فشل مؤتمر حزب الاستقلال في مراكش.. ورفع شعار "ارحل" في وجه ميارة (+فيديو)
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
حالة من الفوضى وجد فيها نفسه النعم ميارة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عندما كان يحاول تأطير مؤتمر انتدابي في إقليم مراكش، مستقدما معيته، عبد اللطيف أبدوح الذي يعاني من تراجع حاد في شعبيته داخل الحزب بسبب قضاياه في المحاكم.
ميارة حل بمقر الحزب في مراكش، الأحد، حيث كان من المفروض أن يبدأ أعضاؤه باختيار المنتدبين للمؤتمر المقرر نهاية هذا الشهر.
كان واضحا من البداية أن هذا الاجتماع لم يكن سيكتب له أن ينعقد في ظروف طبيعية. فميارة بمجرد وصوله إلى مقر الحزب، صعد إلى منصة مسؤولي الحزب المكلفين بالتأطير بمعية أبدوح. هذه الشخصية المثيرة للجدل في الحزب، كما في مراكش، كانت موضوع اتفاق مسبق على صعيد جهة مراكش يهدف إلى إبعاده عن المشاركة في تأطير الاجتماعات الانتدابية للمؤتمر. إلا أن ميارة ضرب ذلك عرض الحائط في اجتماعات سابقة في أقاليم أخرى بالجهة، وحاول أخيرا فرض أبدوح على اجتماع إقليم مراكش.
كما بينت لقطات الفيديو المنتشرة للاجتماع، فقد تسبب ذلك في فوضى عارمة، وتوقف اللقاء.
في مسعى منه إلى استكمال اللقاء رغم ما حدث، نقل ميارة هذا الاجتماع إلى مقر الاتحاد العام للشغالين، أي إلى مقر النقابة التي يرأسها. ويقع هذا المقر قبالة مقر الحزب. بسرعة، انتقلت الفوضى من مقر الحزب إلى مقر النقابة. ساهمت أخطاء إضافية في تصعيد الموقف أكثر. فاجتماع اختيار المندوبين للمؤتمر، وفق قوانين الحزب، يشارك فيه من جانب النقابة التابعة له، مكتبها الإقليمي فقط بصفته هذه.. إلا أن ميارة وافق على أن تشارك فروع نقابته جميعا في إقليم مراكش في هذا الاجتماع. سيؤدي ذلك إلى نشوب صدامات بين الأعضاء الحاضرين.
في نهاية المطاف، لم يعقد الاجتماع، لا في مقر الحزب ولا في مقر نقابته. غادر ميارة ملاحقا بشعار « ارحل »، كما كان الحال عندما بدأت الفوضى في مقر الحزب فالنقابة. شكلت هذه المشاهد نكسة لهذا الرجل الساعي إلى تثبيت قدميه في قيادة الحزب بعد مشاركته لسنتين على الأقل، في أزمة الأجنحة التي سادت، ونالت من مقدرات الحزب.
يعاني حزب الاستقلال من مشاكل عدة في صفوفه مع قرب موعد مؤتمره. وهذا ليس أول اجتماع داخلي لانتخاب مؤتمرين تحدث فيه فوضى وصدامات، قد تكون مؤشرا على ما يمكن توقع حدوثه في المؤتمر.
شاهد:
https://www.facebook.com/share/v/8NBNoCi6GLeZJ8wL/?mibextid=oFDknk
كلمات دلالية أحزاب الاستقلال المغرب مؤتمر ميارة نقابات
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب الاستقلال المغرب مؤتمر ميارة نقابات هذا الاجتماع مقر الحزب إلى مقر
إقرأ أيضاً:
الاستقلال الأوروبي ضرورة حتمية
ترجمة : بدر بن خميس الظفري -
أحد أكثر الأحداث تحديًا لأوروبا هذا العام هو عودة دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. فقد وصفت مجلة الإيكونوميست، في توقعاتها لعام 2025، هذا الحدث بأنه «لحظة صادمة». ومن منظور أوروبي، فإن الوضع يبدو خطيرًا بالفعل. إن موقف ترامب أقوى من أي وقت مضى، إذ يتمتع الحزب الجمهوري بأغلبية في كلا مجلسي الكونجرس، كما أن ترامب فاز أيضًا بالتصويت الشعبي، إذ صوّت له عدد من الأمريكيين أكثر من أي مرشح آخر. أما أوروبا، فيبدو أنها في موقف ضعيف، فقد تفكك الائتلاف الحاكم في ألمانيا نهاية عام 2024، ومن المقرر إجراء الانتخابات في فبراير، وسيستغرق تشكيل حكومة جديدة أسابيع، إن لم يكن شهورًا. وفي فرنسا، تولى أربعة رؤساء وزراء السلطة في عام 2024، ولم يتمكن أي من الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة من تحقيق أغلبية في البرلمان. وفي النمسا، هناك مستشار مؤقت فقط، بينما تواجه حكومة إسبانيا حالة من الضعف الشديد.
