#الروائي_يحيى_حمدان
#عارف_عواد_الهلال
لعل كثيرين يظنون أن العمل الأدبي خاصة، والثقافي عامة حالة تخص الكاتب بذاته، وأن المثقف اختار لنفسه هذا النهج على ما فيه من بؤس الأحوال، وضنك العيش، ولا أقصد أولئك الأثرياء الذين سلكوا هذه الجادة لمساع شتى، منها اكتساب الشهرة، أو اغتنام الصفة، أو ملء الفراغ من قبيل الهواية، بل أعني الكتاب الجادين الذين ينحتون الصخر بأفكارهم، ويغوصون عميقا بتفكيرهم، لأنهم وجدوا في مراودة الكتابة استقراءً لكينونة الكون، وترجمانا لألسنة الخلق، وتعبيرا عن دفائن الصدور في أنفس البشر، وكوامن أجساد الأشياء، حتى الجمادات منها.
من هؤلاء الكُتَّاب الزميل الروائي يحيى حمدان، الرجل الذي أنجز عددا من الروايات في بيئة غير موائمة لبذخ الكتابة، لما يعانيه من ظروف مادية صعبة، تحد من انطلاق العقل في مضامير الأدب، وتحول دون استدراج بنات الفكر إلى صحائف الورق، لكنه تجاوز تلك المعيقات، ولم توقفه العوائق، فاسترسل مع شدة المعاناة، ودَوَّن رغم الموانع، وكان كسبه مما كتب أنه يزداد بؤسا.
في تسجيل مرئي أجرته معه قناة العربية، تجاوز قيود الصبر، ونطق بما صمت عنه زمنا طويلا تحملا لقناعته بلبوس الرضى، واتصافه بالتعفف الذي هو من صفات العصاميين، وقال بمعاناة ليس هو الوحيد من يصارعها، بل له زملاء آخرون لم تتح لهم فرصة القول، يعانون معاناته، ولربما من بينهم من حالته أشد وقعا وأعتى، حتى إذا لم يطق المرء احتمالا أطلق العنان للسانه، وكان الأجدى والأجدر أن تقوم المؤسسات التي تعنى بالجانب الثقافي، وتدعي الارتقاء بالثقافة والمثقفين برفع حالة العوز الشديد التي يبتلى بها العديد من الأدباء، وأن لا تبقي الكاتب الكادح والمكافح صريع الفاقة، وطريد الفقر.
يحيى حمدان يبحث عن عمل يدر عليه دخلا يسد الحاجة بما يقيم الأود، وكفى.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
جدعون ليفي : الاشخاص الذين عينهم ترامب تجار دماء و هم اسوأ اعداء اسرائيل
#سواليف
كتب #جدعون_ليفي -المصائب تنزل على اسرائيل واحدة تلو الاخرى.
القادمة في الدور ستنزل في 20 كانون الثاني، عندما سيتم تنصيب دونالد #ترامب في منصب الرئيس. اذا نفذ وزير الخارجية ووزير الدفاع ومستشار الامن القومي وسفير امريكا في اسرائيل تعهداتهم فان السنوات القادمة تبشر بسنوات كارثية لاسرائيل. فهي ستحسم مصيرها لتصبح دولة ابرتهايد الى الأبد، بفضل الاصدقاء ظاهريا، الذين ليسوا إلا #تجار_دماء، وسطاء سيعمقون الادمان على #الاحتلال وسفك الدماء والقوة بلا رجعة. لا يجب تسميتهم “اصدقاء اسرائيل”، هم عكس ذلك، هم اسوأ #الاعداء. المسؤولون الجدد عن السياسة الخارجية هم اصدقاء #الابرتهايد، الاحتلال، الاستيطان والحروب. ترامب هو المعتدل والمنضبط من بينهم. ربما سيكبحهم قليلا. ايضا ايتمار بن غفير يمكن أن يشارك في كبح هذه المجموعة الهستيرية في #واشنطن فقط اذا تغلب على صعوبة اللغة.
شخص قام بالتغريد في “اكس” بأن الولايات المتحدة يمكن أن تفرض عقوبات على الاسرائيليين الذين لن ينتقلوا الى المستوطنات. ألا يوجد اساس في هذا؟، ليس مؤكدا اذا حكمنا على الامور حسب مواقف هؤلاء الاشخاص الهستيرية. جميعهم مناسبون ليكونوا اعضاء في طاقم برنامج “وطنيون”، رغم أنهم اكثر تطرفا من المشاركين الحاليين. وضمهم الى قمة رجال السياسة الخارجية في الولايات المتحدة هو أمر مخيف، ويشبه تخيل تعيين يانون مغيل كوزير للخارجية. عنصريون وجاهلون، ولا يعرفون أي شيء عن واقع الشرق الاوسط باستثناء دعاية المستوطنين الذين قاموا بغسل أدمغة لهم في اللقاءات الافنغلستية واثناء زياراتهم في المستوطنات. حتى الآن لم يأت الى اكثر مشاريع الصهيونية اجراما، الاستيطان، رجال دعاية اكثر حماسة منهم. حقا يحتفل يوسي دغان الآن امام كل العدسات بتعيينه.
هم سيدفعون اسرائيل الى الضم، الترانسفير، جرائم الحرب التي لا تعتبر جرائم بالنسبة لهم، التطهير العرقي والابادة الجماعية. وهم سيدمرون آخر حراس العتبة في العالم، وسيفرغون مؤسسات المجتمع الدولي من مضمونها، وسيُسلحون اسرائيل حتى أكثر من سابقيهم. النهاية لمحكمة العدل الدولية ومعها نهاية ما تبقى من العدالة الدولية. النهاية ربما ايضا للناتو والامم المتحدة. اسرائيل ستحصل في 20 كانون الثاني على رخصة للقتل والتطهير والطرد. المدمن على المخدرات سيحصل على مفاتيح خزانة السموم في الصيدلية.
مقالات ذات صلة ملخص المنخفض الجوي الأول 2024/11/16المرشح لمنصب وزير الخارجية، مارك روبيو، يرى في الحرب الفظيعة فقط الضحايا الاسرائيليين. “60 ألف اسرائيلي يعيشون في الفنادق واولادهم يتعلمون في الزوم”، هكذا تباكى رجل الدعاية المؤيد لاسرائيل والذي لم يسمع عن المليوني فلسطيني في قطاع غزة والمليون لبناني الذين فقدوا كل عالمهم وهم في حالة رعب. لا يوجد فندق ليناموا فيه واولادهم لا يتعلمون في الانترنت، هم يتم ذبحهم على يد اسرائيل.
من روبيو وامثاله لن نسمع عن ذلك. روبيو هو رجل “حقوق انسان”، وفقط مصير الاقلية الايغورية يفطر قلبه في اطار كفاحه ضد الصين، أما الفلسطينيون فلا يهمونه. ومشكوك فيه اذا كان يعرف أي شيء عنهم، أو أنه قام بالتقاء أحد منهم. مصيرهم غير معروف له لأنهم جميعا مخربين. هكذا ابلغه المستوطنون.
ايضا المستشار الجديد للامن القومي، مايكل وولتس، صرح مثل شمعون ريكلن. “يجب السماح للجيش الاسرائيلي بانهاء عمله”، كتب قبل فترة قصيرة. والسفير الجديد مايك هاكبي هو زائر دائم في المستوطنات ومؤيد متحمس للضم، ويرى في الانفصال “احد الاخفاقات الكبيرة لحكومة اسرائيل”.
سنوات وجود هذه المجموعة في الحكم ستشكل وجه المستقبل بصورة غير قابلة للتراجع تقريبا. الامل في أن يتخلوا عن مواقفهم مثلما يحدث لسياسيين اسرائيليين هو الأمل الاخير، وحتى هذا الامل ايضا يبدو أنه بعيد المنال.