يمانيون – متابعات
بعد انسحاب ثلاث فرقاطات أُورُوبية (فرنسية ودنماركية وبلجيكية) من البحر الأحمر؛ بسَببِ صعوبة مواجهة الهجمات اليمنية المساندة لغزة والتي تستهدفُ السفنَ بالعدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا، أعلنت ألمانيا السبت، سحب فرقاطتها “هيسن” من المنطقة لاستبدالها، على وَقْعِ اعترافاتٍ بأن المواجهة مع اليمن هي أخطر مواجهة بحرية منذ عقود.

هذا الأمر الذي يجدد التأكيد على عجز واشنطن عن مواكبة أَو عرقلة مسار العمليات اليمنية، من خلال توريط الدول الأُورُوبية لعسكرة المياه الدولية، كما يضع هذه الدول أمام مصداقية تحذيرات القيادة اليمنية وتأكيداتها على ضرورة سحب قِطَعِها الحربية من البحر وعدم الانجرار وراء التضليل الأمريكي.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (دي بي أيه) فقد أعلن الجيش الألماني إنهاء مهمة السفينة الحربية “هيسن” ومغادرتها البحرَ الأحمر في وقت مبكر من صباح السبت، وذلك بعد قرابة شهرَينِ من نشرها.

وتم نشر السفينة “هيسن” في البحر الأحمر في 23 فبراير الماضي، وذلك في إطار استجابة ألمانيا للمساعي الأمريكية لعسكرة المياه الدولية والتحشيد ضد اليمن؛ على أمل وقف الهجمات البحرية التي تستهدف السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا، حَيثُ تسعى واشنطن العاجزةُ عن تحقيق أي إنجاز في مواجهة اليمن إلى توريط دول أُورُوبا وافتعال مشكلة دولية؛ لمضاعفة الضغوط على صنعاء، لكن بدون نتيجة.

وقد ارتكبت الفرقاطة الألمانية “هيسن” خطأ عملياتيًّا فاضحًا بعد أَيَّـام من نشرها، حَيثُ اشتبكت مع طائرة أمريكية بدون طيار كانت تحلق في البحر الأحمر، ظنًّا منها أنها طائرة مسيَّرة يمنية؛ وهو ما كشف عن ارتباك وتخبط، كما كشف عن غيابِ التنسيق بين القوات الغربية.

وبحسب الوكالة الألمانية فقد شهدت مهمة الفرقاطة هيسن “تقديم إسعافات لجندي من دولة شريكة” في إشارة إلى وقوع إصابات بين جنود القطع الحربية الغربية؛ نتيجة العمليات البحرية اليمنية.

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، قوله: إن “هذه أخطر عملية بحرية منذ عقود”.

ويأتي سحب الفرقاطة الألمانية بعد إعلان كُـلٍّ من فرنسا والدنمارك سحب فرقاطتين؛ بسَببِ خطورة المواجهة مع الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية السريعة والفتاكة وصعوبة التصدي لها، كما تراجعت بلجيكا عن نشر فرقاطة تابعة لها بعد فشلها في اختبار تدريبي للتصدي لطائرة مسيرة؛ وهو ما يؤكّـد أن الهجمات اليمنية قد سلطت الضوء على قصور كبير في القدرات البحرية الغربية.

وكانت بريطانيا قد لجأت سابقًا إلى استبدالِ السفينة الحربية “دايموند” بالسفينة “ريتشموند” وذلك بعد تعرض الأولى لعدة هجمات بطائرات مسيرة يمنية، ولأغراض التزود بالذخائر ثم العودة؛ وهو ما كشف عن عجز كبير لدى البحرية البريطانية في مواكبة العمليات اليمنية، فضلًا عن التصدي لها؛ الأمر الذي يعني أنَّ السفن البريطانية ليست حصينة وليست قادرة على خوض مواجهة بحرية مُستمرّة، وهو ما ينطبق على الفرقاطات الأُورُوبية التي تم سحبها.

وكان العديد من قادة وضباط السفن الحربية البريطانية والأمريكية قد أدلوا خلال الفترة الماضية بتصريحات أكّـدوا فيها العجز عن التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، كما أكّـدوا أن هجمات اليمن تزداد فتكًا ودقة وكثافة مع مرور الوقت، مقرين بأن ما يحدث يمثل أكبرَ تحدٍّ بحري منذ الحرب العالمية الثانية.

وكشف وزير البحرية الأمريكي الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة استنفدت ذخائر بقيمة مليار دولار في مواجهة العمليات اليمنية؛ وهو ما يعتبر خسارة كبيرة بالنظر إلى استمرار نجاح اليمن في فرض معادلة حظر مرور السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا.

وعلى ضوء هذه الحقائق، جدد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس الماضي، دعوته للدول الأُورُوبية إلى سحب سفنها الحربية من البحر الأحمر، وأكّـد أن ازدحام القطع الحربية في المياه الدولية هو ما يؤثر على حركة الملاحة، وأن السفن الأُورُوبية تستطيع العبور بأمان من المنطقة طالما أنها لا تتجه نحو الكيان الصهيوني.

