تنظم مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب)، في مثل هذا الفصل سنوياً مراكز صيفية ترفع لها شعار (علم وجهاد)، وهي عبارة عن معسكرات موت مغلقة، يتحوّل الخريجون منها إلى قنابل موقوتة تهدد عائلاتهم ومجتمعاتهم، وتسهم في جرائم العنف الأسري بشكل كبير جداً، وهو ما تقر به قيادات كبيرة لدى المليشيا في أحايين كثيرة.

وتُستخدم هذه المعسكرات الصيفية، في تسميم أفكار الأطفال والنشء والمراهقين بالأفكار الطائفية، واستقطابهم للانضمام للمليشيا الحوثية، وتجنيدهم في صفوفها، قبل إرسال الآلاف منهم إلى جبهات القتال، غالباً ما يعودون جثثا هامدة، بحسب ما وثقته خلال الأعوام الماضية تقارير حقوقية محلية ودولية، ووفقاً لشهادات عائلات كثير ممّن تم تجنيدهم، أو إفادات العائدين من تلك الجبهات.

وأكدت مصادر تربوية لوكالة خبر، أن المراكز التي دشنتها مليشيا الحوثي الساعات الماضية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بمزاعم "المراكز الصيفية" هي في الواقع معسكرات تدريب وتأهيل قتالي للشباب المغرر بهم، والذين يسهل تدجينهم فكريا، خاصة وأغلبهم من الأطفال والنشء والمراهقين، ودون المستوى المطلوب من الوعي والتحصين الفكري المطلوب، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال، للزج بهم في معارك عبثية، لخدمة أجندة طائفية مشبوهة تخدم المشروع الإيراني.

ودعت جميع فئات المجتمع إلى تحمل مسؤوليتها للتصدي والوقوف أمام وباء "المعسكرات الصيفية الحوثية" التي رفعت لها شعارا جهاديا يتطابق كثيراً مع شعارات التنظيمات الإرهابية لداعش والقاعدة والحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وغيرها.

وشددت بأن تلك المعسكرات تمثل وباء فكريا، وتلوثا عقليا، وخطرا يهدد الحاضر والمستقبل على النشء، من خلال فكر طائفي صفوي، دخيل على منطقتنا، وثقافة خمينية مستوردة، لا علاقة لها بالهوية الحضارية اليمنية.

وطالبت جميع أبناء الشعب اليمني بحماية أبنائهم من هذا المشروع الخبيث -حد وصفهم-، والتصدي لخطر هذه الجائحة الهوجاء التي تنال من أبنائهم أمام أعينهم، مشيرة إلى أن هذا الخطر لا تقتصر خطورته على الهوية الدينية فقط بل على الهوية الوطنية الجامعة وعلى مستقبل الوطن كله وعلى أمن المنطقة برمتها.

إقرار حوثي بتجنيد الأطفال

المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً، وإن حاولت تارة التحفظ عن الإقرار بهذه الجريمة، إلا أن قياداتها في خطابات تدشين هذه الأنشطة تقع في فضيحة الإقرار بحقن أفكار الأطفال والنشء بالطائفية، إثر تلقينهم دروسا من مناهج أُعدّت لهذه الدورات، من تأليف زعامات لها بينهم الصريع حسين الحوثي (شقيق زعيمها عبدالملك)، زاعمة انها تحصنّهم ممن اسمتها (القوى التكفيرية وعملاء أمريكا وإسرائيل)، معززة ذلك بتغذية ثقافة الكراهية والحقد والانتقام لديهم قبل دفع من جندتهم إلى جبهات القتال المحلية لا أكثر.

وتواصل ماكينة الإعلام الحوثي ضخ الاكاذيب، بأن هذه الدورات تحصّن للأطفال من الوقوع في الخطيئة والانزلاق في الفاحشة، بمزاعم مواجهة الحرب الناعمة، وراج هذا الخطاب في إعلامها لاستعطافها المجتمع اليمني المعروف بمحافظته ونبذه لمثل هكذا سلوك، مع أن التقارير الحقوقية والأممية تؤكد تسجيل حالات تحرش واغتصاب تعرض لها الأطفال في مراكز صيفية سابقة ومعسكرات تدريب، علاوة على أن المليشيا تستخدم الجنس سلاحا ضد خصومها، لا سيما الناشطات والحقوقيات، في وقت أيضاً كانت قد أدلت ناجيات من سجون الأمن والمخابرات الحوثية، بشهادات تعرضهن للتحرش الجنسي، وزميلات لهن تعرضن للاغتصاب.

