الإمارات تقود جهود تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أبوظبي/ وام
تجاوزت دولة الإمارات التصورات التقليدية في مقاربة أزمة القراءة في المجتمعات العربية، عبر إطلاق مبادرات عملية مبتكرة تسهم في تحويل المطالعة إلى سلوك يومي لدى جيل النشء والدفع به، ليكون في صلب عملية الإنتاج والإبداع المعرفي العالمي.
وتراهن الإمارات على القراءة لاستئناف حضارة الأمة العربية، حيث تقود منذ نحو عقد من الزمن جهوداً حثيثة نحو تأسيس جيل عربي قارئ متسلح بالمعرفة، وذلك عبر طرح العديد من المبادرات القرائية والثقافية التي تجاوزت بأهدافها وتأثيراتها الإطار الوطني إلى الإطار العربي والإسلامي.
ويُعد «تحدي القراءة العربي» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في عام 2015 أكبر مشروع معرفي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي.
وتتمحور رسالة «تحدي القراءة العربي»، حول إحداث نهضة بين الطلبة في مدارس الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، إذ يسعى التحدي إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً.
واستقطب «تحدي القراءة العربي» أكثر من 100 مليون طالب وطالبة منذ انطلاقه في العام 2015، وترك بصمة واضحة في رفع نسب القراءة على مستوى المنطقة العربية، خاصةً في ظل ما يقدمه من جوائز تحفيزية للمشاركين، ففي دورة 2022 - 2023 حصل الفائز بالمركز الأول على 500 ألف درهم، ما يمنحه فرصة متابعة تحصيله العلمي والثقافي، كما حصل صاحب المركز الأول عن فئة أصحاب الهمم على 200 ألف درهم، وحصلت المدرسة الفائزة بلقب «المدرسة المتميزة» على مليون درهم، فيما حصل «المشرف المتميز» على 300 ألف درهم.
وفي يناير الماضي أعلنت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم» العالمية، ممثلة بمبادرة «تحدي القراءة العربي»، عن تقديم 40 ألف كتاب في مواضيع مختلفة للمكتبات التربوية والمدرسية في الجمهورية العربية السورية، وذلك في سياق خططها لدعم المكتبات في الدول العربية، وزيادة عدد المؤلفات الحديثة التي تسهم بالارتقاء بالعملية التعليمية، ومستويات الطلبة.
ويُعد النهوض بواقع القراءة من الأولويات الوطنية في دولة الإمارات التي اختتمت مؤخراً فعاليات «شهر القراءة»، الذي يمثل مناسبة وطنية تُقام طوال شهر مارس من كل عام، وتشارك فيها مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة عبر مبادرات وبرامج تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة، وقادر على قيادة مسيرة التنمية في الدولة. بدورها أسهمت معارض الكتاب الدولية التي تنظمها الإمارات سنوياً في التأسيس لحراك ثقافي وإبداعي متميز على مستوى المنطقة، بعد تحولها إلى قبلة يقصدها أهم دور النشر العالمية وأبرز الكتاب والمؤلفين، فضلاً عن دورها في التشجيع على القراءة من خلال طرح أفضل المؤلفات بأسعار مناسبة لزوار المعرضين من داخل الدولة وخارجها.
وتنطلق في 29 أبريل الجاري في الإمارات فعاليات الدورة 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختار هذا العام الروائي المصري نجيب محفوظ ليكون «الشخصية المحورية» للمعرض، وجمهورية مصر العربية ضيف الشرف، نظراً لمكانتها الثقافية المرموقة، وتأثيرها الفاعل في إثراء الفكر والمعرفة العربية. وسيبدأ البرنامج المهني للمعرض يوم 28 أبريل 2024 بتنظيم النسخة الثالثة من فعاليات المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية.
وفي سياق الحديث عن دور معارض الكتاب في تشجيع القراءة، لابد من التطرق إلى الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر الماضي، التي شهدت تقديم أكثر من 15 مليون كتاب في مختلف مجالات المعرفة والإبداع عرضها أكثر من 2033 ناشراً من 109 دول حول العالم. وأقيمت في المعرض أكثر من 1700 فعالية ثقافية وفنية، منها 460 فعالية ثقافية تناولت قضايا مهمة في الأدب، والترجمة، والاتصال، والفكر، والبحث والتاريخ، كما رسخ المعرض دور المكتبات في نشر المعرفة، حيث وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتقديم منحة مالية قدرها 4.5 مليون درهم لتزويد مكتبات الشارقة العامة بأحدث إصدارات دور النشر المشاركة في المعرض. وتنظر الإمارات إلى الترجمة كعامل رئيسي ومؤثر في التشجيع على القراءة، ومن هذا المنطلق أخذت على عاتقها مهمة إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر العالمي من أعمال، عبر ترجمتها إلى «العربية»، إضافةً إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة عبر ترجمة أبرز الإبداعات العربية إلى لغات العالم. وتقود الإمارات أكبر حركة ترجمة علمية على المستوى العربي، للنهوض بالعمل الثقافي العربي وانفتاحه على ثقافات العالم ومعارفه المختلفة.
