ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

نشر موقع معهد تشاتام هاوس للأبحاث تحليلاً جديداً عن مستقبل المصالحة السعودية-الإيرانية التي رعتها الصين العام الماضي بعد تبادل طهران والاحتلال الإسرائيلي الهجمات.

وكتب التحليل الباحث في مركز الأبحاث الملكية البريطانية أحمد عبوده. أعاد يمن مونيتور ترجمته وتحريره إلى العربية.

ألقت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران ضد إسرائيل في 13 إبريل/نيسان، والرد الإسرائيلي اللاحق، بظلال من الشك على استقرار المصالحة السعودية الإيرانية التي يسرتها الصين العام الماضي.

لقد غيرت الهجمات المشهد الاستراتيجي بشكل كبير، وألقت حالة من عدم اليقين بشأن الأمن الإقليمي واختبار سمعة الصين التي اكتسبتها مؤخرا كوسيط جدير بالثقة.

بعد الهجوم الإيراني بطائرة بدون طيار، بدأت بكين على الفور دبلوماسية الطوارئ عبر الهاتف لمنع تقويض الاتفاق السعودي الإيراني بسبب الوضع المضطرب. وبعد اتصالات هاتفية مع نظيريه السعودي والإيراني، أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بتأكيد إيران على عدم استهداف المنطقة والبلدان المجاورة- إشارة ضمنية إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

على غرار موقفها من تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر ، ترى بكين أن جولة التصعيد الجديدة هي “نتيجة جانبية” للحرب في غزة

وربما تم إطلاق دعوات مماثلة في أعقاب الضربة الردية الإسرائيلية. في 19 إبريل/نيسان، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جان علناً بأن “الصين تعارض أي أعمال من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات”.

من الملفت للنظر في ردة فعل الصين هو اتساقها. فقد ظلت ملتزمة بحماية مصالحها الخاصة مع التعبير في نفس الوقت عن انتقادها لإسرائيل والولايات المتحدة ، والدعوة إلى خفض التصعيد.

على غرار موقفها من تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر ، ترى بكين أن جولة التصعيد الجديدة هي “نتيجة جانبية” للحرب في غزة ، وليس المحرك الأساسي لها. وهذا يوحي بأن إنهاء الصراع في غزة قد يخلق تأثير تموج ، ويجلب السلام وخفض التصعيد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

هذا يفسر سبب عدم إدانة الصين لهجوم إيران في 13 أبريل ، بل وصفته بأنه “عمل دفاع عن النفس”. لقد وضعت نفسها في قلب حرب الروايات،  حيث تضع فعليًا مزاعم إيران بالدفاع عن النفس في مواجهة ادعاء مماثل لإسرائيل لتبرير عقوبتها الجماعية للفلسطينيين في غزة. لقد فعلت الصين الشيء نفسه في تبادلاتها مع الولايات المتحدة، مطالبة إياها بأن تلعب “دورا بناء” وتكبح جماح إسرائيل عندما يحثها واشنطن على ثني طهران عن الرد.

 اقرأ/ي.. جورج فريدمان: الإستراتيجية الأمريكية والضربة الإيرانية المصالحة السعودية الإيرانية في خطر

أثارت مخاوف بشأن الاتفاق السعودي الإيراني قلقًا شديدًا في بكين. هناك عاملان رئيسيان مترابطان يدفعان بمخاوف الصين. أولاً، كان الهدف الاستراتيجي لإيران وراء ردها هو ترسيخ نموذج جديد للردع، بالانتقال من الإنكار المعقول الملقى على وكلائها إلى الوضوح الاستراتيجي في حربها الخفية طويلة الأمد مع إسرائيل.

من ناحية أخرى، فإن إسرائيل بضربتها المضادة تختبر الخطوط الحمراء لإيران بينما تبحث عن آلية أمنية جديدة لتحل محل تلك التي تحطمت في 7 أكتوبر.

هذه النظرة الجديدة تزيد من شهية طهران وتل أبيب للمخاطرة، مما يؤدي إلى تصعيد الضربات المتبادلة ويجعل سيناريو الصراع المباشر أكثر واقعية، سواء الآن أو لاحقًا.

سيخلق مثل هذا السيناريو مخاطر لأمنها في مجال الطاقة ويبطل رؤيتها لإطار أمني جديد في الشرق الأوسط.

قد تمتد هذه المواجهة إلى منطقة الخليج، ما يدفع دول الخليج (وخاصة السعودية) إلى إعادة تقييم مواقفها الأمنية. قد تصل إلى استنتاج أن التقارب مع إيران المتهورة يترتب عليه مخاطر أكثر من الفوائد. وقد تساهم رئاسة ترامب الثانية في الولايات المتحدة في تسريع هذه العملية.

العامل الثاني هو التقدم البطيء الذي أحرزه الاتفاق السعودي الإيراني منذ توقيعه قبل عام. حيث ظل الاتفاق يركز على القضايا الأمنية، ولم ينتقل إلى استكشاف الفرص الاقتصادية والثقافية.

عامل آخر ذو صلة هو نظرة إسرائيل إلى هذه الصفقة على أنها تهديد مباشر ورغبتها المحتملة في رؤيتها تتفكك. قد ترى إسرائيل التقارب على أنه معادلة صفرية تتعارض مع تطبيعها الخاص مع السعودية، تمامًا مثلما ستنظر إيران بريبة إلى تحالف الأمن العربي الإسرائيلي الذي يتشكل تحت رعاية الولايات المتحدة.

وأكدت تسريبات للصحافة الإسرائيلية على مشاركة سعودية وإماراتية كبيرة في نظام الدفاع الجماعي الذي أسقط جميع الصواريخ والطائرات الإيرانية تقريبًا في 13 أبريل، على الرغم من نفي كل من الرياض وأبو ظبي ذلك لاحقًا.

بالنسبة للصين، سيخلق مثل هذا السيناريو مخاطر لأمنها في مجال الطاقة ويبطل رؤيتها لإطار أمني جديد في الشرق الأوسط. أحد أعمدة هذه الفكرة هو إنشاء منصة حوار متعدد الأطراف في منطقة الخليج بموجب مبادرة الأمن العالمي. ويمكن أن تقوض الاضطرابات الإقليمية المتصاعدة رؤيتها بسهولة.

يفسر هذا الافتراض الفرص والتحديات التي تواجه الصين في سعيها لتعزيز نفسها كوسيط مسؤول ومبدئي في المنطقة.

كما يمكن أن تتراجع طموحات الصين في الحد من تأثير الولايات المتحدة على دول الخليج. الدرس الأكبر الذي تستخلصه دول الخليج من التدخل الأمريكي المباشر في الدفاع عن إسرائيل ضد هجوم إيران هو أنه عندما تشتد الأمور، لن تكون إلا الولايات المتحدة قادرة على تقديم مساعدة أمنية كبيرة لها. ومع ذلك، فإن الدرس الآخر هو أنه بينما تضع الولايات المتحدة مصالحها على المحك للدفاع عن إسرائيل، فقد لا تفعل الشيء نفسه من أجلهم. لكن تظل حقيقة أن الإدراك السائد في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع هو أن إسرائيل لم تستطع الاعتماد على قدراتها الخاصة في سيناريو حرب مع إيران.

اقرأ/ي.. الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت! ما يعنيه هذا بالنسبة لدور الصين الإقليمي

يفسر هذا الافتراض الفرص والتحديات التي تواجه الصين في سعيها لتعزيز نفسها كوسيط مسؤول ومبدئي في المنطقة.

فالمفهوم السائد في الخليج منذ 7 أكتوبر هو أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، مما يغذي الشكوك حول موثوقية واشنطن ويزيد من حوافز السعودية لمواصلة تخفيف التوتر مع إيران.

كما أن عدم الثقة في الولايات المتحدة يشجع إيران على الاستفادة من ذلك، وذلك بمحاولة عزل الاتفاق عن الديناميكيات المتغيرة بسرعة لمواجهتها مع إسرائيل. بمعنى آخر، تحييد دول الخليج. كما أن الجبهة الدبلوماسية الموحدة التي شكلتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية مع إسرائيل بعد هجمات إيران، بما في ذلك زيادة العقوبات على إيران، تعزز شراكات طهران مع الصين وروسيا.

