مدير ميناء “إيلات”: نخسر ملايين الدولارات شهرياً وشركات الشحن لا تثق في التحالف الأمريكي
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
يمانيون – متابعات
قال المديرُ التنفيذيُّ لميناء أُمِّ الرشراش المحتلّة (إيلات)، جدعون غولبار: “إن “إسرائيل” ودول التحالف الأمريكي البريطاني أثبتت أنها عاجزة وخائفة في مواجهة الهجمات اليمنية التي أَدَّت إلى تعطيل الميناء وإيقاف نشاطه بشكل كامل.
وأضاف أن هذا العجز جعل اليمنيين يزدادون قوةً”، وأكّـد أن شركات الشحن لا تثق في قدرة التحالف الأمريكي على حمايتها لاستئناف رحلاتها إلى الميناء عبر البحر الأحمر مجدّدًا، مُشيراً إلى أن الشركة التي تدير الميناء تتكبد خسائرَ شهرية كبيرة جراء الإغلاق، برغم حصولها على تعويضات من حكومة العدوّ الصهيوني.
ونشر موقع “كالكاليست” الاقتصادي العبري، الأحد، تقريرًا رصدته وترجمته صحيفة “المسيرة” جاء فيه أنه بعد أسبوعَينِ من بدء عملية “السيوف الحديدية” في غزة، وبالتحديد في 19 أُكتوبر (بداية الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني) بدأ التهديد اليمني على “إسرائيل” والذي “تركز بشكل بارز على إيلات التي عانت من عدة هجمات بواسطة الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز في الأشهر الأخيرة”.
وَأَضَـافَ أنه “داخل المدينة السياحية الجنوبية، كان أكبر الضحايا هو الميناء المحلي، الذي ظل فارغًا في الأشهر الأخيرة؛ بسَببِ التهديد لحركة السفن في البحر الأحمر”.
وَأَضَـافَ أن “السنتَينِ السابقتين للحرب كانتا من سنوات ازدهار الميناء الجنوبي، الذي شهد زيادةً كبيرةً في كمية البضائع التي تمر عبره، ولكن في غضون بضعة أشهر فقط، انعكس الواقع، وأصبح الميناء فارغًا، وعماله معرَّضون لخطر الطرد، والدولة تهدّد بإعادة تأميمه”.
ونقل التقرير عن المدير التنفيذي للميناء جدعون غولبار قوله: إنه “لسوء الحظ، من نهاية نوفمبر حتى اليوم لم تصل إلينا سوى 2-3 من سفن البضائع السائبة”.
وَأَضَـافَ أنه: “لا يوجد أي نشاط في ميناء إيلات، ومن المهم التأكيد على أن هذا ليس بسَببِ سوء الإدارة، وليس لأَنَّ الموظفين غير محترفين؛ بل بسَببِ منظمة (الحوثيين الإرهابية)” حسب تعبيره، وهو رد على اتّهامات كانت قد وُجِّهت لإدارة الميناء من قبل أعضاء في الكنيست خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب غولبار فَــإنَّ “إسرائيل ودول التحالف أثبتت أنها خائفة وضعيفة ومتردّدة، وبالتالي فَــإنَّ الحوثيين يرفعون رؤوسهم أكثرَ فأكثر”.
ورَدًّا على سؤال طرحه الموقع حول ما إذَا كان إرسال قوات دولية وأمريكية وأُورُوبية يزيد من احتمالات وصول السفن إلى الميناء، قال غولبار: “لسوء الحظ، لا، فشركات الشحن ليست على استعداد للثقة في دول التحالف، ولا أحد على استعداد لتحمل المخاطر وأسعار التأمين المرتفعة، لذلك، لا أفهم لماذا لا تجد إسرائيل حَلًّا”.
