بصوت مرتفع يصرخ الرضيع سند العربي، وهو مستلق على سرير أحد مستشفيات غزة، من الآم التي يعانيها في جسده جراء إصابات تعرض لها إثر غارة إسرائيلية، على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ولم يستطع الرضيع ذي السنتين من عمره أن يعبر عن أوجاعه إلا من خلال البكاء والصراخ، في ظل نقص العلاج والمستلزمات الطبية بفعل الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع وأهله، في تجاهل وانتهاك صارخين للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية ذات الصلة.



وتحلم عائلة الرضيع بالحصول على العلاج والرعاية الصحية العاجلة خارج القطاع، بعد أن أصيب ببتر في جزء من يده اليسرى، وكسور في يده اليمنى، وجروح غائرة في وجهه، نُقل على إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع.



وكان "سند" نزح مع أسرته من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد مطالبات من جيش الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة المناطق الشمالية والتوجه جنوبا بوصفها "مناطق آمنة"، على حد زعمه.

ولكن المنزل الذي نزحوا إليه تعرض للقصف الإسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد 10 أفراد من عائلته، وإصابة آخرين من بينهم والده.

ابتسامة غائبة
غابت الابتسامة من وجه "سند" واستبدلتها يد الغدر الإسرائيلية بجراح وندوب باتت منتشرة في أنحاء جسمه، وصرخات ودموع تملأ عينيه ووجهه البريء الذي لم يعتد من قبل إلى على الملاطفة والمداراة والقبلات من قبل ذويه.

في حديث مع الأناضول، قالت ميرا العربي، عمة الرضيع: "نزحنا من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، وأصيب سند هناك وقتل العديد من أفراد العائلة وجُرحت وقُتل طفلان آخران لي".

وأضافت: "الوضع في مستشفيات غزة مأساوي، وسند يحتاج لرعاية طبية عاجلة، طرف يده مصاب واليد الأخرى تحتاج لعلاج فوري".

وشددت على أن "سند يعاني من جروح عميقة في وجهه، حيث تغيرت ملامح وجهه الطفولية وتحولت إلى ندوب بسبب الإصابات التي تعرض لها".

مناشدة دولية
وناشدت الفلسطينية جميع دول العالم والجهات الرسمية "للتحرك وتوفير العلاج الطبي الضروري له في ظل وضعه الصحي الصعب".

وتأمل العربي في أن "يتعافى الطفل وألا يتعرض لإعاقة مستدامة تلازمه طوال حياته"، مشددة على أن العناية الطبية الملائمة والمتابعة الدقيقة، يمكن أن تساعد في شفاء جروحه وتقليل الآثار الباقية للإصابة.



وتعاني مستشفيات غزة من أوضاع مأساوية صعبة بسبب توقف العديد منها عن العمل، ونفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي.

ومنذ الحرب على قطاع غزة، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 32 مستشفى عن الخدمة و53 مركزاً صحياً، واستهدف 159 مؤسسة صحية، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الرضيع غزة الاحتلال الحرب غزة الاحتلال رضيع الحرب الجرحى المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

3 مجـ ازر للاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال 24 ساعة.. وحصيلة الضحايا ترتفع إلى 38 ألف شهيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب في الساعات الـ24 الماضية، 3 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 25 شهيدا، و81 جريحا.

وفي آخر تحديث، أفادت الوزارة بارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37925، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من  أكتوبر الماضي.

وأضافت الوزارة، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 87141 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، باستشهاد 17 فلسطينيا وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال الاسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء.

وقالت الوكالة، إن 10 فلسطينيين استشهدوا جراء قصف الاحتلال سوقا قرب مسجد الشمعة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

ولفتت ، إلى أن الاحتلال استهدف المواطنين أثناء تعبئتهم للمياه في محيط المسجد.

وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق مختلفة في القطاع، إذ تركزت الغارات على مدينة رفح ومحافظة خان يونس التي تشهد حركة نزوح كبيرة باتجاه الوسط والغرب، بعد إنذار جيش الاحتلال للمواطنين بالإخلاء.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنها تتوقع أن يضطر 250 ألف شخص إلى النزوح من مدينة خان يونس، رغم أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

وأوضحت "الأونروا" في منشور على منصة "إكس": "بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى مدينة خان يونس المدمرة (جنوب القطاع)، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة".

والاثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي عدة مناطق شرق مدينة خان يونس بالإخلاء "الفوري" بزعم أنها "مناطق قتال خطيرة".

وتوعد جيش الاحتلال في اتصال مسجّل ورد سكان المناطق الشرقية، بـ"العمل بقوة شديدة وبشكل فوري في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • علاج جديد للزهايمر في الأسواق.. يبطئ التدهور المعرفي والوظيفي
  • شهيدان في قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة  
  • شهيدان في قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة
  • 4 شهداء بقصف للاحتلال على مخيم نور شمس في طولكرم والمقاومة تتوعد (شاهد)
  • 4 شهداء بقصف مسيّرة للاحتلال على مخيم نور شمس في طولكرم
  • 3 مجـ ازر للاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال 24 ساعة.. وحصيلة الضحايا ترتفع إلى 38 ألف شهيد
  • إخلاء مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس قسرًا بعد أوامر للاحتلال
  • فلسطينيون يودعون شهداء ارتقوا بقصف الاحتلال في غزة.. فيديو
  • كيف يؤثر امتلاك إسرائيل لطائرات F35 في المنطقة؟
  • إصابة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة