الإمارات.. مبادرات ومشاريع تنتصر للبيئة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتشارك الإمارات، اليوم، دول العالم الاحتفال بيوم الأرض الذي يصادف 22 أبريل من كل عام، كمناسبة لزيادة الوعي بحماية البيئة من التلوّث، ولتحفيز الجهود الدولية في مواجهة تحديات التغير المناخي.
وتحتفي الإمارات بيوم الأرض تزامناً مع أحدث المنجزات التي حققتها الدولة، بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مبادرة محمد بن زايد للماء لمواجهة التحدي العالمي المتمثل في ندرة المياه، بجانب تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافة إلى اختبار فاعلية هذه الحلول في مواجهة التحدي العالمي المتفاقم، وزيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي لما فيه خير الأجيال الحالية والمستقبلية.
وتحظى حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي والحياة الفطرية وتنميتها باهتمام بالغ في الدولة، تعكسه الجهود الضخمة التي تبذلها الجهات المعنية وما حققته من إنجازات هامة في هذا المجال، بدءاً بسن التشريعات ومراقبة تطبيقها، مروراً بإنشاء المناطق المحمية والتوسع فيها، وانتهاءً بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية.
وتعمل حكومة دولة الإمارات نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار تشريعي وتنظيمي، يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، وتحظر أي سلوكيات قد تشكل خطراً عليها مثل إلقاء النفايات البحرية. كما تبنت الدولة عدة تقنيات للمحافظة على الموروث الجيني للنباتات المحلية في الدولة.
كما وضعت الدولة قوانين تحظر إلقاء النفايات، وشوائب النفط في المياه من قبل مئات من ناقلات النفط العاملة في المنطقة.
وبذلت الدولة جهوداً حثيثة لتحقيق اقتصاد أخضر، وتشمل هذه الجهود الحد من حرق النفط والغاز، وتطوير تقنيات مربحة للجميع، كذلك تقنية التقاط الكربون وتخزينه، بالإضافة إلى تعزيز معايير الكفاءة والفعالية والاستدامة البيئية.
وشهد العام 2023 إطلاق أكثر من 60 قراراً في الاستدامة والتغير المناخي، بالتزامن مع ترؤس الدولة لمؤتمر الأطراف «COP28»، والتي شكلت منظومة متكاملة من السياسات والتشريعات والاستراتيجيات والمبادرات لتعزيز جهود الدولة وملفها في مشاركة العالم التصدي لآثار التغير المناخي.
وتحل المناسبة هذا العام وقد نجحت الإمارات في التحول إلى منصة معرفية قادرة على احتواء كل ما يخص ملف التغير المناخي من معارف وبيانات واستراتيجيات، وهو ما أهلها خلال السنوات القليلة الماضية لفرض مكانتها كلاعب بارز على المستوى الإقليمي والعالمي في إدارة ومعالجة هذا الملف الحساس.
وشكل إعلان الإمارات عن هدف تحقيق الحياد المناخي بحلول2050 تتويجاً لجهود الدولة ومسيرتها في العمل من أجل المناخ على المستويين المحلي والعالمي خلال العقود الثلاثة الماضية منذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 1995.
وتوفر المبادرة فرصاً جديدة للتنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي، كما تسهم في ترسيخ مكانة الدولة وجهةً مثالية للعيش والعمل وإنشاء المجتمعات المزدهرة، حيث ستستثمر الإمارات أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050، وستقوم بدورها العالمي في مكافحة التغير المناخي.
وآتت الاستراتيجيات والسياسات الوطنية في مجال البيئة والتغير المناخي ثمارها، حيث جاءت الدولة في المركز الثاني عالمياً في تحوّل الطاقة، ضمن مؤشر المستقبل الأخضر العالمي لعام 2023، والسادس عالمياً في معدل استهلاك الطاقة الشمسية للفرد، واستثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة النظيفة في 70 دولة، وتعهدت باستثمار 50 مليار دولار أخرى بالقطاع على مدى العقد المقبل.
اعتماد
شهد العام الماضي اعتماد الإطار العام لاستراتيجية التنوع البيولوجي 2031، والتي تعمل على رصد وحماية النظم الطبيعية واستدامتها ورفع كفاءة كوادرها. كما تم اعتماد تقرير البلاغ الوطني الخامس للدولة لتقديمه لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والذي يوثق نجاح الجهود الوطنية في تخفيض انبعاثات الكربون في مختلف القطاعات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات يوم الأرض التلوث التغير المناخي التغیر المناخی
إقرأ أيضاً:
جفاف كبير لاحتياطيات المياه في أوروبا بسبب التغير المناخي
كشفت دراسة تحليلية جديدة أن احتياطيات المياه في أوروبا آخذة في الجفاف، مع تراجع مخزون المياه العذبة في جنوب ووسط أوروبا، من إسبانيا وإيطاليا إلى بولندا وأجزاء من المملكة المتحدة.
