تواصل الولايات المتحدة الإصرار على حرمان الشعب الفلسطينى من دولة مستقلة، ككل شعوب العالم، حتى أن بعض الجزر الصغيرة الموالية للولايات المتحدة، أصبحت تحظى بالاعتراف الدولي، بينما تتصدى إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، لخيار «حل الدولتين»!

تعمل الولايات المتحدة باستمرار على إجهاض أى خطوة لتحقيق هذا الهدف بجهود مشينة يقوم بها مسئولوها، علنًا وسرًّا، عبر الضغط على معظم الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولى، لمنع تمرير قرارات عدة، تدعم الحق الفلسطيني، كما بدا من واقع التسريبات الجديدة لبرقيات وزارة الخارجية الأمريكية قبل اجتماع المنظمة الدولية، للتصويت على مشروع، قرار يمنح فلسطين الحق فى عضوية كاملة بالمنظمة الدولية، حيث كان القرار يحتاج إلى 9 أصوات لتمريره.

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن كان من شأنه أن يمنح فلسطين وضع الدولة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهي خطوة تتعارض مع ادعاء الرئيس بايدن بأنه يفضل حل الدولتين، وكانت الولايات المتحدة العضو الوحيد في المجلس المؤلف من 15 عضوًا الذي صوت ضد القرار، بينما امتنعت المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت. وكان هناك 12 صوتًا مؤيدًا من روسيا والصين وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور والجزائر ومالطا وسلوفينيا وسيراليون وموزمبيق وغويانا.

قبل التصويت نشرت صحيفة "ذا انترسبت" الأمريكية تسريبات جديدة لكواليس ضغط واشنطن على الدول الأعضاء لعدم تأييد القرار المقدم للمنظمة الأممية حتى لا تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض ضده وتظهر أمام العالم بازدواجية المعايير، وعلى الرغم من تعهد بايدن بدعم حل الدولتين، تقول البرقيات إنه لا ينبغي منح فلسطين وضع عضو في الأمم المتحدة، وتفصّل البرقيات الدبلوماسية الضغوط التي يتم ممارستها على أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك مالطا، الرئيس الدوري للمجلس هذا الشهر.

تطلب من الإكوادور على وجه الخصوص الضغط على مالطا ودول أخرى، بما في ذلك فرنسا، لمعارضة الاعتراف بدولة فلسطين بالأمم المتحدة. وتبرر وزارة الخارجية فى برقيتها معارضتها لمشروع القرار، بأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية هو الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لتحقيق دولة فلسطينية دائمة.

يزعم بايدن أنه يعمل بقوة لدعم "التطلعات الفلسطينية لإقامة دولة" فى سياق "سلام شامل من شأنه أن يحل الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى، لكن برقية دبلوماسية مؤرخة فى 12 من أبريل الجارى، كشفت تفاصيل نقاط الحوار الأمريكية ضد تصويت الأمم المتحدة لصالح القرار.

تقول البرقية إنه يجب إقناع أعضاء مجلس الأمن برفض أي اقتراح لإقامة دولة فلسطينية- وبالتالي الاعتراف بها كدولة ذات سيادة- قبل المناقشة المفتوحة للمجلس حول الشرق الأوسط، المقرر إجراؤها في 18 أبريل 2024. جاء في البرقية: "تظل وجهة النظر الأمريكية هي أن المسار الأسرع نحو أفق سياسي للشعب الفلسطيني هو في سياق اتفاق التطبيع بين إسرائيل وجيرانها.. نحن نعتقد أن هذا النهج يمكن أن يحقق الأهداف الفلسطينية بشكل ملموس بطريقة هادفة ودائمة".

وأضافت "لذلك نحثكم على عدم دعم أي قرار محتمل لمجلس الأمن يوصي بقبول "فلسطين" كدولة عضو في الأمم المتحدة، في حالة تقديم مثل هذا القرار إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأنه في الأيام والأسابيع المقبلة". وتتضمن البرقية تهديدًا ضمنيًا للمنظمة الدولية بقطع تمويل الأمم المتحدة عندما أشارت إلى أن تمرير القرار من شأنه أن يكون له رد فعل سياسى عنيف واحتمال قيام الكونجرس بقطع تمويل الأمم المتحدة.

وأضافت أن "الإجراءات المبكرة في مجلس الأمن الدولي، حتى مع أفضل النوايا، لن تحقق إقامة الدولة أو تقرير المصير للشعب الفلسطيني". مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرات ستعرض جهود التطبيع للخط، وتؤدي إلى مزيد من التباعد بين الطرفين، وتزيد من خطر العنف على الأرض الذي يمكن أن يودي بحياة الأبرياء على كلا الجانبين، ويخاطر بدعم الحكومة الإصلاحية الجديدة التي أعلنها الرئيس عباس.

كشفت برقية أخرى مؤرخة فى 13 من أبريل الجارى مرسلة من السفارة الأمريكية في كيتو، الإكوادور عن اتفاق وزيرة الخارجية الإكوادورية جابرييلا سومرفيلد مع الولايات المتحدة على عدم الاعتراف بفلسطين كدولة. وبالتعاون مع الولايات المتحدة، وفقاً للبرقية، أصدر سومرفيلد تعليماته إلى ممثل الإكوادور الدائم لدى الأمم المتحدة خوسيه دي لا جاسكا بالضغط على اليابان وكوريا ومالطا (جميع الأعضاء المتناوبين في مجلس الأمن) لرفض الاقتراح. كما تم ذكر ممارسة الضغط على فرنسا العضو الدائم.

ووافق سومرفيلد، بحسب البرقية، على أنه "من المهم أن يفشل أي قرار مقترح في الحصول على الأصوات اللازمة دون استخدام الولايات المتحدة للفيتو". وتقول البرقية: "إن الإكوادور لا تريد أن تبدو معزولة (وحدها مع الولايات المتحدة) في رفضها للقرار "الفلسطيني". وبمقعدها لمدة عام في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوًا، تتمتع الإكوادور بنفوذ كبير للتصويت ضد اقتراح الاعتراف بفلسطين.

يبقى القول إن تلك التسريبات تظهر الوجه الحقيقى للولايات المتحدة التى يتشدق رئيسها بحق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة ذات سيادة وفى الوقت ذاته تقوم إدارته بتحركات خفية للضغط على دول لها حق التصويت فى الأمم المتحدة لرفض منح هذا الحق للشعب الأعزل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين واشنطن رفح أمريكا غزة حماس الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تأسف بشأن نية واشنطن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ

أعرب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياسرفيتش عن أسفه إزاء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا ينهي عضوية واشنطن في المنظمة بعد 12 شهرا، معرباً عن أمله في أن تعيد الولايات المتحدة النظر في ذلك.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، انضمت واشنطن إلى منظمة الصحة العالمية عام 1948 بعد صدور قرار مشترك من غرفتي الكونجرس مجلسي النواب والشيوخ، ويتطلب القرار أن تعطي الولايات المتحدة إخطارا مدته عام للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وكان الرئيس ترامب قد اتخذ خطوات للانسحاب من المنظمة عام 2022 خلال فترة رئاسته الأولى، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك بعد تولي جو بايدن الرئاسة.

وقال ياسرفيتش إن: منظمة الصحة العالمية تقوم بدور حيوي في حماية صحة وأمن شعوب العالم بمن فيهم الأمريكيون، بمعالجة الأسباب الجذرية للأمراض وبناء أنظمة صحية أقوى والكشف عن الطوارئ الصحية ومنعها والاستجابة لها بما في ذلك تفشي الأوبئة غالبا في مناطق خطيرة لا يتوجه إليها الآخرون.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إنه رأى الأمر التنفيذي للتو وإن الأمر سيحتاج إلى مزيد من التحليل. وأكد أن الولايات المتحدة هي أكبر مانح منفرد لمنظمة الصحة العالمية إذ مثلت مساهمتها 18% من ميزانية المنظمة عام 2023.

بدوره، سلط المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه الضوء على أهمية عمل منظمة الصحة العالمية وقال: إن العالم يعيش أعمارا أطول وأكثر صحة وربما أكثر سعادة بسبب منظمة الصحة العالمية.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تتوجه إلى المناطق التي لا يستطيع الآخرون الذهاب إليها بما فيها غزة واليمن وأفغانستان والسودان، وأنها جزء لا يمكن الاستغناء عنه في النظام الإنساني الدولي.

وقد تعهد الرئيس الأمريكي ترامب أيضا بالانسحاب من اتـفاق باريس للمناخ المعتمد عام 2015.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للأرصاد الجوية كلير نوليس إن الحاجة لاحترام الاتفاق من جميع الدول أمر واضح نظرا لأن عام 2024 كان الأكثر احترارا على الإطلاق منذ بدء تسجيل هذه المعلومات.

وبالإشارة إلى حرائق الغابات الهائلة والمدمرة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، ذكرت نوليس أن الولايات المتحدة عانت من غالبية الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن الطقس والمناخ والمخاطر المرتبطة بالمياه. مضيفة أن الولايات المتحدة شهدت 403 كوارث متعلقة بالطقس والمناخ منذ عام 1980، بخسائر وتكلفة إجمالية تصل أو تزيد عن مليار دولار.

وقال مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن التحول الذي يتصوره اتفاق باريس قائم بالفعل مع ثورة الطاقة المتجددة التي توفر الفرص للوظائف والرخاء.

وأضاف المكتب أن الأمين العام للأمم المتحدة يبقى واثقا من أن المدن والولايات والشركات داخل الولايات المتحدة، مع غيرها من الدول، ستواصل إبداء الرؤية والقيادة بالعمل من أجل النمو الاقتصادي المرن منخفض الكربون الذي يوفر فرص عمل وأسواقا عالية الجودة من أجل تحقيق الرخاء في القرن الحادي والعشرين. وشدد المكتب على أهمية أن تظل الولايات المتحدة رائدة في القضايا البيئية.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء العنف ضد المدنيين فى كولومبيا

وفد من الأمم المتحدة لمناقشة تطوير إدارة المخلفات الصلبة بالبحر الأحمر

الأمم المتحدة تحذر من استمرار إسرائيل في إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي لمجلس الأمن الدولي: التزام الأمم المتحدة بشراكتها مع جامعة الدول العربية لتعزيز الجهود المشتركة لتحسين حياة الناس
  • رد فعل الحوثيين على تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة
  • عباس: اعتراف الدول المسلمة الـ57 بإسرائيل مقابل الاعتراف بدولة فلسطين
  • بكين: لا فائز في الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الأمم المتحدة تأسف بشأن نية واشنطن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ
  • المرشحة لمنصب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة: امتلاك روسيا والصين حق النقض "تحد كبير"
  • وزير الخارجية يبحث مع غوتيريش أولويات الجزائر في مجلس الأمن
  • الجامعة العربية واليمن يبحثان الدعم الدولي لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة
  • القرار الكبير.. ترامب يعلن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية
  • ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا لإلغاء حق المواطنة بالولادة في الولايات المتحدة