ويُعد «تحدي الترجمة» الذي أطلقته الإمارات في سبتمبر 2017، إحدى أبرز مبادرات الترجمة التي تهدف إلى توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات، باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري.
وفي السياق ذاته، تتولى مبادرة «كلمة» منذ عام 2007، مهمة إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، للمساهمة بدورها في خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وقد ترجمت «كلمة» آلاف الكتب من أهم المؤلفات العالمية الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة من مختلف دول العالم إلى اللغة العربية.
وتعتبر الإمارات أنّ صون اللغة العربية يُعد إحدى أبرز ركائز مشروعها في تشجيع القراءة بين جميع الناطقين بـ «لغة الضاد»، ومن هذا المنطلق تحتضن الدولة سنوياً العديد من المبادرات والفعاليات التي تستهدف تطوير اللغة العربية، واستشراف التحديات التي تواجهها وتقديم المقترحات والحلول لها، مثل المؤتمر الدولي للّغة العربية الذي تستضيفه إمارة دبي سنوياً.
من جهتها خرجت قمة اللغة العربية في دورتها الأولى لعام 2023 التي عُقدت في العاصمة أبوظبي، بتوصيات تؤكد ضرورة تكريس استخدام جماليات اللغة العربية وروائعها الخالدة في الشعر والنثر، وتدعو إلى تفعيل دور المؤسسات الإنتاجية في صناعة المحتوى المتخصص بالطفولة المبكرة ورياض الأطفال باللغة العربية وتفعيل دور المؤسسات الإعلامية في ترسيخ العربية في حيز المجتمع والهوية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات تحدی القراءة العربی اللغة العربیة أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحافة العالم: موقف عربي موحد ضد تهجير سكان غزة.. اقتراح ترامب تطهير عرقي.. إسرائيل تخترق المنطقة العازلة بسوريا
سي إن بي سي: وزراء الخارجية العرب يرفضون دعوة ترامب لنقل الفلسطينيينمحافظ بنك إنجلترا السابق : الرسوم الجمركية "ستضر بسمعة أمريكا في جميع أنحاء العالم" واشنطن بوست : صور الأقمار الصناعية تظهر أن "إسرائيل" تقيم مبان وقواعد عسكرية في جنوب سورياوول ستريت جورنال : حماس حولت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى "مشهد مهين لإسرائيل"كندا والمكسيك تردان على قرار ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردةتناولت صحف دولية مستجدات الأوضاع الدولية كاشفة ما تقوم به دولة الاحتلال من قلاقل وعدم استقرار في المنطقة.
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلاً عن مسؤولين قولهم إن القوات الإسرائيلية اخترقت المنطقة العازلة وتقدمت فيها أميالا عدة في سوريا، مستغلة الحالة من الفراغ الأمني الذ نجم عن تخلل مفاصل السلطة قبل نحو شهرين برحيل الرئيس السوري السابق بشار الأسد ورحيله عن السلطة بعد تمكن قوات المعارضة من تحييد الجيش السوري القديم.
وذكرت واشنطن بوست بأنه وفقًا لصور الأقمار الصناعية وشهادات السكان فإن إسرائيل تبني مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة منزوعة السلاح بسوريا وهو ما يقول بتحركات غير ودودة في سوريا لا تستند لغطاء حول ذلك.
وبينما تحدثت واشنطن بوست عن التجركات المريبة للاحتلال واختراق المنطقة العازلة بسوريا وتقدم الاحتلال فيها أميالا عدة، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية انتقالا إلى الشان الفلسطيني بأن حماس حولت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى "مشهد مهين لإسرائيل".
واعتبرت الصحيفة أن حماس تؤكد على قوتها رغم الدمار الذي فعلته اسرائيل مؤكدة على ان الاحتلال لم يهزمها ولم ينل من كيانها عبر ظهورها المنظم القوي.
إلى ذلك، أفادت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، إنه قد رفض وزراء الخارجية العرب، السبت، تهجير الفلسطينيين من أراضيهم تحت أي ظرف من الظروف، وقدموا موقفا عربيًا موحدًا ضد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمصر والأردن لاستقبال سكان قطاع غزة.
وفي بيان مشترك عقب اجتماع في القاهرة، قال وزراء الخارجية والمسؤولون من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية، إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تهدد الاستقرار في المنطقة وتنشر الصراع وتقوض آفاق السلام.
وجاء في البيان المشترك ”نؤكد رفضنا لأي محاولات للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو الإخلاء أو ضم الأراضي أو إخلاء الأرض من أصحابها... بأي شكل أو تحت أي ظرف أو مبرر”.
وأضافوا أنهم يتطلعون إلى العمل مع إدارة ترامب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين.
ويأتي الاجتماع بعد أن قال ترامب الأسبوع الماضي إن مصر والأردن يجب أن تستقبلا الفلسطينيين من غزة، التي وصفها بأنها ”موقع هدم” بعد 15 شهرا من القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تشريد معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ووصف المنتقدون اقتراحه بأنه يرقى إلى التطهير العرقي.
رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي
وأكدت الشبكة الأمريكية على قوة الموقف المصري، حيث رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، فكرة أن مصر ستسهل تهجير سكان غزة، وقال إن المصريين سينزلون إلى الشوارع للتعبير عن استنكارهم.
يعد أي اقتراح بخروج الفلسطينيين من غزة، الأرض التي يريدون أن يكونوا جزءًا من دولة مستقلة، بمثابة لعنة على القيادة الفلسطينية لأجيال، ورفضته الدول العربية المجاورة منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.
يستضيف الأردن هو بالفعل موطن لعدة ملايين من الفلسطينيين في حين يعيش عشرات الآلاف منهم في مصر.
ورفضت وزارتا الخارجية في مصر والأردن اقتراح ترامب في الأيام الأخيرة.
ورحب الوزراء العرب أيضًا بخطط مصر لعقد مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة يركز على إعادة إعمار غزة التي دمرت بالكامل تقريبا خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا بين إسرائيل وحماس. ولم يتم تحديد موعد للمؤتمر حتى الآن.
إعادة بناء الجيش الإسرائيلي بعد فشل السابع من أكتوبرمن جانبها، ثالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن المهمة الرئيسية لإيال زامير هي إعادة بناء الجيش الإسرائيلي بعد فشل السابع من أكتوبر.
واتفق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس ، على تعيين الجنرال في الاحتياط إيال زامير رئيسًا للأركان المقبل للجيش الإسرائيلي .
من جانبه ، قال رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي: " أهنئ الميجر جنرال احتياط إيال زامير على اختياره رئيسًا لأركان الجيش الاسرائيلي الــ 24. أعرف إيال سنوات طويلة وأنا واثق أنه سيقود الجيش إلى الامام في مواجهة التحديات المرتقبة وأتمنى له النجاح والتوفيق. في الأسابيع المقبلة سنكمل عملية تسليم وتسلم القيادة على الجيش الاسرائيلي بشكل مهني ونوعي" .
خارجيًا، أفادت القناة 14 العبرية بأن هناك حالة من الوقوف ضد منتقدي الاحتلال في امريكا وإن ترامب وإدارته يحادولان مسح الدعم نحو فلسطين.
وذكرت إن ذلك تجلي في مواقف عدة كان أحدثها في جامعة ميشيجان الأمريكية التي تعمل على تعليق نشاط الحراك الطلابي المناهض لإسرائيل لمدة عامين وتقطع تمويلها.
في موضوعٍ آخر، قالت شبكة بي بي سي البريطانية، أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب وقّع أمراً بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك وضريبة بنسبة 10 في المئة على الصين.
وقال البيت الأبيض في بيان على موقعه الإلكتروني: "إن إعلان الرسوم الجمركية اليوم ضروري لكي تتحمل الصين والمكسيك وكندا مسؤولية وعودها بوقف تدفق المخدرات السامة إلى الولايات المتحدة".
ولفت البيت الأبيض في بيانه إلى أن عصابات المخدرات المكسيكية مسؤولة عن تهريب الفنتانيل والميثامفيتامين ومخدرات أخرى.
وتأمل الإدارة -وفق البيان- في استخدام الرسوم الجمركية لإجبار الحكومة المكسيكية على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
ويستثني القرار موارد الطاقة من كندا، والتي ستخضع لتعريفة أقل بنسبة 10 في المئة.
لكن كل من كندا والمكسيك ردتا في المقابل بأنهما تستعدان لفرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة.
وقال مارك كارني، المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئيس الوزراء الكندي القادم، إنَّ بلاده "ستقف في وجه المتنمر" بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيضع رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على كندا.
وفي حديث خاص إلى بي بي سي نيوزنايت، قال كارني البالغ من العمر 59 عاماً إن كندا ستقوم بـ "مضاهاة الرسوم الأمريكية دولاراً مقابل دولار".
بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات الكندية يوم السبت، أعلن البيت الأبيض عن رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على المكسيك و10 في المئة على الصين.
وأعلن كارني ترشحه لمنصب زعيم الحزب الليبرالي الحاكم في كندا في يناير ، هو المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا.
ورداً على إعلان فرض رسوم الجمركية، قال كارني لبي بي سي إن "الرئيس ترامب ربما يعتقد أن كندا ستستسلم"، لكنه بيّن أن كندا "ستقف في وجه المتنمر، ولن تتراجع".
وتابع حديثه: "نحن متحدون وسنرد".
وقال محافظ بنك إنجلترا السابق إن الرسوم الجمركية "ستضر بسمعة الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم" مشيراً إلى أنهم "سيؤثرون على النمو، ويرفعون التضخم وأسعار الفائدة".
وأضاف أن هذه هي "المرة الثانية" في أقل من عقد من الزمان التي "مزقت فيها الولايات المتحدة فعلياً اتفاقية تجارية مع أقرب شريك تجاري لها".
في عام 2020، ومع نهاية ولاية دونالد ترامب الأولى، دخلت اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا حيز التنفيذ - وهي في الواقع تحديث لاتفاقية نافتا، الاتفاقية بين الدول الثلاث التي كانت قائمة منذ التسعينيات.