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام؟، هذا ما نتناوله بالتحليل في المقال القادم.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المجتمع الدولی مؤتمر باریس فی السودان على خلفیة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر في نادي الشقيف - النبطية حول دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب
نظم نادي الشقيف في النبطية وجمعية "ميدال"، مؤتمرا حول "دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب: من التحديات الى الفرص" وحاضر فيه محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، الدكتور حسين طرابلسي والدكتورة ولاء حرب، وذلك في قاعة النادي بحضور ممثلين عن نواب المنطقة وشخصيات ووجوه اجتماعية وتربوية وثقافية ومهتمين.
بعد النشيد الوطني افتتاحا ونشيد نادي الشقيف، ألقى رئيس النادي اكرم فران كلمة قال فيها: "لم تكن حربًا، إنّما هي إجرام متعمَّد بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، وقد خلّفت وحشيّتُها وشراستها في وطننا وفي جنوبنا تحديدًا معاناة عميقة للآلاف من أهلنا وسلبتهم الأمل بإمكانية بناء حياة كريمة ومستقبل أفضل في وطنهم، وأحبطت فيهم الإرادة للمشاركة وتولي الأدوار والمسؤوليات في بناء مجتمعهم. إلّا أنّنا نحن أبناء جبل عامل، أبناء الإمام القائد السّيّد موسى الصّدر وحامل الأمانة دولة الأخ الرّئيس الأستاذ نبيه برّي نقوم من معاناتنا دائمًا كالطائر الفينيق الذي يخرج من رماده إلى فضاء حياة جديدة، ولكن كيف ومتى؟ ففيما تتّجه الصّراعات في منطقة الشّرق الأوسط بقيادة محورين عالميين متصارعين، نحو الدّخول في مرحلة جديدة، وبينما لبنان يحاول الخروج من عنق زجاجة أزماته واحتمالية انهياره سيّما بعد الحرب الشّرسة التي خيضت ضدّه وما ترتّب عليها من خسائر بشريّة وعمرانية واقتصادية، باتت آفاق وتحديات إعادة الإعمار وترميم ما تصدّع من هيكله البنياني والسياسي والمالي إضافةً إلى النفسيّ والإنسانيّ، باتت أكثر إلحاحًا وأكثر وضوحًا. بعد معاناة ومحاولات نقلنا من رهان إلى آخر بل إلى تقييد وأسر".
أضاف: "ثمّة سؤال يطرح نفسه بنفسه: هل سنتمكن من خوض عملية إعادة إعمار ناجحة في مرحلة ما بعد الحرب، وكيف لنا أن نحقّق هذا في ضوء موازين القوى الراهنة وصراعاتها وتنافسها محليًا وإقليميًا ودوليًا؟ وحيث ترتكز عملية إعادة الإعمار الناجحة على بناء الدولة بشكل فعّال وتحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام ومتوازن وطويل الأمد. وفي حال كان ذلك ناقصًا أو مفقودًا، تتعطّل إعادة الإعمار، ما يمنح الأطراف الفاعلة الخارجية هامشًا أكبر للتأثير في مسار هذه العملية لخدمة أجنداتها الخاصة. ونحن عندما نتحدث عن البناء وإعادة الإعمار، فإننا لا نتحدث عن الإسكان فقط، بل نتحدث عن الدعم الاجتماعي والعمل مع المجتمعات المحلية لرؤية مستقبل ممكن لعلّنا بتضامننا ورؤيتتا المشتركة نصنع نافذة أمل ونخرق جدار الإهمال أو التقصير.
طرابلسي
كما كانت كلمة لرئيسة جمعية "ميدال" ايمان طرابلسي قالت فيها: "لا بد من التأكيد على بعض الثوابت التي تعتمدها جمعيتنا جمعية مــــيدال منذ تأسيسها على مبدأ الشراكة والتعاون والعمل على تفعيل دور الإنتاج الثقافي النوعي والتنمية المستدامة والتمكين بغية الإسهام الفاعل في تحقيق نهضة في مجتمعنا. وهنا فليسمح لي رئيس وأعضاء نادي الشقيف أن أتحدث عن أهمية هذا الصرح الذي شكل وما زال منبرا للحوار العقلاني الحر الهادف لنشر الوعي الثقافي والفكري ونبذ التفرقةعلى امتداد الجنوب حيث وقف على منبره كبار المثقفين وأصحاب الرأي الحر وكل من امن بنهضة هذا المجتمع هذا لأن طبيعته منفتحة على الحوار والنقاش وتحترم الإختلاف بالرأي والنقد الموضوعي. أتوجه بالشكر لرئيس وأعضاء نادي الشقيف على جهودهم وتحويلهم هذا الصرح الى حاضنة للأندية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بعد الحرب وقدموا التسهيلات اللازمة لعل ذلك يؤدي الى إعتياد العمل المشترك والإنفتاح على الجميع".
أضافت: "إن هذا اللقاء يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين، من أصحاب المصالح ورواد الأعمال لمناقشة أحد أبرز القضايا التي تؤثر في مستقبل مجتمعنا، وخاصة اننا اليوم نعيش في واقع مليء بالتحديات، ولكننا نؤمن أن كل تحدٍّ يحمل في طياته فرصة، وهنا يأتي دور ريادة الأعمال كلبنة في يناء الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والتمكين الذاتي للأفراد، وتحديدا الشباب والنساء في مرحلة ما بعد الحرب".