الحوثي يحشد طاقاته

ناشطون يمنيون علقوا بسخرية على التضليل الإعلامي الحوثي بالقول: "أمريكا لم تقتل قياديا حوثيا واحداً منذ بدء عملياتها العسكرية رداً على هجمات البحر الأحمر، وفي تخادم واضح مع طهران لارتباطها بمصالح مشتركة في اليمن والمنطقة، بينما المليشيا الحوثية تغرر على البسطاء بأن حربها العبثية في مأرب والضالع والساحل الغربي وتعز وغيرها هي ضد أمريكا (الكافرة)، لكنها في الوقت نفسه تُحيّي روسيا والصين، وكأنهما ممن شهد غزوة بدر".

وأضافوا: لم يعد هناك أدنى خجل للكذب الحوثي المستمر لأكثر من تسع سنوات. أمريكا هي من أوقفت تحرير ميناء الحديدة وبقية المحافظة، عبر نفوذها في الأمم المتحدة ومجلس الامن، وسفنها العسكرية وحلفائها المنتشرة في البحر الأحمر هي من تسمح بتهريب الأسلحة والمخدرات من إيران إلى الحوثيين في الحديدة، وهي من أصدرت قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وبعد أقل من شهر ألغته، وقبل اشهر اعادته إلى الواجهة للاستهلاك الاعلامي فقط، فهي من تحاول فرضهم -حاليا- أمرا واقعا بتحسين وجههم القبيح عبر عمليات البحر الأحمر، وتقويض الحكومة الشرعية والقوات العسكرية المناوئة لهم.

وتستخدم المليشيا الحوثية شتى الطرق لغرض استقطاب الأطفال والنشء إلى معسكراتها الصيفية، فهي تدرك أن هذه الشريحة ضعيفة في إدراكها للحقائق وابعاد المشروعات الطائفية والسياسية. وتستخدم المليشيا طرق تحفيز متعددة، من بينها وعود بتقديم سلل غذائية ومساعدات نقدية من تلك التي تجنيها من المنظمات الأممية، ومنحهم هدايا يتم فرضها على الشركات والتجار، وهو ما تعتبره موسماً ليعود على قياداتها أيضاً بعائدات مادية ضخمة.

وحشدت مليشيا الحوثي جميع طاقاتها ودعت من أسمتهم "أصحاب القدرات التثقيفية والعلمية والمعلمين والعاملين" المشاركين في الدورات إلى استخدام جميع قدراتهم الإبداعية والعلمية من أجل المساهمة في غسل أدمغة الطلاب والشباب واستبدال الوسطية والاعتدال السائدة في البلاد بالتطرف والطائفية تحت ذريعة "المفهوم القرآني والهوية الإيمانية".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأطفال والنشء

إقرأ أيضاً:

ليست عشوائية.. حقائق وأبعاد وجود معسكرات سرية لتدريب عناصر داعش في سوريا

بغداد اليوم -  بغداد

في ظل التصعيد الأمني والسياسي المستمر في المنطقة، عادت تقارير عن وجود معسكرات سرية في سوريا لتدريب عناصر تنظيم "داعش" العراقيين إلى الواجهة، وسط تحذيرات من تدخلات إقليمية تهدف إلى زعزعة استقرار العراق ودول الجوار. هذه التقارير، التي أثارت جدلاً واسعاً، تزامنت مع تصريحات رسمية من عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، النائب ياسر إسكندر وتوت، الذي أكد أن "داعش" ما يزال يشكل تهديداً للأمن العراقي، رغم تراجع نشاطه بنسبة 95%.


تفاصيل التقارير

كشفت وسائل إعلام كردية، يوم الجمعة (7 شباط 2025)، عن وجود معسكرات سرية في سوريا تُدار بتمويل وإشراف تركي، حيث يتم تدريب عناصر من تنظيم "داعش" العراقيين لتنفيذ هجمات في مناطق ذات أغلبية كردية في شمال سوريا. ووفقاً لوكالة أنباء "ANF" الكردية، فإن هذه المعسكرات تقع في مناطق قريبة من إعزاز وإدلب، وتضم حوالي 1,200 عنصر، معظمهم من أصول عراقية، خاصة من مدن الموصل وصلاح الدين والشرقاط.

