الموافقة على الاستثمار في 4 محميات طبيعية.. والثديات البرية الكبيرة تمثل 38% من الأنواع المهددة بالانقراض في عُمان
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
◄ "البيئة" تعكف على إعداد خطة إدارية للمحميات تستهدف الحفاظ على التنوع الأحيائي
◄ الفرص الاستثمارية تتضمن إنشاء مراكز للزوار ونزلًا بيئية
◄ تسجيل 17 نوعًا من الطيور البرية في محمية الظاهرة الطبيعية
◄ انتشار ملحوظ للضب العُماني في الظاهرة.. ورصد للوعل والغزال العربي
◄ واحة البريمي الطبيعية تقع في 3 محافظات.
. وتضم أنظمة بيئية مختلفة
◄ 80 نوعًا من النباتات و17 من الطيور وبعض أنواع الزواحف في محمية واحة البريمي الطبيعية
الرؤية- ريم الحامدية
كشف المهندس سليمان الأخزمي مدير عام المديرية العامة لصون البيئة أن الهيئة أصدرت موافقات على الاستثمار في 4 محميات طبيعية، وأنه من المقرر التوقيع على هذه الاتفاقيات قريبًا.
وقال الأخزمي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن من بين هذه المحميات: محمية الجبل الأخضر، ومحمية أضواء النجوم في الجبل الغربي، ومحمية خور المغسيل بظفار، ومحمية الديمانيات، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المحميات في طور دراسة طرحها للاستثمار وسيُعلن عنها قريبًا.
وعقدت هيئة البيئة أمس الأحد مؤتمرًا صحفيًا لتسليط الضوء على المراسيم السلطانية الصادرة مؤخرًا وتتعلق بإنشاء 3 محميات جديدة وهي: محمية الجبل الغربي، ومحمية الظاهرة الطبيعية، ومحمية واحة البريمي الطبيعية؛ ليرتفع عدد المحميات الطبيعية في سلطنة عُمان إلى 30 محمية طبيعية، على مساحة تقارب 15 ألف كيلومتر مربع، وأن الهيئة تطمح لزيادة مساحة المحميات الطبيعية إلى 54 ألف كليومتر مربع. وأوضحت الهيئة أن هذه المراسيم السلطانية تعزز من أهمية المحميات ودورها في حماية الحياة الفطرية الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض، إلى جانب الحفاظ على مكوناتها وتنوع تضاريسها وتشكيلاتها الجيولوجية الثرية؛ سواءً البرية منها أو البحرية، مُشكِّلةً توازنًا طبيعيًا للمنطقة وحمايةً للمعالم الطبيعية التي بدأت تدريجيًا في الاندثار، علاوة على أنها تُسهم في تعزيز السياحة البيئية.
وذكر الأخزمي أن صدور المراسيم السلطانية بإنشاء المحميات الثلاثة تحمل في جنباتها العديد من التجمعات السكانية؛ وذلك لقربها من ضفاف الأودية، وأن هذه المحميات تتكون من تنوع إحيائي ثري في كونها مناطق ذات أهمية بيئية وأهمية سياحية، موضحًا أن الإعلان عن المحميات يستهدف الحفاظ على التنوع الأحيائي الفريد.
وأضاف الأخزمي أن المحميات تنطوي على جوانب اقتصادية أخرى؛ كالاستثمارات البيئية السياحية في العديد من المحميات، مشيرًا إلى أن المحمية ليست مجرد قطعة أرض محمية؛ بل هي محمية قابلة للاستثمار والتنمية.
وأوضح مدير عام المديرية العامة لصون البيئة أن الخطوة المقبلة للهيئة تتمثل في إعداد خطة إدارية للمحميات؛ والتي من خلالها سيبدأ العمل على كيفية الحفاظ على التنوع الموجود والاحتياجات الفعلية للمحمية، وستكون بالشراكة المجتمعية مع مكاتب السعادة المحافظين والولاة لكي يتم التعريف بهذه الخطة على كافة القطاعات؛ حيث تعد شراكة مجتمعية بيئية في الحفاظ على المحميات، وستكون هناك فرص استثمارية قريبة، بحيث لا تأخذ منحنى آخر غير الذي خطط له بحيث أن الاستثمار لا يطغى على الجانب البيئي ويكون هناك توزان بين الاستثمار السياحي البيئي والحفاظ على ما تزخر به المحمية من تنوع إحيائي فريد.
