«ذا انترسبت» سلطت الضوء على تناقضات واشنطن.. ملف «الاعتراف الدولي» يفضح تآمر الولايات المتحدة على فلسطين
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
تواصل الولايات المتحدة الإصرار على حرمان الشعب الفلسطينى من دولة مستقلة، ككل شعوب العالم، حتى أن بعض الجزر الصغيرة الموالية للولايات المتحدة، أصبحت تحظى بالاعتراف الدولي، بينما تتصدى إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، لخيار «حل الدولتين»!
تعمل الولايات المتحدة باستمرار على إجهاض أى خطوة لتحقيق هذا الهدف بجهود مشينة يقوم بها مسئولوها، علنًا وسرًّا، عبر الضغط على معظم الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولى، لمنع تمرير قرارات عدة، تدعم الحق الفلسطيني، كما بدا من واقع التسريبات الجديدة لبرقيات وزارة الخارجية الأمريكية قبل اجتماع المنظمة الدولية، للتصويت على مشروع، قرار يمنح فلسطين الحق فى عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، حيث كان القرار يحتاج إلى 9 أصوات لتمريره.
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن كان من شأنه أن يمنح فلسطين وضع الدولة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة تتعارض مع ادعاء الرئيس بايدن بأنه يفضل حل الدولتين، وكانت الولايات المتحدة العضو الوحيد في المجلس المؤلف من 15 عضوًا الذي صوت ضد القرار، بينما امتنعت المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت. وكان هناك 12 صوتًا مؤيدًا من روسيا والصين وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور والجزائر ومالطا وسلوفينيا وسيراليون وموزمبيق وغويانا.
قبل التصويت نشرت صحيفة "ذا انترسبت" الأمريكية تسريبات جديدة لكواليس ضغط واشنطن على الدول الأعضاء لعدم تأييد القرار المقدم للمنظمة الأممية حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض ضده وتظهر أمام العالم بازدواجية المعايير، وعلى الرغم من تعهد بايدن بدعم حل الدولتين، تقول البرقيات إنه لا ينبغي منح فلسطين وضع عضو في الأمم المتحدة، وتفصّل البرقيات الدبلوماسية الضغوط التي يتم ممارستها على أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك مالطا، الرئيس الدوري للمجلس هذا الشهر.
تطلب من الإكوادور على وجه الخصوص الضغط على مالطا ودول أخرى، بما في ذلك فرنسا، لمعارضة الاعتراف بدولة فلسطين بالأمم المتحدة. وتبرر وزارة الخارجية فى برقيتها معارضتها لمشروع القرار، بأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية هو الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لتحقيق دولة فلسطينية دائمة.
يزعم بايدن أنه يعمل بقوة لدعم "التطلعات الفلسطينية لإقامة دولة" فى سياق "سلام شامل من شأنه أن يحل الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، لكن برقية دبلوماسية مؤرخة فى 12 من أبريل الجارى، كشفت تفاصيل نقاط الحوار الأمريكية ضد تصويت الأمم المتحدة لصالح القرار.
تقول البرقية إنه يجب إقناع أعضاء مجلس الأمن برفض أي اقتراح لإقامة دولة فلسطينية- وبالتالي الاعتراف بها كدولة ذات سيادة- قبل المناقشة المفتوحة للمجلس حول الشرق الأوسط، المقرر إجراؤها في 18 أبريل 2024. جاء في البرقية: "تظل وجهة النظر الأمريكية هي أن المسار الأسرع نحو أفق سياسي للشعب الفلسطيني هو في سياق اتفاق التطبيع بين إسرائيل وجيرانها.. نحن نعتقد أن هذا النهج يمكن أن يحقق الأهداف الفلسطينية بشكل ملموس بطريقة هادفة ودائمة".
