عربي21:
2025-04-27@23:29:57 GMT

إيران وإسرائيل… ضربات حفظ ماء الوجه

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

بعد الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى مدينة أصفهان الإيرانية يوم الجمعة 19 أبريل الجاري، بدا أن التوتر بين طرفي النزاع يسير باتجاه تهدئة محسوبة، وكما يعلم المراقب للصراع في منطقة الشرق الأوسط أن التصعيد الأخير ابتدأ بقصف إسرائيلي لمجمع السفارة الإيرانية في دمشق، في عملية عسكرية أدت إلى مقتل مجموعة من الخبراء العسكريين الإيرانيين، بينهم واحد من أبرز جنرلات فيلق القدس الإيراني هو الجنرال محمد رضا زاهدي مع ستة ضباط آخرين، الأمر الذي دفع طهران للتخطيط للرد من أراضيها وتوجيه ضربة لإسرائيل تعادل بتأثيرها وصداها اغتيال قيادات عسكرية إيرانية بارزة.



اللافت في الأزمة الأخيرة تضارب الأخبار في تغطية الأحداث بشكل غير مسبوق مع غياب الطرف المحايد، الذي يمكن أن ينقل صورة أقرب لحقيقة الحدث. فكل طرف من طرفي الصراع أخذ يصرح بأن صواريخه أصابت أهدافها وأوقعت خسائر كبيرة في العدو، وينفي وقوع أي خسائر تسببت بها صواريخ العدو. الأمر الذي دفع المراقبين لتوصيف الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل بأنها كانت عبارة عن ضربات «للحفاظ على ماء الوجه».

التصعيد الإعلامي بين الطرفين كان ذا سقف عال، والتهديدات التي تسربت للإعلام كانت مرعبة بالنسبة لدول الشرق الأوسط، لكن يبدو أن هنالك تعاملا دوليا سعى للتهدئة، وعمل على صفقات تم تمريرها من تحت الطاولة بين طرفي النزاع، حتى وصلنا إلى النتائج التي تلت الضربة الإسرائيلية الأخيرة، والهدوء الذي ساد الموقف بعدها. بعد الضربة المدوية لمجمع السفارة الإيرانية في دمشق، كان الشارع في طهران، والأنصار في مدن الحلفاء في بغداد ودمشق وبيروت وغزة وصنعاء، متلهفين لرد إيراني يوازي الحدث، ويرد الاعتبار لإيران وحلفائها في»محور المقاومة»، لكن تسريبات الوكالات ذهبت باتجاه آخر وتحدثت عن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى سلطنة عمان حاملا رسائل تطمين لواشنطن، إذ نقلت وكالة رويترز عن مصادر إيرانية القول؛ إن «وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارته لسلطنة عمان، التي كثيرا ما توسطت بين طهران وواشنطن». وأضافت رويترز «أن عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، كذلك إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل». وأحجم متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على أي رسائل من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة، نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة.

وصلت ضربات «حفظ ماء الوجه» إلى نقطة يمكن أن يتوقف التصعيد الحالي بها، وقد أكدت ذلك عدة اطراف وسيطة تلقت إسرائيل الضربة الإيرانية، لنشهد طوفانا من الأخبار المتضاربة حول الحدث، فمندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني صرح في مؤتمر صحافي عقب الضربة، بأن «رد بلاده كان ضروريا ودقيقا ونفذناه بعناية لتقليل احتمال التصعيد ومنع أذى المدنيين»، واتهم إسرائيل بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة باعتدائها على القنصلية الإيرانية في دمشق. وأضاف إرفاني أن «أولوية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دعم إسرائيل بغض النظر عن العواقب». بينما صرحت القنوات الإعلامية الموالية والمقربة لطهران بأن مئات المسيرات والصواريخ أصابت أهدافها في إسرائيل وكبدت العدو خسائر مادية كبيرة. بينما كانت الجهات الإسرائيلية الرسمية والقنوات الإعلامية المقربة منها، تشير إلى تكاثف جهود إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا والأردن في إسقاط 99% من المقذوفات الإيرانية، وتمت الاشارة إلى أن إيران أطلقت 320 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي وكروز، إلا أن 7 صواريخ باليستية فقط تمكنت من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، مسببة خسائر محدودة، حسبما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي شكر عدة دول على مساعدته في احتواء الضربة الإيرانية.

أما الخبراء العسكريون فقد قرأوا الضربة الإيرانية بشكل مختلف، إذ كتب العقيد ظافر مراد واصفا الهجوم الإيراني بالقول: «قامت إيران بالرد بهجوم كثيف وغير مسبوق بالمسيرات والصواريخ، وهذا الهجوم، وإن لم يتسبب بخسائر فعلية، إلا أنه وجَّه رسالة مفادها، أن عشرات أضعاف هذا النموذج من الهجمات، كان ممكنا أن يتم، وليس فقط من الأراضي الإيرانية، بل من محيط إسرائيل القريب في لبنان وسوريا، حيث يمكن إغراق الأراضي الإسرائيلية بمئات المقذوفات والصواريخ والطائرات الانتحارية، ويصبح عندها من المستحيل خلال الوقت القصير والكثافة الهائلة أن ينجح الدفاع الجوي في صد هذه الهجمات».


