حضور بارز لرئيس مجلس القيادة اليمني وغياب الزبيدي..ماذا يعني؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
شهدت الساحة اليمنية تصدر رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي لواجهة الأحداث وبروزا واضحا في تحركاته وأنشطته في العاصمة المؤقتة، عدن، في مقابل تراجع وخفوت حضور عضو المجلس عيدروس الزبيدي، وهو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وهو الذي سجل حضورا طاغيا كشخصية أولى في المشهد السياسي والقيادي في الفترة التي أعقبت الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي في إبريل/ نيسان العام 2022.
وسجل العليمي حضورا لافتا في الآونة الأخيرة في العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن من خلال مراسيم عيد الفطر المبارك، الذي شاركها معه عضوا المجلس الرئاسي، عبدالله العليمي وعثمان مجلي، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني. فيما غاب بقية أعضاء المجلس عيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي وفرج البحسني وطارق صالح، إضافة إلى سلطان العرادة، حاكم محافظة مأرب، الذي نظم مراسيم العيد في محافظته.
كما بات ملاحظا تغير خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والذي تجلى من خلال كلمته التي وجهها إلى اليمنيين عشية حلول عيد الفطر، إذ تضمنت تفاصيل جديدة من أبرزها الحديث عن "الشراكة الوطنية في السلطة وصناعة القرار ورسم السياسات".
كما أكد العليمي على "عدم التفريط بالمركز القانوني والسياسي للدولة العضو في الأمم المتحدة "وهو ما اعتبر رسالة موجهة إلى الانفصاليين الجنوبين الذين يمثلهم المجلس الانتقالي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله ورئيسه، عيدروس الزبيدي، عضو المجلس الرئاسي أيضا.
وقد ظهر العليمي في سلسلة حوارات ومقابلات تلفزيونية وصحفية بشكل متتال في الأسابيع الماضية، عبر كل من صحيفة "الشرق الأوسط" وقناة "الحدث" السعوديتين، وقناتي "صدى البلد" و"TEN" المصريتين، كان أهم محاورها السلام في البلاد وأزمة البحر الأحمر نتيجة الهجمات المتواصلة لجماعة الحوثي ضد سفن الشحن نصرة لغزة، كما تقول الجماعة.
وقد طرح هذا الحضور لرئيس مجلس القيادة اليمني أسئلة عدة من قبيل: هل نحن أمام استعادة "العليمي" دوره الذي تعرض للتغييب خلال الفترة الماضية؟ أم أننا أمام فترات تناوب مع الزبيدي؟
"شكليات"
في هذا السياق، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عادل الشجاع أنه لا يوجد أي بروز للعليمي بالمطلق، فظهوره الأخير في عدن أثناء صلاة العيد بدون الزبيدي، كون الأخير لم يعد يأتمر بأمر العليمي وقد تركه يؤدي صلاة العيد بمفرده وطبيعي جدا أن تلتقط الكاميرات الصور له دون عيدروس الزبيدي.
وقال الشجاع في حديث لـ"عربي21" إن ما يتعلق بالمقابلة الصحفية التي أجرتها معه قناة "TEN" فهي مقابلة مدفوعة الأجر تم استضافة الإعلاميين الثلاثة بهدف تجاوز حضور عيدروس الطاغي، لكن المقابلة لم تستطع أن تصنع من العدم شيئا لضحالة ما يملكه الرجل، ولأن القناة أيضا من القنوات الثانوية التي تعاني من مشاكل مالية سبق لها أن توقفت ثم عاودت البث مرة أخرى.
وانتقد الأكاديمي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام رئيس المجلس الرئاسي بشدة، وقال إنه "نتيجة لضعف شخصية العليمي وضحالة الأفكار التي يقدمها، جعل عبد المنعم سعيد وهو كاتب كبير يضع أسئلة طويلة بسبب الشروحات التي حاول تقديمها وتقديم بعض الإجابات في أسئلته كونه لم يحصل على الإجابات المرجوة".
وأشار: "مازال الزبيدي متصدرا للمشهد ليس بسبب قوته ولا بسبب عدالة قضيته، بل بسبب ضعف العليمي وضعف شخصيته".
وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء فإن العليمي لم يغيب دوره أحد بقدر ما أن الرجل ليس لديه مشروع يعمل لأجله.
وتابع أن "كل طموحه أن يناديه من حوله بفخامة الرئيس"، وفق قوله.
وحول خطابه عشية العيد، قال الأكاديمي الشجاع إن "العليمي يستجدي من خلاله الزبيدي ـ رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي ـ ألا يعرض به بتلك الطريقة، وأن يحافظ على الشكليات التي اعتادوا عليها وهي أن يظهر العليمي كرئيس ولا ضير من أن يقود القرار الزبيدي".
وأوضح الشجاع أن الزبيدي رفض دعوة العليمي لحضور صلاة العيد، مما أظهر الأخير غير قادر على إلزام أعضاء المجلس بالاستجابة لدعوته التي وجهها لهم لحضور صلاة العيد.
وختم حديثه قائلا : "فاقد الشيء لا يعطيه، والعليمي لن يكون أكثر مما هو عليه".
"حاجة إقليمية ودولية"
من جانبه، قال الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي إنه من الواضح أن للأمر علاقة بالمشهد الإقليمي الملتهب.
