-اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية من سياسة الخداع والألاعيب والكذب المتواصل، استراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني العادلة في التحرر وإقامة دولته المستقلة وللتحايل والالتفاف على حقوق الشعوب العربية والإسلامية، ووجدت من أبناء الأمة من يتماهى وينساق وراء ترهاتها ليمضي بجنون وبلا بصيرة يسوّق ويروّج لها على كافة المستويات.
-منذ عقود رفعت أكذوبة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مقابل إدماج كيان الاحتلال “اللقيط” والمنبوذ في المنطقة، ونجحت تحت هذا الشعار الأجوف من تحقيق الكثير من الخطوات على صعيد مشاريع التطبيع المقيتة، دون أن يتحقق شيء يُذكر من استحقاقات ومتطلبات الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في إقامة دولته، وما فتئت تعرقل وتنسف كل جهد دولي في هذا الاتجاه.
– يوم الجمعة الماضي كان “الفيتو” الأمريكي – كالعادة وكما كان متوقعا – بالمرصاد لنسف قرار مجلس الأمن الدولي لمنح “دولة فلسطين” العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
– مشروع القرار العربي بمنح فلسطين صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة كان مصيره الفشل، ليضاف إلى سلسلة طويلة من القرارات المشابهة التي وقفت أمريكا حجر عثرة في طريقها، وحتما لن يكون الأخير، فقد استمرأت واشنطن مواقفها العدائية ضد كل ما هو عربي ومسلم، بعد أن اطمأنت إلى تخاذل وارتهان وتغابي الأنظمة العربية وقبولها لعب دور مزيل قذارات وحقارات حكام البيت الأبيض ومحاولاتهم الدائمة لتلميع صورتهم البشعة أمام المحافل الدولية.
-لم تعد أمريكا تكترث لردود فعل معظم الدول العربية إزاء مخلفاتها وما يصدر من قادتها من تفاهات ومواقف عدائية ضد الأمة وحقوقها ومقدساتها وتطلعات شعوبها.
-“الفيتو “صار عنوانا كبيرا للعداء الأمريكي للعرب والمسلمين، لكن لا أحد منهم يستطيع الاعتراض أو حتى التساؤل وإبداء بعض الامتعاض ضد هذا العداء المبين.
-بتنا نسمع في الداخل الأمريكي انتقادات أكثر حدّة وأثرا من مواقف وبيانات الدول العربية الخجولة إزاء الدعم المجنون لكيان الاحتلال وآخرها ما ورد على لسان السيناتور بيرني ساندرز من نقد حاد لحكومة بلاده على تخصيصها لمليارات الدولارات لحكومة تتعمد قتل الأطفال في غزة بالتجويع والاستهداف العسكري المباشر والانحياز الأعمى الأمريكي إعلاميا وسياسيا لدولة الاحتلال في حربها العدوانية على الشعب الفلسطيني.
في وداع “لحظة يا زمن”
إنه كاتب مجيد وصحفي من الطراز الفريد وإعلامي وأديب بارع، كانت الكلمات تنقاد طيّعة في أنامله الأنيقة.. ملأ الدنيا وشغل الناس بإبداعاته، وما يسطر بقلمه الرشيق، صار اسم عموده الشهير” لحظة يا زمن” – في صدر هذه الصفحة تحديدا – على كل لسان حتى كاد يصير مثلا متداولا بين الناس، لكنه رحل بصمت وبهدوء.
الزميل والكاتب والصحفي الكبير محمد المساح ودّع الزمن وأيامه ولحظاته، تاركا إرثا صحفيا حافلا، وكثيرا من الحزن والحسرات والوجع المتضخم في قلب كل من عرف هذا الإنسان المبدع والودود، رحمه الله رحمة الأبرار وتقبله في زمرة عباده الصالحين، وسبحان الحي الذي لا يموت.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من القاهرة.. مصر تطرح خطة شاكلة لإعمار غزة والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني خلال القمة العربية
انطلقت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، القمة العربية الطارئة التي جاءت بناءً على طلب دولة فلسطين، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الأحداث المتسارعة في قطاع غزة. وترأس القمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم عرض خطة مصرية شاملة تهدف إلى إعادة إعمار غزة، وتوفير حلول عملية لدعم الفلسطينيين، والحفاظ على حقوقهم في إطار حل الدولتين.
المحاور الرئيسية للقمة
شهدت القمة مناقشات مكثفة حول سبل التعامل مع الأزمة الفلسطينية الحالية، حيث قدمت مصر خطة استراتيجية ترتكز على عدة محاور، أبرزها تشكيل لجنة مستقلة لإدارة شؤون قطاع غزة خلال فترة انتقالية تمتد لستة أشهر، وإيجاد حلول سريعة لإعادة إعمار القطاع، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لضمان استقرار المنطقة.
