أطلِقَت اليوم مبادرة "الشراكة من أجل مدن صحية" في مجموعة من المدارس الابتدائية الحكومية بمحافظة القاهرة بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومحافظة القاهرة وبنك الطعام المصري وذلك بحضور معالي وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار ومعالي وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي والسيد محافظ القاهرة السيد اللواء خالد عبد العال.

مبادرة الشراكة من أجل مدن صحية هي شبكة عالمية تضم 70 مدينة تعمل معا من أجل الوقاية من الإصابات والأمراض غير المعدية، بدعم من مؤسسة بلومبرغ الخيرية، والشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسة الاستراتيجيات الحيوية. حيث يلتزم القادة المحليون في المدن الشريكة باختيار برنامجا من بين 14 برنامج مختلف للحد من التعرض لعوامل الخطورة للإصابات والأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.

وقد انضمت مدينة القاهرة إلى المبادرة عام 2021، واختار محافظها برنامجا يهدف إلى تطبيق المعايير التغذوية الدولية للأطعمة المقدمة والمباعة فى المدارس الحكومية بمدينة القاهرة.

لفت وزير الصحة والسكان إلى أن برنامج «الشراكة من أجل مدن صحية» يتسق مع جهود الوزارة والدولة المصرية لتحسين صحة الأجيال القادمة، والتي تمثلت في إطلاق مبادرة فخامة الرئيس المستدامة لمكافحة السمنة والأنيميا والتقزم لدى أطفال السن المدرسي، وغيرها من المبادرات والبرامج التي تسعى للوصول إلى مستقبل خالٍ من مسببات الأمراض.

وضمن المبادرة، عملت منظمة الصحة العالمية على تقييم معلومات واتجاهات وسلوكيات الطلاب والمدرسين والمجتمع المدرسي عن التغذية السليمة، وبناءً على نتائج هذا التقييم قامت بتصميم وإعداد مواد تثقيفية لرفع وعي المجتمع المدرسي ككل بخصوص التغذية الصحية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الألعاب التفاعلية التعليمية للأطفال. كما قامت بتقييم بيئة المقاصف المدرسية ونوعية الأطعمة المباعة فيها وبناء عليه قامت المنظمة بتوفير الأجهزة والإمدادات التي ستمكن المقاصف من بيع الأطعمة الصحية مثل الفواكه والخضراوات كبديل صحي عن الأطعمة غير الصحية المليئة بالسكريات والدهون والملح، وكذلك الفشار بديلا عن المقرمشات المملحة غير الصحية. كذلك تم تدريب المثقفين الصحيين و مسئولي المقاصف المدرسية على تقديم المعلومات العلمية الخاصة بتلك البدائل الصحية وتحفيز الطلاب على انتهاج نمط غذائي صحي.

قال ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر الدكتور نعمة عبد، " إن صحة الأفراد لا تعتمد فقط على مجموعة العوامل البيولوجية المترابطة التي تشمل الأبعاد الجسدية والعقلية والنفسية، بل إنها تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك حيث إنها تتأثر بشدة بالمحددات البيئية، والسلوكية، والاجتماعية والاقتصادية. ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بدعم الحكومات في تهيئة المناخ لبيئة صحية والعمل على خفض التعرض لعوامل الخطورة التي تؤدى الى الأمراض غير السارية والإصابات. وحيث أن الامراض غير السارية تتسبب في حوالي 84% من الوفيات في مصر، كان من الأهمية العمل على عوامل الخطورة الأكثر انتشاراً والتى من أهمها التغذية غير الصحية ومن هنا تأتي أهمية المبادرة في العمل على تثقيف وتغيير سلوكيات النشء والأجيال القادمة فيما يتعلق بالتغذية السليمة."

أضاف وزير التربية والتعليم أن هذه المبادرة حققت خطوات جادة في تحسين بيئة التغذية في المدارس الشريكة المستهدفة، وتم استكمال إدخال التغييرات اللازمة على المقاصف المدرسية لتقديم بدائل صحية للطلاب في المرحلة الابتدائية في (١٥) مدرسة بمحافظة القاهرة، وتم تصميم وطباعة وتوزيع المواد التثقيفية للمجتمع المدرسي، بناءً على دراسة للمعرفة والاتجاهات والسلوكيات الغذائية للطلاب والعاملين بالمدارس، كما تم التنسيق مع بنك الطعام المصري لتوفير الأغذية الطازجة في المقاصف المدرسية، مع تطبيق معايير منظمة الصحة العالمية لسلامة الغذاء.

وأشار محافظ القاهرة إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تغيير الوعى الصحى عند الأطفال وزرع افكار جديدة من أجل تحسين البيئة التغذوية،  وتحسين صحة الأطفال والحد من الأمراض المزمنة على المدى البعيد، وتدريب المدرسين ليكون لديهم القدرة على تصحيح مفاهيم وعادات الأطفال الخاطئة عن طريق تطبيق الأساليب الصحية بالمدارس المشاركة فى مشروع المدن الصحية،  وعمل تثقيف عن التغذية الصحيحة.

