الدوحة- كثيرة هي النزاعات الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، الأمر الذي جعل من هذه النزاعات محورا رئيسيا على طاولة مناقشات أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي استضافته العاصمة القطرية بين 20 و21 أبريل/نيسان الجاري، كأول مدينة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولم يفوت المنتدى -في هذه النسخة التي وصفت بالاستثنائية- فرصة تحقيق إنجاز نوعي، حيث وقع أكثر من 170 مشاركا من رؤساء المجالس القضائية، كممثلين لأكثر من 50 محكمة تجارية من شتى قارات العالم، مذكرة تفاهم جماعية لـ "الاعتراف المتبادل بالأحكام".

اختتام أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية#العرب_قطر#منتدى_المحاكم_التجارية pic.twitter.com/2xEALidWwh

— صحيفة العرب – قطر (@AlArab_Qatar) April 21, 2024

إنجاز غير مسبوق

وقال الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية ومركز تسوية المنازعات، فيصل راشد السحوتي، إن المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في دولة قطر هذا العام حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخه حيث تم تأسيس وتوقيع مذكرة تفاهم جماعية بين الأعضاء لـ"الاعتراف المتبادل بالأحكام".

وبين السحوتي في حديث للجزيرة نت أن قضية "الاعتراف المتبادل بالأحكام" كانت النقطة التي يفتقدها قطاع القضاء في العالم، وذلك لتأسيس شراكة تصب في مصلحة المتقاضين ومصلحة التجارة بشكل عام.

وعن التفاصيل حول ملف "الاعتراف المتبادل بالأحكام" شبه السحوتي الاعتراف بجسر تواصل، بين محاكم دول المنتدى الـ 57 لعبور الأحكام، وتنفيذها فيما بينها من دولة لدولة بسلاسة بما يتناسب مع الأحكام والقوانين الخاصة بكل دولة.

وأكد السحوتي للجزيرة نت أن هذا الاتفاق الأول من نوعه سيكون له أثر إيجابي لتعزيز التعاون بين الدول المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها السعودية والإمارات والبحرين، مما يدعم البيئات القضائية الخليجية.

وضرب مثالا توضيحيا بالقول: إذا صدر حكم قضائي مالي على أحد الأشخاص في قطر لصالح شخص آخر بالسعودية مثلا، فيمكن تنفيذ هذا الحكم في السعودية من خلال مصادرة ممتلكات أو أصول المدعى عليه، والعكس صحيح، وهذا يشمل كل الدول الـ57 المنضمة للمنتدى الدولي للمحاكم التجارية.

بمشاركة أكثر من 50 محكمة تجارية حول العالم.. تتواصل أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية

فيصل بن راشد السحوتي، الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية يطلعنا على التفاصيل

برنامج #جلسة_الأعمال #تلفزيون_قطر pic.twitter.com/ebH18jOAOJ

— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) April 21, 2024

أبرز النزاعات

وفيما يخص أكثر النزاعات التجارية الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، أوضح الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية أن معظم هذه النزاعات تتمحور حول قضايا العقود والإخلال بالعقود، إضافة إلى قضايا التمويل وإعادة التمويل.

وأشار إلى أهمية هذا الملف حيث تمت مناقشته بشكل مفصل في أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى، وتم الاتفاق بين الدول الأعضاء على التنسيق المباشر والسريع لحل هذه القضايا والفصل فيها مما يدعم قطاع الاستثمار والمستثمرين ويطور أدواتهم.

والتقى سعادته بعدد من رؤساء المجالس القضائية والمحاكم وقضاة المحاكم العليا المشاركين في أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي تستضيفه الدولة بمشاركة 50 محكمة تجارية حول العالم.#المجلس_الأعلى_للقضاء pic.twitter.com/2ZsNAGr3Sz

— المجلس الأعلى للقضاء (@sjcgovqa) April 21, 2024

تحديات الذكاء الاصطناعي

فرض الذكاء الاصطناعي حالة جديدة على المحاكم، كما يؤكد الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية، خاصة أنه لا توجد قوانين تشريعية واضحة للتعامل معه وكيفية احتوائه، مما شكل تحديات كبيرة للمحاكم في مختلف دول العالم.

وأشار إلى رغبة الدول المشاركة في المنتدى للتوصل إلى صيغة واضحة ومفهومة في إدارة الدعاوى إلكترونيا، وكيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تخليص الأعمال القضائية وإصدار الأحكام، وتقوية العلاقة بين الجهاز القضائي والوسائل البديلة الأخرى كالتحكيم وغيرها.

وقد تناولت جلسات المنتدى -خلال يومين- مجموعة من المواضيع ذات أبرزها:

دور الذكاء الاصطناعي في فض المنازعات والمجتمع الإنساني. المسؤولية القانونية للشركات في ظل التغير المناخي. تعزيز العلاقة ما بين التقاضي. التحكيم والوساطة. الشراكة الدولية فيما بين السلطات القضائية في مجالات مثل الاختصاصات القضائية. المنافسة الملكية الفكرية والاعسار المالي.

وقد تخللت جلسات المنتدى مناقشات هدفت إلى تعزيز عمليات تسوية المنازعات التجارية، وتعزيز العلاقات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، ووضع الأساس للتعاون المستقبلي في السعي لتحقيق التميز على صعيد النطاق القانوني.