وأضاف السلامي في حديثه لـ"عربي21" :"يبدو أن الدول الفاعلة في الملف اليمني قررت إرجاء مشكلة اليمن ودفعها للهامش من خلال ضبط وكلائها في اليمن وإجبارهم على خفض سقف طموحاتهم مؤقتا، وإخفاء الانقسامات، وبما يضمن إظهار الشرعية ممثلة برشاد العليمي ككيان يتحكم بزمام الأمور، خصوصا في ظل الصراع الحاصل في البحر الأحمر وخليج عدن، وبروز الحوثيين كلاعب رئيس ووحيد في مياه اليمن".
وأرجع تراجع حضور "الزبيدي" ذلك إلى أن خطاباته وتحركاته كانت سبب الاحتقان داخل مجلس القيادة.
وتابع الباحث اليمني أن هناك حاجة إقليمية ودولية اليوم "لمجلس موحد يستطيع استيعاب ما يريده الإقليم والعالم منه، أو هكذا يعتقد اللاعبون الإقليميون والدوليون"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يتطلب انكفاء الخطاب والسلوك المتشنج في مجلس الثمانية" ( المجلس الرئاسي).
كما أكد الصحفي السلامي أن بروز العليمي وتحول خطابه لم يعد يحدث فرقا، فالمعادلة تغيرت في اليمن والمنطقة، والشرعية تجردت من كثير من أوراق القوة، وصار العالم يتحدث عن يمن الحوثي، لا عن يمن الشرعية، موضحا أن هذا بلا شك له تداعيات خطيرة على مستقبل اليمن.
وحسب المتحدث ذاته، فإن رشاد العليمي "ضعيف، ولا يملك القدرة على القيام بدور مهم"، لافتا إلى أن هذا التحول في الخطاب، والسلوك "ليس عنوانا لمرحلة جديدة، بقدر ما هو لعب في لحظة انشغال اللاعبين الإقليميين بما هو أخطر، ألا وهو تداعيات حرب غزة".
وقال إن "كل ما يحدث في اليمن حاليا مرده الحرب الإسرائيلية على غزة، وانعكاسها على أمن الخليج والبحر الأحمر وخليج عدن والملاحة الدولية".
وكان العليمي قد قال في كلمته عشية أول أيام عيد الفطر، إنه لم يكن الهدف الوحيد من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي قبل عامين "تصفية التباينات الداخلية دفعة واحدة، بل البدء بتكريس آلية فاعلة وسلمية تسمح بإدارة التباينات، وحلحلة الخلافات، وبناء التوافق وفقا للقواسم المشتركة لأبناء الوطن الواحد المنصوص عليها في إعلان نقل السلطة".
وأضاف أن مؤسسات الدولة صارت أكثر تماسكا وفاعلية رغم تكوينها الجماعي والتعددي، لتدير أزماتها وتحدياتها الداخلية بكثير من الحكمة، دون اللجوء إلى العنف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اليمنية العليمي الزبيدي اليمن الزبيدي العليمي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الرئاسی عیدروس الزبیدی مجلس القیادة رئیس المجلس صلاة العید رئیس مجلس من خلال
إقرأ أيضاً:
بغياب قادة الصف الأول.. حضور سياسي عراقي بارز في مراسم تشييع نصر الله
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم السبت (22 شباط 2025)، عن مشاركة نحو 30 شخصية سياسية عراقية تمثل قوى ونخبًا من أحزاب وتيارات مختلفة في مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في بيروت، بينما غاب قادة الصف الاول عن مراسم التشييع.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العاصمة اللبنانية بيروت شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية تدفق نحو 30 شخصية سياسية عراقية، تضم ممثلين عن قوى وتيارات شيعية وأخرى سنية، للمشاركة في مراسم التشييع التي ستُقام في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأضاف أن "حتى هذه اللحظة، لا توجد معلومات مؤكدة حول مشاركة أي من قادة الصف الأول في الإطار التنسيقي أو رؤساء الأحزاب في التشييع"، مشيرًا إلى أن "العديد من الشخصيات البارزة أرسلت من ينوب عنها لحضور المراسم، سواء كانوا قيادات سياسية على مستوى المحافظات أو مسؤولين ضمن الصف الثاني للأحزاب المعروفة".
وأوضح المصدر أن "هناك عدة أسباب تمنع القادة البارزين من المشاركة، أبرزها التعقيدات الأمنية وحساسية الأوضاع السياسية، ما قد يدفع إلى غياب أسماء مهمة عن المشهد، لكن تمثيلهم سيكون حاضرًا عبر شخصيات سياسية أخرى".
وأشار إلى "وجود حديث عن إمكانية حضور بعض النواب، إلا أن ذلك لم يتأكد حتى الآن، فيما تتجه الأنظار إلى رحلات جوية مهمة انطلقت من بغداد باتجاه بيروت خلال الساعات الماضية، والتي قد تحمل بعض المسؤولين، لكن حتى الآن، لم يصل أي من القيادات البارزة إلى العاصمة اللبنانية".
وكانت قيادة الجيش اللبناني قد طلبت حجز العسكريين في الخدمة يوم غد الأحد 23 شباط، تزامنا مع تشييع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.
كما وضعت قيادة الجيش كافة الوحدات العسكرية في حالة استنفار كامل تحسبا لأي طارئ.
هذا ونفت لجنة مراسم التشييع ما تم تداوله عن وجود بطاقات دخول، مبينة أن "البرنامج يبدأ الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت بيروت ويكون خلال البرنامج 7 فقرات، وهناك مسارات للقادمين من المناطق مع 50 موقفا للسيارات.
كما سيتم نشر شاشات لعرض المراسم في كل الطرقات ويمكن لمن يصل للباحة القريبة أن يتابع عبرها".
وختمت: "نحن في أعلى درجات الجهوزية لاستقبال الحشد المهيب في يوم 23 شباط".