سواليف:
2024-12-23@19:28:21 GMT

ذكريات عمّانيّة ( 2 )

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

#ذكريات_عمّانيّة ( 2 ) _ #احمد_المثاني

.. في زمن ما ، لعلّه في السبعينيات من القرن الماضي ، كانت

عمان حلماً لواحد مثلي ..يسكن في مدينة صغيرة ، المفرق

تلك البلدة التي كانت أشبه بقرية ..و كانت عمان بعيدة و الرحلة إليها شاقّة ..! فمروراً ببلدة الخالديّة جنوباً ثمّ إلى مدينة الزرقاء ..فالرصيفة ..إلى ماركا .

.

مقالات ذات صلة أحلام صغيرة 2024/04/15

كنت أول مرّة أدخل عمان ..حينما اصطحب أب ابنه في

بداية السبعينيات إلى طبيب العيون .. من بعد أن كاشف والده أنه يعاني من رؤية درس القراءة و المطالعة ..فكان

لا بدّ من فحص النظر و تفصيل نظارة مناسبة لطول النظر

الذي شخّصه الطبيب عبد المعز شاور ، رحمه الله ، و النظارة من اوبتوكس شامي ..

..أنذاك رأيت في عمان سيلاً تجري فيه المياه و الوقت

صيف ! إذ وقتها كان سيل عمان يتهادى مكشوفا .. و الماء

يتلوى بين بعض الحجارة .. و من حوله شمخت بعض الأشجار. ..

في تلك الأيام .. لربما حينما تكشف سر هذه المدينة ، ستجد أن عمان كانت أشبه ببلدة كبيرة ، تجمّع فيها القادمون

من أريافهم و قراهم ..و شكلوا مدينة من مجموعة قرى !

إذ كان القادمون يتجمعون في حي واحد ..تجمعهم القربى و العادات .. فعرفت الأحياء بأسماء مدنهم التي قدموا منها ..

كذلك كانت عمان وجهة للهجرات و المهاجرين ..المتعاقبة

و أظن أن إخواننا الشركس و الشيشان كانوا من أوائل من

سكنها قادمين من القفقاس نجاة بدينهم و أرواحهم .. و كذلك ، كانت عمان داراً للاجئين و النازحين من فلسطين

و من بعد ، شهدت هجرات الإخوة العرب ..

من لبنان .. و من العراق و من سورية و اليمن الخ

لذلك نجد عمان قد شكّلت تنوّعاً بشريا ..بين ابن البادية

و الريف و المخيم ..

كنت حينما أسير في شوارع عمان و أنا أقرأ بعين الإعجاب

و الدهشة ، فأرى وجوها بسحنات مختلفة .. الأسمر و الأشقر

الحنطي ..و أسمع لهجات تتداخل و من ثمّ تشكّل لغة عمّانية

يتفاهم بها الجميع ..

لم يكن في عمان ، آنذاك ، و الحديث عن السبعينيات .. الكثير من وسائل الترفيه ..كانت الرياضة و مدينة الحسين و أنديتها ..تستقطب هواة كرة القدم و السباحة ..و كانت دور

السينما تحظى بشهرتها ..سينما رغدان و سينما بسمان و سينما الحمراء .. و لا أنسى سينما البتراء في سوق السكر

و التي كانت تذكرتها لا تزيد عن بريزة ..10 قروش ..و هي

تقدم عرضاً مستمراً .. و قصتي مع السينما أنني جئت عمان

و كنت محرّماً على نفسي دخولها ..لكن أصحابي أقنعوني بحضور فيلم ..الرصاصة لا تزال في جيبي ..و أذكر من بطولة

محمود ياسين ..و قد حدث أن اشترينا التذاكر من سينما بسمان .. و لما حان أذان المغرب. ذهبنا للصلاة في المسجد الحسيني و معنا التذاكر ..

و لما قضيت الصلاة .. و أردنا أن نلحق بالفيلم ..كان أحد أصدقائنا قد فقد حذاءه ..!! و هنا تحت الإلحاح و مخافة

فوات الفيلم ..لبس زميلنا ما وجد و تيسّر من شبشب !

