مواد دقيقة في بيئتنا تعمل على تسريع انتشار السرطان
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الجسم يمكن أن تجعل السرطان أكثر عدوانية وتتسبب في انتشاره بشكل أسرع.
ويمكن العثور على الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية، وهي جزيئات صغيرة يمكن ابتلاعها أو استنشاقها، في جميع أنحاء العالم، وأيضا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والقلب والرئتين، بالإضافة إلى المشيمة.
والآن، أظهرت الدراسة التي أجراها عالم السرطان الرائد البروفيسور لوكاس كينر، من جامعة فيينا الطبية، كيف أن الخلايا التي تتلامس مع جزيئات بلاستيكية أصغر من 0.25 ميكرومتر (الميكرومتر هو 0.0001 ملم)، كانت أكثر عرضة للهجرة (يُقصد بها عملية انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر)، ما قد يؤدي إلى أورام ثانوية، أو ورم خبيث.
وقال البروفيسور كينر، الباحث ونائب مدير جامعة فيينا إن النتائج "مخيفة"، موضحا أن الانهيار المستمر للبلاستيك في البيئة قد خلق "سيلا من البلاستيك قادما نحونا".
ووجد كينر وفريقه أيضا أن المواد البلاستيكية الموجودة في الخلايا لم توقف انقسام الخلايا، وبدت غير قادرة على إخراج الجزيئات.
وأضاف: "تشير نتائج الدراسة إلى أن البلاستيك لا يتواجد في الخلايا السرطانية فحسب، بل يسرّع أيضا نمو هذه الخلايا. ويتم التحقيق في هذا الأمر بشكل أكبر، لكن الأدلة المتوفرة لدينا بالفعل حول التأثير الصحي للبلاستيك مذهلة وتتطلب اهتماما فوريا من صناع السياسات على مستوى العالم. ويجب على الحكومات والشركات تمويل الأبحاث حول تأثير البلاستيك على صحة الإنسان والعمل على القضاء على هذا الملوث الخطير من حياتنا اليومية".
إقرأ المزيد دراسة: أمواج المحيط ترسل "مركبات كيميائية أبدية" إلى الأرض ترتبط بأمراض خطيرةويعد الجهاز الهضمي الذي درسه العلماء النمساويون بمثابة نقطة الدخول الأكثر شيوعا للمواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية. ووجدت إحدى الدراسات أن البشر يستنشقون جزيئات بلاستيكية صغيرة كل أسبوع بما يعادل بطاقة ائتمان.
وسلط البروفيسور كينر في دراسته الضوء على المخاطر التي تتعرض لها الأجنة، حيث تنتقل المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في المشيمة إلى الأطفال الذين لم يولدوا بعد.
وتركز جامعة فيينا الآن على تحديد إلى أي مدى تعمل جزيئات البلاستيك على تعزيز تكوين الأورام في جميع أنحاء الجسم.
المصدر: مترو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة التلوث الصحة العامة دراسات علمية فيينا مرض السرطان نفايات بلاستيكية البلاستیکیة الدقیقة
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تُسجّل انخفاضاً في استهلاك الأكياس البلاستيكية بواقع 364 مليون كيس
أعلنت هيئة البيئة – أبوظبي، أنه منذ دخول حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة حيّز التنفيذ، في الأول من يونيو 2022، ضمن سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي، أن الإمارة تجنَّبت استهلاك 364 مليون كيس بلاستيكي يُستخدَم مرة واحدة، أي ما يعادل 2,400 طن من البلاستيك، أو 547,000 طن من غازات الدفيئة، وهو ما يعادل أيضاً الانبعاثات الناتجة عن 130,000 سيارة ركاب تعمل بالبنزين لمدة عام.
وأطلقت الهيئة في عام 2023 مبادرة «استرداد القناني القائمة على الحوافز» بالتعاون مع عدد من الشركاء الرئيسيين، بهدف استرداد وإعادة تدوير القناني البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة. وحتى الآن، جُمِع أكثر من 130 مليون قنينة من نحو 150 آلة وحاوية ذكية لاسترداد القناني، إضافة إلى ما تمّ جمعه من المصدر، حيث تُعادل هذه الكمية 2,000 طن من البلاستيك القابل لإعادة التدوير، وهو ما يملأ نحو 80 شاحنة. وبلغ إجمالي ما جُمِع خلال عام 2024 وحده نحو 67 مليون قنينة.
