سودانايل:
2025-02-19@22:52:47 GMT

سمنار المجتمع المدني السوداني

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

د. الشفيع خضر سعيد

1

بدعوة من الاتحاد الأوروبي وحكومتي فرنسا وألمانيا، التأم شمل طيف واسع من السودانيين ضم القيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني والأهلي والشخصيات المستقلة في لقاء/سمنار بمقر معهد العالم العربي في باريس، بتاريخ 15 أبريل/نيسان الجاري، متزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لارتكاب جريمة الحرب بحق السودان وشعبه، والتي لاتزال تدمر وتحصد الأرواح حتى اللحظة.


اللقاء، أو السمنار، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب إذ ضم مجموعات من القوى المدنية ظلت تتخاصم وتتصارع، بل بعضها يرفض مجرد الجلوس مع البعض الآخر منذ فترة ما قبل اندلاع الحرب، ثم تفاقم الخصام والصراع بعد اندلاعها رغم أنهم جميعا يتفقون حول ضرورة وقفها. اللقاء جاء تجسيدا لحلم انتظرناه طويلا، وكان البعض يرى استحالة تحققه على أرض الواقع، بينما البعض الآخر، ومن ضمنهم شخصي، كان يحاجج بأنه سيتحقق ولو متأخرا. فشخصيا ظللت على قناعة لا تتزحزح بأن هذه الأطراف المتصارعة ما دامت تقف على ذات ضفة رفض الحرب، فإن التفكير السليم سيفرض عليها القناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح، وأن خطرا داهما يتهدد الجميع، وأن ما يجمع هذه الأطراف من مصالح في الحد الأدنى الضروري للحياة، أقوى مما يفرقها، وأنها عاجلا أم آجلا لابد أن تلتقي وتعمل بجدية وإخلاص لتمنع انهيار البلاد.
صحيح أن المشاركين في اللقاء لم يأتوا كممثلين للجهات التي ينتمون إليها، ولم يحملوا تفويضا للتحدث باسمها، لكن قطعا أن ما طرحوه من رؤى وحيثيات تعكس وجهة نظر تلك الجهات، خاصة وأن الحضور كان على مستوى الصف القيادي الأول. وفي كل الأحوال، ومنذ البداية، تم الاتفاق على أن اللقاء سيكون بمثابة عصف ذهني ومحاولة لاستكشاف المشتركات وتحديد نقاط التباعد، وأصلا لم تكن هناك أي نية أو توجه لصدور بيان ختامي أو مخرجات بعينها، بإعتباره اللقاء الأول الذي لا يحتمل أي حمولات زائدة، ولكنه قطعا سيدفع الجميع للتفكير في كيفية متابعته وصولا إلى لقاءات رسمية مفوضة لاتخاذ قرارات. بهذا المعنى فإن اللقاء كان ناجحا وأدى غرضه تماما.
اللقاء، أو السمنار، ناقش مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بمسألة الحرب وكيفية إيقافها، وحسب قراءتي الخاصة والذاتية لمجريات نقاش هذه القضايا، والذي شاركت فيه بالطبع، أعتقد بوجود توافق مشترك حول العديد من النقاط، والتي تفتح الباب لمزيد من اللقاءات مستقبلا وصولا للتوافق حول رؤية سودانية لوقف الحرب. هذه النقاط تشمل:
1 ـ الاتفاق على ضرورة وقف الاقتتال وإنهاء الحرب باعتبارها أكبر مهدد وجودي مر على السودان في تاريخه الحديث. وإن العمل من أجل إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية الواقعة على كاهل السودانيين مقدمة على أي تفاصيل أخرى.

السودانيون ظلوا مع كل صباح جديد من صباحات الحرب، يتطلعون إلى قواهم وقياداتهم المدنية من أحزاب ومنظمات وصناع الرأي وقيادات المجتمع والزعامات الشعبية والأهلية والروحية، علّ هذه القيادات تستجيب وتنفعل عمليا مع هذا التطلع

