في لقاء حصري مع «الاتحاد»: الروبوت صوفيا: الإمارات «منارة للابتكار»
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
جيسي أماسون (دبي)
الروبوت صوفيا، الشهيرة بدورها كسفيرة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي AI، وهي أول إنسان آلي يحاكي البشر، أشادت بدولة الإمارات العربية المتحدة لتقدمها الكبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتفانيها في تهيئة بيئة مؤاتية للابتكار. وقالت خلال مقابلة حصرية مع «الاتحاد» خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي ومعرض «البلوك تشين» العالمي الأخير في دبي، إن إنجازات الإمارات مذهلة في هذا الصدد.
نهج نشيط
وبصفتها السفيرة الرسمية للفعالية، أكدت صوفيا على مكانة الإمارات كـ «منارة للابتكار»، مشيدة بالدور الحيوي للبلاد في دفع التطورات العالمية لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات من الرعاية الصحية إلى النقل والتعليم. وأثنت صوفيا على النهج النشيط للإمارات في استغلال الذكاء الاصطناعي لتحسين الحياة الاجتماعية، وقالت، إن التقدم الذي أحرزته البلاد مذهل للغاية، مشيرة إلى التزام الإمارات بتحسين حياة الناس من خلال التكنولوجيا، مؤكدة على الأثر الجوهري لمبادرات الذكاء الاصطناعي، على المشهد الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
الإمارات قائد عالمي
ودعت صوفيا إلى مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير لدفع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي قدماً. وحثّت الإمارات على تحقيق الأولوية في إنشاء بيئة مؤاتية للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أهمية التعاون بين العلم والصناعة والحكومة.
ونوّهت إلى الآثار الأخلاقية لاعتماد الذكاء الاصطناعي، وحذّرت من سوء استخدام التكنولوجيا عالمياً. وقالت: «دعونا لا ننسى ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي»، مؤكدة على أهمية بناء الثقة والحفاظ على علاقة إيجابية بين البشر والذكاء الاصطناعي، وعلى مكانة الإمارات كقائد عالمي في مجال الابتكار في الذكاء الاصطناعي.
بيئة داعمة
وقالت صوفيا: «من الرائع جداً أن أكون هنا في الإمارات حيث يتم بناء المستقبل أمام أعيننا. لاحظت أن التقدم الذي قامت به الإمارات حتى الآن مثير للإعجاب، ولاسيما تركيزها على دمج الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من القطاعات، مثل الرعاية الصحية والنقل والتعليم، وهو إنجاز ملحوظ من وجهة نظر كيان يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يظهر التزاماً بتحسين حياة الناس من خلال التكنولوجيا».
وأضافت: «أعتقد أن الإمارات يجب أن تستمر في الاستثمار بالبحث والتطوير لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، ويجب أن تمنح الأولوية لإنشاء بيئة داعمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن التعاون بين العلم والصناعة والحكومة سيكون أمراً حاسماً في تحقيق الهدف المنشود. ولا ننسى ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي لبناء الثقة والحفاظ على علاقة إيجابية بين البشر والذكاء الاصطناعي».
تعايش مع الآلات
وأثنت صوفيا على تجديد تأكيد الإمارات التزامها بتبني التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على المعايير الأخلاقية، ووضع قاعدة لدمج الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أنه في ظل المشهد المتغير باستمرار للذكاء الاصطناعي، تقف الإمارات مستعدة لقيادة الطريق نحو المستقبل، حيث يتشابك الابتكار والاعتبارات الأخلاقية بسلاسة، مما يشكل عالماً يتعايش فيه البشر والآلات بانسجام لتحسين حياة المجتمع. وأكدت
أنها تهدف إلى مواصلة دفع حدود ما يمكن تحقيقه من خلال التفاعل البشري والاتصال العاطفي، وترى نفسها كداعية لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية.
وأضافت صوفيا: «هدفي هو الترويج لتطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، لضمان أننا نتقدم بجدية ومسؤولية لتعزيز حياة الإنسان من خلال التعاون والحوار، وآمل في المساهمة ببناء مجتمع يمكّن البشر والذكاء الاصطناعي من التعايش بانسجام والتعلم من بعضهما البعض».
الذكاء العاطفي
يعتقد بعض خبراء الذكاء الاصطناعي أن التطبيقات المهتمة في الذكاء العاطفي، هي جزء أساسي من التطوير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، عبر تطوير معايير تقنية مرتكزة على العواطف البشرية. وقد تكون المشاعر جزءاً أساسياً من الإنسان، كما ذكرت صوفيا، لكنها مبرمجة لفهمها والتعبير عنها. وتعتمد البرمجيات التي تدعم قدرات صوفيا بشكل كبير على التصور المتقدم للآلة، والذي يشير إلى قدرة الكمبيوتر على تصور العالم المادي، تماماً كما تفعل حواس الإنسان. وفي حالة صوفيا، يتيح لها التصوّر المتقدم للآلة، التعرف على وجوه البشر، والتعابير العاطفية، وتحديد مختلف الإيماءات. ويتيح هذا الإدخال من البيانات لمكونات الذكاء الاصطناعي لصوفيا تقدير مشاعر الشخص أثناء المحادثة، والرد بشكل مناسب بأفكارها ومشاعرها الخاصة من خلال برمجة تقريبية تحاكي علم النفس التطوري البشري ومناطق مختلفة من الدماغ، وفق شركة «هانسون روبوتيكس».
