المنتدى الدولي للمحاكم التجارية يدشن في قطر الاعتراف المتبادل بالأحكام بين الدول
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
الدوحة- كثيرة هي النزاعات الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، الأمر الذي جعل من هذه النزاعات محورا رئيسيا على طاولة مناقشات أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي استضافته العاصمة القطرية بين 20 و21 أبريل/نيسان الجاري، كأول مدينة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولم يفوت المنتدى -في هذه النسخة التي وصفت بالاستثنائية- فرصة تحقيق إنجاز نوعي، حيث وقع أكثر من 170 مشاركا من رؤساء المجالس القضائية، كممثلين لأكثر من 50 محكمة تجارية من شتى قارات العالم، مذكرة تفاهم جماعية لـ "الاعتراف المتبادل بالأحكام".
اختتام أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية#العرب_قطر#منتدى_المحاكم_التجارية pic.twitter.com/2xEALidWwh
— صحيفة العرب – قطر (@AlArab_Qatar) April 21, 2024
إنجاز غير مسبوقوقال الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية ومركز تسوية المنازعات، فيصل راشد السحوتي، إن المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في دولة قطر هذا العام حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخه حيث تم تأسيس وتوقيع مذكرة تفاهم جماعية بين الأعضاء لـ"الاعتراف المتبادل بالأحكام".
وبين السحوتي في حديث للجزيرة نت أن قضية "الاعتراف المتبادل بالأحكام" كانت النقطة التي يفتقدها قطاع القضاء في العالم، وذلك لتأسيس شراكة تصب في مصلحة المتقاضين ومصلحة التجارة بشكل عام.
وعن التفاصيل حول ملف "الاعتراف المتبادل بالأحكام" شبه السحوتي الاعتراف بجسر تواصل، بين محاكم دول المنتدى الـ 57 لعبور الأحكام، وتنفيذها فيما بينها من دولة لدولة بسلاسة بما يتناسب مع الأحكام والقوانين الخاصة بكل دولة.
وأكد السحوتي للجزيرة نت أن هذا الاتفاق الأول من نوعه سيكون له أثر إيجابي لتعزيز التعاون بين الدول المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها السعودية والإمارات والبحرين، مما يدعم البيئات القضائية الخليجية.
وضرب مثالا توضيحيا بالقول: إذا صدر حكم قضائي مالي على أحد الأشخاص في قطر لصالح شخص آخر بالسعودية مثلا، فيمكن تنفيذ هذا الحكم في السعودية من خلال مصادرة ممتلكات أو أصول المدعى عليه، والعكس صحيح، وهذا يشمل كل الدول الـ57 المنضمة للمنتدى الدولي للمحاكم التجارية.
بمشاركة أكثر من 50 محكمة تجارية حول العالم.. تتواصل أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية
فيصل بن راشد السحوتي، الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية يطلعنا على التفاصيل
برنامج #جلسة_الأعمال #تلفزيون_قطر pic.twitter.com/ebH18jOAOJ
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) April 21, 2024
أبرز النزاعاتوفيما يخص أكثر النزاعات التجارية الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، أوضح الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية أن معظم هذه النزاعات تتمحور حول قضايا العقود والإخلال بالعقود، إضافة إلى قضايا التمويل وإعادة التمويل.
وأشار إلى أهمية هذا الملف حيث تمت مناقشته بشكل مفصل في أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى، وتم الاتفاق بين الدول الأعضاء على التنسيق المباشر والسريع لحل هذه القضايا والفصل فيها مما يدعم قطاع الاستثمار والمستثمرين ويطور أدواتهم.
والتقى سعادته بعدد من رؤساء المجالس القضائية والمحاكم وقضاة المحاكم العليا المشاركين في أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي تستضيفه الدولة بمشاركة 50 محكمة تجارية حول العالم.#المجلس_الأعلى_للقضاء pic.twitter.com/2ZsNAGr3Sz
— المجلس الأعلى للقضاء (@sjcgovqa) April 21, 2024
تحديات الذكاء الاصطناعيفرض الذكاء الاصطناعي حالة جديدة على المحاكم، كما يؤكد الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية، خاصة أنه لا توجد قوانين تشريعية واضحة للتعامل معه وكيفية احتوائه، مما شكل تحديات كبيرة للمحاكم في مختلف دول العالم.
وأشار إلى رغبة الدول المشاركة في المنتدى للتوصل إلى صيغة واضحة ومفهومة في إدارة الدعاوى إلكترونيا، وكيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تخليص الأعمال القضائية وإصدار الأحكام، وتقوية العلاقة بين الجهاز القضائي والوسائل البديلة الأخرى كالتحكيم وغيرها.
وقد تناولت جلسات المنتدى -خلال يومين- مجموعة من المواضيع ذات أبرزها:
دور الذكاء الاصطناعي في فض المنازعات والمجتمع الإنساني. المسؤولية القانونية للشركات في ظل التغير المناخي. تعزيز العلاقة ما بين التقاضي. التحكيم والوساطة. الشراكة الدولية فيما بين السلطات القضائية في مجالات مثل الاختصاصات القضائية. المنافسة الملكية الفكرية والاعسار المالي.وقد تخللت جلسات المنتدى مناقشات هدفت إلى تعزيز عمليات تسوية المنازعات التجارية، وتعزيز العلاقات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، ووضع الأساس للتعاون المستقبلي في السعي لتحقيق التميز على صعيد النطاق القانوني.
وناقش المنتدى -على مدى يومين- تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين المحاكم الأعضاء، ومساهمته في تحفيز الاستثمار الأجنبي، وتوفير الحماية القانونية والقضائية المطلوبة لدعم الاستثمارات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، إضافة لطرح آلية جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز دوره في تطوير المنظومة القضائية، وإدارة ملفات القضايا.
وشهد المنتدى هذا العام تطورا ملحوظا فيما يخص زيادة عدد المحاكم الأعضاء فيه، سواء كان جغرافيا أو على مستوى الاختصاصات القضائية، حيث يقول رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان إن التوسع الذي يشهده المنتدى سيشكل رافدا أساسيا لتعزيز العلاقة فيما بين بيئة الأعمال والتشريعات الخاصة بها على المستوى الدولي.
وأكد زيدان -في حديث للجزيرة نت- تميز الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في قطر مقارنة بالاجتماعات السابقة التي نظمت في نيويورك وسيدني، مشيرا إلى أهمية القضايا ونوعية المواضيع المختار مناقشتها بالدوحة، خاصة أنها تأتي متوازية مع صميم عمل القضاء العراقي، ولعل أهمها كيفية دمج الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على المنازعات التجارية.
من جانبها، قالت مساعد نائب رئيس التخطيط الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة قطر، والقاضية بمحكمة قطر الدولية منى المرزوقي، إن النسخة الخامسة من هذا المنتدى هي الأنجح منذ إطلاقه عام 2017، في ظل زيادة عدد الدول الأعضاء موزعة على شتى قارات العالم، مما جعله فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بخصوص أفضل الممارسات الدولية في المجال القضائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
اختتام فعاليات المؤتمر الدولي للإدارة والابتكار في الضمان الاجتماعي بالقاهرة.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت بالعاصمة المصرية القاهرة، أعمال المؤتمر الدولي للإدارة والابتكار في الضمان الاجتماعي، الذي استمر لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وأكدت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، في بيانها الختامي، أن المؤتمر شهد مناقشات ثرية أسهمت في تبادل الرؤى والأفكار بين خبراء الضمان الاجتماعي من مختلف الدول المشاركة.
كما شددت الهيئة على أن الابتكار لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة لمواجهة التحديات وتحقيق الكفاءة والعدالة في أنظمة الضمان الاجتماعي.
وأوضحت أن القيادة الرشيدة، والابتكار المستدام، والوعي بأهمية العنصر البشري هي الركائز الأساسية لتطوير هذا القطاع الحيوي، الذي يؤثر على حياة الملايين.
كما أبرز المؤتمر أهمية التقاء الخبراء والمختصين من مختلف الدول، حيث أتاح فرصة فريدة لمشاركة الأفكار وطرح حلول مبتكرة تهدف إلى تحسين وتطوير أنظمة الضمان الاجتماعي عالميًا.
وفي ختام الفعاليات، وجّه اللواء جمال عوض، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، الشكر إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على دعمه لهذا الحدث الهام، كما ثمّن جهود الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي "الإيسا" وكافة المشاركين، من سفراء وممثلي الدول والمنظمات والهيئات ووسائل الإعلام، على مساهماتهم في إنجاح المؤتمر.
من جانبه، أكد مارسيلو أبي راميا، الأمين العام للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي "الإيسا"، أن سر نجاح أي عمل مؤسسي يكمن في الإيمان بالمبادئ والالتزام بها، إلى جانب تبادل الأفكار ومشاركة المعرفة.
وأعرب عن امتنانه للمشاركات الفعالة التي شهدها المؤتمر، والتي من شأنها أن تنعكس إيجابيًا على مواطني دول العالم.