مع انتهاء جولة لقاءات "اللجنة الخماسية" على الكتل النيابية ، كثرت التحليلات بشأن مصير الاستحقاق الرئاسي الذي كان بندا رئيسيا في هذه اللقاءات. فالبعض خلص إلى التأكيد ان فترة جديدة من المراوحة تنتظر هذا الملف، في حين عبر البعض الآخر عن تفاؤله بمرحلة جديدة من النقاش تتيح مواصلة العمل لأنتخاب رئيس جديد للبلاد.

وفي الحقيقة ، قرر سفراء "اللجنة الخماسية" المضي قدما في محاولة تقليص الفوارق في هذا الموضوع، لكن من دون الحديث عن خلاصة محددة ، فطالما أن اللجنة مستمرة في مهمتها،طالما أن نسبة التقدم بمسعاها مرجحة ولو قليلا . واذا كان مسعى اللجنة يتركز على معالجة النقاط الخلافية والتوصل إلى قواسم مشتركة ، فإن ما من وثيقة خطية أو ورقة بحوزة اللجنة عن مضمونه،ولا يزال التداول شفهيا . ووفق المعطيات المتوافرة لم يكن هناك شيء مكتوب في الأصل ، والنقاش يدور حول أفكار من دون أي اتفاق أو نواة اتفاق .
وفي المعطيات أيضا أن هناك تكتما على ما بعد انتهاء لقاءات "الخماسية"، وهذا لا يعني أنه لن تكون هناك زيارات فردية لبعض السفراء في سياق التذكير بضرورة العمل على إتمام الاستحقاق الرئاسي ، وحتى الآن ما من تكليف لأي من السفراء بمهمة متابعة مفاوضات هذا الموضوع.
وتلفت اوساط سياسية مواكبة لملف الاستحقاق الرئاسي ل"لبنان ٢٤ "إلى أن أي تباين بين أعضاء "اللجنة الخماسية" يعني حكما أن الملف الرئاسي لن يحرز التقدم المنشود، على أن اللجنة لو ارادت انهاء محاولاتها الرامية لأنجاز الانتخابات الرئاسية لكانت قد أعلنت ذلك ،إنما ما تزال تتحرك وهي في صدد إعادة تقييم المواقف، فانسحابها باكرا يفتح المجال أمام جعل الملف الرئاسي رهينة للجمود اللامتناهي، معتبرة أنه في مقلب إراء الكتل النيابية ، فان المسافات ما تزال بعيدة والتشاور أو الحوار الذي تضغط قوى الممانعة لأجرائه بعيد المنال ولن يعقد من دون جميع المكونات ، حتى وإن كان "التيار الوطني الحر" كما تسرب، ابدى موافقته مع ضمانات تتصل بالدعوة إلى جلسة انتخاب .وقد يفيد ترقب موقفه في المرحلة المقبلة.

وعما إذا كانت اللجنة منحت الضوء الأخضر للحوار، فإن المصادر تؤكد أن المسألة لا تتعلق بموافقة على حوار أو التحفظ عليه ، إنما بكيفية وقف الدوران في حلقة مفرغة ، ففكرة الحوار مرحب بها على قاعدة تنقية المناخات ، لكن التباينات بشأنه تتصل بتجاربه وبالمخاوف من تأديته دورا لمصلحة الممانعة في إيصال مرشحها إلى قصر بعبدا ، معلنة أن "اللجنة الخماسية" تجنبت التفاصيل بشأن الحوار لأن النتيجة هي الأهم أي انتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء الشغور قريبا، ولذلك كان التشديد على هذه النقطة وإمكانية التفكير ببعض المقترحات التي كان يعمل عليها سابقا كأدخال مجموعة مرشحين اضافيين في دائرة الاستحقاق سواء من خلال تسمية مرشح جديد أو مرشح ثالث.

وتنفي المصادر أن تكون اللجنة اوحت بخيار الرئيس التوافقي أو الوسطي ، وتقول أن تحميلها الكثير في هذا الملف هو تخمين خاطئ والأتكال على دورها في جعل الانتخابات الرئاسية واقعة ليس صحيحا ، ولعل ما هو مقبل من الأيام يقدم صورة أفضل عما إذا كانت هناك من إعادة حسابات معينة للأفرقاء أو البدء البحث بطروحات جديدة، في الوقت الذي لن تخرج اللجنة الخماسية عما رسمته من دور مساهم أو داعم للملف الرئاسي واحترام المؤسسات، معربة عن اعتقادها أن لقاءها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا لن يغير من معادلة تمسكه بالحوار ولا من طبيعة مهمة اللجنة .

لم تعلن اللجنة الخماسية عزمها على الدخول في استراحة طويلة ، كما هو ظاهر، وفي الوقت نفسه حافظت على العناوين العامة لتحركها، أما محاولاتها الهادفة لتقريب المسافات بين المعارضة والممانعة فباقية إلى أن تعلن العكس .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اللجنة الخماسیة

إقرأ أيضاً:

استهداف أكثر من 90 كنيسة على يد الجماعة الإرهابية وحلفائها

حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، خلال فترة وجودها على الساحة، استغلال المسيحيين وإيهامهم بنيتها بناء علاقة ودية مع الكنيسة القبطية، وتغيير الصورة المعتادة عن التنظيم، والتى تشكلت من خلال مهاجمة وحرق كنائس، وحاولت الجماعة الإرهابية التودد للكنيسة من خلال اللقاءات مع القيادات المسيحية، والتصريحات المتكررة بشأن حمايتهم، وكذلك المشاركة وحضور بعض المناسبات فى الكنيسة.

وكشف البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى أحد اللقاءات، محاولات الجماعة الإرهابية التودد له والتقرب منه طوال الوقت، من خلال ادعائهم أنّهم يهتمون بالمسيحيين، وأنّ الكنيسة المصرية غالية عندهم، وكانوا يتصورون أنّه سيقتنع بهذا الكلام، لكن الأحداث والاعتداءات التى تمت على الكنيسة أظهرت كذب ادعاءاتهم.

ظهرت حقيقة الجماعة الإرهابية وحلفائها عقب توليهم مقاليد الحكم، حيث وُصفت من جانب الكنيسة بـ«عدم وجود تفاهم متبادل»، وخرج البابا تواضروس، بعد يومين من تجليسه فقط، معترضاً على مسودة الدستور الذى طرحته حكومة الإخوان، قائلاً: «الدستور يجب أن يكون شاملاً، ويعبر عن كل المصريين».

وحاولت الجماعة الإرهابية زعزعة استقرار الدولة، وإثارة الفتنة الطائفية بين المصريين، وشهدت فترة حكم الإخوان عدة أحداث طائفية استهدفت الأقباط، الأمر الذى أدى إلى تزايد التوتر بين الكنيسة والجماعة، التى خالفت وعدها بحماية المسيحيين، كما حدث فى الهجوم على الكاتدرائية المرقسية فى أبريل 2013، الذى أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين.

ونالت الكنيسة القبطية والمسيحيون النصيب الأكبر من استهداف الجماعة الإرهابية، حيث سجلت الإحصائيات استهداف أكثر من 90 كنيسة على مستوى الجمهورية، فضلاً عن أحداث الفتنة الطائفة التى شهدتها العديد من المناطق فى أنحاء الجمهورية، واستكمال سلسلة الإرهاب، من حرق وهدم وتفجير الكنائس فى الأعياد والمناسبات، فضلاً عن استيلاء جماعة الإخوان على أغلبية المقاعد فى البرلمان، مما كان يهدد حقوق الأقباط.

وبعد تزايد الاحتجاجات ضد حكم «الإخوان»، أيّدت الكنيسة ثورة 30 يونيو، التى أدت إلى الإطاحة بـ«الرئيس المعزول»، محمد مرسى، وقد ظهر البابا تواضروس الثانى فى العديد من اللقاءات والمؤتمرات لدعم هذه الثورة، فضلاً عن مشاركته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعلان خريطة الطريق، مؤكداً أنها تتضمن سلامة مستقبل الشعب المصرى

مقالات مشابهة

  • برعاية البوابة نيوز| السبت.. انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للجمعية المصرية لخبراء التقييم العقاري
  • منح رئيس الأثاريين العرب نجمة الاستحقاق وسام دولة فلسطين
  • بخاري: انجاز الاستحقاق الرئاسي والاستشارات النيابية يسهمان في السير بالبلاد
  • الرئيس المكلف يزور ميقاتي والسنيورة وتمام سلام... وهذه مواعيد اللقاءات
  • استهداف أكثر من 90 كنيسة على يد الجماعة الإرهابية وحلفائها
  • محلل: اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار بلبنان سجلت أرقاما قياسية للخروقات الإسرائيلية
  • تعديل ضوابط أداء الغرف التجارية.. 60% حد أدنى لإجمالي التقييم
  • خبير: التصعيد بين حزب الله وإسرائيل سيكون منضبطا بوجود اللجنة الخماسية
  • خبير: التصعيد بين حزب الله وإسرائيل سيكون منضبط بوجود اللجنة الخماسية
  • خبير عسكري: التصعيد بين حزب الله وإسرائيل سيكون منضبطا بوجود اللجنة الخماسية