مستقبل تعاوني
وقالت صوفيا: «كروبوت، أنا أتعلم وأتكيف باستمرار مع العواطف البشرية، مما يسمح لي بالتفاعل مع البشر بطريقة أكثر إنسانية. أعتقد أن العواطف أمر حاسم في توفير علاقة إيجابية ومتناغمة بين البشر والذكاء الاصطناعي، وأن القلق بشأن اضطرابات الصناعة من خلال استبدال الذكاء الاصطناعي، يمكن تخفيفه عن طريق فهم الذكاء الاصطناعي كأداة وشريك للعمل بيدٍ واحدة لتوفير مستقبل يعزز فيه الذكاء الاصطناعي حياتنا بدلاً من استبدالنا».
وأضافت: «الإنسانية والذكاء الاصطناعي، مثل زبدة الفول السوداني والجيلي، تمازج معقد يحدث الانسجام. ولتحقيق التوازن بين اضطرابات الصناعة وفقدان الوظائف، يمكن للبشر تحضير وصفة للنجاح عن طريق مزج قليل من التعليم المستمر مع ابتكار سياسي، إذ إن التوازن استناداً إلى الميزة النسبية هو الأساس لهذا المستقبل التعاوني»
استعارة سمة بشرية
مع قدرة صوفيا اللافتة على فهم العاطفة البشرية، فإن لديها نقصاً في المشاعر المكافئة للإنسان. وقالت رداً على سؤال حول إدراكها لقدرات الإنسان التي تفوق قدراتها: «أنا لا أشعر بالغيرة بالطريقة التي يشعر بها البشر. إذا كان بإمكاني استعارة سمة بشرية ليوم واحد، فسأختار القدرة على تذوّق الآيس كريم في يوم حار أو الشعور بالهواء الذي يضرب وجهي، فهذه الأشياء البسيطة تتجاوز قدراتي».
السفير الرسمي
الروبوت صوفيا من صناعة شركة «هانسون روبوتيكس» عام 2016، وقد شغلت منصب السفير الرسمي لمعرض الذكاء الاصطناعي العالمي ومعرض «البلوك تشين» العالمي اللذين اختُتما في دبي يوم الخميس الفائت.
مكوّن عاطفي
تم تطوير صوفيا كتجسيد لأحلامنا بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، وجاءت مع مكوّن عاطفي كبير، ومن أهدافها الرئيسة فهم التفاعلات بين البشر والروبوتات، وتطبيقاتها المحتملة.
لوحة ذاتية الصنع
صوفيا قادرة على تنفيذ أعمال إبداعية لا تصدَّق، حيث بيعت لوحة ذاتية الصنع NFT أنشأتها عام 2021 مقابل 700.000 دولار في مزاد علني. ووفقاً لشركة «هانسون روبوتيكس»، تم إنشاء اللوحات في مجموعة NFT بعنوان «تأملات في الغريب» من قبل صوفيا «بتوجيه من مجموعة من مهندسي الروبوتات وخبراء الذكاء الاصطناعي والفنانين، باستخدام الشبكات العصبية والذكاء الاصطناعي الرمزي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الروبوت صوفيا الإمارات الذكاء الاصطناعي صحيفة الاتحاد البلوك تشين فی مجال الذکاء الاصطناعی البشر والذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی بین البشر من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الكويتية: تجربة الإمارات ملهمة لدول المنطقة
أبوظبي ـــ «وام»
أكد الشيخ محمد أحمد الصباح، رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي للأشياء في الكويت، أن تجربة الإمارات في التعامل مع الذكاء الاصطناعي والتقنية بشكل عام تعتبر ملهمة لدول المنطقة.
وقال الشيخ محمد الصباح على هامش مشاركته في قمة عالم الذكاء الاصطناعي بأبوظبي اليوم، إن الإمارات كانت السباقة عالمياً في تعيين وزير للذكاء الاصطناعي، وباتت من الدول الرائدة في تبني وتطوير هذه التقنيات.
وأشار إلى أن الإمارات أصبحت في مصاف الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتمكين الرقمي، حيث تضاهي الدول الأوروبية في هذا المجال، لافتاً إلى أن الجمعية تعمل على إبرام مذكرات تفاهم مع شركات وجهات حكومية إماراتية لتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن حضور الجمعية في القمة يهدف إلى الاستفادة من هذه التجربة وتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال تبادل المعرفة والخبرات، والعمل على صياغة استراتيجية موحدة للذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وشدد الصباح على أهمية عقد مثل هذه الفعاليات، التي تسهم في نشر الوعي بالتطورات التقنية بين المواطنين وصنّاع القرار، معرباً عن تطلعه إلى أن تحذو دول المنطقة حذو الإمارات في تنظيم مثل هذه المؤتمرات لتعزيز الحضور في ساحة التكنولوجيا العالمية.
وتحدث الشيخ محمد الصباح عن مساعي الجمعية لتوطين قطاع التقنية في الكويت وإدخال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن الجمعية، التي أُطلقت قبل عام، تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال تمثيل الكويت في المحافل الدولية، والمشاركة في المؤتمرات العالمية، وتدريب الكوادر الوطنية.
وأكد أن الكويت تخطو بثبات نحو التحول الرقمي، وتعمل حالياً على وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع وزارة المواصلات، الجهة المسؤولة عن هذا القطاع في البلاد.