خطة مصر لإدارة غزة
في إطار الجهود المصرية، طرحت القاهرة مقترحًا لتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون غزة، تتألف من شخصيات غير حزبية "تكنوقراط" تعمل تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، وذلك لضمان سير العمل الإداري خلال المرحلة الانتقالية. تأتي هذه الخطوة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية، وإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع بشكل يُمهّد لعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.
كما تضمنت الخطة توفير سكن مؤقت للنازحين داخل قطاع غزة عبر سبعة مواقع مخصصة، تستوعب أكثر من 1.5 مليون شخص، بهدف الحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة جراء الحرب الأخيرة.
إعادة الإعمار وحماية المدنيين
أدانت الخطة المصرية استهداف المدنيين والتصعيد العسكري غير المسبوق في غزة، مؤكدةً على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية. وشددت على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، مما يتطلب دعماً عربياً ودولياً لإعادة تأهيل بنيته التحتية، وتعزيز صمود السكان في مواجهة التحديات الراهنة.
وأشارت الخطة إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان غزة، بما يشمل الغذاء، والمياه، والخدمات الطبية، إلى جانب إعادة بناء المنازل والمرافق العامة التي دُمّرت بفعل القصف المستمر.
وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار
طالبت مصر بالحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، مشددة على أن تنفيذ خطط الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي، وضمان الأمن بما يعزز آفاق حل الدولتين. كما دعت المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، محذرةً من أن انهياره سيؤدي إلى إعاقة الجهود الإنسانية وعملية إعادة الإعمار.
واقترحت مصر تبني نهج تدريجي يراعي حقوق الفلسطينيين، ويضمن تحقيق تطلعاتهم المشروعة بإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً بين الضفة الغربية وقطاع غزة، في إطار قرارات الشرعية الدولية.
تدريب الشرطة الفلسطينية ودور المجتمع الدولي
تضمنت الخطة المصرية مقترحًا لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية، بمشاركة مصر والأردن، تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة لضمان الأمن والاستقرار. كما ناقشت القمة فكرة التواجد الدولي في الأراضي الفلسطينية، بما يشمل إرسال قوات حفظ سلام دولية، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكدت الخطة المصرية أهمية تعزيز دور السلطة الفلسطينية في تطوير مؤسساتها الأمنية والإدارية، بما يضمن تحقيق الاستقرار في المناطق الفلسطينية، إضافة إلى ضرورة توفير دعم سياسي ومالي لدعم هذه الجهود.
إعادة الإعمار على مدى ثلاث سنوات
بحسب ما نشرته قناة القاهرة الإخبارية، فإن خطة إعادة إعمار غزة المصرية تستغرق ثلاث سنوات، وتعتمد على برامج متوازية تدمج بين التعافي المبكر والإعمار الشامل، مع التركيز على تحقيق استقرار سياسي مستدام في القطاع. وتشمل أبرز ملامحها:
إزالة الأنقاض وتأهيل البنية التحتية.
إنشاء منطقة عازلة داخل القطاع لضمان استقرار أمني خلال عمليات الإعمار.
بناء 20 منطقة إسكان مؤقتة، بمشاركة شركات مصرية ودولية، لاستيعاب النازحين.
تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة للإشراف على المشاريع التنموية وإدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
التأكيد على حل الدولتين كخيار استراتيجي لإعادة الاستقرار للمنطقة.
آفاق الحل السياسي ورؤية مصر المستقبلية
أكدت مصر أن كافة الجهود المبذولة يجب أن تصب في تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما شددت على ضرورة التوصل إلى هدنة متوسطة الأمد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تترافق مع إجراءات بناء ثقة متبادلة، ووقف جميع الممارسات الأحادية التي قد تعرقل جهود السلام.
وترى مصر أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب معالجة جذرية للأوضاع في غزة، عبر خطة شاملة تتعامل مع الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية بشكل متوازن، وفقًا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
تأتي القمة العربية الطارئة في القاهرة وسط تحديات جسيمة تواجه القضية الفلسطينية، حيث تسعى مصر إلى تقديم رؤية عربية شاملة تعزز حقوق الفلسطينيين وتدعم عملية إعادة الإعمار دون المساس بثوابت القضية. ويبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بتعاون المجتمع الدولي، والتزام الأطراف المعنية بالعمل على تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.