تداعيات متلاحقة، ومحاولات لإعادة لُحمة الصف العربى داخل "اتحاد الأدباء والكتاب العرب"، وهو أحد أعمدة الثقافة العربية المهمة التى تعرضت لما يمكن تسميته بمحاولات لإنشاء كيانات جديدة، وإن كانت تحت عباءة نفس الاتحاد إلا أن البعض نظر إليها فى ظل عدم تقصير الاتحاد فى مواقفه ضد ما يحدث فى غزة، وفلسطين على أنها شق صف، وخلق تكتلات جديدة بعيدًا عن إجماع الكتاب العرب، ومن ذلك ما تم الإعلان عنه من إنشاء ما يسمى بـ(اتحاد كتاب المشرق العربى)، إضافةً إلى ما أصبح واضحًا من تكتل لاتحادات دول الخليج العربى.

وكان الاتحاد قد تعرض خلال الأسبوع الماضى لأزمتين متتاليتين بدأتا بإعلان انعقاد مؤتمر "تعقده الجمعية العمانية للكتاب والأدباء" في سلطنة عُمان باسم الاتحاد مع نشر صور لأعلام الدول المشاركة، والتأكيد على أن انتخابات لاختيار الأمين العام ستتم خلال الجلسات، ثم بعد ذلك تم الإعلان فى سوريا عن إنشاء اتحاد كتاب من خمس دول تحت عباءة اتحاد الكتاب العرب بما يسمى "اتحاد كتاب المشرق العربى" بزعم التوحد لصد الهجمة الصهيونية والوقوف إلى جانب غزة وفلسطين!

ردًّا على اجتماع مسقط بسلطنة عمان، ونظرًا لأن الدكتور علاء عبد الهادى هو من يرأس اتحاد كتاب مصر، وفى نفس الوقت هو الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، فقد تم إصدار بيانين متواليين الأول باسم اتحاد كتاب مصر للتأكيد على عدم مشاركته فى هذا الاجتماع، وأن استخدام علم جمهورية مصر العربية في منشورات الدعوة إلى الاجتماع يمثل سلوكًا غير قانوني، وأن رفض المشاركة في الاجتماع يأتي انطلاقًا من عدم قانونيته حيث يمثل اعتداءً صارخًا على مواد النظام الأساسي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب..

وفى نفس الإطار جاء البيان الذى صدر باسم اتحاد الكتاب العرب، مشددًا على عدم قانونية عقد هذا المؤتمر، وأنه لا يخلو من تدليس وعليه أعلام دول رفضت هذا الاجتماع، وبادر معظم رؤساء اتحاداتها بالتواصل مع الأمين العام معلنين رفضهم هذا السلوك مع رفضهم دعوة الفُرقة والتشرذم.

وأضاف: واعتذرت عن عدم حضور هذا الاجتماع ثمانية اتحادات، مشيرًا إلى أن هناك اتحادات انتهت ولاية ممثليها، وليس لها حق في التصويت، أو المشاركة، أو الحضور.

ويبدو أن ما تم كان هدفه عقد الانتخابات، وتعيين أمين عام لاتحاد الكتاب العرب خلفًا للدكتور علاء عبد الهادى، بينما كان من المنتظر أن تنعقد الانتخابات فى دولة تونس، وهى البلد التى سينعقد فيها المؤتمر العام هذا العام، وكان مقررًا لذلك شهر أبريل الجارى وفقًا لما تم الاتفاق عليه فى اجتماع الاتحاد فى نواكشوط إلا أنه، وبناء على طلب تونس تم التأجيل لمايو القادم.

وقد تسببت البيانات المتلاحقة فى أن أعلنت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الذي أعلنت عنه في مسقط، وإجهاض فكرة عقد الانتخابات.

لكن هذا لم يكن كل شيء فقد جاء إعلان إنشاء ما يسمى بـ"اتحاد المشرق العربي" دون دعوة مصر، ودون علم الأمانة العامة، ودون إشرافها، وهو ما اعتبر مخالفة أخرى لتقاليد العمل الثقافي العربي وأعرافه، ومخالفة للائحة النظام الأساس للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

فيما أصدر عدد من الاتحادات العربية بيانات نددت فيه بتلك المحاولات التي تؤدي إلى النيل من وحدة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

اتحاد كتاب تونس قال على لسان رئيسه د.العادل خضر: إنه صمت عن الدعوة الصادرة من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لحضور "اجتماع المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب"، لأن الرد عليها من صلاحيات الأمين العام، فهو الشخص القانوني الوحيد الذي يدعو للاجتماعات، وعقد المؤتمرات، وأي طرف آخر يغتصب منه هذا الحق الذي تكفله له لوائح الاتحاد، وقوانينه هو اعتداء سافر على العقد الأخلاقي والقانوني الذي أمضاه رؤساء الروابط والنقابات والاتحادات والأسر الممثلون الشرعيون لكافة الأدباء والكتاب العرب في أقطارهم العربية.

واستنكر البيان وضع مجموعة من الأعلام العربية ضمن الإعلان عن عقد المؤتمر من بينها العلم التونسي الذي يمنع وضعه خارج تونس دون إذن من السلطات التونسية، لأن في ذلك انتهاك رمزي لسيادتها باستخدام شارة من شاراتها الوطنية المقدسة في أغراض لا تخدم أحدًا سوى مصالح مرسلي الدعوة.

وأكد البيان أن اجتماع مسقط فيه اعتداء سافر على حق تونس في تنظيم فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي صادق عليه بالإجماع أعضاء الاتحاد العام بنواكشوط في عاصمة موريتانيا الشقيقة، وأثبته الأمين العام في مراسلته الأخيرة (بتاريخ 30 مارس 2024).

كما أكد أن تونس لم تقبل تنظيم فعاليات المؤتمر إلا بطلب من العديد من الاتحادات العربية مشرقًا ومغربًا للحفاظ على وحدة هذا الاتحاد العريق، واحترام للقانون الذي يلزم جميع الأعضاء باحترامه.

واعتبر اتحاد الكتاب التونسيين أن كل دعوة ترد عليه خارج القنوات القانونية المعمول بها باطلة، وكل ما سيسفر عليه اجتماع مسقط هو والعدم سواء، وأدان بشدة، وبلهجة صارمة، كل استعمال للشارات الوطنية التونسية، وبصفة خاصة العلم التونسي، معتبرين وضعه دون إذن من أي جهة رسمية تمثل السيادة التونسية اعتداءً وقحًا، وغير مسؤول يدعونا بحكم مسؤوليتنا الوطنية إلى إدانته والتنديد به علنًا أمام كافة الاتحادات العربية، ويلزمنا برفع الأمر إلى سعادة وزير الخارجية التونسية، ومراسلة السيد سفير تونس بالعاصمة العمانية لإحاطتهما بهذا الانزلاق الغريب الذي يسيء إلى العلاقات التاريخية بين الجمهورية التونسية وسلطنة عمان الشقيقة.

وتأسف اتحاد الكتاب التونسيين أسفًا شديدًا على توظيف اسم علم من أعلام الثقافة العربية، وصاحب منصب سياسي محترم، ومثقف عتيد بتوريطه في مثل هذا الخرق غير الأخلاقي، وغير القانوني الذي ينذر بتصدع هذا الهيكل العريق الموحد لصفوف الأدباء والكتاب والمثقفين العرب، في ظرف نشعر فيه مشرقًا ومغربًا بالحاجة الشديدة إلى التآزر والتكاتف والتنسيق لمناهضة المجازر الإسرائيلية الوحشية التي تنظم يوميًا لإبادة الشعب الفلسطيني وإدانتها.

وقد توالت البيانات فاتفق الأمين المساعد للشؤون القانونية بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أ. د.خليفة أحواس رئيس رابطة الأدباء والكتاب الليبيين مع ما ذهب إليه اتحاد كتاب تونس سواء علاوة على رفض الإقدام على استعمال علم دولة ليبيا مع التأكيد على عدم شرعية الاجتماع والرفض البات له بما يمثله التصرف من انقلاب لا يجيزه أي قانون في العالم، ولا ينتج أي آثار بما هو متفق عليه فقهًا، وقانونًا.

وأشار يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين إلى أن المصالح الخاصة والتنافس غير الشريف على منصب الأمين العام أعمى البصر والبصيرة، مؤكدًا أن ما حدث جريمة لن يغفرها التاريخ، وجاء فى البيان: "وأقول للنافخين في الكير أصحاب السوء، لا تنهون عن منكر وتأتون بمنكر أعظم منه، ابتعدوا عن استعمال غزة والمقاومة وفلسطين" وأضاف: "هي في أعناق الشرفاء الذين يعملون لها، ومن أجلها، ولا يستعرضون أو يتباهون، وكفاها ما تعانيه.. ومنه أشدد إدانتي لكل الانحرافات والانزلاقات، وبخاصة استعمال الراية الوطنية التي ضحى من أجلها في ثورة التحرير فقط أكثر من مليون ونصف المليون شهيد فهي مقدسة، وطاهرة لا يمسها أو يقترب منها أو يستعملها إلا المطهرون".

وأعلنت المنظمة القومية للأدباء والكتاب السودانيين عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عدم مشاركتها في الاجتماع الذي دعت له الجمعية العمانية للكتاب والأدباء.. مشيرة إلى أنها أعلنت موافقتها على حضور الاجتماع الذى سينعقد فى تونس، وأدانت بشدة وضع علم السودان في بطاقة الدعوة لذلك المؤتمر الزائف الذي لم ترسل موافقتها عليه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اتحاد كتاب العرب الكتاب العرب كتاب العرب الجمعیة العمانیة للکتاب والأدباء العام للأدباء والکتاب العرب اتحاد الأدباء والکتاب العرب الاتحاد العام الأمین العام اتحاد الکتاب الکتاب العرب کتاب العرب اتحاد کتاب

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لمجلس الشورى رئيساً بالتزكية لجمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية

عقدت جمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية اجتماعها الخامس والأربعين في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة معالي الأمين العام لمجلس الشورى الأستاذ محمد بن داخل المطيري والأمناء العامين للبرلمانات العربية.
وفي مستهل الاجتماع استعرض أصحاب المعالي والسعادة أعضاء الجمعية ما تضمنه جدول الأعمال من بنود حيث تضمنت بنود الاجتماع انتخاب رئيس الجمعية، وقد حظي معالي الأمين العام لمجلس الشورى الأستاذ محمد بن داخل المطيري خلال الاجتماع بتزكية أصحاب المعالي والسعادة الأعضاء رئيسًا للجمعية.
وعقب تسلم معالي الأستاذ محمد المطيري رئاسة جمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية رفع معاليه في – تصريح صحفي – بهذه المناسبة أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء – يحفظهما الله – نظير ما يلقاه مجلس الشورى من دعم ومتابعة لجميع أعماله في مختلف المجالات محليًا وخارجيًا، من خلال ممارسة أدواره التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية التي لها أثرها في تنمية العلاقات وتوثيقها وبما يثري العمل البرلماني، ويعزز مكانة المملكة في المجتمع البرلماني الدولي.
ويأتي هذا الدعم من القيادة الرشيدة ليؤكد مكانة مجلس الشورى بوصفه رافدًا مهمًا لتحقيق تطلعات المملكة الداخلية والخارجية، ممّا جعل لمجلس الشورى مكانة عالية لدى البرلمانات والمجالس المماثلة وصوتًا مؤثرًا في المحافل والمؤتمرات إقليميًا ودوليًا.
كما قدم معاليه الشكر والتقدير لمعالي رئيس المجلس الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على ما تلقاه الأمانة العامة للمجلس من دعم وتوجيه؛ مما مكن الأمانة العامة من أداء دورها في تهيئة العمل والتحضير لجلسات المجلس وأعماله وتطوير أجهزته، والمساهمة بفاعلية مع الأجهزة الدولية النظيرة، ومنها جمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية.
وأكد الأمين العام لمجلس الشورى في -معرض تصريحه- أن هذه التزكية جاءت نتيجة تقدير الدول العربية دورَ المملكة والمكانة البارزة التي تتمتع بها في المنطقة وما تقوم به من دور ريادي في دعم القضايا العربية وتعزيز التعاون في جميع المجالات.
كما قدم المطيري شكره وامتنانه لأصحاب المعالي والسعادة أعضاء الجمعية على ثقتهم، مؤكدًا في هذا الشأن أهمية الأدوار المنوطة بجمعية الأمناء العامين لكل ما من شأنه الارتقاء بالعمل البرلماني والتنظيمي في الجوانب الإدارية والفنية، ولكل ما يسهم في تبادل الرؤى والخبرات البرلمانية، والبحث عن أفضل السبل لدعم العمل البرلماني للقيام بأدواره، معربًا عن تطلعه للعمل بروح الفريق الواحد للارتقاء بالأدوار المنوطة بجمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية لتحقيق الأهداف المرجوة منها وفقًا لأنظمتها واختصاصاتها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس تبون يستقبل الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين
  • الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ينعى الأرشمندريت أنانيا كوجانيان
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف التدخل في ليبيا
  • اتحاد الأطباء العرب يشيد بالموقف المصري والأردني ضد مخطط تهجير الفلسطينيين
  • برنامج أممي يدرب مستشارين عسكريين ليبيين على القانون الدولي الإنساني في تونس
  • الأمين العام للأمم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي
  • وفد تركي يزور اتحاد الغرف التجارية لبحث الاستثمار في ليبيا
  • الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بإجلاء 2500 طفل من غزة للعلاج بالخارج
  • سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية العام
  • الأمين العام لمجلس الشورى رئيساً بالتزكية لجمعية الأمناء العامّين للبرلمانات العربية