وناقش المنتدى -على مدى يومين- تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين المحاكم الأعضاء، ومساهمته في تحفيز الاستثمار الأجنبي، وتوفير الحماية القانونية والقضائية المطلوبة لدعم الاستثمارات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، إضافة لطرح آلية جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز دوره في تطوير المنظومة القضائية، وإدارة ملفات القضايا.

زيدان: أهمية القضايا ونوعيتها جعلتا المنتدى الأكثر تميزا بين النسخ السابقة (الجزيرة)  النسخة الأفضل

وشهد المنتدى هذا العام تطورا ملحوظا فيما يخص زيادة عدد المحاكم الأعضاء فيه، سواء كان جغرافيا أو على مستوى الاختصاصات القضائية، حيث يقول رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان إن التوسع الذي يشهده المنتدى سيشكل رافدا أساسيا لتعزيز العلاقة فيما بين بيئة الأعمال والتشريعات الخاصة بها على المستوى الدولي.

وأكد زيدان -في حديث للجزيرة نت- تميز الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في قطر مقارنة بالاجتماعات السابقة التي نظمت في نيويورك وسيدني، مشيرا إلى أهمية القضايا ونوعية المواضيع المختار مناقشتها بالدوحة، خاصة أنها تأتي متوازية مع صميم عمل القضاء العراقي، ولعل أهمها كيفية دمج الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على المنازعات التجارية.

من جانبها، قالت مساعد نائب رئيس التخطيط الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة قطر، والقاضية بمحكمة قطر الدولية منى المرزوقي، إن النسخة الخامسة من هذا المنتدى هي الأنجح منذ إطلاقه عام 2017، في ظل زيادة عدد الدول الأعضاء موزعة على شتى قارات العالم، مما جعله فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بخصوص أفضل الممارسات الدولية في المجال القضائي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

أبرز المكاسب الدبلوماسية لمصر بعد ثورة 30 يونيو.. تحقيق التوازن ودور فعال

فترة حالكة للدبلوماسية المصرية هي تلك الفترة التي تولى فيها محمد مرسي مسؤولية البلاد، حيث فشلت الزيارات المتعددة التي أجراها «الرئيس الإخواني» شرقاً وغرباً في فتح آفاق التعاون البنَّاء بين مصر ودولاً عديدة في العالم، وبات واضحاً أن علاقات مصر الخارجية تقزَّمت في دول بعينها تدعم حكم الإخوان في مصر، وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي.

السياسة الخارجية المصرية عقب ثورة 30 يونيو 

وفي تقرير عن السياسة الخارجية المصرية عقب ثورة 30 يونيو، أكدت الهيئة العامة للاستعلامات أن الدبلوماسية المصرية تطلعت عقب ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 إلى تلبية تطلعات وطموحات الشعب المصري باتباع سياسة الخارجية نشيطة ودور إقليمي ودولي فعال ذات توجه عربي وأفريقي، بالإضافة إلى تحقيق التوازن في سياستها الخارجية بتعاونها مع كل القوى الدولية، خاصة الصاعدة منها كالصين وروسيا والبرازيل والهند من أجل تعظيم المصالح المشتركة والاستفادة من التجارب الناجحة لتلك الدول البازغة اقتصاديا.

ونالت مصر عضوية غير دائمة بمجلس الأمن للفترة 2016-2017 ممثلة عن شمال أفريقيا، وعبَّرت خلالها عن مصالح الدول النامية لا سيما في قارتي إفريقيا وآسيا.

وكانت القضايا العربية والأفريقية في مقدمة أولويات عمل مصر، ووضعت مصر مبادئ مهمة وأهدافا لهذه الفترة تشمل دعم السلام والاستقرار في المحيطين الإقليمي والدولي ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول والتمسك بمبادئ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق.

سياسة خارجية متزنة ترتبط بالأهداف والمصالح الاستراتيجية

كما عملت مصر خلال دبلوماسيتها على الالتزام بسياسة خارجية متزنة ترتبط بالأهداف والمصالح الاستراتيجية في إطار استقلال القرار المصري ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول والدفع نحو إصلاح الأمم المتحدة والاهتمام بالبعد الاقتصادي للعلاقات الدولية.

وعملت السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونيو على حماية الأمن القومي المصري والمصالح العليا وتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعي نحو السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ومواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، والاتجاه نحو تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

مقالات مشابهة

  • «الشعبة البرلمانية» تشارك في صياغة مخرجات المنتدى البرلماني لـ«بريكس»
  • “الشعبة البرلمانية” تشارك في الاجتماع الافتراضي للجنة صياغة مخرجات المنتدى البرلماني العاشر لـ”بريكس”
  • الغويل: نتائج أي انتخابات رئاسية مرتقبة تظل رهينة الاعتراف الدولي بها
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • الاعتماد السعودي يحصل على الاعتراف الدولي من المنتدى الدولي للاعتماد “IAF”
  • "الوفد" ينشر قائمة العار للشخصيات الإسرائيلية والمنظمات الإرهابية تمهيدًا لمحاكمتهم
  • إنجازٍ جديد.. "الاعتماد السعودي" يحصل على الاعتراف الدولي
  • أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سورية… الجامعة العربية تطالب بوقف حرب الإبادة في غزة
  • المغرب يرفع الطاقة الاستيعابية لمجموعة من مطاراته إلى 80 مليون راكب حتى 2035
  • أبرز المكاسب الدبلوماسية لمصر بعد ثورة 30 يونيو.. تحقيق التوازن ودور فعال