هذا الوضع يمنح قوة إضافية لرئيسة المفوضية الأوروبية المنتخبة من جديد، أورسولا فون دير لاين، التي تبدو مستعدة لاغتنام الفرصة. ولكن بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن سلطتها محدودة للغاية في مجالات السياسة الخارجية والأمن والدفاع.
كما أن الاقتصاد الأوروبي ليس في حالة جيدة. فمن بين أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5% في عام 2024، والاقتصاد الأمريكي بنسبة حوالي 3%، بينما نما اقتصاد الاتحاد الأوروبي بنسبة حوالي 1% فقط.
لذا، فإن أوروبا ليست في وضع جيد للتعامل مع رئيس أمريكي يفاجئنا باستمرار بتصريحات غير مدروسة. ويناقش المحللون حول ما إذا كان يجب أخذ تصريحاته بجدية أو لا. وما يعنيه هذا بالنسبة للتعريفات الجمركية على السلع الأوروبية، أو المطالب بزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل دول الناتو الأوروبية، أو حل الأزمة الأوكرانية في «يوم واحد» أو «ستة أشهر»، كل ذلك غير واضح.
حتى وقت قريب، كان هناك نقاش يدور بشكل دائم بين صانعي القرار في أوروبا حول كيفية التعامل مع ترامب. لذلك، فإن الوقت قد حان للنظر في كيفية إدارة أوروبا لعلاقاتها مع بقية العالم، وخاصة مع الصين، في وقت تزداد فيه التحديات في العلاقة عبر الأطلسي.
حاليًّا، يبدو أن هناك ثلاث مدارس فكرية رئيسية. فالسياسيون، خاصة في الدول الأوروبية الكبرى، لديهم أملٌ أنه من خلال الحجج القوية والمجاملات الشخصية، يمكنهم إقناع ترامب بأن مشاركتهم في الناتو تصب في مصلحة الولايات المتحدة، وأن فرض التعريفات ضد الشركاء الأوروبيين أمر غير سديد. هذا الرأي شائع في ألمانيا، التي تخلت، على عكس المملكة المتحدة وفرنسا، عن الأسلحة النووية. وفي وقت أدلى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات لا تستبعد استخدام هذه الأسلحة، تعتمد ألمانيا بشكل خاص على المظلة النووية الأمريكية.
على النقيض من ذلك، يبدو أن بعض الحكومات الأوروبية، مثل المجر وسلوفاكيا، وربما قريبًا النمسا، تعتقد أنه إذا ما ابتعدت واشنطن عن أوروبا، فإن هناك حاجة إلى بنية أمنية دولية أكثر قومية وصديقة لروسيا.
حتى الآن، هناك عدد قليل يدعو إلى حل ثالث، وهو الاستقلال الأكبر للدبلوماسية الأوروبية الذي طال انتظاره.
قبل إعادة انتخاب ترامب، كان كثيرون في أوروبا يعتقدون أن رئاسته الأولى كانت مجرد استثناء عابر. ولكن الآن، يبدو أن الولايات المتحدة تتبع بقوة مسار «أمريكا أولاً» المستدام، الذي انقطع لفترة وجيزة خلال إدارة جو بايدن.
سياسات هذا المسار تعود إلى الواجهة من جديد، وتهدف إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي الكبير مع الاتحاد الأوروبي بشكل عدائي، وهو موقف غير مريح بشكل خاص لألمانيا، التي تمتلك الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا كبيرًا معها. لذلك، من مصلحة ألمانيا قيادة الطريق نحو سياسة أوروبية أكثر استقلالية.
لن تسعى هذه السياسة إلى إيجاد توازن متساوٍ بين واشنطن وبكين، لكنها ستعتمد بشكل أكبر على توقعات الصين وأقل على القرارات الفردية من واشنطن.
الرئيس الجديد للحكومة الألمانية، المتوقع أن يكون فريدريش ميرتس، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، سيولي العلاقة عبر الأطلسي أهمية كبيرة. ولكن على المستوى الاقتصادي، من المحتمل أن يصغي ميرتس إلى قطاع الأعمال الألماني.
يمكن أن تشكل علاقة أقرب بين ألمانيا والصين مصلحة مشتركة لكلا الطرفين، وهما مستفيدان كبيران من سياسات العولمة.
يمكن للشركات الألمانية والصينية أن تقود الجهود لتعزيز العولمة والتجارة الحرة وتوسيع التبادل الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي والصين والجنوب العالمي.
ولفغانغ روهر عضو سابق في الخارجية الألمانية، وأستاذ استشاري في جامعة تونجي، وباحث زائر في مركز الدراسات الثقافية للعلوم والتكنولوجيا في جامعة برلين التقنية.