وخلال المؤتمر الصحفي، كشف سالم بن نصير الربيعي مدير دائرة المحميات الطبيعية بهيئة البيئة عن تفاصيل المحميات الطبيعية الثلاثة الجديدة، والتي تقع في شمال سلطنة عُمان، وتغطي هذه المحميات جزءًا مهمًا من جبال الحجر الغربي وتشمل محافظات شمال الباطنة والبريمي والظاهرة، مما يعزز جهود الحفاظ على البيئة ويسهم في الأهداف الاستراتيجية للسلطنة. وأضاف أن المحميات الجديدة تشمل تضاريس البيئة الجبلية وبها تنوع فريد يضم أنواعًا نباتية وحيوانية مختلفة، على رأسها الوعل العربي والغزال العربي، إضافة إلى تنوع كبير في الطيور البرية، وتضمن تلك الحماية استمرارية هذه الأنواع وحمايتها من الانقراض، وجاءت تفاصيل الأنواع الحية المهددة بالانقراض في تلك المحميات كالتالي: الثدييات البرية الكبيرة (Mammals) = 38%، الطيور (Birds)=7%، الزواحف (Reptile)= 17%، النباتات (Plants)= 6%، والحفاظ على الموارد المائية والأراضي: الأنشطة البشرية مثل الزراعة والرعي تخضع لقيود بيئية صارمة داخل المحميات لضمان عدم إضرارها بالتنوع الاحيائي والموارد الطبيعية.
وأوضح أن من شأن هذه الإجراءات أن تساهم في الحفاظ على الأودية والمناطق المائية التي تعتبر حيوية للثروة الحيوانية والحياة البرية؛ حيث إن مساحة المحميات البرية في سلطنة عمان شهدت ارتفاعًا وصل إلى 4.8% بعد أن كانت 3.7% من إجمالي المساحة الوطنية، كما تساهم جبال الحجر الغربي في توفير المياه للأودية والزراعة، وتعد من أهم مصادر المياه الجوفية في محافظات شمال الباطنة والبريمي والظاهرة، وكونت حاجزًا طبيعيًا ذو أثر بيئي كبير يحافظ على نمط الحياة الرعوية وتوفير مواطن للحياة البرية المحلية.
وبيّن الربيعي أن هذه المحميات تساهم في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال السياحة البيئية؛ حيث تجد في هذه المحميات بيئة غنية بالمعالم الطبيعية والجيولوجية تجذب الزوار؛ مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل في المناطق المحيطة. وأكد الربيعي أنه بعد الانتهاء من إعداد خطط الادارة للمحميات الطبيعية الثلاثة، سيتم تطوير فرص استثمارية بها وفق ما هو معمول به حاليًا على أن تشمل مراكزَ للزوار ونُزلًا بيئية.
وأشار كذلك إلى أن المحميات تساهم في التعليم والبحث العلمي؛ إذ إن المحميات توفر فرصًا للبحث العلمي والدراسات البيئية؛ حيث يُمكِن للباحثين والطلاب دراسة النظم الإيكولوجية والعمليات الطبيعية، وتسهم في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع الاحيائي، وذلك بالتنسيق مع الجامعات والكليات بالمحافظات الثلاثة. وأوضح أن المحميات تساعد في التخفيف من التغير المناخي، من خلال حماية الاشجار والمساحات الخضراء داخل المحميات التي تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزين الكربون، مما يعزز جهود التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخ، حيث تسعى سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2050.
يُشار إلى أن محمية الجبل الغربي الطبيعية تقع في شمال سلطنة عُمان بين محافظتي شمال الباطنة والبريمي، وهي عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة يفصلها من الجنوب وادي الجزي ومن الشمال وادي رجمي، وتبلغ مساحتها قرابة 485 كم2. وتتميز المحمية بتنوع أحيائي واسع، حيث رصد فيها 58 نوعًا نباتيا منها الشوع والعسبق والحبن والهندبوب، و5 أنواع من الثديات حيث أثبتت الدراسات الميدانية البيئية وجود الوعل العربي (الطهر)، وأنواع متعددة من الزواحف، بالإضافة إلى تسجيل 13 نوعًا من الطيور المهاجرة والمستوطنة منها الحجل الرملي وحمام الجبل.
أما محمية الظاهرة الطبيعية فتقع في محافظة الظاهرة، وتحديدًا ضمن السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب وادي الفتح بولاية ينقل وحتى منطقة المازم شمال غرب ولاية عبري؛ حيث تعتبر منطقة المازم من المواقع الهامة لطائر الحبارى أثناء هجرته في موسم الشتاء، وتبلغ مساحة المحمية أكثر من 860 كم2.وتمتاز المحمية بوجود السلسلة الجبلية التي تقطعها بعض الأودية الرئيسية بالمحافظة والتي تتجه إلى الجنوب الغربي لتصب في صحراء الربع الخالي وأشارت هيئة البيئة إلى أن المسوحات الميدانية أثبتت تسجيل أكثر من 70 نوعًا من النباتات البرية، أبرزها الغاف والراك والسلم والسدر، وأنواع من الثديات الكبيرة فقد رصد الوعل العربي (الطهر) والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والأرنب البري والقط البري، كما تم تسجيل 17 نوعًا من الطيور البرية، إضافة إلى انتشار الضب العُماني بشكل ملحوظ.
أما محمية واحة البريمي الطبيعية فتقع في 3 محافظات وهي: محافظة البريمي، ومحافظة شمال الباطنة، ومحافظة الظاهرة، وبالتحديد ضمن السلسة الجبلية من شمال الشوعية بولاية عبري بمحافظة الظاهرة تحدها قرية العقير بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشرق وقريتي الخد وخضراء المكاتيم بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشمال وحتى وادي صاع بولاية البريمي بمحافظة البريمي من الشمال الغربي. وتضم المحمية أنظمة بيئية مختلفة وتنوعًا أحيائيًا حيوانيًا ونباتيًا غنيًا؛ حيث سُجِّل 80 نوعًا من النباتات، و17 نوعًا من الطيور، ورصد بعض أنواع الزواحف، بالإضافة لرصد الوعل العربي (الطهر) والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والثعلب الأحمر. كما يطلق السكان المحليون على هذه المنطقة بحصن الوعل نظرًا لوعورتها وارتفاعها وتضم في جنباتها مجموعة مُهمة من الوعل العربي المهدد بشدة لخطر الانقراض.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ظهور "زبد البحر" بشواطئ محمية رأس محمد
ظهرت ظاهرة "زبد البحر" على بعض المناطق المتفرقة بشواطئ محمية رأس محمد التابعة لمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، دون أن تؤثر على حركة السياحة البحرية.
وقال مصدر بمحمية رأس محمد ، إن هذه الظاهرة طبيعية، وتحدث كثيرًا على فترات متقطعة، وتظهر الرغاوي بكثرة نتيجة التيارات البحرية والأمواج المرتفعة التي تعمل على زيادة الريم الذي يتجمع في منطقة تلاقي الماء مع رمال الشواطئ.
وأكد المصدر، أن زبد البحر الذي ظهر اليوم على شاطئ المحمية نتج عن عملية المد التي يتعرض لها البحر، إضافة إلى تكوين الدوامات والتيارات البحرية الشديدة مع الأمواج التي تسهم في ظهور فقاعات، وتتجمع الفقاعات التي لم تذوب على الشواطئ، مشيرًا إلى أنه هذه الظاهرة لم تؤثر بشكل سلبي على الحياة البحرية، وطبيعة المحمية الخالية من أي تلوث.
وأوضح أن المحمية تستقبل السائحين من مختلف جنسيات العام، وجميعهم قاموا برحلاتهم البحرية داخل البحر لممارسة رياضة الغوص.
جدير بالذكر، أن زَبَد البحر أو رغوة البحر ظاهرة تحدث في كافة البحار، نتيجة امتزاج شديد لما تحمله مياه البحر من شوائب، ومواد عضوية، وأملاح ونباتات ميتة، وأسماك متعفنة، مما يؤدي لتشكل رغوة خفيفة جداً، ولكنها تمتد أحيانًا لمسافة خمسين كيلو مترًا.