ويأتي موقف ألمانيا المساند لأمريكا في البحر الأحمر في سياق مساندتها الفاضحة والبارزة للكيان الصهيوني؛ وهو ما يدفعها نحو استبدال الفرقاطة “هيسن” بأُخرى، برغم ثبوت العجز عن مواجهة العمليات اليمنية وخطورتها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات الیمنیة البحر الأحمر من البحر وهو ما

إقرأ أيضاً:

تقرير بريطاني: لا يمكن تجاهلَ تأثير عمليات البحر الأحمر على حركة الشحن البريطانية

يمانيون – متابعات
أكّـد تقريرٌ بريطانيٌّ جديدٌ استمرارَ تأثير العمليات البحرية اليمنية على حركة التجارة البريطانية، من خلال ارتفاع أسعار الشحن وتأخير وصولِ البضائع التي تحملُها السفن المرتبطة بالمملكة المتحدة، والتي تتجنب عبور البحر الأحمر؛ لتجنب استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية؛ رَدًّا على مشاركة بريطانيا في العدوان على اليمن.

ونشر موقع “سي نيوز” البريطاني، الاثنين، تقريرًا جاء فيه أن “مسافاتِ نقل البضائع زادت بمعدل 9 %؛ بسَببِ اضطرار السفن إلى الدوران حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب طريقِ البحر الأحمر، وقد أَدَّى هذا إلى زيادة أوقات العبور، فضلًا عن الحاجة إلى المزيدِ من السفن لنقل نفسِ الكمية من البضائع”.

وأضاف: “نتيجةً لزيادة أوقات العبور والحاجة إلى سفن إضافية، انخفض أَيْـضًا عددُ السفن المتاحة لنقل البضائع بشكل كبير” مُشيرًا إلى أن “شركات النقل والشركات التجارية تتعرض لتكاليفَ متزايدة، وتغطِّي هذه التكاليف الوقتَ الإضافيَّ والوقودَ والمواردَ اللازمة لإتمام رحلة ممتدة”.

ونقل التقريرُ عن أندرو تومسون، الرئيسِ التنفيذي لمجموعة “كليفلاند” التي تقدِّمُ أوسعَ مجموعة من الحاويات في المملكة المتحدة، قوله: “من الصعب تجاهُلُ التأثير المُستمرّ لأزمة البحر الأحمر على عمليات الشحن لدينا”.

وأضاف: “بسببِ الهجمات الرهيبة المُستمرّة، تتصرَّفُ خطوطُ الشحن بناءً على مخاوفها الأمنية المتزايدة وتستمرُّ في إعادة توجيهِها كإجراء احترازي، ونتوقَّعُ تأخيرًا لمدة تتراوحُ بين أسبوعين وثلاثة أسابيع في تسليم الحاويات إلى المملكة المتحدة؛ مما يخلُقُ تأثيرًا سلبيًّا على عملائنا”.

ونقل التقريرُ أَيْـضًا عن شركة “إنفيرتو” الاستشارية، أن “تجارَ التجزئة في جميع أنحاء المملكة المتحدة اضطرُّوا بالفعل إلى تغيير استراتيجيات الشراء الخَاصَّة بهم بشكل كبير في الفترة التي سبقت فترةَ التداول في عيد الميلاد”.

وقال باتريك ليبيرهوف، مديرُ الشركة: إن “هذا يفرِضُ ضغوطًا على تُجَّارِ التجزئة أنفسِهم، حَيثُ يقومون بتخزين المزيد من المخزون في وقتٍ مبكر، وقد لا تتوفر لديهم مساحةُ تخزين كافية لذلك. وبدلًا عن ذلك، سيحتاجُ تُجَّارُ التجزئة إلى البحثِ عن مساحة تخزين احتياطية قصيرة الأَجَلِ، وهو ما قد يكونُ مكلفًا للغاية” وَفْقًا لما نقل التقرير.

مقالات مشابهة

  • تقرير بريطاني: لا يمكن تجاهلَ تأثير عمليات البحر الأحمر على حركة الشحن البريطانية
  • المبعوث الأمريكي: قيادتنا قلقلة بشأن عزم الحوثيين توجيه ضربة للسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر
  • انسحاب المدمرة الإيطالية ‘أندريا دوريا’ من البحر الأحمر
  • اتحاد ألماني يؤكد وصول رسائل تهديد إلكترونية من الحوثيين لشركات السفن
  • توتر في البحر الأحمر.. سقوط صاروخ قرب سفينة بحرية جنوب عدن
  • انسحاب مدمرة إيطالية من البحر الأحمر
  • انسحاب المدمرة الإيطالية “أندريا دوريا” يعمّق أزمة عملية “أسبيدس” الأوروبية في البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: الضرباتُ اليمنية على السفن الحربية تزعزعُ شعورَ أمريكا الزائف بالأمن
  • البحرية البريطانية: هجوم صاروخي جديد في البحر الأحمر
  • هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن