النافذة التي لم تحجب الضوء والأدب
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
خلال الفترة الماضية انتقلت من غرفة بنافذة واحدة إلى أخرى بنافذتين، وكوني أحب النهار جدًا، فهذا يعني جرعة مضاعفة من الضوء الذي يغطي مساحة غرفتي كاملة ما يغنيني عن استخدام الانارة الكهربائية، لكن ورغم ذلك ومنذ الليلة الأولى لم أشعر بالانتماء أو الاستقرار، بالإضافة لشعوري المتواصل بالنفور منها، ورغم محاولاتي تقبلها ،إلا أن الشعور بات يغلبني حتى أصبحت لا أدخلها إلا للنوم وإيجاد الاعذار المتواصلة للهرب منها، كيف لا وهي تطل على أماكن مغلقه تتمثل في عمارتين تحجبان عني رؤية الحياة، بعكس السابقة التي كانت الحياة تحضر إلي من خلال الزجاج، فكيف سيكون الحال في الأيام الممطرة والغائمة! أي أني خرجت من مساحة السماء إلى حجر ثعبان بأربعة جدران ملونة بالرمادي الحزين.
لكن مع ذلك عرفت أنه يجب عليّ أن اتقبل هذا الأمر، وإلا سأكون عالقة في رأسي حتى وقت غير معلوم، لذلك أول ما قررت فعله -وهذا ليس من جانب تطوير الذات لأني ضد هذا العلم- هو التحدث عما أشعر به للمقربين مني، حتى أصل لحل يكون بمثابة القارب الذي يمنعني من الغرق في كآبة منظر الزجاج، وكان ما صبوت إليه وفعلته، حين أيقنت أن الحواجز التي تحجب الضوء كانت بداخلي، وأن علي أن أجد نافذتي عندما قيلت لي ما قاله جبران: “جميعنا سجناء لكن بعضنا في سجون ذات نوافذ وبعضنا في سجون بدون نوافذ”، وقتها تذكرت ما قرأته من الأدب والنوافذ فيه وربطته بحالتي، فبدأت بالوقوع في حب غرفتي وتزيينها أكثر بما يناسب مزاجي المحب للروايات، ففي الأدب تكون النوافذ كدلائل رمزية ترتبط بالشعور بمساحات ما ننظر إليه ،فيشعرنا هذا بالتحرُّر والهروب من واقع الحياة والتفكير فيها، بل كذلك بالأمل، ففي رواية “صوت الموسيقى” ذكرت البطلة: أنه حينما يغلق باب، فإن الله يفتح في مكان ما نافذة، فيما كانت إيما بوفاري بطلة رواية “مدام بوفاري” للكاتب غوستاف فلوبير ، كانت ترى أن النوافذ وسيلتها للهرب من زواجها الممل والذي لا تشعر فيه بالسعادة، بالإضافة للمشهد العالمي لنافذة روميو وجولييت لشكسبير، رمز أشواقهم رغم الخلافات العائلية، حين كان يقف روميو تحت نافذة جولييت وتبادلان الأحاديث والأغنيات.
لهذا قبل كتابة المقال، قمت بتغيير أجزاء من غرفتي، بدلت أماكن بعض الأثاث، رتبت الكتب بكل الحب، وضعت على نافذتي ملصقات تشعرني بالحياة، وقررت أن أكسر كل ما يحجب عني ضوء النهار، حتى لو كانت عمارة فإنها لن تخفي السماء.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ناقد فني: «المتحدة» تسلط الضوء على معركة الوعي في الأعمال الدرامية دائمًا
قال الناقد الفني علي الكشوطي، إن الدراما المصرية على مدار سنوات طويلة تُعد سفيرة للفن المصري في الوطن العربي، مشيرًا إلى أن عام 2024 شهد توليفة كبيرة من الأعمال المتميزة، سواء المستوحاة من التاريخ أو المرتبطة بالقضايا التي يعاني منها المجتمع، مثل القضية الفلسطينية التي تناولها مسلسل «مليحة».
وأضاف الكشوطي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «صباح جديد» عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مسلسل «مليحة» كان أحد الأعمال الدرامية المتميزة في عام 2024، إذ عرّف الوطن العربي أجمع بما يحدث على أرض الواقع في القضية الفلسطينية، وأبرز معاناة الإنسان الفلسطيني.
وتابع الناقد الفني أن مسلسل «الحشاشين» كان عملًا استثنائيًا بكل المقاييس وأحد أهم الأعمال التي قُدمت في دراما رمضان 2024، موضحًا أن أهمية المسلسل لا تكمن فقط في كونه مستوحى من التاريخ، بل أيضًا في تميزه بربطه بالواقع الذي نعيشه، حيث إن فكرة «حسن الصباح» وطائفته المتطرفة لا تزال مستمرة بأسماء وأشكال مختلفة.
وأشار إلى أن مسلسل «الحشاشين» استهدف توعية المجتمع والشعب المصري بأن التاريخ يعيد نفسه، ولذلك يجب التعلم منه ومواجهة الأفكار المتطرفة التي ما زال الوطن العربي يعاني منها حتى الآن.
وأكد: «تيتا زوزو كان واحدًا من أهم الأعمال التي تناولت فكرة الذكاء الاصطناعي (AI)، وناقشت تفاصيله وكيفية التعامل معه، وحجم التطور التكنولوجي الذي يواجه العالم»، مشيرًا إلى أن الدراما المصرية تضم أفكارًا متميزة ومتنوعة وجديدة.. فعلى سبيل المثال، ناقش مسلسل «بدون سابق إنذار» قضية مختلفة وجديدة عن الأعمال السائدة التي قُدمت خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تسلط الضوء باستمرار على معركة الوعي، من خلال تقديم أعمال مثل «مليحة»، و«رسالة الإمام»، و«الحشاشين»، و«الاختيار» بأجزائه المختلفة، وغيرها من الأعمال الدرامية. وأوضح أن هذه المعركة ما زالت مستمرة، وحرب تزييف التاريخ والحقائق متواصلة، ولذلك يجب مكافحتها بتقديم أعمال تعزز الوعي لدى المشاهدين.