وأشارت التقارير إلى أن التدريبات تتم تحت إشراف مدربين أتراك، بما في ذلك أفراد من وحدات الكوماندوز التركية، حيث يتلقى العناصر تدريبات عسكرية مكثفة قبل أن يتم توزيعهم على مناطق مختلفة في سوريا والعراق. ومن أبرز مواقع هذه المعسكرات:  

1. منطقة مرمى حجر قرب طرابلس.  

2. مناطق حدودية مع محافظة إدلب.  

3. معسكر باب السلامة قرب حلب.  

4. معسكر بركودان في مارع قرب إعزاز.  

5. معسكرات أخرى في إدلب مثل الفقراء والوضيحي وأمان عطمة ونور الشام.


ردود الفعل الرسمية

علق عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، النائب ياسر إسكندر وتوت، على هذه التقارير، مؤكداً لـ"بغداد اليوم"، أن المعلومات المتاحة حالياً لا تؤكد وجود معسكرات سرية لتدريب عناصر داعش العراقيين في سوريا. وأضاف أن وجود عناصر داعش في سوريا ليس أمراً سرياً، خاصة في مخيم الهول الذي يضم عدداً كبيراً من العراقيين من قيادات وعناصر وعوائلهم.

وأوضح النائب أن "داعش" هو نتاج مخطط مخابراتي دولي يهدف إلى تحقيق أهداف إقليمية، مشيراً إلى أن التنظيم لا يعمل بشكل عشوائي، بل يتم تمويله ودعمه من قبل دوائر مخابراتية متعددة. وأكد أن العراق يتعامل مع هذا التهديد بحزم، مما أدى إلى انخفاض نشاط التنظيم بنسبة 95%، خاصة بعد الضربات الأمنية الأخيرة التي أسفرت عن قتل 70% من الإرهابيين، بما في ذلك قيادات متقدمة.


الأبعاد الإقليمية

تشير التقارير إلى أن تركيا تسعى من خلال هذه المعسكرات إلى إعادة تأهيل مقاتلي داعش الذين هُزموا سابقاً في مناطق مثل سنجار ومخمور داخل العراق. ويرى مراقبون أن الهدف من هذه الخطوة هو زعزعة استقرار شمال سوريا، خاصة في المناطق الكردية، واستخدام التنظيم كأداة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.

من جهة أخرى، أكد النائب ياسر إسكندر وتوت أن أي زعزعة لأمن العراق ستنعكس على أمن الدول الإقليمية، مشيراً إلى أن الجميع يدرك أن التلاعب في هذا الملف سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها.


ورقة ضغط على الكُرد

يرى الخبراء أن عودة الحديث عن معسكرات تدريب داعش في سوريا يعكس استمرار التنظيم كأداة في الصراعات الإقليمية. وأشاروا إلى أن "داعش" ما يزال يشكل تهديداً قائماً، خاصة مع وجود دعم خارجي يمكن أن يعيد إحياء نشاطه في أي وقت، مؤكدين أن تركيا تسعى إلى استخدام التنظيم كورقة ضغط في مواجهة القوات الكردية في سوريا، مما يعقد المشهد الأمني في المنطقة.

في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها المنطقة، تظل قضية معسكرات تدريب داعش في سوريا ملفاً شائكاً يتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً لمواجهة هذا التهديد. وفي الوقت الذي يؤكد فيه العراق على نجاحه في تقليص نشاط التنظيم، تبقى الجهود المبذولة لضمان أمن المنطقة واستقرارها بحاجة إلى مزيد من التنسيق والشفافية.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية تختتم الموسم الأول لمبادرة كن كاتبا -كن مبدعا
  • مكتبة الإسكندرية تختتم الموسم الأول لمبادرة "كُن كاتبًا -كُن مبدعًا"
  • قناصو المليشيات الحوثية تستهدف النساء بمحافظة تعز
  • الميليشيا الحوثية تعمق الفساد في صنعاء وتؤثر على الخدمات العامة
  • تحركات حوثية لإنشاء معسكرات تدريبية غربي تعز
  • مقتل جندي صهيوني متأثرا بإصابته في أحد معسكرات جيش الاحتلال
  • اليمن يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال
  • مياه أسوان تختم فعاليات عقول واعدة مستقبل اخضر بالتعاون مع التعليم
  • مياه أسوان تختم فعاليات الدورة التدريبية "عقول واعدة مستقبل أخضر"
  • ليست عشوائية.. حقائق وأبعاد وجود معسكرات سرية لتدريب عناصر داعش في سوريا