مساعدات أميركية لكييف.. أوكرانيا تتنفس الصعداء وروسيا تعتبرها فرضا للعبودية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
كييف- موسكو- بعد طول تحذير من احتمال خسارة أوكرانيا للحرب أمام روسيا، ومخاوف ونداءات كثيرة وجهتها كييف بهذا الشأن، تتجه الولايات المتحدة للموافقة على حزمة دعم عسكرية كبيرة لها، بنحو 61 مليار دولار.
دعم جديد ضخم، لكنه ليس كسابقيه، فهو يأتي على شكل قرض يوجه الأموال نحو مسارات معينة، أبرزها قرابة 23.2 مليارا لتجديد مخزونات الأسلحة والذخائر الأميركية لدى أوكرانيا، وعلى رأسها صواريخ النظم المدفعية والدفاعية، و13.
وعلى سبيل المثال، قد يوضع مبلغ 7.85 مليارات دولار في الميزانية الأوكرانية؛ إلا أنه مشروط بعدم صرفه على المعاشات التقاعدية، لأن الدعم يأتي على شكل قرض لا مساعدات، وهذا يخالف التشريعات الأميركية.
واشنطن تعتزم تقديم حزمة مساعدات عسكرية لكييف بنحو 61 مليار دولار (غيتي) موافقة غير مشروطةويبدو أن الأمر لم يعد يهم أوكرانيا كثيرا في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها عسكريا واقتصاديا، لاسيما وأنها تطالب بهذا الدعم الأميركي منذ شهر سبتمبر/أيلول 2023، ورأى رئيسها فولوديمير زيلينسكي أنه "إذا عُرضت على كييف مساعدة ائتمانية اليوم أو غدا مجانا، فإننا سنوافق على مساعدة اليوم".
يفسر الخبير في المعهد الأوكراني للمستقبل، إيهور تيشكيفيتش ذلك بالقول إنه سيكون من المربح لأوكرانيا أن تتلقى دعما غير مشروط، ولكن في ظل النقص الحاد الحالي، فإن كييف مستعدة للموافقة على أي شروط.
وإضافة إلى السرعة، يضيف تيشكيفيتش أن هذا الدعم يحيّد قليلا مخاطر نفاد المساعدات فجأة في حالة تغير المسار السياسي بواشنطن بعد الانتخابات الرئاسية، وبغض النظر عن الفائز، في إشارة إلى إمكانية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الرئيس الحالي جو بايدن، الأمر الذي يقلق الأوكرانيين عموما.
ويوضح للجزيرة نت أن الدعم الجديد سيستمر حتى سبتمبر/أيلول 2025 (نهاية السنة المالية الأميركية)، وبفضله سيكون لديهم ما يكفي لتغطية نفقات الميزانية العسكرية المخطط لها، حتى وإن اضطروا لتخفيض النفقات في قطاعات أخرى.
ومع ذلك، يُلمّح بعض المسؤولين الأوكرانيين إلى احتمال شطب القرض جزئيا أو كليا، أو سده من خلال منح كييف حق التصرف ببعض الأصول الروسية المجمدة.
السفيرة الأوكرانية في واشنطن، أوكسانا ماركاروفا، لفتت إلى أن مشروع الوثيقة التي صوت عليها مجلس النواب الأميركي تشير إلى إمكانية شطب ما يصل إلى 50% من الدين بعد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كما يمكن شطب أي مبلغ آخر بعد 1 يناير/كانون الثاني 2026.
وتوضح السفيرة، في تصريح لوكالة "آر بي كيه" الأوكرانية وجود نقطة إيجابية أخرى، وهي أن الولايات المتحدة قد تعتمد أيضا قانونا يسمح للرئيس الأميركي بنقل الأصول الروسية المصادرة إلى أوكرانيا، وتم بالفعل اقتراح مشروع القانون للمناقشة في مجلس النواب.
من جانبها، تقول نائبة وزير العدل الأوكرانية إيرينا مودرا إن كييف ترغب -حقا- أن تعتمد واشنطن هذين المشروعين كحزمة واحدة.
ورغم أن الأمر قد حُسم، وأوكرانيا تتنفس الصعداء بهذا القرض الكبير، فإن خبراء عسكريين لا يتوقعون أن ينعكس ذلك سريعا لصالحها على جبهات القتال.
إطالة أمد الأزمةيتوقع المحلل العسكري دينيس بوبوفيتش للجزيرة نت بدء وصول المساعدات في النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران المقبل، بعد الانتهاء من كل الإجراءات الروتينية والبيروقراطية، وأن هذا قد يسمح للروس بزيادة هجماتهم، واستغلال نافذة تأخر وصول المساعدة الأميركية.
