الطاقة المتجددة في الأردن.. إقبال متزايد يواجه تحديات
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
يتخوف أسامة الفقيه (65 عاما) من المماطلة التي سيتعرض لها إلى حين الحصول على الموافقات اللازمة لتركيب ألواح للطاقة الشمسية لمنزله عقب ما سمعه من تجارب غير مشجعة لأصدقاء له كانوا يسعون إلى توليد جزء من احتياجاتهم الكهربائية بطريقة نظيفة واقتصادية.
ويقول الفقيه -وهو متقاعد- إنه عندما تحدث أمام أصدقاء له عن أنه سيقدم طلبا لشركة الكهرباء للبدء بإجراءات تحويل كهرباء منزله المكون من 3 طوابق بالاعتماد على الطاقة الشمسية تفاجأ من تحذيراتهم من البيروقراطية والتأخير وتغيير القوانين.
ويضيف "اتصلت بالشركة للاستفسار، ولكن أخبرني الموظف أن تغييرات ستُجرى على القانون الخاص بالطاقة المتجددة، ونصحني بالانتظار إلى حين إقراره".
ويرى الفقيه أن الانتظار والتأني أفضل في الوقت الراهن حتى تتضح الصورة وتستقر التشريعات، مستغربا من أن التوجه إلى الطاقة المتجددة في الأردن ليس بجديد ولكن ما زال يواجه الكثير من التعقيدات وعدم ثبات القوانين.
بدورها، قالت المحامية كفاح بربراوي (42 عاما) إنها بدأت إجراءات التقديم لتركيب ألواح شمسية لمنزل العائلة في مزرعة جنوبي العاصمة عمّان في يونيو/حزيران الماضي، لكن تم التركيب بعد 10 أشهر.
ونقلت رويترز عن بربراوي قولها "للأسف العمل لم يكن منظما وتوجد بيروقراطية في المعاملات وتناقض بين أجوبة وردود الموظفين المسؤولين وتغير للقوانين بشكل مستمر".
لكنها تشير إلى أنه بعد كل هذه "المعاناة في الإجراءات" تم تركيب ألواح الطاقة الشمسية ولاحظ أهلها الفرق في فاتورة الكهرباء التي تراجعت لأقل من النصف بعد أن كانت تصل إلى أكثر من 100 دينار (140 دولارا).
وحسب أحدث إحصاءات لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، يعد القطاع السكني ثاني أكبر مستهلك للطاقة، إذ يمثل ما يقارب 1520 ألف طن متري من مكافئ النفط، أو 25% من الإجمالي في عام 2021.
اللجوء إلى الطاقة الشمسية خفض فواتير الكهرباء إلى النصف لدى مواطنين في الأردن (غيتي) تحدياتبدوره، ذكر مدير صندوق الطاقة المتجددة الأردني رسمي حمزة أن ارتفاع أسعار الكهرباء في الأردن وزيادة حملات التوعية جعلا المواطنين يتحولون إلى الطاقة المتجددة.
وأضاف أن ضعف استيعاب الشبكات المحلية للتحول إلى الطاقة المتجددة يعتبر من أهم التحديات التي تواجه نمو القطاع وتطوره.
وفي وقت سابق من العام الماضي، قالت الأمينة العامة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية أماني العزام إنه رغم أن إستراتيجية قطاع الطاقة الأردني المعلنة عام 2020 وضعت هدفا برفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 31% بحلول عام 2030 فإن القطاع مستمر في بذل الجهود أملا بزيادة هذه النسبة إلى 50%.
ويؤكد حمزة أن توفير برامج تمويلية بالتعاون مع شركة الكهرباء وتوفير شركات تتمتع بالكفاءة لتركيب الطاقة المتجددة المنزلية هما من الحلول المقترحة للمساعدة في التسهيل على المواطنين للإقبال على الطاقة المتجددة.
وأضاف حمزة أن العدد التقديري للمواطنين المستفيدين من تطبيق كفاءة الطاقة والاستعانة بالطاقة المتجددة وصل في نهاية العام الماضي إلى نحو 410 آلاف مواطن.
ويبلغ عدد الأسر التي تستخدم التطبيقات الذكية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة 81 ألفا و694 أسرة، والتخفيض المتوقع في استهلاك الكهرباء سيبلغ 117 ألف ميغاواط/ ساعة سنويا.
من جهته، يرى الخبير في قطاع الطاقة المتجددة حنا زغلول أن الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة -سواء كانت الحرارية، مثل السخانات الشمسية، أو الكهربائية مثل الألواح الكهروضوئية- كبير، خاصة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء أو الوقود الأحفوري.
وقال إن الإقبال من المواطنين شجع الدعم الحكومي والمتمثل ببرامج صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة الذي يمثل نافذة لأصحاب المنازل الراغبين في استخدام هذه المصادر للطاقة لتخفيض التكلفة، سواء بالدعم المباشر للمشروع أو تخفيض تكلفة الفوائد البنكية.
ويضيف زغلول أن المواطن -للأسف- يجد نفسه أمام العديد من العراقيل، سواء عراقيل لأخذ موافقات المؤسسات الحكومية أو شركات توزيع الكهرباء أو شركة نقل الكهرباء، مما يؤدي إلى تأخير الموافقات، وبالتالي العزوف عن تركيب الطاقة المتحددة المنزلية.
