سر الصيادين الهواة في «بير مسعود».. الرزق مش محتاج «شبك» (صور)
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
على أعلى قمة صخرية طبيعية فوق سطح البحر في الإسكندرية، بالتحديد في منطقة «بير مسعود»، يجد صيادو المدينة الساحلية من الهواة، حيلتهم لصيد الأسماك بأقل تكلفة ممكنة، مستخدمين صنارات البوص دون ماكينات سحب ودون الاحتياج إلى مراكب تغوص بهم إلى عمق البحر، كون العوامل الطبيعية لتلك المنطقة توفر لهم أكبر قدر من احتياجات الصيد.
الصيادون الهواة يلتفون منذ الصباح فوق أعلى نقطة، يأتون مع شروق الشمس، كل منهم يحمل صنارته وشنطة تحوي «طُعم» للسمك من صغار الجمبري أو عجينة مخصّصة للاصطياد، يجهّزون معداتهم في دقائق معدودة ويلقون بخطاف الصنارة سريعاً، ويجلسون لمدة تزيد أو تقل حسب رزق البحر، إلا أنّ الملل لا يساورهم أبداً.
حكايات الصيادين في بئر مسعود بالإسكندريةحسام عبدالعاطي، 54 سنة، عامل محارة، يحكي أنه اعتاد الوجود في «بير مسعود» منذ 4 سنوات، بالتحديد مع ظهور وباء كورونا، إذ أغلق العالم نهائيًا بما فيه مصر أيضاً وتوقف العمل، فقرّر تعلم الصيد في تلك الفترة: «بالنسبة لي كان اكتشاف، لقيت فيه نفس وبقى جزء أساسي من يومى، لازم أجي أصطاد وأطلع على شغلي بعد كده».
أكسب الصيد «عبدالعاطي» ميزة الصبر بعدما كان عصبيًا لدرجة كبيرة: «حقيقي اللي قال الصيد بيعلم الصبر ماكذبش، أنا كنت عصبي جداً وكنت بعاني من ده في شغلي مع الزباين، لكن بعد الصيد هديت أكتر، وده ساعدني أقلل المشكلات في شغلي أو بيتي».
توقيتات الصيد المميزة للمواطنين في الإسكندريةفي ركن آخر مجاور، يجلس عم عبده الشيخ، رجل ستيني على المعاش، ارتدى قبعة الصيادين الشهيرة في مدينة الإسكندرية كي تحميه من الشمس؛ بسبب وجوده فترات طويلة قدر الإمكان، أملاً في صيد أكبر قدر من السمك لأسرته وأحفاده، إذ اعتاد الوجود منذ بلوغه سن المعاش.
ويحكي «الشيخ»: «كنت باجي أصطاد على فترات أيام الإجازات وقت شغلي، لكن بعد المعاش بقى حياتي، باجيب صنارة بسيطة ورقي على الله وأصطاد».
ذلك الرجل المتمرس في الصيد علل وجود الصيادين الهواة في تلك المنطقة لأسباب كثيرة: «وجودك على منطقة عالية يديك فرصة كويسة إنك ترمى الصنارة بقوة، ده غير إنك داخل لعمق البحر شوية من غير ما تدخل في مركب وتتعب من دوار البحر أو تتكلف مبالغ كبيرة».
بجواره كان يجلس رجل في الفئة السنية ذاتها يُدعى حسين عثمان، شاركه الرأي بأن أسباب الوجود في تلك المنطقة كونها مصب أمواج، مما يساعد على «تقليب المياه»، مما يوفر قدوم السمك إلى أقرب نقطة لهم.
اختلفت آراء الصيادين حول أسباب جذب تلك المنطقة للصيادين من حيث العوامل الطبيعية، إلا أنهم في نهاية الأمر اتفقوا على أنّ «الصيد رزق» مهما وضعت كل العوامل المساعدة بجانبك، فقط كل ما يفعلونه: «ابذل جهد وربك كريم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صيد السمك بئر مسعود تلک المنطقة
إقرأ أيضاً:
فن «التقليم والتلقيح» على المرتفعات لكسب الرزق.. «يا طالع النخلة»
«مهنة المخاطر».. هكذا أطلق عليها البعض، لخطورة تسلق أشجار النخيل، والبقاء على مرتفعات لفترة في ظروف الطقس المختلفة، ورغم ذلك يتخذها البعض سبيلاً للرزق.
