10 لعنهم الله في الخمر.. وكيف حافظ تحريمه على الهوية الإسلامية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ميَّز الله المسلمين عن سائر الخلق بأن الله تعالى قد حرَّم عليهم محرمات لم يُحرمها في الأديان السابقة كما جاء في قول الله تعالى "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، فكان هذا التحريم، والذي حافظ بدوره على الهوية الإسلامية خاصة تحريم الخمر أمام المبادئ الشيوعية في بلا الإسلام.
الهوية الإسلامية أمام المبادئ الشيوعية
قال الدكتور علي جمعة المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن المبادئ الشيوعية عندما جاءت في بلاد المسلمين وكادت أن تطمس الهوية؛ لم يحافظ على هوية المسلمين إلا تحريم الخمر والخنزير، فترى المسلم فيهم لا يعرف شيئًا عن دينه، فتجد مسلم لم يُصلِّ لأمدٍ بعيد، ولم يهتم بصيام رمضان في كثيرٍ من الأحيان ؛لأن كثيرًا منهم صلوا وصاموا وحفظوا القرآن وتعلموا العربية في الجبال، ولكن جمهور الناس منهم لا يدركوا ذلك إلا أنه لا يشرب خمرًا ولا يأكل خنزيرا حفاظًا على هويته، وهكذا يُعلم الإسلام أتباعه أشياء بسيطة قليلة فإذ بها هي مفاتيح الخير، فتجدها تُحافظ على هويته في العالمين، وعلى دينه بينه وبين ربه سبحانه وتعالى.
النظر إلى الحرام حرام
وتابع جمعة عبر صفحته الرسمية عل موقع الفيسبوك أن تحريم الخمر عند المسلمين أمرٌ أجمعوا عليه جميعا بجميع مذاهبهم من السلف ومن الخلف، من السنة والشيعة والإباضية والظاهرية وغيره كل المسلمين يُحرمون الخمر تحريمًا شديدًا، وجمهور العلماء على أن الخمر نجسة شأنها شأن النجاسات كالبول تمامًا، ولذلك هم يأنفون منها، بل ويأنفون من النظر إليها، ويقول الشيخ الدردير وهو يشرح على متن خليل في فقه المالكية حيث يقول الشيخ خليل : "والنظر إلى الحرام حرام"، النظر إلى الحرام أيضا هو حرام فيُمثل بالخمر.
10 لعنهم الله في الخمر أم الخبائث
وأضاف فضيلته أن الخمر ليس الحرمة فيها في شربها فقط، بل إن النبي ﷺ وسع الحرمة فيها، والفقهاء وسعوا أكثر وأكثر فحكموا بنجاستها، وحرَّموا النظر إليها من غير حاجة، أما النبي ﷺ فقد لعن في الخمرة عشرة : "لعن ذاتها، ولعن شاربها، ولعن الجالس في مجلسها، ولعن من أدارها على القوم –الساقي-، ولعن حاملها، ولعن عاصرها، ولعن من خمَّرها من عصير العنب مثلًا أو من كذا إلى كونها خمر، ولعن من زرع عنبتها، ولعن بائعها، ولعن مشتريها" فلعن فيها عشرة.
وأكد جمعة أن الخمرة شديدة التحريم حتى قيل في شأنها "أم الخبائث" ويضربون لذلك قصة، قال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه: «اجْتَنِبُوا الخمرَ ، فإنها أم الخبَائث ، إنه كان رجل مِمَّن خلا قَبْلَكم يَتَعَبَّدُ ، فَعَلِقَتْهُ ( أَيْ عَشِقْته وَأَحَبَّتْهُ ) امرأة غَوِيَّةٌ (ضالة)، فأرسَلَتْ إليه جاريتها ، فقالت له : إِنَّا نَدْعُوكَ لِشَهَادَةٍ ،فَدَخَلَ مَعَهَا ، فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إلى امرأة وضِيئَة (جميلة حسنة) عندها غُلام وباطيَةُ (إناء) خمْر ، فقالت: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ، أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا، أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، قَالَ: فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا، فَسَقَتْهُ كَأْسًا، قَالَ: زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ (لم يبرح) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا، وَقَتَلَ النَّفْسَ. فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ».
