على أعلى قمة صخرية طبيعية فوق سطح البحر في الإسكندرية، بالتحديد في منطقة «بير مسعود»، يجد صيادو المدينة الساحلية من الهواة، حيلتهم لصيد الأسماك بأقل تكلفة ممكنة، مستخدمين صنارات البوص دون ماكينات سحب ودون الاحتياج إلى مراكب تغوص بهم إلى عمق البحر، كون العوامل الطبيعية لتلك المنطقة توفر لهم أكبر قدر من احتياجات الصيد.

الصيادون الهواة يلتفون منذ الصباح فوق أعلى نقطة، يأتون مع شروق الشمس، كل منهم يحمل صنارته وشنطة تحوي «طُعم» للسمك من صغار الجمبري أو عجينة مخصّصة للاصطياد، يجهّزون معداتهم في دقائق معدودة ويلقون بخطاف الصنارة سريعاً، ويجلسون لمدة تزيد أو تقل حسب رزق البحر، إلا أنّ الملل لا يساورهم أبداً.

حكايات الصيادين في بئر مسعود بالإسكندرية 

حسام عبدالعاطي، 54 سنة، عامل محارة، يحكي أنه اعتاد الوجود في «بير مسعود» منذ 4 سنوات، بالتحديد مع ظهور وباء كورونا، إذ أغلق العالم نهائيًا بما فيه مصر أيضاً وتوقف العمل، فقرّر تعلم الصيد في تلك الفترة: «بالنسبة لي كان اكتشاف، لقيت فيه نفس وبقى جزء أساسي من يومى، لازم أجي أصطاد وأطلع على شغلي بعد كده».

أكسب الصيد «عبدالعاطي» ميزة الصبر بعدما كان عصبيًا لدرجة كبيرة: «حقيقي اللي قال الصيد بيعلم الصبر ماكذبش، أنا كنت عصبي جداً وكنت بعاني من ده في شغلي مع الزباين، لكن بعد الصيد هديت أكتر، وده ساعدني أقلل المشكلات في شغلي أو بيتي».

توقيتات الصيد المميزة للمواطنين في الإسكندرية 

في ركن آخر مجاور، يجلس عم عبده الشيخ، رجل ستيني على المعاش، ارتدى قبعة الصيادين الشهيرة في مدينة الإسكندرية كي تحميه من الشمس؛ بسبب وجوده فترات طويلة قدر الإمكان، أملاً في صيد أكبر قدر من السمك لأسرته وأحفاده، إذ اعتاد الوجود منذ بلوغه سن المعاش.

ويحكي «الشيخ»: «كنت باجي أصطاد على فترات أيام الإجازات وقت شغلي، لكن بعد المعاش بقى حياتي، باجيب صنارة بسيطة ورقي على الله وأصطاد».

ذلك الرجل المتمرس في الصيد علل وجود الصيادين الهواة في تلك المنطقة لأسباب كثيرة: «وجودك على منطقة عالية يديك فرصة كويسة إنك ترمى الصنارة بقوة، ده غير إنك داخل لعمق البحر شوية من غير ما تدخل في مركب وتتعب من دوار البحر أو تتكلف مبالغ كبيرة».

بجواره كان يجلس رجل في الفئة السنية ذاتها يُدعى حسين عثمان، شاركه الرأي بأن أسباب الوجود في تلك المنطقة كونها مصب أمواج، مما يساعد على «تقليب المياه»، مما يوفر قدوم السمك إلى أقرب نقطة لهم.

اختلفت آراء الصيادين حول أسباب جذب تلك المنطقة للصيادين من حيث العوامل الطبيعية، إلا أنهم في نهاية الأمر اتفقوا على أنّ «الصيد رزق» مهما وضعت كل العوامل المساعدة بجانبك، فقط كل ما يفعلونه: «ابذل جهد وربك كريم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صيد السمك بئر مسعود تلک المنطقة

إقرأ أيضاً:

لهذا السبب.. الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

باريس- الوكالات

أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية أمس الأحد تعليق رحلاتها "حتى إشعار آخر" فوق البحر الأحمر، وذلك في إجراء احترازي بعد أن أبلغ طاقمها عن وجود ما وصفته بـ"الجسم المضيء" فوق السودان.

وذكرت شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أن خط سير بعض رحلاتها قد تغيّر وأن بعض الطائرات قد عادت أدراجها نحو المطارات التي أقلعت منها.

أتى ذلك بعد رصد الشركة لـ"جسم مضيء على ارتفاع عالٍ" في السودان، من دون أن توضح طبيعته أو تذكر متى ستعاود رحلاتها فوق المنطقة.

وأشارت إلى أنها تراقب باستمرار تطور الوضع الجيوسياسي في المناطق التي تخدمها طائراتها وتحلق فوقها "من أجل ضمان أعلى مستوى من السلامة والأمن للرحلات الجوية".

وقال مصدر في مجال الطيران لوكالة الصحافة الفرنسية إن (إير فرانس) هي شركة الطيران الوحيدة التي اتخذت هذا الإجراء الاحترازي، مضيفا أن المجال الجوي فوق المنطقة لم يتم إغلاقه.

يأتي ذلك في ظل استمرار استهداف جماعة "أنصار الله" للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر منذ عام تضامنا مع فلسطين، وقد أدت الهجمات إلى تعطيل الملاحة البحرية بشكل كبير.

كما يعيش السودان معارك منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • عندما تفكر أمريكا بالانتحار في اليمن
  • تدشين مشروع مظلات الصيادين بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بولايتي لوى وشناص
  • رأس الناقورة كنوز جيولوجية طبيعية احتلتها إسرائيل
  • الخطوط الفرنسية توقف رحلاتها فوق البحر الأحمر.. ما علاقة السودان؟
  • عايزين وجوه جديدة.. جهاد جريشة: التحكيم محتاج ييجي على المحارة
  • العليمي يبحث مع السيسي التداعيات الاقتصادية للهجمات الحوثية في البحر الأحمر
  • الخطوط الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر.. والسبب “جسم مضيء” فوق السودان
  • لهذا السبب.. الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر
  • الخطوط الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر.. والسبب جسم مضيء فوق السودان
  • الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر