بقلم: هادي جلو مرعي ..
تقديم ..
حين لاتريد من الحاكم مالا، ولاأن تلتقط معه صورة، ولاتتملقه، بل لتدفعه الى النجاح لأنك من داعمي مشروع الدولة فأكتب، ولاتخش ردات الفعل، وترفع عنها.
كما الصغار حين تحتشد في خواطرهم الأفكار والعقائد والضغائن والثأريات، وربما نوايا الفشل، والشعور بالدونية، وحتى الغيرة والحسد يمكن أن يكون ذلك منسحبا على مجموعات بشرية كاملة، وعلى شعوب، وعلى نخب فاعلة في السياسة والثقافة والإعلام، فيتحول الفشل الى ثقافة، واليأس الى وسيلة لتحقيق الغايات البائسة، فلايعودوا يتحملون أن يتحقق لهم النجاح، ولا لغيرهم لأنهم وريثو أزمنة اليأس والكبت والدونية التاريخية بفعل عوامل الإضطهاد والقمع والدكتاتوريات القومية والدينية التي أشبعت بعض الجماعات بشعور النقص والتابعية والفوضى الفكرية وفوضى الوجدان المعطل إلا عن البكائيات والصراخ، ثم الإنسحاب نحو ساحة الخنوع التي يريدها المسيطر والمتحكم حتى إذا جاءت اللحظة التاريخية وتحول المنهزم في ذاته الى متحكم منقوص تسامح مع أدوات الفشل، وجعلها تسيطر على سلوكه، فلايتحمل أن يرى سياسة، ولادولة، ولاقائدا ينجح، فينكفيء نحو زعامات شكلية، وولاءات سطحية، وتغيب عنه الدولة الجامعة فلا يتحملها لأنها تذيب طموحاته الشخصية، ورغباته البسيطة التي يظنها النهايات، وماتتمناه النفس على قاعدة:
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
ولكي لايزعلوا منا نقول: إنها زيارة يمكن أن يقوم بها رئيس كل دولة الى دولة أخرى، وتنتهي بتصريحات وإجتماعات وصور، وقبل ذلك كانوا يقولون : السوداني يتوسل قبولا أمريكيا لإستقباله في واشنطن، بينما تأتيه دعوات رسمية في العلن من القيادة الأمريكية، ويريدوننا أن نصدق ماينسجونه في السر من أكاذيبهم، ونكذب الدعوات الرسمية، وتوزع البعض بين راغب في نيل الرضا الرسمي فصار يهول الأمور الى فوق ماتحتمل، وبين صاخب في رفضه وتنكيله وأمله في فشل الزيارة، وكان يتخيل إن طائرة السوداني حين ستنزل في مطار رونالد ريغان سيمتنع الأمريكيون عن فتح بابها خشية أن ينزل السوداني، وكانت الرحلة في وقت محدود وإطار محدود الى العاصمة الفدرالية، وربما الى ميشيغن التي تتوفر على جالية عراقية كبيرة ذرفت دموع الشوق الى وطن فارقته من سنين، ثم رأت واحدا من ابنائه ممن عايش المغتربين قبل غربتهم، ثم لم يغادر حين غادروا، بل عاش محنة مابعد ٢٠٠٣ كما عاشها في الثمانينيات وتسعينيات الحصار والجوع والإحباط، فإجتمعت لديه المعاناة القديمة برغبة تقديم شيء مختلف لاليكتب له التاريخ مايتمناه، بل ليكتب هو لنفسه ولناسه شيئا مختلفا يجعله ويجعلهم يعيشون أملا وتطورا وجمالا كلنا يتشوق له لعله يتحقق كاملا خلال الفترة المقبلة على أمل أن يمسك الحالمون بالسلطة والمليارات أعصابهم فلايكثرون من كمية الألغام والأحقاد التي ينوون زرعها في طريقه.


جيل المعارضة للنظام السابق الذي حكم بعد العام ٢٠٠٣ والذي بدأ يهرم، وعايش الإحتلال والموت المجاني، وساهم بنصيب من الفشل والفساد عليه أن يتشجع، ويمنح الفرصة لجيل جديد من السياسيين، فقد مللنا من فكرة تسخير الأوطان لخدمة الطغيان، وأظنكم تتذكرون سيرة الحاكمين عبر التاريخ، وكم حكموا لأنفسهم متجاهلين الوطن حتى مع خديعة أن واحدا منهم عمل حديقة مدرجة لحبيبته المصابة بالإكتئاب، وواحدا نقش إسمه على طابوق مفخور في معامل النهروان شرق بغداد، وواحدا صنع حربا، وواحدا ذبح شعبا وكلهم ذبحوا ببرود أعصاب، ثم ذهبوا الى النسيان برغم تعلق المنتفعين منهم بهم، متجاهلين الحق لحساب التعصب القومي والطائفي والمناطقي والنفعي في أحيان. فليس الشرف والمسؤولية من يدفع في الغالب لتعلق الناس بالرموز، بل المصالح والأوهام والخديعة التي يصنعونها لأنفسهم، ويطوقونها بها، وإلا فالحق أحق أن يتبع، ولامجد لفاسد، ولا لقاتل، ولالسجان، ولا لقامع للمستضعفين، وعلى قاعدة: من أعان ظالما ولو بكلمة حشره الله معه في النار يوم القيامة.
إدعموا السوداني شرط أن لاتطمحوا في صورة معه، ولامكافأة تتمنونها، ولاتقربا لمحيطين به أو لتكونوا في قائمة المفضلين للظهور على القنوات الفضائية فالرجل يستحق أن ندعمه بتجرد دون أن نقترب منه وأن نشجعه ليستمر في العمل ولعله يساهم في صناعة جيل سياسي جديد بدلا من جيل مقرف هدعايشناه وأجيال مقرفة عبر تاريخنا المقرف الذي سجلناه حروبا ومجاعات وحصارات وسجون وهناك من يريده أن يستمر للأسف لأنه لايستطيع أن يعيش إلا مع القرف.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ضمن "بداية".. "حب الأوطان" ندوة دينية بـ"علوم كفر الشيخ"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بإدارة الجامعة وبالتعاون مع الأزهر الشريف، ندوة دينية بعنوان "حب الأوطان" والتي أُقيمت في رحاب كلية العلوم ضمن البرنامج التثقيفي القوافل الدعوية والإرشاد الديني، والتي تأتي في إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية (بداية جديدة لبناء الإنسان المصري) انطلاقا من مبادرة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" وتحت رعاية فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور عبدالرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، والدكتور أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور الدكتور جمعة نعناعة وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وتنفيذ ومتابعة نافع حمادة مدير الإدارة العامة لمشروعات البيئة بالجامعة.