وفرضت هيئة البيئة – أبوظبي، حظراً على بعض منتجات «الستايروفوم» في الأول من يونيو 2024، وبلغت نسبة امتثال تجّار التجزئة لهذا الحظر 97%، وتتوقّع الهيئة أن تزداد نسبة الامتثال بحلول نهاية العام. وتأتي هذه الإجراءات الاستباقية في إطار استعداد إمارة أبوظبي للحظر الشامل على منتجات «الستايروفوم» والمواد البلاستيكية المستهدفة الذي ستفرضه دولة الإمارات في عام 2026.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «عندما أطلقنا سياسة أبوظبي للمواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في عام 2020، وتبعها حظر الأكياس البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة في عام 2022، كنا في طليعة الجهات التي بادرت بذلك في المنطقة، وحددنا أهدافاً طموحة للوفاء بالتزاماتنا بحماية البيئة والحد من آثار التغير المناخي».
وأضافت: «ندرك أهمية تغيير سلوك المستهلك في تقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة وتحفيز أفراد المجتمع إلى تبني ثقافة إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، ولقد أثبت مجتمع أبوظبي التزامه وسعيه إلى العمل بشكل استباقي للإسهام في تحقيق أهدافنا الطموحة لبناء مستقبل أفضل للجميع. وبفضل هذا التعاون، سجّلنا خلال العامين الماضيين وحدهما انخفاضاً كبيراً في عدد الأكياس البلاستيكية بلغ 364 مليون كيس، أي ما يعادل خفضاً يصل إلى 95% لجميع الأكياس البلاستيكية الموزعة في منافذ البيع في الإمارة، حيث كان عدد الأكياس المستخدمة قبل تطبيق السياسة ثلاثة أكياس لكل رحلة تسوّق مقارنة بـ 0.4 كيس قابل لإعادة الاستخدام حالياً. وتسبب ذلك في زيادة عدد الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام بنسبة بلغت 2000% في عام واحد فقط، حيث ارتفع عدد الأكياس المعاد استخدامها من 603 أكياس في 2022، إلى 26,075 كيساً في 2023 في أحد المتاجر الرئيسية في الإمارة. واستُرِدت 130 مليون قنينة بلاستيكية، وزاد عدد الشركات التي تُعنى بإعادة تدوير البلاستيك في الإمارة».
وتابعت: «على الرغم من انخفاض عدد الشركات المصنِّعة للمنتجات البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة في أبوظبي من 110 في عام 2022 ليصل إلى 88 في عام 2023، شهدنا إنشاء 57 شركة جديدة تعمل في مجال إعادة التدوير في قطاع النفايات في أبوظبي، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة واستدامتها، وفي منظومة الاقتصاد الدائري في الإمارة».
وقالت: «تسعدنا الجهود التي بذلها سكان أبوظبي في التحوُل لاستخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، والالتزام بزيارة مواقع استرداد القناني لإعادة تدويرها، ما أسهم في تحقيق هذا النجاح. وأظهرت نتائج استطلاع الرأي أن 84% من الجمهور على دراية ووعي بالسياسة ومتطلباتها، وأشار 82% منهم إلى التأثير الإيجابي للسياسة في جودة الحياة المتمثّلة في نظافة الشواطئ والقنوات المائية. لم يكن بإمكاننا تحقيق أهدافنا الطموحة لولا تعاون شركائنا الاستراتيجيين، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، وتجّار التجزئة، الذين عملوا معنا لتوفير بدائل للمنتجات البلاستيكية المستخدمة مرة واحدة، إضافة إلى مساعدتنا على تطبيق حظر منتجات (الستايروفوم)».
وختمت: «نسير على الطريق الصحيح لإحداث تأثير إيجابي في بيئتنا، من خلال تقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تلوِّث الأنظمة البيئية، وتؤثِّر سلباً في التنوع البيولوجي».
وتتوقع الهيئة، أنه بحلول نهاية هذا العام، سيتم تجنّب استهلاك أكثر من 400 مليون كيس بلاستيكي يستخدم مرة واحدة منذ بدء تنفيذ الحظر. وخلال الأشهر التسعة الماضية وحدها، انخفض استهلاك الأكياس بمقدار 121.5 مليون كيس. وتتوقع الهيئة جمع 90 مليون قنينة بلاستيكية مستخدمة مرة واحدة بحلول نهاية عام 2024.