صحيفة البلاد:
2024-09-09@08:57:17 GMT

النافذة التي لم تحجب الضوء والأدب

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

النافذة التي لم تحجب الضوء والأدب

خلال الفترة الماضية انتقلت من غرفة بنافذة واحدة إلى أخرى بنافذتين، وكوني أحب النهار جدًا، فهذا يعني جرعة مضاعفة من الضوء الذي يغطي مساحة غرفتي كاملة ما يغنيني عن استخدام الانارة الكهربائية، لكن ورغم ذلك ومنذ الليلة الأولى لم أشعر بالانتماء أو الاستقرار، بالإضافة لشعوري المتواصل بالنفور منها، ورغم محاولاتي تقبلها ،إلا أن الشعور بات يغلبني حتى أصبحت لا أدخلها إلا للنوم وإيجاد الاعذار المتواصلة للهرب منها، كيف لا وهي تطل على أماكن مغلقه تتمثل في عمارتين تحجبان عني رؤية الحياة، بعكس السابقة التي كانت الحياة تحضر إلي من خلال الزجاج، فكيف سيكون الحال في الأيام الممطرة والغائمة! أي أني خرجت من مساحة السماء إلى حجر ثعبان بأربعة جدران ملونة بالرمادي الحزين.

لكن مع ذلك عرفت أنه يجب عليّ أن اتقبل هذا الأمر، وإلا سأكون عالقة في رأسي حتى وقت غير معلوم، لذلك أول ما قررت فعله -وهذا ليس من جانب تطوير الذات لأني ضد هذا العلم- هو التحدث عما أشعر به للمقربين مني، حتى أصل لحل يكون بمثابة القارب الذي يمنعني من الغرق في كآبة منظر الزجاج، وكان ما صبوت إليه وفعلته، حين أيقنت أن الحواجز التي تحجب الضوء كانت بداخلي، وأن علي أن أجد نافذتي عندما قيلت لي ما قاله جبران: “جميعنا سجناء لكن بعضنا في سجون ذات نوافذ وبعضنا في سجون بدون نوافذ”، وقتها تذكرت ما قرأته من الأدب والنوافذ فيه وربطته بحالتي، فبدأت بالوقوع في حب غرفتي وتزيينها أكثر بما يناسب مزاجي المحب للروايات، ففي الأدب تكون النوافذ كدلائل رمزية ترتبط بالشعور بمساحات ما ننظر إليه ،فيشعرنا هذا بالتحرُّر والهروب من واقع الحياة والتفكير فيها، بل كذلك بالأمل، ففي رواية “صوت الموسيقى” ذكرت البطلة: أنه حينما يغلق باب، فإن الله يفتح في مكان ما نافذة، فيما كانت إيما بوفاري بطلة رواية “مدام بوفاري” للكاتب غوستاف فلوبير ، كانت ترى أن النوافذ وسيلتها للهرب من زواجها الممل والذي لا تشعر فيه بالسعادة، بالإضافة للمشهد العالمي لنافذة روميو وجولييت لشكسبير، رمز أشواقهم رغم الخلافات العائلية، حين كان يقف روميو تحت نافذة جولييت وتبادلان الأحاديث والأغنيات.

لهذا قبل كتابة المقال، قمت بتغيير أجزاء من غرفتي، بدلت أماكن بعض الأثاث، رتبت الكتب بكل الحب، وضعت على نافذتي ملصقات تشعرني بالحياة، وقررت أن أكسر كل ما يحجب عني ضوء النهار، حتى لو كانت عمارة فإنها لن تخفي السماء.

@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أمل الحياة وأمل البقاء

دقات عقارب الساعة لاتتوقف كما هو حالنا نتنفس بعمق ؛ تغرب الشمس وغدا في نفس موعدها حاضره تشرق ؛ هكذا هي حياتنا نبضات من الوقت لاتهدأ وسكنات في جوانب سواد الليل يصدأ .. تنتظر شروق الأمل وخبر سار يغير حالنا يبدل نفسيتنا تنشط ذاكرتنا في دهاليز الحياة الباردة.

طفلتي .. بدأت خطواتها في الصفوف الأولى مشوار طويل بكل أحداثه وشقواته سوف تتجسد في أروقة الدراسة زادا من العلم يسد جهلها وينمي فكرها وينقي مداركها.

الروتين القاتل .. هاهو ينهش أوقاتنا كالطيور المهاجرة في داخلها تبحث عن أجنحتها المتهالكه بعدما تساقط ريشها وبعثرته ريحها سينمو من جديد أملا في روحها.

أحب وطني .. دارنا الكبير بكل شوارعه وبكل مبانيه وبكل رمل وحجر تخطو أقدامنا عليه وتنمو نباتاتنا وتزهر أجيالنا تستنشق الأمل القادم بتفائل وطمأنينه .. الوطن هو كنز لا يقدر بثمن.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يكشف هوية منفذ عملية معبر الكرامة.. تعرف إليه (صورة)
  • أسباب الحريق الهائل في ناقلة نفط كانت في طريقها إلى عدن
  • عالم الشاشات: ثقبٌ أسود يسحب أطفالكم إليه فانتبهوا!
  • الاستخبارات الأمريكية تكشف ما وصلت إليه الصفقة الجديدة لوقف الحرب في غزة
  • الجينات والحظ.. كشف سر الحياة لأكثر من 100 عام
  • أمل الحياة وأمل البقاء
  • نخر الأنف بالأصبع تسبب هذا المرض الذي يعاني منه الكثيرون.. دراسة جديدة تكشف آخر ما توصل إليه العلماء
  • افتح النافذة ليلاً.. طريقة بسيطة للوقاية من الالتهابات الموسمية
  • الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1
  • كتشنر التي كانت تعاكسنا أغرقه الله في بحر الشمال يا خينا: كيف اساء كتشنر إعداد معركة سومي (1916) (1-2)