وتشير الدراسة التي اعتمدت على تحليل بيانات الأقمار الصناعية في الفترة من 2002 إلى 2024 إلى أن المياه المخزنة في التربة والأنهار والمياه الجوفية تتراجع بوتيرة مقلقة، في دلالة مباشرة على تأثيرات تغير المناخ.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الجفاف العالمي يفاقم المجاعة ويدفع الملايين للنزوحlist 2 of 4علماء يحذرون من جفاف عالمي مستمر ومتسارعlist 3 of 4جفاف العراق.. تغير المناخ يهدد أرض الرافدينlist 4 of 4الجفاف المتزايد يؤجج حرائق كاليفورنياend of listوتكشف النتائج عن اختلال كبير في توازن الموارد المائية بالقارة، إذ أصبح شمال وشمال غرب أوروبا، وخاصة الدول الإسكندنافية وأجزاء من المملكة المتحدة والبرتغال أكثر رطوبة.
وفي المقابل، تعاني مساحات شاسعة من الجنوب والجنوب الشرقي، بما في ذلك أجزاء من المملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وسويسرا وألمانيا ورومانيا وأوكرانيا، من الجفاف.
ويقول محمد شمس الضحى، أستاذ أزمة المياه والحد من المخاطر في جامعة لندن إن ذلك ينبغي أن يكون ذلك بمثابة جرس إنذار للسياسيين الذين ما زالوا متشككين في خفض الانبعاثات.
وقال: "لم نعد نتحدث عن الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، بل نتجه على الأرجح نحو درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ونحن نشهد الآن عواقب ذلك".
وعزلت الدراسة مخزون المياه الجوفية عن إجمالي بيانات المياه الأرضية ووجدت أن الاتجاهات في هذه المسطحات المائية الأكثر مرونة تعكس الصورة الإجمالية، وهذا يؤكد أن الكثير من احتياطيات المياه العذبة المخفية في أوروبا يتم استنفادها.
وحسب الدراسة، انخفضت الكمية الإجمالية للمياه المأخوذة من المياه السطحية والجوفية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بين عامي 2000 و2022، لكن عمليات سحب المياه الجوفية زادت بنسبة 6%، وعزت ذلك إلى إمدادات شبكة المياه العامة التي زادت بنسبة 18% والزراعة بنسبة 17%.
إعلانوفي جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، شكلت المياه الجوفية 62% من إجمالي إمدادات المياه العامة و33% من الطلب على المياه لقطاع الزراعة خلال عام 2022. ويعد هذا الاتجاه حساسا بالنظر إلى اعتماد القارة المتزايد على المياه الجوفية في مواسم الجفاف.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن إستراتيجية المفوضية بشأن مرونة المياه "تهدف إلى مساعدة الدول الأعضاء على تكييف إدارة مواردها المائية مع تغير المناخ ومعالجة الضغوط التي يسببها الإنسان".
وتهدف الإستراتيجية إلى بناء "اقتصاد مائي ذكي"، وتتوافق مع توصية المفوضية الأوروبية بشأن كفاءة استخدام المياه، والتي تدعو إلى تحسين الكفاءة بنسبة "لا تقل عن 10% حتى عام 2030".
وفي ظل تفاوت مستويات التسرب بين 8% و57% في جميع أنحاء الاتحاد، تؤكد المفوضية على أهمية الحد من خسائر الأنابيب وتحديث البنية التحتية.
وقالت هانا كلوك، أستاذة علم المياه في جامعة ريدينغ: "من المحزن أن نرى هذا الاتجاه الطويل الأمد، لأننا شهدنا بعض حالات الجفاف الكبيرة مؤخرا ونحن نسمع باستمرار أنه قد يكون لدينا هذا الشتاء هطول أمطار أقل من المعتاد ونحن بالفعل في حالة جفاف" .
وحسب شمس الضحى، سيكون لاتجاه الجفاف في أوروبا آثار "واسعة النطاق"، تُلحق الضرر بـالأمن الغذائي والزراعة والنظم البيئية المعتمدة على المياه، وخاصة الموائل التي تتغذى على المياه الجوفية.
ويشير إلى أن التأثيرات المناخية التي شهدناها منذ فترة طويلة في مختلف أنحاء الجنوب العالمي، من جنوب آسيا إلى أفريقيا والشرق الأوسط، أصبحت الآن أقرب، حيث يؤثر تغير المناخ بشكل واضح على أوروبا نفسها.
وكانت دراسة جديدة قد أفادت أن قارات العالم تجف بسرعة متزايدة، وهذا يُهدد توفر المياه العذبة على المدى الطويل، ويُحفز ارتفاع منسوب مياه البحار، في حين سيواجه ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل حالات جفاف قاسية.