وجاء ذلك في إطار التعاون بين جامعة كفر الشيخ والأزهر الشريف، ومن منطلق الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في الاهتمام بقضايا الشباب ونشر الوعي الديني وتثقيف المجتمع والحفاظ على الأسرة المصرية.

وصرح الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في إطار حرص الجامعة على تعزيز الوعي الوطني لدى طلبة الجامعة، ورفع المستوى الثقافي والعلمي لديهم، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات الحوارية تأتي ضمن خطة المجلس الأعلى للجامعات والتي تتناول قضايا هامة لشباب الجامعات المصرية.

أكد الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، أن الهدف من تلك الندوات هو توضيح مدي التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، وضرورة ترسيخ مفهوم المواطنة التي يقوم على أساسها كل فرد بواجبه تجاه نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه، وبناء العلاقات الإنسانية الإيجابية، وتشكيل الوعي الوطني الصحيح لدى الشباب وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة في التعبير عن حبهم لوطنهم وأن يضعوا مصلحة وطنهم فوق أي اعتبار، وتقديم الرؤى المختلفة للتغلب على التحديات التي تواجه خطط التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة.

ومن جانبها أشارت الدكتور أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى أن هذه الندوات تهدف إلى إعداد وتدريب الطلبة الجامعيين للارتقاء بالوطن والتأكيد على مكانته الكبيرة في نفوس المواطنين، ورفع مستوى الوعي لدى الطلاب لدفعهم نحو المساهمة الفعالة في خطة التنمية المستدامة.

وحاضر الندوة فضيلة الشيخ هاني محمد إبراهيم موجه بمنطقة وعظ كفرالشيخ، وفضيلة الشيخ اشرف محمد خضر الواعظ الأول والمنسق الإعلامي بمنطقة وعظ كفرالشيخ، تناولا خلالها، مفهومي الولاء والانتماء الحقيقين وكيف يحمي الشباب أنفسهم من المفاهيم المغلوطة والافكار المتطرفة والتي قد تؤدي الي فقد الهوية المصرية دون إدراك او وعي، مؤكدين على ضرورة الوعي الصحيح حتى لا نقف على حافة الهاوية مع انفسنا وبلدنا الحبيب ومجتمعنا، هذا وقد حضر اللقاء الكثير من الطلبة الذين ظهرت على ملامح وجوههم استحسان اللقاء وأيضا مدى فهمهم وإدراكهم للمعاني الجديدة التي تضمنها هذا اللقاء، وتم تخصيص جزء من الندوة لأسئلة الطلبة وتم الإجابة عنها.

وتأتي أهمية هذه الندوات في بناء الشخصية الوطنية وتعزيز الانتماء، وكيفية مواجهة حيل المشككين في الدين والمغالين في مفاهيمه، وتعزيز الهوية الوطنية والفكرية وآليات فهم النص الديني.

مقالات مشابهة

  • إلهام أبو الفتح تكتب: بشرى سارة
  • لافروف يجتمع مع نظيره السوداني علي الشريف على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي
  • زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر.. ما هي أبرز الملفات التي يبحثها مع الرئيس السيسي اليوم؟
  • السوداني يجري زيارة إلى أربيل اليوم
  • مصدر سياسي: زيارة السوداني إلى أربيل باستدعاء من البارزاني لحسم تصدير النفط من الإقليم عبر تركيا
  • رواتب الموظفين وملف النفك تتصدران أجندة زيارة السوداني الى أربيل
  • اليمني الحر: ابتسامة التحدي وإرادة الصمود في مواجهة الطغيان
  • السيد الوزير :عبد الصمد قيوح يؤمن عودة المعتمريين لأرض الوطن بعد أزمة الطيران التي دامت لأيام
  • رئيس مجلس النواب يدعو الأغلبية والمعارضة في افتتاح الدورة الربيعية إلى تجاوز الخلافات وتغليب مصلحة الوطن
  • ضمن "بداية".. "حب الأوطان" ندوة دينية بـ"علوم كفر الشيخ"