طفل إماراتي يتمكن من التحدث للمرة الأولى بعد علاج مكثف لستة أشهر في أبوظبي
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
في شهادة على الإرادة الإنسانية والرعاية الطبية الشاملة، تمكّن طفل إماراتي يبلغ من العمر ثماني سنوات، يعاني محدودية شديدة في قدرات النطق، من التحدث للمرة الأولى بعد خضوعه لبرنامج متخصص لعلاج النطق لمدة ستة أشهر في مركز المشرف التخصصي للأطفال في أبوظبي، وهو أحد المراكز التابعة لشبكة الخدمات العلاجية الخارجية، إحدى منشآت مجموعة بيورهيلث، أكبر مجموعة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط.
وتم تشخيص إصابة سهيل بالصرع، وعسر التلفظ وعسر البلع الفموي حين كان عمره ثلاث سنوات، ورغم خضوعه لعلاجات مختلفة على مدى السنوات الخمس الماضية فلم يتمكن إلا من التحكم في الأصوات والمقاطع الصوتية القصيرة، ما حدّ من قدرته على التعبير عن نفسه بشكل واضح، كما عانى صعوبات في تناول الطعام.
ويعاني الملايين حول العالم من مثل هذه الحالة، حيث يؤثّر الصرع على 1 من كل 200 طفل في سن المدرسة تقريباً، في حين تشير التقديرات إلى أن عسر التلفظ يؤثر على 1 من كل 1000 طفل تقريباً، ويرتبط عسر التلفظ بقصور في الوظائف العضلية المتخصصة في الكلام والبلع، وذلك نتيجة ضعف في تلك العضلات وعدم القدرة على التنسيق فيما بينها، ما يؤدي إلى اضطرابات في النطق.
وبعد الفحص والتقييم الأولي، قام عماد الدين الربابعه، أخصائي أمراض النطق في مركز المشرف التخصصي للأطفال في أبوظبي وفي مركز الطوية التخصصي للأطفال في العين، بوضع خطة علاجية مخصصة لسهيل تتكون من ثلاث جلسات أسبوعياً وتستمر لستة أشهر، واعتمد الأطباء منهجاً منظماً وشاملاً في العلاج بناءً على مجموعة أهداف واضحة، وأفادوا بتحسن كبير في حالة سهيل بعد أسبوع واحد فقط من العلاج.
وبفضل البرنامج العلاجي شهدت حالة سهيل تحسناً ملحوظاً في قوة عضلات الفم، ونطاق الحركة، ومهارات الكلام، وقد بدأ في نطق كلمات أحادية المقاطع ثم متعددة المقاطع، ومضغ الأطعمة الصلبة بسهولة أكبر، واليوم، يواصل سهيل تحسين مهاراته اللغوية، وقوة عضلات الفم، وذلك كجزء من برنامج علاج النطق المستمر.
وقالت الدكتورة فواغي النقبي، نائب مدير الشؤون الطبية في الخدمات العلاجية الخارجية: «إن نجاح العلاج يعكس تصميم سهيل وإرادته، ويؤكّد دور الكفاءات وجودة الخبرات في شبكة العيادات المتخصصة التابعة للخدمات العلاجية الخارجية ضمن المنظومة الصحية المتكاملة لمجموعة بيورهيلث».
وقال عماد الدين الربابعه: «بفضل عزم سهيل وإصراره، والتزام والديه واحترامهما لجدول الجلسات، تحسّنت قدرة سُهيل على الكلام، وهو يتابع حالياً حياته ويستعمل أسلوبه للتعبير عن نفسه في المنزل والمدرسة».
تأثير إيجابي عميق تركته قدرة سُهيل على التواصل، كان لها انعكاس مهم على حياته وحياة عائلته، التي تقول إن حالته، قبل خضوعه للعلاج، كانت صعبة على صعيدي القدرة على النطق والبلع، حيث كان مقلّاً في حديثه صامتاً أغلب الوقت لا يلجأ إلى الكلام ما لم يكن بحاجة إلى شيء ما، ويؤكدون أن تلك الحالة كانت تصعّب أحياناً فهم ما يريده، إلى أن تغير ذلك منذ الأسبوع الأول من العلاج.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات أبوظبي
إقرأ أيضاً:
ناصر التميمي: «سوالف سهيل» يعزّز الهوية بأسلوب عصري
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
ابتكر المخرج والمنتج وصانع المحتوى الإماراتي ناصر التميمي، شخصية «سهيل» الكرتونية الرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتقديم محتوى ثقافي وترفيهي من خلال برنامج «سوالف سهيل» الذي أطلقه على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتضمن حلقات لفيديوهات قصيرة تستعرض تغطية للأحداث المحلية والعالمية بأسلوب بسيط، وسرد الحقائق التاريخية والثقافية والعلمية والمبادرات المحلية، والإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في شتى مجالات، بمفاهيم جديدة ومبتكرة تعكس الهوية والثقافة بأسلوب عصري وجذاب.
