أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن بلاده مستعدة لنشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها.

وأضاف: "إذا قرر حلفاؤنا نشر أسلحة نووية على أراضينا لتعزيز أمن الجناح الشرقي لحلف الناتو، فنحن مستعدون لذلك. نحن عضو في حلف شمال الأطلسي، ولدينا أيضا التزامات في هذا الصدد، ما يعني أننا ببساطة ننفذ سياسة مشتركة".

إقرأ المزيد رئيس الوزراء البولندي يرحب بعرض ماكرون لمشاركة الأسلحة النووية

وفقا له، فإن هذه القضية "كانت موضوعا في المفاوضات البولندية الأمريكية مؤخرا".

وأشار دودا إلى أن روسيا تعزز القدرات العسكرية في منطقة كالينينغراد بشكل متسارع، مضيفا أن "موسكو نقلت مؤخرا أسلحتها النووية إلى بيلاروس".

ويسمح برنامج المشاركة النووية للولايات المتحدة بنشر أسلحتها النووية في دول الناتو التي لا تمتلكها.

وتمتلك الولايات المتحدة 100 سلاح نووي تكتيكي في أوروبا وتركيا، ويتم تخزين الأسلحة بسعة 0.3 إلى 50 في ست قواعد في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا.

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكتوبر الماضي، إن روسيا مضطرة إلى اللجوء إلى "إجراءات تعويضية" ردا على نشر الولايات المتحدة للأسلحة النووية في أوروبا. وأكد الوزير أنه نتيجة للسياسات الغربية في أوروبا، فقد تم تدمير نظام تدابير بناء الثقة والحد من الأسلحة.

 

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو متطرفون أوكرانيون

إقرأ أيضاً:

البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا

في كل قارة هناك دولة أو بضعة دول تكون هي المفتاح لفهم التحولات السياسية والعسكرية التي يجري فيها. وبولندا كانت دوما هي البوصلة التي تحدد مستقبل أوروبا، فهي دولة مركزية كبيرة تقع في شرق أوروبا انضمت للاتحاد الأوروبي، وهي جسر جغرافي وسياسي وثقافي بين أوروبا الغربية من جهة وبين روسيا وأوروبا الشرقية من جهة أخرى. وتشير علاقات وارسو الحالية مع كل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أن ما يدور فيها يساعد بشكل كبير في فهم التحولات المصيرية التي تموج بها القارة الأوروبية.

فبداية، بولندا هي العنوان الكبير في الحروب العالمية التي دارت رحاها بشكل رئيس بين الأوروبيين. فهي الدولة التي لم تكن لتقوم وتحصل على استقلالها لولا انهيار ثلاث إمبراطوريات في الحرب العالمية الأولى، وهو الإمبراطورية النمساوية المجرية، والقيصرية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، إذ كانت الأراضي البولندية مقسمة بين أراضي كل هذه الإمبراطوريات. أما في الحرب العالمية الثانية فكانت شرارة البدء من بولندا عندما غزتها ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.

وبولندا الحالية تتحسس مسدسها مما يجري في أوكرانيا، وقد أعلنت استهداف تدريب مائة ألف متطوع في الجيش سنويا لتعزيز الاحتياطات العسكرية. ولا تخفي وارسو خشيتها من أن تكون الثانية على قائمة الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، إذ طالب الرئيس البولندي أندريه دودا الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما عبر عنه صراحة بأنه عدوان روسي مستقبلي.

هذا الأمر يعني أكثر مما يوصف بأنه عسكرة لأوروبا، أي العودة إلى أساليب التسليح التقليدي لمواجهة المخاطر العسكرية المحتملة في هذه القارة التي لطالما تغنت بالتعلم من دروس حروب الماضي. والحالة البولندية تظهر أن الطموح الروسي ماض في طريقه أوروبيا كما شرحنا في عدة مقالات خلال السنوات الماضية.

ومن ناحية أخرى، فإن ما يجري في بولندا يشي بأن مشاريع الاندماج بين أوروبا الشرقية والمنظومة الغربية ممثلة سياسيا في الاتحاد الأوروبي وعسكريا في حلف شمال الأطلسي الناتو هي مشاريع لم تؤت الثمار المرجوة منها. وذلك لأن عضوية بولندا للناتو لم تعد مقنعة لوارسو في قدرتها على الحماية من غزو روسي، بدليل هذه الزيادة الرهيبة التي تستهدفها في جنود الاحتياط في الجيش، وبدليل آخر متعلق بطلب نشر هذه الأسلحة النووية.

أما على صعيد الاتحاد الأوروبي فيكفي أن نعرف أن أحد الأسباب الرئيسة لتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو العمالة البولندية التي اعتبرها البريطانيون منافسة لهم في سوق العمل، والأدهى من ذلك اعتبروها مهددة لثقافتهم المحلية بعد الانتشار الكبير للبولنديين في البلاد لدرجة أصبحت فيها اللغة البولندية هي اللغة الثانية في بريطانيا بعد الإنجليزية. بعبارة أخرى، لم تطق واحدة من أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عضوية بولندا بعد الاندماج وتركت لها الاتحاد برمته.

إذا عرفنا كيف تنظر روسيا لبولندا تكتمل لنا دائرة الفهم، فموسكو ترى في بولندا ليس فقط قطعة سابقة من أراضيها قبل الحرب العالمية الأولى ولكن رأس حربة للمشروع السوفييتي سابقا في قلب أوروبا، فحلف وارسو كان المعادل الأمني للمعسكر الشرقي في مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو. وحين ترى روسيا أن هذا الحليف التاريخي لا يُستخدم فقط لدعم أوكرانيا في مواجهتها، ولكن يستخدم في بناء قواعد أمريكية كتلك التي أعلنت الولايات المتحدة عن إقامتها في مدينة بوزنان شرق البلاد قبل عامين، فإنها بالتأكيد تنظر لما يجري بشكل عدائي.

x.com/HanyBeshr


مقالات مشابهة

  • البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا
  • قائمة حمراء أمريكية تمنع مواطني 11 دولة بما فيها ليبيا من دخول الولايات المتحدة
  • أخبار العالم | حملات تحريضية لتهجير العلويين من دمشق .. لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.. وأمريكا تمنع مواطني 5 دول عربية من دخول أراضيها
  • نائب الرئيس الأمريكي يتفاجأ بتصريحات بولندا حول نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • مسودة أوروبية تقترح تقليل اعتماد دول التكتل على أمريكا في الأسلحة
  • فانس: ترامب يعارض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • ترامب: سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند ضرورية لتعزيز الأمن الدولي
  • شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • ترامب يعارض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • إيكونوميست: أوروبا تفكر في المستحيل لأجل القنبلة النووية