هل يجوز صيام «الستة من شوال» في شهر ذي القعدة؟.. شرط وحيد
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
بدأ المسلمون في جميع أنحاء العالم، منذ ثاني أيام عيد الفطر، صيام ستة أيام من شهر شوال، المعروفة باسم «الستة البيض»، إذ يُعدّ صيام هذه الأيام من الأعمال الصالحة المُستحَبَّة التي تتبع صيام رمضان المبارك، اقتداءً بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، وبذلك يكون المسلم قد صام 36 يومًا، والحسنة بعشر أمثالها، أي ما يعادل 360 حسنة، وهو عدد أيام السنة.
وما يشغل بال الكثيرين هو حكم صيام الستة أيام من شوال، هل يجب صيامها متتالية أو يمكن توزيعها على مدار الشهر، إذ أوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أنّه لا حرج في تفريق صيام الستة أيام، إذ يجوز للمسلم صيامها على مدار شهر شوال، سواء في أيام الاثنين والخميس أو في الأيام البيض (13 و14 و15 من الشهر).
وأضافت دار الإفتاء أنّه يُفضل صيامها متتالية بعد عيد الفطر مباشرة، ويستحب صيامها في أول شوال بعد يوم العيد وحتى لو تم تفريقها أو تأخيرها، يبقى صيامها مُجزئًا، لأن فضل هذه السنة شاملًا للصيام المتتابع والمُفرق.
وطرح البعض سؤالًا حول جواز صيام الستة البيض بعد انقضاء شهر شوال، وهو ما أجاب عنه الشيخ عمر عبد المغيث، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين في حديثه لـ«الوطن»، موضحًا أنّ صيام الستة البيض سنة مؤكدة، الأصل فيها صيام ستة أيام من شهر شوال، واستند في ذلك إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، موضحًا أنّ صيام الستة البيض يبدأ من ثاني أيام عيد الفطر.
صيام الستة البيض في ذي القعدةأما تأجيل الستة البيض بعد انقضاء شهر شوال، وصيامهم في شهر ذي القعدة، أجازه إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين ولكن بشرط وحيد، وهو أن يكون المسلم قد اعتاد صيامها بشكل منتظم كل عام، ولكنه تعرض لعذر قهري منعه من صيامها في شوال، مثل السفر أو المرض أو عذر شرعي للمرأة يمنعها من الصيام، مثل الحيض أو النفاس، وفي هذه الحالة، أباحت الشريعة الإسلامية للمسلم قضاء صيام الستة في ذي القعدة لكن يشترط أن يكون قد اعتاد صيامها كل عام.
وبهذا الرأي ذهب بعض العلماء من المذهب الشافعي بأنّه يجوز قضاء صيام ستة أيام شوال في شهر ذي القعدة لمن فاته صيامها في شهرها، ويستندون في ذلك إلى عدم تقييد قضاء هذه الأيام بوقت محدد، وعموم الأدلة الواردة في قضاء الفوائت.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صيام الستة البيض بعد شوال صيام الستة البيض الستة البيض الستة من شوال صیام الستة البیض ذی القعدة شهر شوال أیام من فی شهر
إقرأ أيضاً:
3 حالات يجوز للزوجة فيها الامتناع عن طاعة زوجها
أوضح الدكتور محمد طنطاوي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مفهوم القوامة التي منحها الله تعالى للرجل في قوله: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ"، مشيرًا إلى أن القوامة تعني أن الرجل هو المسؤول عن شؤون المرأة في إطار من الرفق والرعاية، وليست تسلّطًا أو قهرًا.
3 حالات يجوز للزوجة فيها الامتناع عن طاعة زوجها
وفي لقاء له عبر برنامج "صباح الخير يا مصر" الذي يُبث على القناة الأولى والفضائية المصرية، أكد طنطاوي أن القوامة لا تعني السيطرة أو التعنت، بل هي مسؤولية من الرجل تتمثل في القيام على حقوق زوجته، والتي تشمل العناية بها وحمايتها وتلبية احتياجاتها. وفي المقابل، من واجب الزوجة طاعة زوجها بما يتماشى مع هذه المسؤولية.
وكشف أمين الفتوى عن ثلاث حالات يجوز للزوجة فيها الامتناع عن طاعة زوجها. أولًا، إذا أمرها الزوج بمعصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأضاف أنه لا يجوز للزوجة طاعة زوجها إذا كان يأمرها بشيء يخالف شرع الله.
ثانيًا، إذا كان الزوج يقصر في أداء حقوقه المقررة من النفقة مثل المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتعليم، في هذه الحالة، تكون الزوجة غير ملزمة بطاعته في هذه الأمور. لكنه شدد على أنه إذا كان تقصيره خارجًا عن إرادته، فمن الأفضل أن تقف بجانبه وتسانده.
أما الحالة الثالثة، فهي عندما يكلف الزوج زوجته بما يفوق طاقتها، حيث أن الله تعالى قال: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها"، وبالتالي من حق الزوجة أن ترفض طاعة الزوج إذا كان التكليف فوق قدرتها.
وأكد طنطاوي في ختام حديثه أن الطاعة بين الزوجين يجب أن تكون فيما يرضي الله ولا يتعارض مع أوامره، مشددًا على أن الزوجة يمكنها الامتناع عن الطاعة إذا كانت غير قادرة على تنفيذ أمر الزوج أو إذا كان الأمر يخالف شرع الله.
طاعة الزوجة لزوجها في الإسلاموكانت وضحت دار الإفتاء في بيان لها أنه يجب على المرأة طاعة زوجها في المعروف، وفي حال امتنعت عن ذلك وأصبحت ناشزًا، تسقط نفقتها، كما ورد في قوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34].
وقد ورد في الأحاديث النبوية ما يحث المرأة على طاعة زوجها، كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا» وهو حديث حسن غريب. وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللّهُ لَهُمْ صَلَاةً، وَلَا يَرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ حَسَنَةً: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَوَالِيهِ فَيَضَعَ يَدَهُ فِي أَيْدِيهِمْ، وَالْمَرْأَةُ السَّاخِطُ عَلَيْهَا زَوْجُهَا حَتَّى يَرْضَى، وَالسَّكْرَانُ حَتَّى يَصْحُوَ» رواه الطبراني وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما.
د. محمد الطنطاوي