وأضافت "لذلك نحثكم على عدم دعم أي قرار محتمل لمجلس الأمن يوصي بقبول "فلسطين" كدولة عضو في الأمم المتحدة، في حالة تقديم مثل هذا القرار إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأنه في الأيام والأسابيع المقبلة". وتتضمن البرقية تهديدًا ضمنيًا للمنظمة الدولية بقطع تمويل الأمم المتحدة عندما أشارت إلى أن تمرير القرار من شأنه أن يكون له رد فعل سياسى عنيف واحتمال قيام الكونجرس بقطع تمويل الأمم المتحدة.
وأضافت أن "الإجراءات المبكرة في مجلس الأمن الدولي، حتى مع أفضل النوايا، لن تحقق إقامة الدولة أو تقرير المصير للشعب الفلسطيني". مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات ستعرض جهود التطبيع للخط، وتؤدي إلى مزيد من التباعد بين الطرفين، وتزيد من خطر العنف على الأرض الذي يمكن أن يودي بحياة الأبرياء على كلا الجانبين، ويخاطر بدعم الحكومة الإصلاحية الجديدة التي أعلنها الرئيس عباس.
كشفت برقية أخرى مؤرخة فى 13 من أبريل الجارى مرسلة من السفارة الأمريكية في كيتو، الإكوادور عن اتفاق وزيرة الخارجية الإكوادورية جابرييلا سومرفيلد مع الولايات المتحدة على عدم الاعتراف بفلسطين كدولة. وبالتعاون مع الولايات المتحدة، وفقاً للبرقية، أصدر سومرفيلد تعليماته إلى ممثل الإكوادور الدائم لدى الأمم المتحدة خوسيه دي لا جاسكا بالضغط على اليابان وكوريا ومالطا (جميع الأعضاء المتناوبين في مجلس الأمن) لرفض الاقتراح. كما تم ذكر ممارسة الضغط على فرنسا العضو الدائم.
ووافق سومرفيلد، بحسب البرقية، على أنه "من المهم أن يفشل أي قرار مقترح في الحصول على الأصوات اللازمة دون استخدام الولايات المتحدة للفيتو". وتقول البرقية: "إن الإكوادور لا تريد أن تبدو معزولة (وحدها مع الولايات المتحدة) في رفضها للقرار "الفلسطيني". وبمقعدها لمدة عام في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوًا، تتمتع الإكوادور بنفوذ كبير للتصويت ضد اقتراح الاعتراف بفلسطين.
يبقى القول إن تلك التسريبات تظهر الوجه الحقيقى للولايات المتحدة التى يتشدق رئيسها بحق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة ذات سيادة وفى الوقت ذاته تقوم إدارته بتحركات خفية للضغط على دول لها حق التصويت فى الأمم المتحدة لرفض منح هذا الحق للشعب الأعزل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين واشنطن رفح أمريكا غزة حماس الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة: لن نتسامح مع أي دولة تتعامل مع الحوثيين
يمن مونيتور/ الرياض/ خاص:
قالت السفارة الأمريكية لدى اليمن، يوم الاثنين، إنها لن تتسامح مع أي دولة تتعامل مع الحوثيين، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأمريكي دخول تصنيف الجماعة اليمنية في قوائم الإرهاب حيّز التنفيذ.
وقالت في بيان: “لن تتسامح الولايات المتحدة مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين تحت ذريعة ممارسة الأعمال التجارية الدولية المشروعة”.
وأضاف الإجراء الذي اتخذته وزارة الخارجية اليوم يظهر التزام إدارة ترامب بحماية مصالح أمننا القومي، وسلامة الشعب الأمريكي، وأمن الولايات المتحدة القومي.
وصنفت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء جماعة الحوثي المدعومة من إيران منظمة إرهابية أجنبية، امتثالا لأمر أصدره الرئيس دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني.
يسيطر الحوثيون على أجزاء من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وشنوا هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما استهدفت مرارا وتكرارا السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن – الممرات المائية الحيوية للتجارة العالمية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةهل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...