قسائم الهدايا.. هل يمكنها المساهمة في حل إدمان المخدرات؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كافح كلايد ديفيس إدمانه على الميثامفيتامين والهيروين لأكثر من 9 سنوات، وجرّب برامج علاجية مختلفة، ولكن لم تنجح أي منها قبل استنفاد حد المنفعة الأقصى للتأمين الصحي الخاص به.
وقال ديفيس: "كنت أحاول أن أموت، وكنت أُعرِّض نفسي للعذاب لأنني لم أشعر أنني أستحق العيش والشعور بالسعادة".
وقبل ثلاث سنوات، أصبح ديفيس أحد المشاركين الأوائل في برنامج جديد لإدارة الطوارئ في "مؤسسة ريمروك" (Rimrock Foundation)، أي أقدم مركز غير ربحي لعلاج الإدمان في ولاية مونتانا الأمريكية.
وتستخدم إدارة الطوارئ التعزيز الإيجابي كعلاج سلوكي لإدمان المنشطات.
ويُكافأ الأشخاص ببطاقات الهدايا، أو قسائم بسيطة القيمة في مقابل تقديم اختبارات البول ذات نتائج سلبية عند اختبارها للكشف عن المنشطات.
وأظهرت عقود من الأبحاث أنّ هذا هو العلاج الأكثر فعالية لإدمان المنشطات، ولكنه لم يُطبَّق على نطاقٍ واسع بسبب العوائق المتعلقة بالسياسات، ووصمة العار. والبرنامج غيّر اللعبة بالنسبة لديفيس، والذي أكّد أنّ المكافآت والمشورة منحته الأمل، وجعلته أكثر استعدادًا لقبول المساعدة.
وأوضح: "تمكنت من شراء بعض الملابس لنفسي، وبعض الطعام".
وحفزه ذلك على الظهور باستمرار، والاستمرار بمنح نتائج الاختبارات السلبية.
وتخرج ديفيس من البرنامج الذي استمر 12 أسبوعًا بنجاح، وامتنع عن تعاطي المخدرات منذ ذلك الحين، حيث يعمل الآن كتقني إعادة تأهيل في مؤسسة "ريمروك"، إلى جانب أشخاص قال إنّهم ساهموا في إنقاذ حياته.
والمنشطات هي فئة من الأدوية التي تعمل على تسريع أجهزة الجسم، ويمكنها أن تؤدي إلى زيادة اليقظة، والطاقة، والشعور بالنشوة.
وقد تسبب هذه الأدوية الإدمان بشكلٍ كبير لأنّها تغمر الدماغ بالدوبامين، وتؤثر على أنظمة المكافأة، وفقًا لما ذكره تقرير صادر عن إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية.
وتلعب المنشطات غير المشروعة، مثل الميثامفيتامين، والكوكايين، دورًا متزايدًا في أزمة الجرعات الزائدة الوطنية في أمريكا. وأطلق عليها الخبراء اسم "الموجة الرابعة" من وباء المواد الأفيونية.
وتُظهر البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أنّ الوفيات الناجمة عن جرعات الكوكايين الزائدة في الولايات المتحدة زادت بأكثر من 5 أضعاف، بينما زادت الوفيات الناجمة عن جرعات الميثامفيتامين الزائدة بأكثر من 14 ضعفًا بين عامي 2011 و 2021.
وفي عام 2021، توفي أكثر من 106 آلاف شخص بسبب جرعة زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة، وكان أكثر من نصف عدد هذه الوفيات نتيجة المنشطات.
وأفاد أستاذ الصحة المجتمعية والسلوكية في كلية "إلسون فلويد" للطب بجامعة ولاية واشنطن، مايكل مكدونيل، أنّ الفاعلية المتزايدة للمنشطات هي من العوامل التي تساهم في ارتفاع حالات الوفاة الناجمة عن الجرعات الزائدة من المنشطات.
وهناك عامل آخر، أي الاستخدام المتزايد للمنشطات والمواد الأفيونية في الوقت ذاته.
ورُغم توفر علاجات قائمة على الأدوية ( مثل الميثادون والبوبرينورفين) المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإدمان المواد الأفيونية، إلا أنّه لا توجد علاجات كهذه لإدمان المنشطات.
كيف تعمل إدارة الطوارئ؟إدارة الطوارئ هي العلاج السلوكي الأكثر فعالية لإدمان المنشطات، ولكنها لا تزال غير مستغلَّة بالقدر الكافي، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
وقال نائب مدير الصحة العقلية الوطنية لاضطرابات تعاطي المخدرات في " Veterans Health Administration"، دومينيك دي فيليبس إن "هناك واجب أخلاقي لجعل هذا العلاج الفعال للغاية متاحًا للمرضى، إذ يمكنه أن ينقذ الأرواح".
ويُشجِّع هذا العلاج على الامتناع عن المنشطات باستخدام التعزيز الإيجابي.
وفي تجارب سريرية عدة، أثبت هذا النهج فعاليته المرتفعة في مواظبة المدمنين على المنشطات لتلقي العلاج، وتقليل تعاطيهم للمخدرات على المديين القصير والطويل.
وتختلف أنظمة البرنامج، ولكنه يدوم غالبًا لـ12 أسبوعًا، ويُطلب من المشاركين تقديم اختبارين لتحليل المخدرات في البول أسبوعيًا.
وعندما يقدم أحد المشاركين نتيجة اختبار سلبية، فإنّه يحصل على مكافأة على شكل قسيمة أو بطاقة هدايا تتراوح قيمتها بين 5 دولارات و25 دولارًا.
وتوضع قيود على المكافآت، إذ لا يمكن للمشاركين شراء الأسلحة النارية، أو الكحول، أو المخدرات الأخرى، أو أي شيء متعلق بالمقامرة.
وأشار دي فيليبس إلى أنّ البرامج تقوم بزيادة مبلغ المكافأة غالبًا لتشجيع استمرار هذا السلوك.
وعندما يتعرض دماغ شخص ما للمنشطات بشكلٍ مزمن، تصبح مراكز المكافأة الخاصة به مختلة وظيفيًا إلى درجة عدم إمكانية الشعور بالمتعة نتيجة الأنشطة اليومية، مثل التواجد مع الأحباء، أو تناول وجبة طعام جيدة.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أنّه يمكن للدماغ أن يتعافى عند منحه وقتًا بعيدًا عن هذه المواد.
ويدير دي فيليبس برنامج إدارة الطوارئ لإدمان المنشطات التابع لـ"Veterans Health Administration" منذ عام 2011، إذ قال إنّ البرنامج عالج أكثر من 6،800 مشارك، وكانت النتائج مماثلة لما تعكسه الأبحاث.
وأضاف إنّه من بين أكثر من 88 ألف اختبار للبول تم تقديمه، كانت نتيجة أكثر من 92% من هذه الاختبارات سلبية.
عوائق التنفيذرغم أن نهج إدارة الطوارئ غيّر حياة ديفيس، إلا أنّ هذا العلاج ليس الحل الأمثل لكل من يعاني من إدمان المنشطات.
ورأت مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، الدكتورة نورا فولكو، أنّ الجمع بين إدارة الطوارئ والأساليب الأخرى، مثل برامج تعزيز المجتمع، يمكن أن يحسن النتائج على المدى الطويل.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أدوية وعلاج المخدرات مخدرات إدارة الطوارئ أکثر من
إقرأ أيضاً:
تنكيل وحرمان من العلاج.. تفاصيل جديدة عن معاناة الأسرى في سجن عوفر و “عيادة سجن الرملة”
#سواليف
أكّدت #هيئة_شؤون_الأسرى والمحررين، ارتكاب #الاحتلال للإهمال الطبيّ بشكل متعمّد، وأن #الأسرى في #سجن_عوفر وفي عيادة #سجن_الرملة ، يعيشون أوضاعا مأساويّة.
وأشارت الهيئة في تقرير، صدر اليوم الثلاثاء، بعد زيارة محاميها، إلى عدد من الحالات المرضية لأسرى يقبعون في سجن عوفر، من بينها حالة الأسير محمد ريان (24 عاماً) من بلدة بيت دقو بالقدس، الذي يشتكي من أوجاع شديدة في العظام، إذ تعرض لحادثة قبل اعتقاله بثلاثة أشهر أدت إلى فقدان يده اليمنى كاملة، وفقدان أصابع يده اليسرى، وهو بحاجة إلى عناية خاصة ومسكنات ومضادات حيوية، وبحاجة إلى تدفئة كون يده مكشوفة ومفقودة بالكامل، كما يعاني نقصا حادا في الوزن نتيجة شح الطعام، إلا أن إدارة المعتقل تتعمد إهماله ولا تقدم أي علاج أو دواء له.
ويعاني الأسير عبد الحفيظ غزاوي (25 عاما) من مخيم قدورة في رام الله، من المرض الجلدي (السكابيوس)، ولا يستطيع النوم ليلا من شدة الحكة، وقوة الحبوب التي تخرج على جسده، ولا تقدم له إدارة المعتقل أي علاج.
مقالات ذات صلة شاهد عيان يروي تفاصيل جديدة عن مجرزة المسعفين في رفح 2025/04/08في السياق، تعرض الأسير فارس فاروق مرة (27 عاما) من بلدة بيت دقو والمعتقل منذ تاريخ 4 آبي 2022 للضرب والتنكيل بصورة وحشية داخل قسم 25 غرفة 22 الشهر الماضي، حيث أفاد للمحامي خلال الزيارة بأن “قوات مسلحة ألقت #قنابل_الغاز داخل القسم قبل الدخول، وقامت بتقييدهم جميعا على الأرض بصورة عكسية، وضربهم وجعلهم عراة فضلا عن #الشتائم”.
وحققت إدارة السجن مع الأسير مرة بصورة شخصية، كونه أقدم أسير في القسم، وانهالت عليه بالضرب بـ”الدبسات” رغم معرفتها بوجود البلاتين في قدمه.
وأشار الأسير إلى أن مرض ” #السكابيوس ” منتشر في القسم دون توفر علاج رغم وجود حالات صعبة، فيما لا تزال إدارة السجن تمنع توفير فراشٍ ومعجون أسنان أو مواد تنظيف، كما أن الأسير لم يرَ نفسه بالمرآة لسنة ونصف سنة، وخسر من وزنه كثيرا، هو ومرهق طيلة الوقت.
وعند سؤاله عن أحوال الأسرى داخل الغرفة بعد الاقتحام، قال الأسير مرة: “يوجد أسير من قرية سلواد اسمه محمد لطفي، تعرض لكسور في صدره، لدرجة أنه لم يستطع التحرك حتى الآن، ولم يخضع لأي علاج أو كشف طبي، وهو بحالة سيئة”.
أما الأسير أحمد سراج (32 عاما) من سلواد المعتقل بتاريخ 7 حزيران 2024، فهو منقطع عن العالم وممنوع من الزيارة، وهذه أول زيارة له منذ اعتقاله.
وقال إنه “تعرض للضرب والقمع والإهانات بداية الشهر الماضي، ويتنفس بصعوبة ويشك وإن صدره مكسور بسبب ضربه، ويعاني مشكلة في القلب، وهو بحاجة إلى عناية طبية صحيحة بسبب وضعه الحرج”، مشيرا إلى أن إدارة السجن تعاقبهم في حال سمعت صوتهم.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أسرى عيادة سجن “الرملة” يعانون أوضاعا اعتقالية وصحية صعبة؛ إذ أفاد محامو الهيئة، بأن الأسير إبراهيم أيوب شلهوب (28 عاما) من طولكرم، يعاني أوجاعا شديدة وصعوبة بالغة في الكلام، نتيجة إصابته بـ14 عيارا ناريا في مناطق مختلفة من جسده أثناء اعتقاله بتاريخ كانون أول 2024، في الوقت الذي تتعمد إدارة السجن ممارسة أسوأ أساليب #التعذيب_النفسي بحقه، وتتوعده دائما بالموت.
في حين يشتكي الأسير محمد فيومي (32 عاما) من قلقيلية، من ثقب في المثانة، إثر إصابته بالرصاص في يده اليمنى والحوض، ما حال دون قدرته على المشي بداية اعتقاله، لكن وضعه الصحي بدأ بالتحسن مؤخرا، وعاد للمشي بشكل تدريجي.
واعتُقل فيومي بتاريخ 21 تشرين الثاني 2024، وصدر بحقه حكم بالسجن الإداري 6 أشهر، تم تجديده لمرة واحدة.
أما الأسير ناصر موسى عبد ربه (58 عاما) من بلدة صور باهر في القدس، فقد أطلق عدد من الجنود الرصاص المطاطي عليه من مسافة تقل عن المترين بتاريخ 04/03/2025، أثناء وجوده في سجن النقب، بعد رفضه أمر الإبعاد الصادر بحقه، فأصيب في مشط قدمه، وبعدها تعمد أحد #السجانين الدوس بكل قوته على قدمه، لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر به، ما أدى إلى تعمق الجرح وحدوث التهابات مكان الإصابة، فنُقل على إثر ذلك إلى عيادة سجن الرملة، وهو الآن في صحة جيدة.
يذكر أن عبد ربه أسير سابق اعتُقل عام 1988، وتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى، ثم أعيد اعتقاله بتاريخ 18 حزيران 2014، ومن المتوقع الإفراج عنه يوم 8 تشرين الأول المقبل.