و استطعنا أن نشاهد الفيلم ..فكان هذا بداية الخروج على

الالتزام ..في مجال السينما !! و بالمقارنة نرى اليوم دور السينما قد تراجع دورها .. و أقفلت و لم يتبقّ إلا ما يعرض

في بعض الصالات و المولات ..!!

من ذكرياتي في عمان ، ذلك الطالب الذي يدرس في الجامعة الأردنية .. و قد أقام مدة لا تزيد عن شهر في صويلح ..هو وصحبه ! لكن البرد الشديد المعهود هناك

دفع بنا للهجرة نحو الجنوب ..للعاصمة .. فسكنا في جبل

النصر ..و كان ذلك يقتضينا أن نتنقل بسيارات السرفيس

إلى وسط المدينة لنلحق بباص الجامعة الذي كان منطلقه

من ” سبيل الحوريات ” جوار سوق الخضرة .. كانت المواصلات و بخاصة في الحافلات .. و عند الرجوع مساء

مسلاة لي .. و أنا أتأمل العائدين إلى بيوتهم في ختام نهارهم .. عمال .. و طلبة ..رجال و نساء ..كان باص مؤسسة النقل المرسيدس الأحمر .. أشبه بسفينة نوح مصغرة !!!

من مختلف الوجوه و اللهجات .. أناس متعبون .. يكادون يغفون ، رغم قصر المسافة و شباب راحوا يتمازحون ..

و امهات يحتضنّ أطفالاً ..أحاديث عن أسعار الخضرة

و عن الزواج .. اختلاطات جميلة .. و أضواء المدينة تتراقص في الأماسي الشتائية .. و الطالب العائد من جامعته .. يقصد

غرفة استأجرها و رفيقاه في جبل النصر… سلوته فيها جهاز تسجيل .. اشتراه له والده .. و أشرطة الكاسيت يتصدرها

محمد عبده .. و فريد الأطرش و عبد الوهاب ..إذ كان الطرب وقتها ..قد استأثر به احمد عدويّة .. و حنكش !!! و كنت

أحب الرصانة في الطرب !

يتبع ..

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: کانت عمان

إقرأ أيضاً:

شايبي: “مرحلة التصفيات كانت مثالية بالنسبة لنا”

اعتبر الدولي الجزائري فارس شايبي، بأن مشوار المنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا، كام مثاليا بالنسبة له.

وقال شايبي، في هذا الخصوص، لموقع “الفاف”: “مرحلة التصفيات كانت قريبة من المثالية، بل مثالية بالنسبة لي”.

وأوضح: “ضيعنا نقطتين في غينيا الاستوائية، بسبب الظروف الجد صعبة التي خضنا فيها تلك المبارة، بالنظر لدرجة الحرارة العالية، وأرضية المديان الصعبة”.

وأردف: “كنت على دكة البدلاء، ولاحظت كم كان الأمر صعبا على زملائي، لذا أقول بأن الحصول على نقطة هناك أمر جد ايجابي”

وتابع فارس شايبي: “مرحلة التصفيات كانت ممتازة بالنسبة لنا، ضمنا المركز الأول، وهذا الأمر يسعدنا كثيرا”

مقالات مشابهة

  • السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)
  • Mufasa يحقق 35 مليون دولار إيرادات فى 4100 صالة سينما
  • ذكريات د. إحسان عباس في السودان
  • سينما متروبوليس تعيد الحياة إلى بيروت.. ورسائل من نجوم هوليوود
  • شايبي: “مرحلة التصفيات كانت مثالية بالنسبة لنا”
  • قصي عبيدو لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات
  • أيام المراهقة الجميلة.. راندا البحيري تستعيد ذكريات تصوير «العيال هربت» |صور
  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • معرض جدة للكتاب يناقش فرص وتحديات سينما الخيال العلمي في العالم العربي