وبمناسبة إطلاق المبادرة، سيتولى بنك الطعام المصري، توفير أغذية صحية مع مراعاة معايير سلامة الغذاء، وتشغيل المقصف المدرسي وتقديم أنشطة تفاعلية لتعزيز الرسائل الصحية بشكل مبسط وجذاب في المدارس المختارة، وذلك ضمن برنامج "التغذية للمدرسية" للبنك، والذي يعد أحد أهم برامج محور الوقاية من انتشـار سـوء التغذية بين الأطفال حديثي الولادة والأطفال البالغين حتى عمر 12 سنة مـن خـلال التحـول مـن السياسـات العلاجية إلى الأنشـطة الاحترازيـة التـي تهـدف إلى الحـد مـن احتماليـة انعدام الأمن الغذائي.

قال السيد محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إن البنك حرص على المشاركة في مبادرة "الشراكة من أجل مدن صحية" بالتعاون مع الجهات الرسمية والمنظمات المحلية والدولية، لتطابق أهدافها الاستراتيجية مع برنامج "التغذية المدرسية" لبنك الطعام، والذي يهدف إلى توفير وجبـات مدرسـية صحية وآمنة للأطفال بما يسهم في تلبيـة الاحتياجات الغذائية الأساسية للنشء والحــد مــن ســوء التغذيــة، ويساعدهم على النمو بشكل أفضل وكذلك تنمية عادات صحية على المدى الطويل، كما ينعكس على تفوقهم الدراسي بالإضافة إلى كسب مهارات حياتية.

وتعاني مصر من عبء مزدوج من سوء التغذية والسمنة. حيث أظهر المسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021 أن انتشار فقر الدم بين الأطفال في الفئة العمرية من 5-9 سنوات  يبلغ 33% تقريباً ، بينما يعاني 32.7%  من الاناث  و 33.1% من الذكور في نفس الفئة العمرية من النحافة  ٪. بالمقابل يعاني 12% من الأولاد و 9.5% من الفتيات من زيادة الوزن و السمنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظمة الصحة التربية والتعليم شراكة خالد عبد الغفار القاهرة

إقرأ أيضاً:

“تكنولوجيا الأغذية” يناقش التغذية الصحية لبعض الفئات الخاصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية برنامجا تدريبيا بعنوان "التغذية الصحية للفئات الخاصة “للباحثين والهيئة المعاونة والكادر العام بالمعهد" يأتي هذا بناء على توجيهات وزير الزراعة علاء الدين فاروق وتحت رعاية أ.د عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية. 

 

فوائد التغذية السليمة

وأشار الدكتور السيد شريف مدير المعهد، الى أن التغذية السليمة تعد عنصرا أساسيًا في الحفاظ على الصحة العامة وجودة الحياة، وتزداد أهميتها عند التعامل مع الفئات الخاصة، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصحاب الأمراض النفسية مثل مرضى التوحد والزهايمر والاكتئاب وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السكر، ضغظ الدم المرتفع والسرطان، الحساسية الغذائية أو عدم تحمل بعض الأطعمة وغيرها، ونظرًا لاختلاف احتياجاتهم الفسيولوجية والنفسية، فإن اتباع نظام غذائي مناسب يسهم بشكل فعال في تحسين حالتهم الصحية، ودعم نموهم وتطورهم، وتقليل المضاعفات المرتبطة بالحالات المرضية المختلفة، فالتغذية العلاجية هي فرع من فروع التغذية يركز على استخدام الغذاء كوسيلة لعلاج الأمراض أو التخفيف من أعراضها وتحسين الحالة الصحية بشكل عام.

ومن جانبه أكد الدكتور عاطف عشيبة وكيل المعهد للإرشاد والتدريب، أن التغذية العلاجية تتضمن إعداد خطط غذائية مخصصة حسب حالة الشخص الصحية، عمره، وزنه، نمط حياته، وحالته المرضية. يهدف البرنامج التدريبي إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات الأساسية لتقديم تغذية صحية ومتوازنة تتناسب مع احتياجات الفئات الخاصة، حيث يتناول البرنامج الجوانب النظرية والعملية للتغذية العلاجية، مع التركيز على الفروق الفردية والتحديات الخاصة بكل فئة. 

 

محاور التدريب

ويشمل التدريب محاور مثل: سلامة الغذاء للفئات الخاصة، فهم المتطلبات الغذائية الخاصة، تصميم الوجبات المناسبة، التعامل مع مشكلات التغذية الشائعة، وتقديم التوجيه الغذائي الفعّال، تغذية مرضى السكر، ودور الغذاء في علاج السرطان وأمراض الحساسية الغذائية والأمراض النفسية مثل التوحد والزهايمر والاكتئاب. 

يعد هذا البرنامج مثاليًا لأخصائي التغذية، والعاملين في مجالات الرعاية الصحية والتعليم، ولكل من يهتم بدعم صحة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية.. 3700 قتيل و5100 مصاب جراء زلزال ميانمار
  • «الصحة العالمية» تكشف حصيلة ضحايا زلزال ميانمار
  • “تكنولوجيا الأغذية” يناقش التغذية الصحية لبعض الفئات الخاصة
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتمويل الاستجابة في ميانمار
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • “الصحة العالمية”: منع زواج الأطفال سيوقف حالات الحمل المميتة للمراهقات
  • الصحة العالمية تطلق حملة عالمية للحد من الملاريا وتحقيق القضاء عليها
  • "الصحة العالمية": منع زواج الأطفال والتعليم هما مفتاح الحد من وفيات حمل المراهقات
  • الصحة العالمية تدعو لإنهاء تزويج الأطفال ومعالجة الوفيات الناجمة عن حمل المراهقات
  • منظمة الصحة العالمية تتعهد بإعادة تأهيل النظام الصحي في السودان