وحول إمْكَانية الاستغناء عن قناة السويس والاكتفاء بطريق رأس الرجاء الصالح، قال غولبار: “لا أعتقد أنه يمكننا الاستغناء عن قناة السويس، العديد من السفن لا تصل إلى أشدود والعقبة أَيْـضاً وفي النهاية سترتفع تكاليف البضائع، إن لم يكن الآن، ففي غضون شهر أَو شهرين”.
وحول خسائر الميناء، قال غولبار: “نخسر ما يصل إلى 10 ملايين شيكل شهريًّا (قرابة 2.7 مليون دولار) لدينا تكاليف الرواتب وأشياءُ أُخرى، شركة موانئ “إسرائيل” تساعدنا كَثيراً، ووزارة النقل هي أَيْـضاً داعمة، وآمل بشدة أن ينتقل هذا إلى وزارة المالية أَيْـضاً، فنحن لسنا متجرًا يبيع السلع الاستهلاكية مثل الأحذية أَو الملابس، نحن بنية تحتية وطنية لـ “إسرائيل” تنقل البضائع من خلالنا، نحن معبر حدودي، تخيلوا أن يتم إغلاق مطار بن غوريون غدًا ولا أحد يفعل شيئاً، لا أتمنى أن تندلع حرب في الشمال وأن تصل الصواريخ إلى ميناء حيفا وميناء أشدود، ولكن بعد ذلك، ماذا سيقول الجميع؟ ستكون “إسرائيل” تحت الحصار. لذلك، يجب علينا الآن فتح المعبر إلى إيلات”.
وأوضح غولبار أن الشركة التي تدير الميناء “تلقت تعويضات من الحكومة عن شهرَي نوفمبر وديسمبر، لكنها لا تغطي حتى أجور الموظفين”.
وقال: “أما بالنسبة لشهر يناير، فقد فهمت أن أُولئك الذين يعيشون في إيلات لا يتم تعويضهم” في إشارة إلى توقف التعويضات.
وحول الوضع الاقتصادي في مدينة أم الرشراش، قال غولبار: إنه “بالنسبة لأُولئك الذين يرغبون في القيام بأعمال تجارية؛ فهذه تعتبره مدينةً صعبةً، للأسف، حَيثُ تعتمد إيلات بشكل أَسَاسي على السياحة، وهو مجال حساس للغاية للتغييرات، لذلك، فَــإنَّ الميناء هو مرساة اقتصادية لمدينة إيلات”.
وأضاف: “خلال فترة كورونا، كانت المدينة مقفرة، والمكان الوحيد الذي نجح هو ميناء إيلات، لكن اليوم، مع الحرب، لا يوجد سياح قادمون من الخارج، هناك أشخاص تم إجلاؤهم لم يدعموا الاقتصاد؛ لأَنَّهم كانوا فقراء حقًّا، ولم يأتوا بأي شيء تقريبًا”.
وحول أهميّةِ ميناء أُمِّ الرشراش، قال غولبار: “يجبُ ألا ننسى أن ميناء إيلات هو بوابة “إسرائيل” الجنوبية إلى الشرق الأقصى وأستراليا، من المستحيل وضع جميع الموانئ في اتصال مع أُورُوبا فقط، انظروا ماذا يحدث مع الحوثيين، فمن أجل نقل البضائع إلى أشدود، يجب على المرء أن يدورَ حول رأس الرجاء الصالح، هذا هو السبب في أن إيلات ميناء أَسَاسي، وليس عبثًا أن الحكومات الإسرائيلية قرّرت أن ميناء إيلات هو رصيد استراتيجي وطني لإسرائيل”.
