صحيفة البلاد:
2025-03-13@10:07:01 GMT

النافذة التي لم تحجب الضوء والأدب

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

النافذة التي لم تحجب الضوء والأدب

خلال الفترة الماضية انتقلت من غرفة بنافذة واحدة إلى أخرى بنافذتين، وكوني أحب النهار جدًا، فهذا يعني جرعة مضاعفة من الضوء الذي يغطي مساحة غرفتي كاملة ما يغنيني عن استخدام الانارة الكهربائية، لكن ورغم ذلك ومنذ الليلة الأولى لم أشعر بالانتماء أو الاستقرار، بالإضافة لشعوري المتواصل بالنفور منها، ورغم محاولاتي تقبلها ،إلا أن الشعور بات يغلبني حتى أصبحت لا أدخلها إلا للنوم وإيجاد الاعذار المتواصلة للهرب منها، كيف لا وهي تطل على أماكن مغلقه تتمثل في عمارتين تحجبان عني رؤية الحياة، بعكس السابقة التي كانت الحياة تحضر إلي من خلال الزجاج، فكيف سيكون الحال في الأيام الممطرة والغائمة! أي أني خرجت من مساحة السماء إلى حجر ثعبان بأربعة جدران ملونة بالرمادي الحزين.

لكن مع ذلك عرفت أنه يجب عليّ أن اتقبل هذا الأمر، وإلا سأكون عالقة في رأسي حتى وقت غير معلوم، لذلك أول ما قررت فعله -وهذا ليس من جانب تطوير الذات لأني ضد هذا العلم- هو التحدث عما أشعر به للمقربين مني، حتى أصل لحل يكون بمثابة القارب الذي يمنعني من الغرق في كآبة منظر الزجاج، وكان ما صبوت إليه وفعلته، حين أيقنت أن الحواجز التي تحجب الضوء كانت بداخلي، وأن علي أن أجد نافذتي عندما قيلت لي ما قاله جبران: “جميعنا سجناء لكن بعضنا في سجون ذات نوافذ وبعضنا في سجون بدون نوافذ”، وقتها تذكرت ما قرأته من الأدب والنوافذ فيه وربطته بحالتي، فبدأت بالوقوع في حب غرفتي وتزيينها أكثر بما يناسب مزاجي المحب للروايات، ففي الأدب تكون النوافذ كدلائل رمزية ترتبط بالشعور بمساحات ما ننظر إليه ،فيشعرنا هذا بالتحرُّر والهروب من واقع الحياة والتفكير فيها، بل كذلك بالأمل، ففي رواية “صوت الموسيقى” ذكرت البطلة: أنه حينما يغلق باب، فإن الله يفتح في مكان ما نافذة، فيما كانت إيما بوفاري بطلة رواية “مدام بوفاري” للكاتب غوستاف فلوبير ، كانت ترى أن النوافذ وسيلتها للهرب من زواجها الممل والذي لا تشعر فيه بالسعادة، بالإضافة للمشهد العالمي لنافذة روميو وجولييت لشكسبير، رمز أشواقهم رغم الخلافات العائلية، حين كان يقف روميو تحت نافذة جولييت وتبادلان الأحاديث والأغنيات.

لهذا قبل كتابة المقال، قمت بتغيير أجزاء من غرفتي، بدلت أماكن بعض الأثاث، رتبت الكتب بكل الحب، وضعت على نافذتي ملصقات تشعرني بالحياة، وقررت أن أكسر كل ما يحجب عني ضوء النهار، حتى لو كانت عمارة فإنها لن تخفي السماء.

@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مؤسسة الأميرة العنود تنظم ندوة “الأمير محمد بن فهد – المآثر والإرث” 

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عضو مجلس الأمناء واللجنة التنفيذية، تنظم مؤسسة الأميرة العنود ندوة بعنوان “الأمير محمد بن فهد – المآثر والإرث”، وذلك يوم الأربعاء 12 رمضان 1446هـ، الساعة 10:00 حتى 11:30 مساءً،. محاور الندوة وأبرز المشاركين تهدف الندوة إلى إلقاء الضوء على سيرة ومسيرة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله، واستعراض إسهاماته الغنية في مجالات التنمية والعمل الإنساني، من خلال جلسات حوارية يشارك فيها نخبة من أصحاب المعالي والسعادة، وهم: •معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن آل رقيب •سعادة الدكتور بندر بن معمر •سعادة الأستاذ حسن الجاسر يدير الندوة الإعلامي الدكتور سليمان العيدي، الذي سيقود النقاشات حول الإرث الإنساني والتنموي للأمير محمد بن فهد، وتسليط الضوء على أبرز محطات حياته وإنجازاته التي تركت بصمة بارزة في مختلف المجالات. تدعو مؤسسة الأميرة العنود الجميع للحضور والمشاركة في هذه الندوة التي تحتفي بإرث أحد الشخصيات الوطنية الرائدة، وتسلط الضوء على دوره الكبير في خدمة المجتمع وتعزيز التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • برسالة ملقاة من النافذة.. مذيعة شهيرة تستغيث لإنقاذها
  • مؤسسة الأميرة العنود تنظم ندوة “الأمير محمد بن فهد – المآثر والإرث” 
  • 250 من الأهرامات شاهدة على حضارة الكوش في السودان
  • شيخ العقل اتصل بالبطاركة الراعي واليازجي والعبسي.. هذا ما دعاهم إليه
  • السيسي للمصريين: أعدكم أمام الله أننا سنستمر فى العمل لتحقيق ما تتطلعون إليه من رفعة
  • الأستاذ الفرحان: لا أحد فوق القانون وكل من هو متورط بالانتهاكات ضمن صلاحيات اللجنة وسنقدم ما نتوصل إليه من نتائج إلى رئاسة الجمهورية وإلى القضاء وهو الذي يجرم أو يحكم بالبراءة
  • إطلاق منصة اليخوت المحلية لتعزيز السياحة البحرية في مصر
  • وزارة المالية تشكل لجنة لدراسة النظام الضريبي السوري ومراجعة ‏التشريعات الضريبية النافذة ‏
  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • الاستثمار توضح آليات دعم المستثمرين والخدمات المقدمة عبر "النافذة الواحدة"