هزاع أبوالريش (أبوظبي)
في الآونة الأخيرة شهدت الساحة المحلية إبداعات لافتة للجيل الجديد من الأدباء، وبلا شك فإن هذا الزخم من الإصدارات الشبابية يمثل إضافة نوعية رغم تفاوت مستوى الطرح بين كاتب وآخر، ولكن وسط هذا الحضور والمشاركات الأدبية بشتى أنواعها، ما هي الأجناس الأدبية التي يميل إليها الشباب للتعبير والكتابة؟، وما هي الإصدارات الأكثر رواجاً خلال المشاركات المتنوعة في الفعاليات الثقافية؟.

يقول الكاتب سيف محمد المنصوري:«لا نستطيع تحديد توجه الشباب في الطرح وما يقدمونه خلال مشاركاتهم، لأنه هناك تنوعاً في الإصدارات ما بين المجموعات القصصية والروايات والكتابات الأدبية بشتى فروعها، بالإضافة إلى القصائد». مشيراً إلى أن الحضور الشبابي الذي نشاهده في معارض الكتب، وتنوّع الطرح، وكثرة الإصدارات تجعلنا نقف أمام مشهد جميل، وحلم ربما تحقق أخيراً ونستطيع أن نقول عبارة «الشباب يقرأ»، لأنهم لو لم يقرأوا لما أنتجوا هذه الإبداعات الأدبية، ولم تكن لديهم الجرأة لاقتحام القاعات الثقافية ومقارعة كبار المثقفين والأدباء ولكن الجرأة لديهم لم تأتِ من فراغ وإنما من ثقة منبثقة من إطلاع وعلم ومعرفة.
وتابع المنصوري: الشباب اليوم لم يكتفوا فقط بإصدار المؤلفات، وإنما توّسعت مشاركاتهم لأن يشاركوا في محاضرات وندوات ويتحدثون بما يخدم الشاب المبدع. ويضيف: «هذا ما نشاهده من الشباب كذلك خلال مشاركاتهم الدولية وليست المحلية فقط، أصبحوا يمثلون الوطن بكل فخر وجدارة، ناهلين من تجارب الآخرين، متمسكين برؤية قيادتهم الرشيدة وما ترنو إليه لأن يكونوا دائماً في المقدمة، وهذا ما يجعل لديهم الثقافة حالة متجددة». 

أخبار ذات صلة الثقافة العُمانية.. هوية أصيلة مريم المهيري: منصات التواصل الاجتماعي نافذة مهمة للترويج للكتب

الأكثر قراءة
ومن جهتها، تقول الكاتبة الدكتورة وفاء أحمد: «أعتقد أن الرواية هي الأكثر قراءة بين جيل الشباب اليوم، وأيضاً القصة القصيرة، لأنه ومع الدراسات الأدبية وكذلك النفسية للعقل البشري فالإنسان يميل دائماً إلى الأسلوب القصصي. وكوني محاضرة فدائماً ما ننصح المحاضرين وكتاب المقال بأن يبدأوا محاضراتهم أو مقالاتهم بقصة قصيرة لجذب المستمع والقارئ، لكن لا ننكر أهمية الأعمال الأدبية الأخرى فكل نوع أدبي لديه أهميته التي قد لا يحققها النوع الأدبي الآخر. ويجب أن نعلم يقيناً أن جزءاً كبيراً من أهمية العمل الأدبي يعتمد على تنضيد الكلمات بشكل متسق متجانس، يمنح القارئ مشاعر انسيابية في السرد والاتزان، وهذا أول ما يجب أن يجيده الكاتب من مهارات الكتابة لأنها جزء كبير من الكتابة الإبداعية، وهي البوابة التي تثير اهتمام الشباب أو القراء على حد سواء فالكاتب يجب أن يثير إعجاب الآخرين ويقدم ما هو مدهش ومميز».
وتضيف: «الكاتب مهما كان النوع الأدبي الذي يكتبه يجب أن يكون موسوعي الاطلاع، ويملك قدرة ملاحظة عالية، ويمنح نصه الحرية الكافية لعرض القضية، فالتاريخ جزء من الحاضر، ويحمل مخزون المعرفة والتجربة الإنسانية، ومنها تُبنى عوالم النصوص الأدبية. أما عن التجريب فأرى أن المقدرة الأدبية تحتاج إلى محاولات حثيثة من الأدباء للإضافة عليها، والبحث المثابِر عن قوالب مختلفة للتعبير عن الإنسان وقضاياه بشكل معاصر وقريب، وهذا يأتي من خلال التجريب والخبرة ليكون الكاتب مبدعاً بأي نوع من الأنواع الأدبية».

