بشكل سنوي يحتفل العالم في 22 نيسان باليوم العالمي للأرض حيث يبدي الأشخاص الذين يهتمون بقضية "حماية البيئة" دعمهم وإصرارهم على تسليط الضوء على أفعال وجرائم الإنسان التي ترتكب بحق الكوكب، وذلك وسط فعاليات ومهرجانات وتجمعات في أكثر من 200 دولة تقودها المنظمات العالمية غالبا، مثل "ناسا"، و"كونسيرفيشن انترناشونال"، و"إيرث داي"، حيث تصرّ هذه المنظمات على تعريف الأفراد على أهمية الحفاظ على كوكبنا من خلال تعزيز فهم القضايا البيئية المهمة، وإلزام النفس بالتقيد بهذه القيم عبر زراعة الأشجار وتنظيف جداول المياه.
ويحلّ يوم الأرض هذا العام وسط تحديات متراكمة توارثها العالم من جيل إلى جيل، لوصلنا إلى ما نحن عليه.. أزمة بيئية تفتك بكوكبنا، وتؤدي بشكل دوريّ إلى تغيّر واضح وملموس بنوعية البيئة التي نعيش فيها، فضلاً عن الآثار الكارثية التي ارتدت على النظام البيئي وأدت إلى العديد من الخسائر، أبرزها التغير المناخي، التغير البيئي، فقدان الغطاء النباتي والحيواني، وصولاً إلى فقدان المعدل الطبيعي للتنوع داخل البيئة، والذي يتضاعف بشكل متواصل.. وقد أشار أهم العلماء والباحثين إلى أنّ يوم الأرض بات كفرصة لتقييم وضعنا في معركة من أجل العيش بشكل مستدام على هذا الكوكب.
وتحذّر الأمم المتحدة بشكل دائم من خطورة الجرائم المرتكبة بحق البيئة، لدرجة اعتبار أن تغير المناخ هو من التهديدات الكبرى للسلام والأمن الدوليين. فبسببه سيحتدم التنافس على الموارد، مثل الأراضي والغذاء والمياه، الأمر الذي يؤجج التوترات الاجتماعية والاقتصادية ويؤدي بصورة متزايدة إلى النزوح الجماعي للسكان.
بالتوازي، تؤكّد الأمم المتحدة، إن الكوارث المتصلة بحالات المناخ والطقس كانت دائما جزءا من نظام كوكبنا الأرضي. غير أن هذه الكوارث باتت أكثر تواترا وشدة بالموازاة مع احترار العالم. ولم تبق أي قارة في منأى عن هذه الكوارث، حيث صارت موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير بكل أنواعها تنشر الدمار في كل أنحاء العالم، وآخرها ما حصل في دبي وعمان، وما يحصل اليوم في السودان. وتُصنف اليوم 90 في المئة من الكوارث باعتبارها كوارث ذات صلة بالطقس والمناخ، وهي تكلف الاقتصاد العالمي 520 بليون دولار كل عام، بينما ينحدر من جراء ذلك ٢٦ مليون شخص في هوة الفقر.
لبنانيا، يحلّ يوم الأرض على الجنوب الذي يرزح تحت جرائم العدو الإسرائيلي بنغصة وغصة.. فمن البشر إلى الشجر، أباد العدو الأراضي الزراعية بالفوسفوري، السلاح المحرّم دوليًا، والذي أكّدت منظمات عالمية غير حكومية استخدامه على أرض الجنوب.
وقال وزير الزراعة عباس الحاج حسن أن "اعتداءات الكيان الإسرائيلي لا تقتصر على الخسائر البشرية التي لا تعوّض على الإطلاق، فإن القصف الإسرائيلي ألحق أضرارا بالغة في القطاع الزراعي تضرر من خلاله ما لا يقل عن 6000 هكتار من الأراضي الزراعية بشكل مباشر و2000 بشكل كامل. كما قضى على 60 ألف شجرة زيتون بعضها معمر بلغ 300 سنة، وأشجار حمضيات وموز ولوزيات وأشجار مثمرة وغير مثمرة ومساحات شاسعة من الدونمات قضي عليها بالكامل".
والأمر نفسه حصل عام 2006، إنّما على نطاق أكثر خطورة إذ استهدف العدو الاسرائيلي صهاريج التخزين في محطة الطاقة الحرارية في منطقة الجية، حيث تسرب ما يزيد عن 15 ألف متر مكعب، إنتشرت في مياه البحر مكوّنةً بقعة نفطية بلغت كثافتها 40 سم، وامتدت بعمق البحر مسافة تصل إلى 30 كلم، فقتلت الحياة البحرية ولوثت الشاطئ والمياه.
وعليه، مع تراكم الجرائم عالميًا، باتت أزمات الكوكب الطبيعية والمناخية أمرا لا يمكن إنكاره، إلا أن الوقت لم يفت لإصلاح ما خرّب، وذلك عبر تحولات أساسية في المجتمع من كل النواحي كاستغلال الأرض، وتكثيف حملات الزرع، والاستفادة من التطور من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والنظيفة التي من شأنها لوحدها أن تساهم بمعالجة أكثر من 70 في المئة من الانبعاثات القاتلة والضارة، والتي تساهم بزيادة منسوب التلوث.
مواجهة الواقع
خلال يوم أمس، كان لافتًا انتشار تجمعات شبابية من قبل جمعيات محلية قامت بمشاريع طوال النهار حاولت من خلالها زرع الأشجار على اختلاف أنواعها في مختلف المناطق، وهذا يشير إلى تحمّل جيل الشباب واستيعابه لمسؤوليته في مواجهة التطرف المناخي.
بالتوازي، أعلن وزير الزراعة إطلاق مشروع "مكان كل شجرة زيتون أحرقها الكيان الإسرائيلي سنزرع 10 شجرات"، إضافة إلى أن التوجه في موضوع التصدير ستعطى الأولوية فيه للمنتج الجنوبي للقول لأهلنا في الجنوب أن ما يعزز صمودهم هو أيضا تسهيل وتصريف منتجاتهم بشكل أن يكون أولوية لهذا القطاع عن باقي المنتجات في سائر المناطق اللبنانية.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية
قال مصدر عسكري أوكراني، إن أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية.
عملية عسكرية جديدة
بدأت روسيا، عملية عسكرية جديدة في إقليم دونباس على الحدود الروسية الأوكرانية، واستهدفت البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية لأوكرانيا بـ "أسلحة عالية الدقة".
وقال حرس الحدود الأوكراني، إن الحدود الأوكرانية تعرضت لهجوم روسي من روسيا وروسيا البيضاء وشبه جزيرة القرم.
هجمات باستخدام مدفعية وعتاد ثقيل
وأضاف حرس الحدود الأوكراني، أن وحدات ودوريات الحدود ونقاط التفتيش تعرضت لهجمات باستخدام مدفعية وعتاد ثقيل وأسلحة صغيرة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مجلس الأمن القومي اعتراف بلاده الفوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانيسك عن أوكرانيا، ودعا البرلمان الروسي إلى التصديق على القرار.