أم الخبائث
ووضح فضيلة المفتي السابق على جمعة أن الخمر سموها أم الخبائث يعني كل ما يأنف منه العاقل، وكل ما لا يقع فيه العاقل ؛فإنه يفعله في أثناء غياب عقله، فالخمر أم الخبائث، والذي تعوَّد شرب الخمر يصل به الحال إلى الإدمان فلا يستطيع أن يمسك نفسه من ذلك الإدمان، والخمر مدمرة، وهي أشد دمارًا عند وصولها إلى مرحلة الإدمان من كل محرَّم كالمخدرات، إلى آخره، هي أشد دمارًا من كل محرَّم، ومن هنا نكتشف قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوهُ} ونعلم أن الاجتناب هو أشد من التحريم أو هو التحريم من كل جهة ،فيسد هذا اللفظ كل جهة توصل إلى شرب الخمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ الدردير الخمر تحريم الخمر الهوية الإسلامية الشيوعية تحریم ا ال خ م ر
إقرأ أيضاً:
تقرير بريطاني: هل يمكن لترامب نزع سلاح حماس فعلا.. وكيف؟
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة "حماس" من أنها "يجب أن تنزع سلاحها، أو يُنزع منها وربما بعنف"، بحسب ما أفاده تقرير لقناة ITV News البريطانية، واستعرض فيه سيناريوهات نزع سلاح الحركة وتحديات العملية.
يأتي هذا التحذير عقب التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحماس، بوساطة ترامب، بعد عامين من الحرب، وفق التقرير. إلا أن أجواء الهدنة لا تزال هشة، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق شروط الاتفاق.
وأوضح ترامب أن خطة السلام التي يطرحها لغزة تتضمن تخلي حماس عن أسلحتها وتنازلها عن السلطة، وهو ما كانت الحركة قد رفضته بشكل قاطع سابقاً. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموقف ذاته، مؤكدًا أن "الحرب لن تنتهي فعلياً إلا بتفكيك حماس بالكامل".
وأشار التقرير إلى أن الحركة لا تزال تحتفظ بأسلحة خفيفة ومتوسطة قادرة على تهديد إسرائيل، بما يشمل بنادق كلاشينكوف، مسدسات، متفجرات محلية الصنع، وقاذفات صواريخ.
من جانبه، قال العقيد البريطاني السابق هاميش دي بريتون جوردون، والذي شارك في عمليات نزع سلاح في العراق وأفغانستان، لـ ITV إن غزة تحتوي على "آلاف الأسلحة الخفيفة"، وإن جزءا كبيرا منها مدفون في أنفاق ومواقع يصعب الوصول إليها، وقد تكون محمية بفخاخ متفجرة.
ويريد ترامب تشكيل قوة استقرار دولية في غزة، مكوّنة من دول في الشرق الأوسط والغرب، لتتولى الإشراف على عملية نقل السلطة وجمع الأسلحة من حماس.
ويحذر دي بريتون-جوردون من مخاطر التعامل السطحي مع هذه المرحلة، مذكّراً بما جرى في أفغانستان حين عادت بعض الأسلحة المصادرة للظهور في أيدي طالبان.
ويؤكد أن المطلوب "نظام شامل يضمن تدمير الآلاف من الأسلحة بشكل نهائي حتى لا يعاد استخدامها".
يذكر أن حركة حماس صرحت مرارا بأنها لا تتفاوض على سلاحها، وإنها لم توافق على تسليمه.
هل تجربة أيرلندا الشمالية نموذج محتمل؟
يستعرض التقرير تجربة نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي بعد اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، حين وافقت الجماعة، تحت إشراف لجنة مستقلة، على تسليم أسلحتها تدريجيا، تم تدمير ما يقدر بـ1000 بندقية، طنين من المتفجرات، وعدد من الصواريخ والأسلحة الثقيلة.
وبدوره أشار رئيس الوزراء البريطاني الحالي كير ستارمر إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة، وقال إن المملكة المتحدة مستعدة للمساعدة في نزع سلاح حماس "بناءً على خبرتنا في أيرلندا الشمالية"، واصفًا العملية بـ"الصعبة لكن الضرورية".
المخاطر والتحديات على الأرض
يشير التقرير إلى أن الوضع الميداني في غزة لا يخلو من المخاطر، إذ ظهرت جماعات مسلحة وعائلات نافذة لملء فراغ السلطة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، ويحذر التقرير من أن شعور حماس بتهديد داخلي من هذه القوى قد يدفعها للتمسك بسلاحها، رغم ضغوط ترامب.
واختتم بالقول: "لقد حكمت حماس غزة لما يقرب من عقدين، وكانت الأسلحة جزءًا من بقائها... وفي الوقت الراهن، من الصعب تخيل سيناريو توافق فيه على التخلي عن هذه القوة. لكن هذا، وفق ترامب، شرط لا بد منه لاستمرار السلام".