وتقول الكاتبة مريم المزروعي: «تنوعت الأجناس الأدبية بين الشباب ما بين الرواية والقصة، فأصبحت الروايات على اختلاف مواضيعها تجذب فئة اليافعين، وبالأخص إذا تطرقت حول الشخصيات البطولية والتاريخية والغموض والرومانسية، بالإضافة إلى سير الشخصيات والسياحة والكتب المترجمة وكتب الفلسفة».
غذاء العقل
أكدت  الكاتبة مريم المزروعي، أن التزود بالمعرفة عبر الكتب يجعل القراءة جزءاً من حياتنا، كما يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك: القراءة تمد العقل بلوازم المعرفة أما التفكير يجعلنا نملك ما نقرأ، فالقراءة تغذي عقولنا بالمعرفة وتقوي حضورنا وشخصياتنا نحو التفكير والإبداع وتفتح باب المغامرات وتعلمنا الأشياء الجديدة ومهارات اللغة وتنمي القدرة على الكلام والحديث وبناء المفردات، وهذا ما نراه في هذا الجيل، لأن الاطلاع والقراءة أصبح أمراً ضرورياً بالنسبة لهم، ولا نستغرب من حضورهم الإبداعي في المحافل الثقافية وتميّزهم فيما يقدمونه من إصدارات متميّزة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الأدب الروايات العربية القصائد

إقرأ أيضاً:

تأجيل مؤتمر الاتحاد الاشتراكي بإقليم تطوان وسط تخبط بسبب المشاكل

كشف مصدر مطلع لموقع « اليوم24″، أن الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، قررت في اجتماع لها، يوم أمس السّبت، تأجيل عقد مؤتمر الحزب في تطوان لانتخاب مكتب وكاتب إقليمي جديد.

وأفاد المصدر أن معطيات عديدة دفعت في اتجاه تأخير المؤتمر، ومنها وضعية الحزب التي تزامنت مع أحداث غير مسبوقة، بينها اعتقال بعض قادته مثل أنس اليملاحي، الذي كان عضوا في هذه الكتابة الإقليمية، على ذمة قضية فساد ورشوة.

وتم إرجاء المحطة التنظيمية الحزبية إلى بداية الدخول السياسي والاجتماعي المقبل، فيما كان منتظرا أن يعقد المؤتمر هذا الأسبوع.

ويبدو أن قرار التأخير لم يلق ترحيبا واسعا، إذ كان يأمل اتحاديون بتطوان الإسراع بعقد المؤتمر وخاصة بعد انتهاء أشغال اللجنة التحضيرية، وذلك حتى يتسنى تعزيز الحضور الحزبي بالإقليم، مع الاستعداد بشكل مسبق للمحطات المقبلة.

وتتجه الأنظار لمحمّد السوعلي، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، وعضو لجنة التحكيم والأخلاقيات وعضو السكرتارية الوطني لقطاع الصحة الاتحادي، الذي أصبح واجهة الحزب في الإقليم والمدينة، (تتجه) لتولي مهام الكتاب الإقليمي.

وترأس السوعلي لجنة النموذج التنموي ضمن أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي لحزب الوردة بتطوان، وأنجز تقريرا من ثلاثين صفحة تحت مسمّى « النموذج التنموي لتطوان »، والذي يُشَرِّح فيه بشكل تفصيلي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تطوان، ويقترح حلولا لتجاوز الإكراهات وتحقيق نهوض تنموي بالمنطقة.

كلمات دلالية الاتحاد الاشتراكي تطوان

مقالات مشابهة

  • تأجيل مؤتمر الاتحاد الاشتراكي بإقليم تطوان وسط تخبط بسبب المشاكل
  • حلمي النمنم: مصر فقدت 3 آلاف شهيد في حربها ضد الإرهاب
  • استجابةٌ أولى تستبطِنُ نداءَ الكتابة، فلِلبَيَانِ صهيلُه ونجواه
  • كاتب صحفي: ثورة 30 يونيو أعادت سيناء الى أحضان الوطن
  • السيسي: المنطقة تمر بتغيرات خطيرة.. وهذا موقف مصر
  • صدمة على الهواء.. المتنبئة اللبنانية ليلى عبداللطيف وسؤال عن حسن نصرالله يثير تكهنات
  • عبد ربه يوسف غيشان / سعيد الصالحي
  • «خزانة الكُتب» تعرض الإصدارات الحديثة لمركز أبوظبي للغة العربية
  • من البداية حتى الرحيل.. عادل حمودة يفتح صندوق أسرار النمر الأسود أحمد زكي
  • «الجيل الديمقراطي»: المشاركة في مبادرة ترشيد استهلاك الكهرباء واجب وطني