أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه  "لن يتم بناء الدولة طالما معسكر الممانعة بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر موجود، والدليل محاولتهم نسف الإستحقاق البلدي والإختياري بعد أن فهموا أن المزاج الشعبي لم يعد لمصلحتهم"، مشددا على أن "مسألة النازحين السوريين في لبنان هي ديموغرافية واقتصادية واجتماعية ولكنها قبل كل شيء وجودية، لذا لا تراجع في سبيل عدم انهيار لبنان".

وخلال مقابلة أجرتها معه جريدة " l'orient le jour"  اشار جعجع الى ان "قضية باسكال سليمان هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولاسيما أنه أصبح من المؤكد أن مواطنين سوريين هم من ارتكبوا الجريمة. كما اعتقل الجيش الأشخاص الخمسة المعنيين، وفي هذه المناسبة عادت القضية إلى الواجهة، لكن قبل فترة طويلة من عملية ارتكاب الجريمة، كانت مشكلة النازحين السوريين في لبنان موجودة. المسألة  ديموغرافية واقتصادية واجتماعية، لكنها قبل كل شيء وجودية. لهذا السبب خضنا هذه المعركة ولن نتراجع. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد البلد ينهار، فنحن نخاطر بأن يغرقنا الأجانب بالمعنى الحرفي، في حين أن بلدا على غرار لبنان لا يستطيع أن يتحمل ذلك". وقال:"أود أن أذكر أن ما بين 10 إلى 15 مليون سوري يعيشون في سوريا اليوم، حتى لو أن ذلك لا يحجب بأي حال من الأحوال حقيقة أن الوضع لم يكن جيدا أبدا (على الصعيد السياسي) هناك. ومن ثم يمكننا القول إن هناك منطقة آمنة لكل فئة من السوريين. على سبيل المثال، يمكن لمعارضي النظام ذوي الميول الإسلامية أن يعيشوا بشكل جيد في إدلب، في حين أن شمال البلاد يمكن أن يرحب بمعارضين أقل تطرفا،  هناك أيضا نحو 200 ألف سوري موجودون في لبنان توجهوا إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية السورية، هؤلاء يمكنهم العودة بسهولة إلى منازلهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام. كما أود التأكيد أن العودة التي نطالب بها لا تتعلق بالموجودين على القائمة السوداء للنظام السوري، علما أن من واجب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إيجاد وجهة ثالثة لأولئك من بين المليون و700 ألف سوري الموجودين في لبنان، والذين يواجهون خطرا حقيقيا، وخصوصا أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء". سئل: "بعد جريمة باسكال سليمان، ارتفع عدد الهجمات على السوريين الموجودين في لبنان بشكل خطر، وأصدرت القوات بيانا صحفيا واحدا فقط يدين هذه الإجراءات. ألا تتخوفون من أن يؤدي عدم الوعي لخطورة هذا النوع من التصرفات إلى دفع البلاد نحو انزلاقات أمنية خطرة؟".

أجاب: "لم نكتف بالبيان الصحفي الذي نشرته الدائرة الإعلامية للحزب بعد ثلاثة أيام من اغتيال سليمان، إنما عاقبنا أعضاء الحزب الذين تورطوا في هذه الهجمات التي نرفضها وندينها، كما أن القوى الأمنية تدخلت على هذا الصعيد، الأمر الذي سمح لنا بقلب هذه الصفحة، لكن علينا أيضا أن ندرك أنه حين نواجه مواقف متفجرة، لا يمكننا أن نطلب من الناس عدم الرد. في هذا الإطار، يجب علينا أن نحل المشكلة الأساسية: الوجود الكثيف للسوريين في لبنان". وأعلن اننا "نخوض معارك مختلفة، معركة عودة السوريين ومعركة المواجهة مع حزب الله. وأود أن أذكر في هذا السياق بأنه بعد مقتل إلياس حصروني  في آب الماضي، اتهمنا حزب الله مباشرة. في قضية باسكال سليمان، لا أتهم الحزب من دون أدلة، لكن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال من حجم مواجهتنا لهذا الحزب للأسباب المعروفة، بدءا من قراره الأحادي بقيادة البلاد نحو الحرب، وشل المؤسسات، وعرقلة الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت نفسه، نقود المعركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".   وردا على سؤال قال: "هذا ما يقوله التيار الوطني الحر ويريد أن يصدقه الرأي العام. ما زلت أدعم الثورة السورية على نظام بشار الأسد الدكتاتوري. لكنني أطرح سؤالا على من ينتقدنا اليوم: ماذا فعلوا في هذا الشأن وكان لديهم نحو عشرة وزراء داخل حكومة ميقاتي التي بدأ خلال ولايتها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان؟ فماذا فعلوا وكان رئيس الدولة واحدا منهم؟ يجب أن نتوقف عن تضليل اللبنانيين". وختم: "طالما أن معسكر الممانعة بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر موجود، فلن يتم بناء الدولة، والدليل على ذلك مسألة الانتخابات البلدية التي يريدون نسفها لأنهم بعد الانتخابات التشريعية في العام 2022 فهموا أن المزاج الشعبي لم يعد في صالحهم. وردا على كل ما يقال، أود أن أؤكد لكم أننا لا نريد فصل الجنوب عن باقي البلاد. ويكفي إجراء الانتخابات وتنظيمها في الجنوب بعد انتهاء الأعمال القتالية، كما حدث في انتخابات العام 1998 التي نظمت بتأخير ثلاث سنوات في الجنوب، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. في العام الماضي، لم يكن هناك عذر مقبول، لكنهم أخروا المشاورات لتجنب اختبار غير ملائم لشعبيتهم. وهذا ما قد يفعلونه اليوم بسبب التصرف المخزي للتيار الوطني الحر الذي سيشارك في الجلسة المقررة لهذا الغرض يوم الخميس بفضل اتفاق ضمني أبرم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوطنی الحر حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الشرع: نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين

قال أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، خلال مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، إن سوريا تعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين، وفقًا لقناة العربية.

الشرع: سوريا وصلت لبر الأمان فيما يخص السلم الأهلي الشرع: النظام السابق كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان


وأوضح الشرع،" النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"، وجند كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في ادلب ورغم ذلك بدأناها"، مشيرا إلى أن "معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".
وقال الشرع، "كنا على تواصل دائم مع محافظات الجنوب وفصائل السويداء شاركت في ردع العدوان".
وأضاف الشرع، "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".
وأردف، "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".

وقال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا"، مضيفا: "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".

وتابع أحمد الشرع: "أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".

واستطرد الشرع: "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع"، مردفا: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".

وأكمل: "أولوياتنا ضبط السلاح وحصره بيد الدولة.. الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لحل ملف شمال شرق سوريا..  "قسد" أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات"، مشيرا إلى أن "الدول الداعمة لقسد متوافقة على وحدة الدولة السورية وضبط السلاح بيدها".

وأضاف الرئيس الشرع: "الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير وكان ولاؤه لعائلة محددة واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين".

مقالات مشابهة

  • بو حبيب التقى نظيرته السلوفينية: نعول على دعمكم في عودة النازحين السوريين
  • وزير الخارجية القطري: الانتخابات في لبنان والتغيرات في سوريا عامل رئيسي لتحقيق السلام
  • مسألة وجودية .. بدر عبد العاطي يوجه رسالة من تركيا بشأن الأمن المائي
  • عون قلق ومنزعج من التأخير.. وغضب سنّي ومسيحي من سلام
  • ترامب: حققنا تقدما كبيرا في مسألة حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا
  • الشرع: نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • مفوضية الانتخابات:الأحزاب التي لها فصائل جهادية لها الحق المشاركة في الانتخابات
  • فنلندا: تراجع عدد طالبي اللجوء بنسبة 45% والسلطات توقف دراسة ملفات السوريين