 

يمن مونيتور22 أبريل، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الإستراتيجية الأمريكية والضربة الإيرانية مقالات ذات صلة الإستراتيجية الأمريكية والضربة الإيرانية 22 أبريل، 2024 الحوثيون يرحبون بخروج فرقاطة ألمانية من البحر الأحمر رغم إعلان برلين “استبدالها فقط” 21 أبريل، 2024 السرطان يتفشى في مناطق الحوثيين 21 أبريل، 2024 مانشستر يونايتد إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 21 أبريل، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية نجاة أسرة يمنية تضم 18 شخصاً من انفجار لغمين حوثيين غربي البلاد 21 أبريل، 2024 الأخبار الرئيسية تشاتام هاوس: المصالحة السعودية-الإيرانية برعية الصين في خطر! 22 أبريل، 2024 الحوثيون يرحبون بخروج فرقاطة ألمانية من البحر الأحمر رغم إعلان برلين “استبدالها فقط” 21 أبريل، 2024 السرطان يتفشى في مناطق الحوثيين 21 أبريل، 2024 واشنطن توقع مع اليمن اتفاقية لتسريع النمو الاقتصادي 21 أبريل، 2024 ألمانيا تعتزم إرسال فرقاطة جديدة لحماية السفن في البحر الأحمر 21 أبريل، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم الحوثيون يرحبون بخروج فرقاطة ألمانية من البحر الأحمر رغم إعلان برلين “استبدالها فقط” 21 أبريل، 2024 السرطان يتفشى في مناطق الحوثيين 21 أبريل، 2024 نجاة أسرة يمنية تضم 18 شخصاً من انفجار لغمين حوثيين غربي البلاد 21 أبريل، 2024 واشنطن توقع مع اليمن اتفاقية لتسريع النمو الاقتصادي 21 أبريل، 2024 ألمانيا تعتزم إرسال فرقاطة جديدة لحماية السفن في البحر الأحمر 21 أبريل، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 18 ℃ 21º - 17º 61% 2.67 كيلومتر/ساعة 21℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 21℃ الأربعاء 25℃ الخميس 24℃ الجمعة تصفح إيضاً تشاتام هاوس: المصالحة السعودية-الإيرانية برعية الصين في خطر! 22 أبريل، 2024 الإستراتيجية الأمريكية والضربة الإيرانية 22 أبريل، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬333 غير مصنف 24٬153 الأخبار الرئيسية 13٬275 اخترنا لكم 6٬741 عربي ودولي 6٬338 رياضة 2٬180 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬084 كتابات خاصة 2٬021 منوعات 1٬884 مجتمع 1٬780 تراجم وتحليلات 1٬598 تقارير 1٬512 صحافة 1٬461 آراء ومواقف 1٬435 ميديا 1٬302 حقوق وحريات 1٬250 فكر وثقافة 852 تفاعل 777 فنون 463 الأرصاد 213 أخبار محلية 95 بورتريه 62 كاريكاتير 28 صورة وخبر 25 اخترنا لكم 8 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر أخر التعليقات yahya Sareea

What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...

Tarek El Noamany

الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...

Tarek El Noamany

الله يصلح الاحوال...

Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط تشاتام هاوس الحوثیین فی دول الخلیج الصین فی فی الیمن فی غزة فی خطر

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من دون رد

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من دون رد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل حسن نصرالله، حسبما ذكرت قناة سكاي نيوز عربية.

وقال ‏مصدر مقرب من حزب الله، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الاتصال فُقِد" بنصرالله منذ مساء أمس.

أعلن ‏الجيش الإسرائيلي، مقتل القيادي في حزب الله علي كركي ومسؤولين آخرين.

وفي وقت سابق، شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من دون رد
  • غارات إسرائيل على اليمن.. ضربات معقدة لشل قدرات الحوثيين
  • إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة منع إيران من الرد على اغتيال حسن نصر الله
  • لن يمر دون عقاب..إيران تتعهد بمساعدة حزب الله ضد إسرائيل بعد اغتيال نصرالله
  • هل تحاول إسرائيل جر أمريكا إلى حرب ضد إيران؟
  • "أكسيوس": إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال زعيم حزب الله
  • الشكوك بتورط إيران في تسهيل اغتيال ”نصر الله ” تثيير مخاوف قيادة الحوثيين !
  • "أكسيوس": إسرائيل طلبت من واشنطن ردع إيران بعد اغتيال نصر الله
  • بعد مقتل نصرالله.. وزير الدفاع الأمريكي يتعهد بحماية إسرائيل من إيران ووكلائها
  • بيان دولي مشترك يطالب الحوثيين الإفراج عن عمال الإغاثة