مهام محددة يقوم بها أرباب تلك المهنة، من بينها تقليم أشجار النخيل، ويقصد بها قطع السعف الأصفر والجاف والمصاب، وإزالة الأشواك والرواكب والليف، بعد جمع الثمار مباشرةً أو في أوائل الربيع وقت التلقيح أو أثناء إجراء عملية التقويس في الصيف، بجانب عملية التلقيح التي تكون في فصل الربيع، وتمتد حتى أوائل شهر مايو.
«مرجان»: المهنة اسمها تقليم النخل أو حلاقة النخل أو مسيح النخلبخفة، ورشاقة، ومهارة عالية، وقدمين حافيتين، يتسلق رضا محمد مرجان، صاحب الـ31 عاماً، أشجار النخيل مهما بلغ طولها، يتمايل مع الرياح، حاملاً معه أدوات العمل، والمتمثلة فى «مسيف» لتقليم جذوع النخل، و«حزام» يربطه حول بطنه ويساعده على تسلق النخيل ويحميه من السقوط، وفقاً لما روي لـ«الوطن»: «المهنة اسمها تقليم النخل أو حلاقة النخل أو مسيح النخل، باشتغل فيها من 15 سنة، واتعلمتها كهواية من ناس كانت بتيجي من رشيد تشتغل في النخل اللي عندنا في الأرض».
تبدأ أعمال تقليم أشجار النخيل من بداية شهر نوفمبر، بحسب ابن عزبة فريد، التابعة لقرية إبشان بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ: «التقليم بيبدأ في نوفمبر لحد مارس، ومن بعده بتبدأ عملية التلقيح لحد شهر مايو، بنسيب البلح يستوى لحد أكتوبر ونبدأ جمع، والنخلة بتاخد تقليم نحو 15 دقيقة، مقابل 80 جنيه».
يبدأ يوم «مرجان» بصلاة الفجر، ثم تناول طعام الإفطار، ومن ثم التوجه إلى أماكن أشجار النخيل المراد تقليمها: «لازم كل يوم أفطر كويس، وغالباً بيكون فطير فلاحي، لأن بيعطيني طاقة على العمل، خاصةً إن طلوع النخل مش سهل، وبيتطلب مجهود ورشاقة كمان، وباسلي وقتي وأنا شغال بسماع القرآن الكريم لحد ما اليوم يعدي، ولفيت محافظات كتير».
«المنيزع»: باشتغل حسب توقعات الأرصاد الجويةيُعد الطقس عاملاً أساسياً في مهنة تقليم أشجار النخيل، وفقاً لما ذكره عبدالحميد المنيزع، صاحب الـ32 عاماً، ابن قرية أتميدة، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، الذي يعمل في المهنة ذاتها منذ سنوات: «باشتغل حسب توقعات الأرصاد الجوية، يعني لازم أشوف نشرة الطقس في اليوم اللي هشتغل فيه، لأن لو فيه أمطار أو رياح معرفش أشتغل، وده اللي اتعلمته في أساسيات المهنة».
تعلم «المنيزع» عن طريق الممارسة، بعدما أبصرت عيناه النور: «طلعت لقيت أبويا وارث المهنة عن جدوده، وأنا اتعلمتها على طول بالممارسة، وصعوبات المهنة هي الأسلحة الحادة اللي بنستخدمها، ولازم الواحد يكون متمكن على النخلة، ويتدرب الأول على طلوع النخل، ويتعلم يشيل الخوص بإيده، وبعد كده نمسكه السلاح علشان يتدرب».
تتم الاستفادة من المخلَّفات الناتجة عن تقليم أشجار النخيل أقصى استفادة، كما أكد «المنيزع»: «مخلَّفات تقليم النخل زى الجريد، بيتعمل منها كراسي وأقفاص وطاولات عيش، ومفيش حاجة بتترمي منه، وبيكون فيه عائد مادي من التقليم لأصحاب النخيل».