تصاعدت الأزمة، وتحدث مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي عن الرد الإسرائيلي الذي سيكون عنيفا بما يكفي لردع إيران التي تجرأت للمرة الأولى على ضرب الداخل الإسرائيلي، ومع التدخلات الدولية لم يعرف أحد نوايا حكومة نتنياهو وحدود «حفظ ماء الوجه» عندها. وجاء الرد الإسرائيلي بعد أيام من الضربة الإيرانية (فجر الجمعة 19 أبريل الجاري) ، وتم اختيار مدينة أصفهان الإيرانية التي تضم منشآت نووية مهمة، لكن الآراء تضاربت حول طبيعة الهجوم الإسرائيلي الأخير، ولم تعلن جهة إسرائيلية رسمية وسيلة الضربة الإسرائيلية هل كانت بمسيرات أم بصواريخ، أم تم الاعتماد على عناصر داخل إيران لتنفيذ تفجيرات أصفهان، ليبقى اللافت في الأمر أن الهجوم الإسرائيلي هذه المرة لم يوقع خسائر بشرية، وكذلك الخسائر المادية كانت طفيفة.

دخل المراقبون في دوامة تصريحات إعلامية، وتصريحات مضادة لها مرة أخرى، إذ جاءت التصريحات الإيرانية مخففة من تأثير الحدث، فقد نقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة؛ «لا تقارير عن هجوم من الخارج وقع في إيران». وذكرت وكالة «فارس» الرسمية أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا وقوع ثلاثة انفجارات قرب قاعدة عسكرية في قهجاورستان الواقعة بين أصفهان ومطارها في وسط البلاد. لكن مصادر إيرانية رسمية صرحت بإسقاط ثلاث مُسيّرات وأنه «ليس هناك هجوم صاروخي في الوقت الحالي» على البلاد. من جانبها، التزمت إسرائيل الصمت بعد وقوع الهجوم على أصفهان، ورفض جيش الاحتلال التعليق على الأمر، كما طلبت الخارجية الإسرائيلية من سفاراتها في دول العالم الامتناع عن التعليق على الهجوم. بيد أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قالت إن تقديرات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن «الهجوم على إيران» انتهى، لكن إسرائيل ستبقى في حالة تأهب عال. وعند هذه النقطة، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعليقها على الضربة الإسرائيلية، تطمينات بخصوص عدم وقوع ضرر بالمواقع النووية الإيرانية في أصفهان. كذلك أكدت إيران فور وقوع الهجوم أنه لم يتم استهداف منشآتها النووية، لكن محللين عسكريين قرأوا الضربة الإسرائيلية بأنها رسالة إسرائيلية إلى الجانب الإيراني مفادها، أن منشآتكم النووية في مرمى ضرباتنا، وبإمكاننا تدميرها في الوقت الذي نحدده.


هنا وصلت ضربات «حفظ ماء الوجه» إلى نقطة يمكن أن يتوقف التصعيد الحالي بها، وقد أكدت ذلك عدة اطراف وسيطة، إذ نفت إيران رسميا تعرضها لهجوم جوي مباشر، وأنها لا تسعى للرد على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان، وقد أبلغت روسيا إسرائيل بفحوى هذه الرسالة، فيما تحرك العديد من الدول لحث طهران على الاكتفاء بهذه الجولة. ونقلت وكالة فرانس برس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله؛ إن «روسيا أبلغت إسرائيل أن إيران لا تريد تصعيدا»، وقال لافروف في تصريحات لوسائل إعلام روسية، إنه خلال الاتصالات الأخيرة مع الممثلين الإسرائيليين نقلت روسيا إليهم موقف إيران ومفاده، أن طهران لا تريد مزيدا من التصعيد. كما قال: «لقد تم التأكيد بشكل واضح للغاية خلال هذه المباحثات أن إيران لا تريد التصعيد، وأبلغنا الإسرائيليين بذلك».

في قراءة الوضع بعد الضربات المتبادلة علقت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية بالقول؛ إن «التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مدينة أصفهان، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة»، وأضافت الصحيفة أن «التفاعل الإيراني مع الضربة الإسرائيلية يدل على نجاح المساعي الدبلوماسية الدولية التي دعت إلى تجنب حرب شاملة في المنطقة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل». ليتبقى من كل التصعيد الذي شهدته المنطقة الأسابيع الماضية، كم كبير من الاشارات ورسائل القوة، التي تم تبادلها بين طرفي الصراع والتي يمكن أن ترسم حدود خرائط جديدة وقواعد اشتباك مختلفة للصراع المقبل.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية الاحتلال إيران فلسطين الاحتلال مقالات مقالات مقالات صحافة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضربة الإسرائیلیة الهجوم الإسرائیلی الضربة الإیرانیة حفظ ماء الوجه الإیرانیة فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟

أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بإصابة قائد "لواء القدس" -لواء 16- بجيش الاحتلال الإسرائيلي بجراح خطيرة، خلال الاشتباكات مع المقاومة في حي الشجاعية بغزة أمس.

اقرأ ايضاًكسر السيف.. كيف أوقعت القسام كتيبة إسرائيلية كمين محكم؟

من جانبه، نشر "الجيش الإسرائيلي" تفاصيل التحقيق الأولي حول المعركة في حي الشجاعية التي قُتل فيها ضابط الجيش عيدو فولوخ ومقاتل وحدة المستعربين نيتع يتسحاك كاهانا، يوم أمس الجمعة.

وقالت إذاعة الجيش التفاصيل إن قوة من لواء الاحتياط 16، خرجت لغارة هجومية على بُعد حوالي 1.5 كيلومتر من السياج الحدودي، حيث نفذت عمليات تمشيط ثم بقيت في الميدان لتنفيذ كمين بواسطة مقاتلي وحدة اليماس (وحدة المستعربين).

وعلى حد وصفها قالت إن "خلية مسلحة" (في إشارة إلى عناصر القسام) وصلت إلى موقع الكمين واشتبكت مع مقاتلي اليماس داخل مبنى في الشجاعية، وقتل أحد عناصر الوحدة بالاشتباك.

وبعد أن "بدأت عملية الإنقاذ مباشرة، تطلّبت استدعاء قوات إضافية إلى المكان لإخراج المقاتلين من الكمين".

وبحسب الإذاعة، فقد "استمر القتال لإنقاذهم ساعتين كاملتين، وخلالهما أطلقت خلايا حماس النار 5 مرات على الأقل نحو قوات الإنقاذ".

تم إطلاق 3 صواريخ، صاروخ مضاد للدروع على آلية عسكرية ما أسفر عن إصابة جندي بجروح متوسطة، ولاحقًا، أُطلق صاروخان مضادان للدروع على دبابة من كتيبة 46، لكن لم تقع إصابات.

وأشارت إلى أنه وبعد ساعة تقريبا من الاشتباك الأول، أُطلق صاروخ مضاد للدروع على دبابة أخرى من كتيبة 46، حيث أصاب الهدف، مما أدى إلى مقتل ضابط من الكتيبة وإصابة جندي آخر بجروح.

وختم التحقيق بالقول، إنه وبعد "حوالي نصف ساعة تم إطلاق صاروخ آخر مضاد للدروع على القوة، وبدأ المسلحون بإطلاق نيران الأسلحة الخفيفة، مما أسفر عن إصابة جنديين آخرين".

اقرأ ايضاًأول فلسطينيي الداخل ينال أعلى منصب في السلطة.. من هو حسين الشيخ؟

وفي سياق متصل، كشفت القناة الـ14 الإسرائيلية أن هناك غضبا بين كبار الضباط في الجيش، ونقلت عنهم قولهم إنه "يجب اتخاذ قرار، إما تدمير غزة أو الخروج منها، دماء جنودنا ليست رخيصة".

 

المصدر: الجزيرة+ وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟ أول فلسطينيي الداخل ينال أعلى منصب في السلطة.. من هو حسين الشيخ؟ محادثات واشنطن وطهران استمرت 9 ساعات ودعوة لجولة رابعة وجبة عشاء مجربة قبل النوم تنزل وزنك 15 كيلو بالشهر حماس تنشر مقطع قنص 4 جنود وضباط إسرائيليين في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • تفاصيل كمين حي الشجاعية برواية الجيش الإسرائيلي.. ما الذي حصل؟
  • وزارة الخارجية: المملكة تعرب عن صادق تعازيها ومواساتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية جراء الانفجار الذي وقع في ميناء بمدينة بندر عباس في جنوب إيران
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة
  • مئات المصابين في انفجار يهز “بندر عباس” الإيرانية.. وإسرائيل تنفي علاقتها
  • ‏"معاريف" الإسرائيلية نقلًا عن مسؤولين عسكريين: لا علاقة للجيش الإسرائيلي بالانفجار الذي وقع في إيران
  • ماذا قال ترامب عن احتمالية خوض حرب ضد إيران.. والتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
  • النائب العام يزور مستشفى الشرطة عطبرة للوقوف علي أحوال ضحايا الهجوم الغادر الذي نفذته المليشيا
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • مفاوضات نووية ومواجهات سياسية.. إيران وإسرائيل ترسمان الخطوط الحمراء