وحول أهميّة الميناء لاستيراد السيارات إلى كيان العدوّ، قال غولبار: إنه “إذا كان لديك سفينة تحمل 4000 سيارة، فَــإنَّ عبور قناة السويس يكلف حوالي 500000 دولار؛ أي حوالي 125 دولارًا لكل سيارة، حَيثُ تبلغ الضريبة على السيارة حوالي 100 % وكذلك على الشحن البحري؛ أي أن هناك بالفعل فرقًا قدره 250 دولارا بين أشدود وإيلات، وحتى مع النقل البري، سيظل النقل من ميناء إيلات أرخص بـ 100 دولار بالمقارنة مع ميناء أشدود”.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، يتخصص ميناء إيلات في تفريغ السيارات، حَيثُ نقوم بتفريغ حوالي 1200 سيارة في كُـلّ وردية، مقارنة بالموانئ الأُخرى التي تقوم بتفريغ 600-700 سيارة في الوردية، كما أن ذلك يقلل من مقدار الوقت الذي ترسو فيه السفينة في الميناء، وهو وقت مكلف، بالإضافة إلى أن الرطوبة في إيلات أقل أَيْـضاً وهو أمرٌ جيدٌ للتخزين، وإلى المركبات كان لدينا شحنات أُخرى مثل تصدير البوتاس من البحر الميت إلى الشرق الأقصى، ومن خلالنا، كان يتم تصدير ما بين 1.8 مليون وَمليونَـــي طن من البوتاس إلى الهند والصين”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: میناء إیلات میناء أ أ ی ـضا ف ــإن
إقرأ أيضاً:
فلسطين تدين “الفيتو” الأمريكي ضد وقف إطلاق النار بغزة
غزة – أدانت الرئاسة الفلسطينية، امس الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة سلطة النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وفي وقت سابق الأربعاء، استخدمت الولايات المتحدة سلطة النقض (فيتو) مجددا ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.
وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضوا من أعضاء المجلس لـ15، لكنه لم يُعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة، الدائمة العضوية بالمجلس، سلطة النقض (فيتو).
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن بيان للرئاسة أن “استخدام الإدارة الأمريكية الفيتو للمرة الرابعة، يشجّع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في جرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني الشقيق”.
وذكرت أن في استخدام “الفيتو” تشجيع لإسرائيل في تحدي “جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وفي مقدمتها فتوى محكمة العدل الدولية التي صدرت في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي دعت لوقف العدوان، وإنهاء الاحتلال، والانسحاب من قطاع غزة”.
وشددت على أن مطالب دولة فلسطين من مجلس الأمن والمجتمع الدولي “كانت واضحة في استصدار قرار تحت الفصل السابع لوقف العدوان ووقف إطلاق النار وجرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد شعبنا الأعزل”.
وتتيح القرارات الصادرة بموجب الفصل السابع باستخدام المجتمع الدولي القوة العسكرية لتنفيذها.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي ودوله الأعضاء بـ”تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، بالعمل الفوري على وقف العدوان المتواصل، والكارثة الإنسانية، والمجاعة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة”.
وكان مشروع القرار يؤكد “المطالبة بامتثال الأطراف للالتزامات الواقعة على كاهلها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بالأشخاص الذين تحتجزهم وبتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من الحصول فورا على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة”.
ورفض مشروع القرار في الوقت نفسه “أي عمل يؤدي إلى تجويع الفلسطينيين، وطالب بتيسير دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع ومأمون ودون عوائق على نطاق واسع إلى قطاع غزة بجميع مناطقه”.
ودعا جميع الأطراف إلى “الامتثال التام للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، ولا سيما أحكامه المتعلقة بحماية المدنيين، ومنهم خصوصا النساء والأطفال والأشخاص العاجزون عن القتال، وكذلك أحكامه المتعلقة بحماية الأعيان المدنية”.
من جهته، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن “استخدام إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن حق النقض لإفشال قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يؤكد شراكتها في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”.
وأكد البرغوثي في بيان وصل الأناضول، أن تصويت واشنطن “منفردة ضد القرار، في مواجهة جميع أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم حلفاؤها التقليديون يؤكد عزلتها السياسية مع إسرائيل”.
وأضاف أن “إدارة بايدن تصر حتى في أيامها الأخيرة على نهجها المعادي للشعب الفلسطيني و للقانون الدولي و القانون الإنساني الدولي”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تمارس إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأناضول