الجديد برس:

على مر العصور، اعتبر النوم الجيد مجرد حاجة بيولوجية، لكن العلم الحديث بدأ يكشف عن دوره الحاسم في تحديد جودة حياتنا وتأثيره العميق على صحتنا العقلية والجسدية.

في هذا السياق، تبرز دراسات حديثة لتلقي الضوء على كيفية تأثير النوم، أو نقصه، على إدراكنا لأعمارنا وشعورنا بالشباب. هذه الاكتشافات ليست مجرد تأكيد على أهمية النوم الجيد، بل دعوة لإعادة تقييم عاداتنا اليومية وإعطاء الأولوية لهذا الجزء الحيوي من حياتنا.

لنستكشف معاً كيف يمكن للنوم أن يكون بوابتنا نحو الحفاظ على شبابنا، وزيادة نوعية حياتنا بشكل لم نتخيله من قبل.

النوم الجيد وسر الشباب الدائم.. دراسات تكشف العلاقة

في عالم يتسارع بلا هوادة، يغدو البحث عن سر الشباب الدائم أشبه بالمطاردة خلف سراب. لكن، ماذا لو كان السر مختبئاً في طيات الليل، بين أحضان النوم؟ آخر الأبحاث الصادرة عن مجلة “Proceedings of the Royal Society B” تلقي الضوء على علاقة مذهلة بين النوم والشعور بالعمر، مؤكدة أن قلة النوم قد تجعل الفرد يشعر بأنه أكبر بخمس إلى عشر سنوات من عمره الحقيقي.

تشرح ليوني بالتر، باحثة النوم بجامعة ستوكهولم، والعقل المدبر وراء الدراسات، أن النوم يلعب دوراً حاسماً في تحديد كيفية شعور الأشخاص بأعمارهم.

توضح بالتر أن النعاس ليس مجرد حالة مزعجة نمرّ بها خلال اليوم، بل هو إشارة تحذيرية من الجسم تحثنا على أهمية النوم. تضيف أن الشعور بالنشاط والحيوية، والذي يتأثر سلباً بقلة النوم، يساهم بشكل كبير في تعزيز الشعور بالشباب.

الدكتور تشانغ هو يون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة سيول الوطنية، والذي لم يشارك في الدراسة، يضيف بُعداً آخر، مؤكداً على أهمية النوم الكافي للحفاظ على “العمر الشبابي” الذي له دور بارز في تعزيز الصحة العقلية والجسدية.

يشير يون إلى أن الشعور بالشباب له فوائد عديدة تم التحقق منها علمياً، بما في ذلك طول العمر، وانخفاض معدلات الإصابة بالخرف والاكتئاب، وتحسن الصحة البدنية والعقلية عموماً.

دراسة حديثة وأهمية النوم

الدراسات التي أجرتها بالتر وفريقها تنقسم إلى قسمين:

الأول: استطلعت جودة نوم 429 شخصاً، وجدت أن لكل ليلة من قلة النوم كان هناك شعور بالتقدم في العمر بمقدار ربع عام.

أما الدراسة الثانية، والتي كانت أشبه بتجربة تحكم، دعت المشاركين للنوم في المختبر تحت شروط محددة، وكشفت أن الحرمان الشديد من النوم يزيد من الشعور بالشيخوخة بمعدل 4.5 سنوات.

تثير نتائج الدراسات أسئلة مهمة حول إمكانية التعافي السريع من آثار قلة النوم. بالتر تشير إلى أن الأمر قد يكون أسرع مما نتصور، مؤكدة على أهمية النوم الكافي للحصول على تأثيرات ملموسة ودائمة على الشعور بالشباب.

في عالم يبحث دوماً عن إكسير الشباب، تقدم هذه الدراسات برهاناً علمياً على أن السر قد يكمن في أبسط العادات اليومية – النوم الجيد. فهو ليس مجرد وسيلة للراحة، بل جسر يربط بيننا وبين شباب دائم، ينعكس ليس فقط في كيف نشعر، بل كيف نعيش.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: على أهمیة النوم النوم الجید

إقرأ أيضاً:

ذياب بن محمد بن زايد: "الاجتماع العربي" يعكس أهمية تمكين الشباب

تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي، تستضيف القمة العالمية للحكومات 2025، فعاليات النسخة الرابعة من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" الذي ينظمه مركز الشباب العربي بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب العرب الأحد المقبل.

وتُعقد النسخة الرابعة من الاجتماع تحت عنوان "صُنع في العالم العربي: شباب عربي الهوية، عالمي الأثر" بمشاركة أكثر من 200 شخصية من وزراء الشباب العرب، وقادة مؤسسات العمل المجتمعي والتنموي، ونخبة من القيادات الشابة من مختلف الميادين التخصصية والخبرات المتميزة من كافة الدول العربية.

دور الشباب التنموي

وقال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان إن الاجتماع العربي للقيادات الشابة أصبح أحد الفعاليات المهمة للتأكيد على دور الشباب في المساهمة تعزيز التنمية، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمعات العربية. كما يعكس أهمية تمكين الشباب ودعمهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل مشرق لمجتمعاتهم وأوطانهم.
ورحب بمشاركة الشباب وقادة مؤسسات العمل الشبابي ونخبة القيادات الشابة الذي سيجتمعون في الإمارات في العاشر من فبراير المقبل، وأثنى على جهودهم في إطار تعزيز العمل الشبابي العربي المشترك، والعمل على مخرجات الاجتماع العربي وتوصياته في مجال بناء القدرات وتمكين الشباب واستكشاف المواهب واحتضان المبدعين.

 اقتصاد مجتمعي فاعل

من ناحيته قال الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي،: نتطلع أن يكون العام 2025 عاماً تتضاعف فيه الجهود المبذولة في مجال تمكين الشباب على مستوى المنطقة، ونؤكِّد على أهمية البناء على مكتسبات ونقاشات الدورات السابقة للاجتماع العربي للقيادات الشابة، ومناقشة أبرز الأفكار والمقترحات للفرص التي يوفرها القطاع الخاص للشباب ومؤسسات النفع العام التي تساهم ببناء اقتصاد مجتمعي فاعل عبر تكاتف المبادرات المحلية والإقليمية المعنية بتمكين الشباب".

وأضاف: ستستضيف النسخة الرابعة من الاجتماع حلقة وزارية نقاشية بمشاركة مجموعة من قادة المؤسسات والشباب المؤثر من مختلف التخصصات، كما سيتحدث عدد من الخبراء حول تشجيع الصناعات الوطنية والمبادرات الحكومية العربية المعنية بتمكين الشباب في القطاع الخاص، وعدد من المؤسسات الدولية المعنية في مجال التدريب من أجل التوظيف في المنطقة العربية، إلى جانب الكشف عن نتائج تقارير ودراساتٍ معنية بإمكانيات الشباب العربي وقدراتهم التنافسية في سوق العمل.

منصة مشتركة

ويمثل الاجتماع العربي للقيادات الشابة منصة للتعاون المشترك بين الجهات المختلفة المهتمة بتمكين الشباب العربي ضمن عدد من مسارات العمل التنموي، وتُعرض فيه الأفكار وأفضل الممارسات والتجارب العربية والنماذج المُلهمة، إلى جانب الإعلان عن مجموعة من المبادرات الإقليمية المعنية ببناء القدرات واكتساب المهارات وتوفير البيئات الممكنة.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة تكشف آليات تأثير مركبات زيت الزيتون على الوقاية من مرض السكري
  • أهمية غزة المادية!
  • دراسات تكشف أفضل وأسوأ توقيت لتناول الغداء
  • استشاري طب نفسي: عدم وجود أمان في العلاقات الزوجية يجعلها «مؤذية»
  • «العلاقة بين المجالس والتنفيذية».. جلسة تثقيفية للشباب والرياضة بالقليوبية
  • هل لـ "الكوليسترول الجيد" علاقة بالإصابة بالغلوكوما.. دراسة تكشف مفاجأة
  • نقيب الأشراف: تجربة مصر الرائدة في تمكين الشباب نالت إعجاب العالم
  • ذياب بن محمد بن زايد: "الاجتماع العربي" يعكس أهمية تمكين الشباب
  • هل تشعر بهذه الأعراض؟.. 10 علامات قد تكشف أنك تعاني من الاكتئاب
  • الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان أهمية التوصل إلى السلام الدائم في المنطقة