وقالت: "نتطلع اليوم إلى حوار بنّاء يساهم في رسم خارطة طريق واضحة لدعم وتمكين رواد الأعمال، والاستفادة من الحلول المبتكرة لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية وإطلاق التوصيات التي سينبثق عنها مشروع ريادة الأعمال".
الترك
بعد ذلك كانت مداخلة للمحافظ الترك اثنت على القيمين بانجاح هذا المؤتمر الحواري، "حيث المطلوب ان نلتقي ونتبادل الخبرات ونتناقش في ما بيننا، لعلنا نجد بعض الحلول لما تعانيه منطقتنا التي خرجت من اتون حرب قاسية ودامية".
وتحدثت عن حجم الدمار الذي سببه العدوان الاسرائيلي في حرب ال66 يوما، فقالت: "هناك قرى وبلدات مدمرة بشكل همجي، دمار في المساكن والبنى التحتية والزراعة، ومن هنا علينا ان يكون لدينا الرؤية والتخطيط السليم لكي نسير في اتجاه تعاف اجتماعي واقتصادي سليم".
طرابلسي
وكانت مداخلة للدكتور حسين طرابلسي عن بُعدي الندوة، الأول، قصير الأجل وهو أثر الحرب الأخيرة على الإقتصاد في الجنوب، والبُعد الثاني، وهو طويل الأجل، المتعلق بأهمية ريادة الأعمال في التنمية المستدامة. بعد شرح البُعد الأول وتأثيره المباشر على الجنوب اللبناني، وطرح سُبُل تخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، شدد طرابلسي على "ضرورة خلق ثقافة ريادة الأعمال والتخلص من الفكر التقليدي الهادف لتوجه الشباب اللبناني خصوصًا طلاب الجامعات إلى المنحى الوظيفي فقط. مع التأكيد على أهمية ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة وتأمين إرادات مالية وتطوير منطقة الجنوب بشكل أساسي".
وختم بالتشديد على "وجوب تدريب الشباب اللبناني حول ريادة الأعمال مع مساعدته في المساهمة في تطوير مثل هذا المشروع من الناحية العملية، لتعزيز آفاق جديدة وتخفيف معدلات البطالة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
حرب
ثم حاضرت الدكتورة ولاء حرب عن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي و"الذي أصبح أداة قوية لأي شخص يريد الترويج لمنتجه أو خدمته، بغض النظر عن ميزانيته". وقالت: "إليك خطوات عملية يمكن لأي شخص اتباعها لبدء التسويق بفعالية:
- تحديد الجمهور المستهدف قبل أي شيء، يجب أن تعرف: من هم عملاؤك المثاليون؟ (العمر، الموقع، الاهتمامات، العادات الشرائية)، أين يقضون معظم وقتهم؟ (Instagram، Facebook، TikTok، LinkedIn؟)، ماذا يحتاجون؟ وما المشاكل التي يمكن أن يحلها منتجك أو خدمتك؟.
- إنشاء هوية رقمية قوية: اختر اسمًا جذابًا لحساباتك يتناسب مع مشروعك، استخدم شعارًا وصورًا احترافية تعكس علامتك التجارية، تأكد من أن وصف الحساب (Bio) واضح ويشرح ما تقدمه بشكل مباشر وجذّاب.
- تقديم محتوى قيّم وجذاب، لا تجعل حساباتك مجرد مساحة إعلانية، بل قدّم محتوى مفيدًا: تعليمي: شارك نصائح ومعلومات حول مجالك. ترفيهي: استخدم القصص، الفيديوهات، والـ Reels لعرض منتجك بشكل ممتع. تحفيزي: اعرض قصص نجاح أو مراحل تطور مشروعك. وراء الكواليس: شارك يوميات عملك لتعزيز الثقة والارتباط مع الجمهور.
- استخدام استراتيجيات النمو المجاني - التفاعل المستمر: رد على التعليقات، أجب عن الأسئلة، واستعمل استطلاعات الرأي والـ Q&A. المشاركة في المجتمعات: انضم إلى مجموعات Facebook أو استخدم الهاشتاغات المناسبة على Instagram. التعاون مع الآخرين: تواصل مع مؤثرين محليين أو رواد أعمال لديهم جمهور مشابه لجمهورك.
- الاستثمار في الإعلانات المدفوعة بحكمة - استخدم إعلانات Facebook وInstagram للوصول إلى جمهور أكبر. استهدف فئة محددة بدلًا من نشر إعلان عام، لضمان أفضل عائد على الاستثمار. جرّب أنواعًا مختلفة من الإعلانات (صور، فيديوهات، عروض ترويجية).
- تحليل النتائج والتطوير المستمر - استخدم أدوات مثل Facebook Insights و Instagram Analytics لمعرفة أي المحتوى يحقق أفضل أداء. • جرّب أنواعًا مختلفة من المنشورات لمعرفة ما يجذب جمهورك أكثر. لا تخف من التعديل والتجربة حتى تجد الاستراتيجية الأفضل لك.
الخلاصة: التسويق على وسائل التواصل ليس مجرد نشر صور وإعلانات، بل هو بناء علاقة وثقة مع جمهورك. النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، لكنه حتمًا ممكن مع الإبداع والاستمرارية.
بعد ذلك قدم رئيس النادي دروعا تقديرية للمحاضرين الترك وطرابلسي وحرب.