قصص ممتعة
التميمي الذي استطاع من خلال رؤيته الإبداعية أن يبتكر شخصية «سهيل»، التي لاقت انتشاراً على منصات التواصل الاجتماعي، قال في حواره مع «الاتحاد»: أسعى إلى تقديم محتوى ثقافي وترفيهي يدمج بين الأصالة الإماراتية والتقنيات الحديثة من خلال «سهيل»، وتحويل الأفكار إلى قصص ممتعة ومعلومات قيمة تصل إلى الجمهور بأسلوب سهل وسلس، وأصبحت شخصية «سهيل» جزءاً من المشهد الرقمي الإماراتي، بفضل الإصرار على تقديم محتوى هادف ومؤثر.
هوية إماراتية
وعن فكرة تصميم شخصية «سهيل»، قال التميمي: جاءت الفكرة من رغبتي في تقديم محتوى يعكس الهوية الإماراتية بأسلوب عصري وجذاب يتناسب مع منصات التواصل الاجتماعي، فكنت أبحث عن طريقة جديدة لطرح الأخبار، القصص، والمعلومات بطريقة تفاعلية تعزز القيم الإماراتية، ومن هنا، وُلد «سهيل»، ليكون صوتاً قريباً من الناس، يعكس روح المجتمع الإماراتي، ويتحدث معهم بأسلوب بسيط وسهل.
وتابع: كنت حريصاً على أن يكون «سهيل» شخصية تجمع بين الأصالة والتطور، لذلك اخترت له مظهراً إماراتياً أصيلاً، حيث يرتدي الكندورة والغترة والعقال، ليعكس الهوية الإماراتية، وفي الوقت نفسه أردته أن يكون عصرياً، قادراً على مواكبة التغيرات في أسلوب الطرح والتفاعل مع الجمهور.
إنجازات إماراتية
ويقدم «سهيل» من خلال برنامج «سوالف سهيل» محتوى متنوعاً يناسب مختلف الفئات، ونعتمد بشكل أساسي على الفيديوهات القصيرة والتفاعل المباشر مع الجمهور، من بينها تغطية للأحداث المحلية والعالمية بأسلوب بسيط، والمعلومات العامة مثل الحقائق التاريخية والثقافية والعلمية والمبادرات المحلية، والإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في الداخل والخارج في مجالات عدة، مع استعراض لأخبار أبرز الفعاليات مثل القمة العالمية للحكومات، جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والحضور المميز في دافوس 2025، وأبرز المهرجانات الثقافية والفنية، بالإضافة إلى تقديم النصائح في مجالات الحياة اليومية مثل التكنولوجيا، الصحة، التطوير الذاتي، وقصص مستوحاة من الواقع الإماراتي، وشخصيات ملهمة، وجميعها تُقدم بطريقة مشوقة.
رمز ثقافي وشعبي
وعن هدفه من ابتكار شخصية «سهيل»، قال التميمي: أتمنى أن تصبح شخصية «سهيل» رمزاً ثقافياً وشعبياً يمكن استثماره في مجالات متعددة، مثل المنتجات الترويجية، الكتب، والألعاب التعليمية، وتسجيل «سهيل» كعلامة تجارية سيمكننا من التوسع بشكل أكبر، وضمان استدامة المشروع وحمايته قانونياً.
وأضاف: في المستقبل قد نرى «سهيل» في محتوى بتقنيات الواقع المعزز (AR)، أو حتى في بث مباشر يتفاعل فيها مع الجمهور بشكل أكثر حيوية، وهناك أيضاً خطط لتقديم محتوى صوتي «بودكاست» يكون فيه «سهيل» راوياً لقصص ومعلومات ممتعة، كما أدرس إمكانية إنتاج حلقات أطول بأسلوب السرد القصصي والرسوم المتحركة، بحيث يكون المحتوى أكثر عمقاً وجاذبية.
شخصية مؤثرة
يطمح المخرج والمنتج ناصر التميمي أن يكون «سهيل» شخصية مؤثرة تمتد خارج حدود الإمارات، ليصل إلى الجمهور العربي والعالمي، حيث يفكر في المستقبل بتقديم محتوى بلغات مختلفة، ومشاركته في مشاريع فنية أخرى مثل أفلام الرسوم المتحركة، وتغطية الفعاليات الكبرى، بحيث ينقل تجربة إماراتية مميزة إلى الجمهور العربي والعالمي.
أصعب مرحلة
وحول اختياره لاسم «سهيل» بالتحديد، أكد التميمي أن اختيار الاسم كان من أصعب المراحل، لأنه كان يبحث عن اسم يجمع بين الأصالة والبساطة، فطرح عدة أسماء، بعضها كان مستوحى من التراث الإماراتي، وبعضها كان يحمل طابعاً عصرياً، حتى وقع الاختيار على «سهيل» لأن الاسم له دلالات خاصة في الثقافة الإماراتية والعربية، فهو اسم لنجم لطالما كان علامة يهتدي بها الناس في رحلاتهم، لافتاً إلى أنه يطمح أن يكون «سهيل» أيضاً مرشداً للجمهور في تقديم المحتوى الهادف والممتع.