ويرى زغلول أن الحلول المرجوة في قطاع الطاقة المتجددة هي زيادة الدعم وتخفيف الأعباء المادية عن المنازل التي تستخدم هذا النوع من الطاقة، لأنها في النهاية تقلل استخدام الوقود الأحفوري الذي تشتريه الدولة بالعملة الصعبة.
ويؤكد على ضرورة تدريب الكفاءات المسؤولة عن التعامل مع المواطنين لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة للتسهيل عليهم وتشجيعهم على زيادة الإقبال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الطاقة المتجددة إلى الطاقة فی الأردن
إقرأ أيضاً:
نقيب المهندسين: مصر أولت اهتماما كبيرا بملف الطاقة الجديدة والمتجددة
انطلقت فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة، الذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، بحضور المهندس طارق النبراوي، نقيب مهندسي مصر ونائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، و المهندس محمود حامد عرفات، أمين عام نقابة المهندسين المصرية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، و الدكتور المهندس عادل الحديثي، أمين عام اتحاد المهندسين العرب، و الدكتور المهندس ناجي حسين المغربي، رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد.
النبراوي يقدم التحية لشعب غزةوفي مستهل كلمته بالمؤتمر، قدم المهندس طارق النبراوي التحية لشعب غزة على صموده لمدة 15 شهرًا أمام حملة الإبادة الصهيونية، مشيرًا إلى أن هذه الحملة لم يشهد التاريخ مثلها إلا في حادثتي هيروشيما اليابانية و النازية في الحرب العالمية الثانية.
مناقشة مستقبل الطاقة المتجددةكما أوضح النبراوي أن المؤتمر يجمع نخبة من العقول والخبرات العربية والدولية لمناقشة واحدة من أهم قضايا العصر: الطاقة المتجددة والمستدامة ومستقبلها، مشيرًا إلأى أن العالم يشهد تحولاً جوهريًا نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وهو تحول فرضته العديد من التحديات.
ولفت إلى أن الوقود الأحفوري، الذي اعتمد عليه العالم لعقود طويلة، يقترب من النضوب، وتتزايد أسعاره بشكل متسارع، مشددًا على الآثار البيئية السلبية التي يسببها الوقود الأحفوري، مما يجعل الحاجة إلى التحول للطاقة النظيفة ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.
نقيب المهندسين مصر تعمل على تعزيز استخدام طاقة الرياحوأوضح «النبراوي» أن مصر قد أولت اهتمامًا كبيرًا بملف الطاقة المتجددة، حيث تعمل على تسخير إمكاناتها الطبيعية لتطوير منظومة الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن السد العالي يُعد من أكبر مولدات الطاقة المتجددة في العالم، إلى جانب مشروعات أخرى مثل خزان أسوان 1 و2.
وأضاف أن مصر حققت قفزات كبيرة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، ومن أبرز المشروعات الواعدة محطة بنبان للطاقة الشمسية التي تُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ومشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الذي يُضاف إلى جهود مصر في توليد الطاقة النظيفة. وأكد أن هذه المشروعات ليست مصدرًا للطاقة فحسب، بل هي شهادة على التزام مصر بحماية البيئة ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وأشار النبراوي إلى أن مصر تعمل أيضًا على تعزيز استخدام طاقة الرياح، ولديها مشروعات طموحة على طول ساحل البحر الأحمر، الذي يُعد من أفضل المواقع عالميًا لتوليد الطاقة من الرياح.
كما أكد أن استثمارات مصر في الطاقة المتجددة لا تتوقف فقط عند تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل تشمل أيضًا تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة قادر على تصدير الطاقة النظيفة إلى جيرانها وشركائها، مضيفًا أن الطاقة المتجددة ليست مجرد خيار تقني أو اقتصادي، بل هي التزام أخلاقي وحضاري تجاه الأجيال القادمة، وتمثل وعدًا بمستقبل أنظف وأكثر عدلاً، حيث لا تكون التنمية حكراً على دول أو شعوب معينة، بل حقًا مشتركًا للبشرية جمعاء.
من جانبه، قال الدكتور المهندس عادل الحديثي، أمين عام اتحاد المهندسين العرب: "واجب علينا وقد تحقق النصر من خلال صمود أهلنا في غزة أن نقدم لهم التحية ولشهدائها ولشهداء لبنان واليمن. من الواجب الأخلاقي والديني والإنساني على الحكومات العربية، وخاصة الغنية، أن تقوم بتعويض غزة عما شهدته وتسرع في إعادة إعمارها."
وأثنى الحديثي على الجهد الذي بذلته اللجنة المنظمة للمؤتمر للخروج به بهذا الشكل المشرف للمهندسين العرب، مؤكدًا أن اختيار مناقشة قضية الطاقة المتجددة جاء في وقت يتطلب التكاتف والتعاون بين الدول العربية في هذا المجال.
وأكد أمين عام الاتحاد على أن الوطن العربي زاخر بعلمائه المهندسين الذين يجيدون الاستفادة من الثروات الطبيعية مثل الشمس والمياه والرياح، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يعد فرصة جيدة لتبادل الرؤى والأفكار، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعود بالنفع على الوطن العربي.