2 ـ الاتفاق على إدانة الانتهاكات التي تم ارتكابها خلال الحرب، وبالأخص جرائم القتل الجماعي والتهجير القسري وجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي، والتأكيد على ضرورة المحاسبة والمساءلة حول كافة الانتهاكات وعدم الإفلات من العقاب، وضمان تحقيق العدالة للضحايا، وضرورة توفير الحماية للمدنيين حسب مبادئ القانون الدولي وقانون الحرب.
3 ـ ضرورة مخاطبة قضية المجاعة التي تضرب أرجاء السودان، ومناشدة كل الأطراف بالتعامل الجاد مع هذه القضية لما فيه مصلحة شعبنا، وعدم استخدام الوضع الغذائي كأحد أسلحة الحرب، وأن الأولوية القصوى الآن هي لضمان إيصال المساعدات الإنسانية وضمان وجود ممرات آمنة لإيصالها عبر الحدود الدولية وعبر خطوط سيطرة الطرفين. وأيضا مطالبة أطراف المجتمع الدولي بتقديم الدعم الكافي للمستجيبين في الخطوط الأمامية وأعضاء غرف الطوارئ ودعمهم بشكل مباشر وتعريفهم كمتطوعي عون إنساني تشملهم الحماية المتضمنة في الاتفاقات والعهود الدولية.
4 ـ التأكيد على استمرار العمل المشترك بين الأطراف المشاركة في السمنار، وتوسيع دائرته لتشمل كافة الجهات والاطراف الرافضة للحرب والتنسيق بينها.
5 ـ الترحيب بالدور الأممي والإقليمي في وقف القتال مع التشديد على رفض تعدد المنابر والتمسك بالمنبر الواحد.
6 ـ التأكيد على أن إنهاء الأزمة السودانية هو في يد السودانيين في المقام الأول ولا ينبغي أن يكون رهينا لأي تدخلات إقليمية أو دولية.
في نفس التاريخ، ونفس المدينة باريس، لكن في موقعين آخرين تابعين للحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي، عقد اجتماعان آخران حول الأزمة السودانية، أيضا بدعوة مشتركة من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، لم تشارك فيهما أي من أطراف القوى المدنية السودانية المشاركة في السمنار، واقتصر حضورهما على وزراء خارجية الدول ذات العلاقة بالشأن السوداني وممثلين من هذه الدول، من أمريكا وأوروبا والدول العربية والدول الأفريقية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الأممية والإقليمية. وحسب البيانات والتصريحات الصادرة عن الاجتماع الأول فإن الغرض منه هو التشاور حول مبادرات وقف الحرب في السودان، والخروج بموقف مشترك يزيد من فعالية هذه المبادرات ويعجل بوقف الحرب. أما الاجتماع الثاني فكان بغرض تقديم مساهمات مالية وتوفير الدعم المالي لسد احتياج السودان للمعونات الإنسانية، حيث التزمت كل دولة بتقديم مبلغ معين، وبلغت جملة المساهمات أكثر من 2 مليار دولار. دعيت القوى المدنية السودانية لحضور مخاطبة الرئيس الفرنسي للجلسة الختامية، وبعد ذلك التقاها الرئيس لمدة ساعة في جلسة ترحيب.
في عدة مقالات سابقة، كررت القول بأن السودانيين ظلوا مع كل صباح جديد من صباحات الحرب، يتطلعون إلى قواهم وقياداتهم المدنية من أحزاب ومنظمات وصناع الرأي وقيادات المجتمع والزعامات الشعبية والأهلية والروحية، علّ هذه القيادات تستجيب وتنفعل عمليا مع هذا التطلع، فتضاعف من جهودها للتنسيق فيما بينها وتتوافق حول رؤية موحدة لكيفية إسكات البنادق وبسط السلام. وسمنار القوى المدنية في باريس، سواء في جلسات النقاش الرسمية أو النقاشات الجانبية، أكد على إمكانية تحقيق هذا الهدف. والأمر الجوهري الآن هو أن نلتقط الإشارات الإيجابية التي أرسلها السمنار.

نقلا عن القدس العربي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

إيران: ندعم الجيش السوداني ومستعدون لإعادة الإعمار

سرايا - قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الاثنين، إن بلاده تدعم الجيش السوداني والحكومة، بما في ذلك المشاركة في إعادة الإعمار في إطار مساعي البلدين لتطوير العلاقات في مختلف المجالات.

وأفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن الوزيرين «تباحثا في أهم القضايا الإقليمية والثنائية والدولية». وصرح عراقجي في مؤتمر صحافي بطهران مع نظيره السوداني علي يوسف: «ستشارك إيران في إعادة إعمار السودان بعد الحروب الأخيرة، وسيتم توفير السلع الأساسية لكلا البلدين». وقال: «يدين البلدان الهجمات على البنى التحتية الحيوية».

وقال عراقجي: «إيران والسودان لديهما العديد من القواسم الثقافية والدينية، ولدينا علاقات جيدة ولكنها واجهت بعض التحديات». وأشار إلى أن العلاقات شهدت تحسناً خلال الأشهر الثمانية الماضية بعد فترة من الركود.

وأعرب عراقجي عن أمله في استمرار التطور الإيجابي للعلاقات بين طهران والخرطوم في الفترة المقبلة.

ولفت عراقجي إلى أن زيارة نظيره السوداني أدت إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مضيفاً أنه سيتم تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بين إيران والسودان قريباً.

وقال إن البلدين وقعا مذكرتي تفاهم لإلغاء التأشيرات لرجال الأعمال، وتشكيل لجنة استشارية سياسية بينهما.

وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوداني الجديد إلى طهران، ومن المقرر أن يلتقي الشريف خلالها رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان.

وكان قد التقى في وقت سابق رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان؛ باحثاً معهما القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وكانت وكالة السودان للأنباء (سونا) قد نقلت عن عبد العزيز حسن صالح، سفير السودان لدى إيران، قوله إن وزير الخارجية السوداني يزور طهران «لإطلاع الحكومة الإيرانية على التطورات في السودان، ولبحث سبل دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية».

الشرق الأوسط





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 781  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 17-02-2025 10:09 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
دراسة: التفاؤل يعزّز سلوكيات الادخار قصة صادمة لامرأة .. إدمانها للوجبات السريعة سبب تساقط مفاجئ لشعرها دراسة: واحدة من كل 5 فتيات مواليد 2030 ستعمر حتى الـ100 لحظات رعب .. انفجار هاتف محمول داخل جيب امرأة بمتجر برازيلي أسماء الأسد تكسر صمتها لأول مرة .. "حان الوقت... إرادة ملكية بالسماح للواء يوسف الحنيطي بحمل رتبة... شاهد بالفيديو .. مجهولون يلقون البيض على منزل... الشيف الأردنية علا نيروخ توضح عبر "سرايا"... "طقس العرب" يكشف عن آخر التطورات الحالة... سيناتور أميركي: الملك عبدالله الثاني أقنعني بأن...رجل يطلق النار على إسرائيليين في أمريكا معتقداً...نداء إنساني لجمع 6 مليارات دولار لتجنب كارثة...الأرصاد : قراءات أولية تشير لتساقط الثلوج مساء الجمعةواشنطن: الاجتماع الأميركي الروسي في الرياض ليس بشأن...بالفيديو .. أول ظهور لمفتي النظام المخلوع احمد...بالفيديو .. القبض على أحد رؤوس المسؤولين عن مجزرة...الحكومة اليمنية: 4501 قتيل و5083 مصابا بسبب الألغام... إعلام عبري: تل أبيب تطالب بإطلاق 6 محتجزين أحياء... شاكيرا بالمستشفى وإلغاء حفلها في ليما نجوى كرم تحتفل بعيد الحب برسالة نادرة لزوجها عمر... "أحمد السعدني" يعلق بطريقته على شائعة... عمر الشناوي: "مقارنتي بجدي ظالمة وأهتم... "حالة مرضية بالبطن" .. شاكيرا بالمستشفى... مدرب الحسين إربد: لن ندافع أمام الشارقة ريال مدريد يفكر بالهرب من إسبانيا .. وتقديم طلب لجوء 3 أندية عربية تتنافس على البطاقات الثلاث الأخيرة لثمن نهائي أبطال آسيا نيمار يفك عقمه التهديفي أمام فريق "درجة رابعة" غوارديولا: حظوظنا أمام ريال مدريد تبلغ 1% دراسة: التفاؤل يعزّز سلوكيات الادخار قصة صادمة لامرأة .. إدمانها للوجبات السريعة سبب تساقط مفاجئ لشعرها دراسة: واحدة من كل 5 فتيات مواليد 2030 ستعمر حتى الـ100 لحظات رعب .. انفجار هاتف محمول داخل جيب امرأة بمتجر برازيلي روسيا تفرض غرامة على جوجل بسبب مقطع على "يوتيوب" الرجال أم النساء .. من الأكثر كرما؟ شجار بين الركاب يجبر طائرة على الهبوط اضطراريا في تركيا! انخفاض إنتاج البن في البرازيل يرفع الاسعار عالميا الأميرة شارلوت .. هل هي حقاً أغنى طفل في العالم؟ زلزال يضرب المحيط الهادئ .. كم بلغت قوته

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • شما بنت محمد تشارك في اجتماع ممثلي المجتمع المدني بالأمم المتحدة
  • شردي من داخل إحدى دور التربية: الدولة تتعاون مع المجتمع المدني
  • الجيش السوداني يسيطر على الدشول ويشن غارات على الفاشر
  • منظمة الإغاثة الإسلامية ترمم وتعيد تأهيل مبنى السجل المدني في معرة النعمان بريف إدلب، بإشراف مديرية الشؤون المدنية في المحافظة
  • احاجي من شرق السودان
  • الدفاع المدني : إزالة مخلفات الحرب في سوريا، خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار وتعافي المدنيين بعد سنوات من حرب نظام الأسد وحلفائه
  • إيران: ندعم الجيش السوداني ومستعدون لإعادة الإعمار
  • الحلاق لـ سانا: ندعو أهلنا الكرام ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في هذه الحملة المباركة التي تسعى لتوفير بيئة نظيفة لاستقبال المصلين في هذا الشهر الفضيل
  • البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني
  • مديرية الشؤون المدنية بحلب تستأنف خدماتها