وأوضح المحلل ذاته أن القوات الروسية تواصل في بعض المناطق تكثيف العمليات الهجومية وأن القوات الأوكرانية قد تعاني مزيدا من النكسات خلال الأسابيع القادمة قبل أن تتمكن من وقف الهجوم الروسي الحالي.
أما موسكو فلم تتفاجأ من القرار، وسارعت إلى إدانته وجددت التأكيد على أن المساعدات التي يقدمها الغرب لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد القتال وازدياد عدد الضحايا.
وقال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين إن حزمة المساعدات الأميركية الجديدة لكييف بقيمة 61 مليار دولار ستدفن الاقتصاد الأوكراني وتحرم البلاد من مستقبلها، واصفا إياها بمحاولة فرض العبودية على كييف من خلال الديون.
وفق مراقبين روس، فإن قرار مجلس النواب الأميركي يسمح باستنتاج أن الديمقراطيين وجزءا كبيرا من الجمهوريين قد توصلوا إلى إجماع مؤقت حول مسألة مساعدة أوكرانيا، والتي سيتم تقديمها بشكل أساسي من خلال الائتمان ومصادرة الأصول الروسية المجمدة.
وفي الوقت نفسه -حسب هؤلاء- تمهد واشنطن إلى تحويل عبء دعم القوات المسلحة الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي.
وبرأي محلل الشؤون العسكرية، ميخائيل سيميبراتوف، فإن القرار الذي تم اتخاذه يؤكد سعي الولايات المتحدة لإطالة النزاع ودفع الأوضاع في أوكرانيا نحو مزيد من التدهور.
ويقول سيميبراتوف للجزيرة نت إن الحرب الآن دخلت مرحلة جديدة لم تعد العواصم الغربية تراهن فيها على هجوم مضاد من قبل القوات الأوكرانية، بل على منح كييف القدرة على تنفيذ هجمات إرهابية على أهداف، بما في ذلك في عمق الأراضي الروسية.
وبرأيه، فإنه بعد الانتهاء من جميع المسائل الإجرائية، سيتم تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا على الفور خلال الأسبوعين أو الأسابيع القليلة المقبلة.
تبعات
وأشار المحلل ميخائيل سيميبراتوف إلى أن زيلينسكي لا يقيّم بشكل كافٍ تبعات تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، موضحا أنه بحسب مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب الأميركي، سيتم استخدام نحو 23 مليار دولار لاستعادة ترسانات الجيش الأميركي.
كما سيتم استخدام أكثر من 11 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية الحالية للقوات المسلحة الأميركية في المنطقة، و14 مليار دولار أخرى لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية.
وبحسب محلل الشؤون العسكرية، فإن 61 مليار دولار هي مبلغ كبير إلى حد ما، لكن الأميركيين سينفقون أكثر من نصفه على أنفسهم، في حين أن كييف لن تتلقى سوى القليل جدا مما يسمى بحزمة المساعدات وعلى شكل ائتمان بشكل أساسي.
ووفقا لتقديراته، ستتلقى كييف أنظمة صواريخ " أتاكمز" المعدة بالفعل للنقل إلى أوكرانيا والتي تمت الموافقة عليها رسميا الآن، والتي تتمتع بمدى يسمح لها بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، إضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة، منها معدات الاستطلاع، وأنظمة الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية.
أما الباحث في الشؤون الدولية، دميتري كيم، فيرى أن جميع الأموال المخصصة "اسميا" لأوكرانيا -تقريبا- ستبقى في الاقتصاد الأميركي وفي المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وأن شركات الأسلحة الأميركية ستكون المستفيدة من مشروع قانون الدعم العسكري لكييف.
ووفقا له، فإن حزمة المساعدات الأميركية لكييف سيكون ثمنها إرسال عشرات الآلاف الأوكرانيين إلى "مذبحة" جيوسياسية لا يمكن كبحها.
ويعتقد الخبير أن هذه الأسلحة من الممكن استخدامها ضد روسيا في بداية مايو/أيار القادم، مما يجعل مسألة الرد الروسي أكثر إلحاحا، سواء من خلال شن هجمات على مرافق النقل والخدمات اللوجستية في أوكرانيا، أو على مرافق البنية التحتية الحيوية التي تؤمن دعم وإسناد القوات الأوكرانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ملیار دولار مجلس النواب من خلال
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط وتوقعات بتخفيض كميات مخزونه.. إثر ضربات نوعية وبعيدة المدى بين أوكرانيا وروسيا
يتأثر البشر والشجر والحجر بالضربات التي تشنها أطراف الحرب. وبينما تجتمع دول من أجل وقف الدماء والدمار، تطقو على السطح تبعات اقتصادية جديدة، لا تؤثر فحسب على البلدان المنخرطة في الصراع بشكل مباشر، بل قد يكون لها أثر عالمي. فها هي أسعار النفط تتأثر بسبب ضربات نوعية جديدة، متبادلة بين كييف وموسكو.
اعلانبعد أن تبادلت روسيا وأكرانيا إطلاق الصواريخ، ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس، مما سينعكس تلقائيا على الزيادة في المخزون الأمريكية للنفط الخام، وهي كميات تعتبر أعلى من المتوقع، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لتصل إلى 73.77 دولار اعتبارًا من الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش، أي أن سعرها قد ازداد ب96 سنتا، أو بنسبة 1.3 في المئة.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ 99 سنتا، أو بنسبة 1.4 في المئة، لتصل إلى 69.74 دولار. مع العلم أن الأسعار كانت قد ارتفعت في السابق بقيمة تزيد عن دولار.
سائق سيارة يملأ خزان البنزين لمركبة في كولورادو 22 آب أغسطس 2024David Zalubowski/APأطلقت أوكرانيا صواريخ كروز بريطانية على روسيا يوم الأربعاء. ويعتبر هذا النوع من الصواريخ أحدث سلاح غربي يُسمح لأوكرانيا باستخدامه، بعد يوم من إطلاقها صواريخ أمريكية.
هذا وقالت القوات الجوية في كييف إن روسيا ردت صباح الخميس، بإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها موسكو صاروخا قويا بعيد المدى كهذا، خلال الحرب المستمرة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام.
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ بداية الحربأوضحت روسيا أن استخدام الأسلحة الغربية لضرب أراضيها بعيداً عن الحدود من شأنه أن يشكل تصعيداً كبيراً في الصراع. من جهتها، تقول كييف إنه يتعين عليها أن تمتلك القدرة لضرب القواعد الروسية، لكي تدافع كييف عن نفسها.
صورة قدمتها هيئة الطوارئ الأوكرانية تظهر إخماد حريق في أعقاب هجوم صاروخي روسي في أوديسا 18 تشرين الثاني نوفمبر 2024AP/Ukrainian Emergency Serviceمصادر: الرئيس الروسي منفتح على نقاش وقف إطلاق النار مع ترامب.. ولكنه يصر على مبادئه تجاه كييفقال محللون في بنك آي إن جي في بيان "إن الخطر بالنسبة للنفط يكمن في استهداف أوكرانيا البنية التحتية للطاقة الروسية، أما الخطر الآخر فيتمثل في عدم معرفة كيفية رد روسيا على هذه الهجمات".
Relatedآل غور لـ "يورونيوز": تسليم رئاسة مؤتمر المناخ لدول نفطية يُعد "سخافة" ويستدعي الإصلاحخلال دفاعه عن صناعة النفط والغاز..الرئيس الآذري يهاجم الغرب في كوب 29: "معاييركم مزدوجة"غريتا تونبرغ تدعو للتظاهر أمام السفارات التركية والأذرية لوقف تدفق النفط إلى إسرائيلوفي الوقت نفسه، من الممكن تؤجل أوبك بلس زيادة الإنتاج مجددا عند اجتماعها في الأول من كانون الأول/ديسمبر القادم، إثر ضعف الطلب على النفط عالميا، وذلك حسبما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على المناقشات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه حتى إذا ظلت تخفيضات أوبك بلس قائمة، فإن المعروض من النفط سيظل يتجاوز الطلب في عام 2025 القادم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مع مرور 1000 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية.. سيدة أوكرانيا الأولى تلتقي البابا فرانسيس عقوبات أوروبية جديدة على إيران بسبب مزاعم دعم روسيا بالصواريخ الباليستية وطهران ترد: "غير مبررة" ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟ روسياالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا كروز - صاروخ موجهأسعار النفطنفط- أسواقاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأطفال وتصاعد الاشتباكات على جبهة لبنان يعرض الآن Next روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ بداية الحرب يعرض الآن Next وفاة جون بريسكت نائب رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بعد معركة طويلة مع مرض الزهايمر يعرض الآن Next رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مجموعة أداني؟ يعرض الآن Next صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتيلا اعلانالاكثر قراءة حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان سحابة من الضباب الدخاني السام تغلف نيودلهي: توقف البناء وإغلاق المدارس أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الحرب في أوكرانيا غزةفولوديمير زيلينسكيقتلوفاةإسرائيلروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبناندونالد ترامبإعصارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024