تغييرات جذرية في بطولات كرة القدم حول العالم تواكب التطورات
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
انطلق “قطار التغيير” في بطولات كرة القدم بأقصى سرعة في المرحلة الأخيرة، التي شهدت تغييرات “جذرية” عديدة في كثير من البطولات، المحلية والعالمية والعربية على حد سواء، في محاولة لمواكبة التطور وزيادة عدد المباريات في مختلف المسابقات، مع الحد من تداخل مواعيد البطولات.
ومؤخراً، أحدث قرار إلغاء قاعدة إعادة المباريات في حالة التعادل، بمنافسات كأس الاتحاد الإنجليزي، جدلاً كبيراً وضجة واسعة في إنجلترا، حيث اقتصر تطبيق إعادة المباريات في السنوات الأخيرة على الأدوار التمهيدية حتى الدور الرابع فقط، إلا أن الموسم المُقبل “2024/2025″ سيشهد إلغاء إعادة المباريات تماماً، تقليصاً لـ”روزنامة” البطولة الأقدم في التاريخ، ومنح فرق “البريميرليج” الفرصة لالتقاط الأنفاس وسط زحام الموسم، خاصة بعد تعديلات أخرى طالت البطولات الأوروبية، وهو ما واجه اعتراضاً كبيراً من قبل أندية الدرجات الأدنى في إنجلترا.
وذكرت تقارير أن تلك الأندية كانت تستفيد “مادياً” بصورة كبيرة من مباريات الإعادة أمام فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن اتحاد الكرة في إنجلترا رفض التراجع عن القرار، الذي يُعد “تاريخياً” بعد أكثر من 153 عاماً، هي عمر البطولة الأكثر عراقة في تاريخ كرة القدم، بل قرر الاتحاد الإنجليزي كذلك تغيير مواعيد لعب تلك المباريات، بحيث تقام فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعكس إقامتها وسط الأسبوع، مثلما كان يحدث حتى الموسم الحالي.
-التعديلات الإماراتية
التعديلات والتغييرات المُستمرة كانت حاضرة في الكرة الإماراتية خلال السنوات الماضية أيضاً، وأبرزها ما حدث من تغيير نظام كأس صاحب السمو رئيس الدولة، حيث اختفت مرحلة المجموعات في الأدوار التمهيدية منذ موسم 2022 – 2023، واندمجت فرق دوري أدنوك للمحترفين ودوري الدرجة الأولى في مراحل إقصائية، بخروج المغلوب مباشرة، بداية من دور الـ32، قبل أن يتغير النظام من جديد في النسخة الحالية، 2023 – 2024 ، ليقام الدور التمهيدي بنظام خروج المغلوب أيضاً بين فرق الدرجة الأولى، على أن يتأهل فريقان للانضمام إلى فرق دوري أدنوك الـ14، ومن ثم تبدأ المراحل النهائية الإقصائية من دور الـ16.
وكان كأس رابطة المحترفين “كأس مصرف أبوظبي الإسلامي” قد شهد تغييرات مماثلة، بعد توقف نظام المجموعتين منذ موسم 2019 – 2020، ثم إلغاء مرحلة مجموعات الدور الأول ومباريات تحديد المراكز بعد موسم 2021 – 2022، وخلال آخر نسختين، انطلقت البطولة بمباريات الذهاب والإياب في الدور الأول بين 12 فريقاً، على أن ينضم إليهما فريقان بداية من ربع النهائي مباشرة.
-أبطال أوروبا
وستكون البطولات العالمية والقارية على موعد مع تغيير أكبر خلال السنوات المقبلة، حيث ارتفع عدد الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا إلى 36 فريقاً، بداية من الموسم القادم 2024 – 2025، إذ يخوض كل فريق 8 مباريات بمرحلة المجموعات ضد منافسين مختلفين، لكن الكل سيرتبط بتصنيف الدوري المشترك، وهو ما ينطبق على الدوري الأوروبي الذي زاد عدد المشاركين فيه إلى 36 فريقاً.
وسيلعب الجميع مرحلة المجموعات بنظام دوري الأبطال نفسه، على أن تتأهل أول 8 فرق في الترتيب إلى بداية المراحل الإقصائية، في حين يلعب أصحاب المراكز من 9 إلى 24 ملحقاً بنظام الذهاب والإياب لتحديد أسماء 8 فرق أخرى تنضم إلى السابقين في مرحلة دور الـ16 الإقصائية، كما شهدت بطولة دوري المؤتمر الأوروبي زيادة العدد وتغيير النظام بصورة مشابهة أيضاً.
-كأس العالم
أما بطولة كأس العالم 2026، فستكون الأولى التي تضم 48 منتخباً موزعين على 12 مجموعة، بجانب انطلاق المراحل الإقصائية فيها من دور الـ32، بحيث يتأهل إليه أصحاب المركز الأول والثاني من كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل 8 ” ثوالث “، كما ارتفع عدد الأندية التي ستخوض منافسات كأس العالم للأندية في ثوبه الجديد بداية من عام 2025، حيث يتأهل إلى البطولة 32 فريقاً من جميع القارات بحسابات معقدة من النقاط، على أن يتنافس المتأهلون عبر 8 مجموعات في الدور الأول، ثم تنطلق المراحل الإقصائية من دور الـ16 بنظام المباراة الواحدة فقط حتى النهائي.
وكانت بطولة كأس أوروبا “يورو” قد عدلت نظامها بداية من نسخة 2016 لتضم 24 منتخباً عبر 6 مجموعات في الدور الأول، ثم تبدأ المراحل النهائية من دور الـ16، وهو ما حدث في كأسي الأمم الآسيوية والأفريقية عندما ارتفع عدد المشاركين بهما إلى 24 منتخباً منذ عام 2019.
وعلى مستوى البطولات المحلية للأندية، العالمية والعربية، فقد شهدت هي الأخرى الكثير من التغييرات “التاريخية”، خاصة على مستوى بطولات كأس السوبر، حيث تحول كثير منها إلى “النظام الرباعي” بعدما كانت تقتصر على مواجهة بطلي الدوري والكأس في كل دولة، وعلى رأسها كأس السوبر الإسباني الذي شهد مشاركة 4 فرق بدلاً من 2 بداية من موسم 2019 – 2020 ، ولحق بها السوبر الإيطالي في الموسم الحالي بنظام الـ4 فرق، وكلاهما وجد طريقه خارج الأراضي المحلية، حيث احتضنت المملكة العربية السعودية بعض النسخ، وهو ما تكرر مع السوبر المصري والسعودي، حيث قام الاتحاد السعودي بتطبيق ذلك النظام للمرة الأولى في الموسم الماضي، ولحق به نظيره المصري هذا الموسم، واستضافت الإمارات كلتا البطولتين مؤخراً، واستحدثت بعض الدول العربية منافسات مشتركة مباشرة بينها، مثل كأس السوبر الإماراتي القطري.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الدور الأول بدایة من دور الـ16 من دور على أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
السباحة الإماراتية.. محطات تاريخية ونقلة نوعية
شهدت رياضة السباحة في الإمارات تطورا ملحوظا على مدار العقود الماضية انتقلت خلاله من نشاط تقليدي محدود إلى رياضة تنافسية مدعومة ببرامج تطويرية ورؤى إستراتيجية تهدف إلى تحقيق إنجازات إقليمية ودولية.
تعود بدايات السباحة في الإمارات إلى فترات مبكرة، حيث شكلت جزءاً من الحياة اليومية، خاصة في المناطق الساحلية، ومع تأسيس اتحاد الإمارات للسباحة عام 1974، بدأت تأخذ طابعاً أكثر احترافية مع وضع القوانين واللوائح المنظمة للمنافسات المحلية والدولية.
وشهدت السباحة الإماراتية محطات مهمة ساهمت في تطورها، من بينها المشاركة في البطولات العربية والخليجية وتحقيق نتائج مشجعة على المستوى الآسيوي.
ومن أبرز الإنجازات تتويج السباح يوسف المطروشي بميداليات في بطولات إقليمية، إلى جانب مشاركته في أولمبياد طوكيو 2020، وكذلك في أولمبياد باريس 2024، التي شاركت فيها أيضاً زميلته مها الشحي، ما شكّل حافزا للأجيال الصاعدة.
وبرزت الإمارات كمركز رئيسي لاستضافة وتنظيم بطولات عالمية مرموقة في السباحة، أبرزها بطولة العالم للسباحة (25 متراً) التي استضافتها أبوظبي عام 2021 بمشاركة نخبة من السباحين العالميين، كما احتضنت دبي بطولات كأس العالم للسباحة، إلى جانب بطولة آسيا للسباحة في مجمع حمدان بن محمد الرياضي.
وتعود بطولة دبي الدولية للألعاب المائية بعد غياب دام 10 سنوات، حيث تستضيفها دبي من 21 مارس (آذار) إلى 21 أبريل (نيسان) 2025 في مجمع حمدان الرياضي، بالتعاون مع اتحاد الإمارات للسباحة، وبمشاركة أكثر من 3000 رياضي ورياضية من 40 دولة.
وتشمل المنافسات خمس رياضات مائية: الغطس، كرة الماء، السباحة الفنية، السباحة في المياه المفتوحة، والسباحة.
ويعمل اتحاد الإمارات للسباحة، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الرياضة، على تنفيذ خطط إستراتيجية لتعزيز قدرات السباحين الناشئين وتوسيع قاعدة الممارسين، من خلال أكاديميات متخصصة وبرامج تأهيل للمدربين، إلى جانب التعاون مع الاتحادات الدولية لتطوير البنية التحتية، بما يشمل الأحواض الأولمبية والمرافق الحديثة.
وأكد رئيس لجنة تسيير الأعمال في اتحاد الإمارات للسباحة عبدالله الوهيبي، التزام الاتحاد بتطوير رياضات الألعاب المائية وتعزيز مكانة السباحة الإماراتية عربياً وعالمياً.
وأوضح أن الاتحاد يسعى لتوسيع قاعدة الألعاب المائية، عبر إدخال رياضات جديدة واستقطاب المزيد من الرياضيين، بما يسهم في تنمية هذه الرياضات وتوسيع نطاق ممارستها.
وأشار الوهيبي إلى أن الاتحاد يعتزم دعم الأكاديميات والأندية التي تنظم بطولات متنوعة، مستفيداً من المنشآت الرياضية ذات المعايير العالمية في الدولة، مشدداً على أهمية استضافة بطولات عربية ودولية جديدة، لتعزيز مكانة الإمارات كوجهة رئيسية للفعاليات المائية.
وأكد أن هذه الجهود تمثل مرحلة جديدة في مسيرة السباحة الإماراتية، بهدف استعادة مكانتها المتميزة وتعزيز دورها كمركز رئيسي للسباحة العالمية.
وتحظى السباحة الإماراتية ببطولات محلية منتظمة تشمل مختلف الفئات العمرية، مثل بطولات الاتحاد الإماراتي للسباحة وبطولات الأندية، التي توفر للسباحين الواعدين فرصة لاكتساب الخبرة وتطوير مهاراتهم.
من جانبه، أكد مدرب منتخب الإمارات للسباحة مروان الحتاوي، أهمية البطولات المحلية في تطوير مستوى السباحين وتعزيز قاعدة المواهب، مشيراً إلى أن اتحاد السباحة يعمل على زيادة عدد هذه البطولات وتوسيع فئاتها، لتشمل مختلف الأعمار والمستويات.
وقال الحتاوي "إن المنافسات المحلية توفر بيئة تنافسية مستمرة تساهم في صقل مهارات السباحين الواعدين وإعدادهم للاستحقاقات الدولية، كما تمثل هذه البطولات فرصة لاكتشاف المواهب الجديدة من بين سباحي الأندية والأكاديميات، مما يعزز قاعدة المنتخب بالمتميزين".
وأضاف: "تأتي هذه الجهود تأتي ضمن رؤية متكاملة لتطوير السباحة الإماراتية، ورفع مستوى التنافسية، وصولاً إلى تحقيق إنجازات تليق بالطموحات على الساحتين الإقليمية والدولية".