“مدينة رفح” آخر ملاذ للنازحين.. بين الواقع المؤلم و المصير المجهول
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
لا تزال حكومة نتنياهو تهدد بين الحين والآخر بالدخول البري الواسع لمدينة رفح الفلسطينية، جنوبي قطاع غزة، وذلك زعمًا منها أن رفح تُعد آخر معاقل المقاومة الفلسطينية، متأملين تحقيق نصر ظاهري، يمكن أن ينقذ نتنياهو وحكومته من مساءلة ما بعد إخفاق طوفان الأقصى، والذي أحدث زلزالاً في كيان العدو في السابع من أكتوبر الماضي.
أكثر من مليون ونصف نازحٍ يتكدسون في مدينة رفح بعد تهجيرهم قسرا من بقية مدن القطاع، بسبب جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني بحقهم، والتي لم تستثن بشرًا ولا حجرًا في تعمد قتل وتدمير كل مناحي الحياة فيها.
وتحذر الأمم المتحدة من وضع كارثي في مدينة رفح، في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح المدينة عسكريًّا، مبينة ما تواجهه مؤسساتها من ضغوط هائلة لوضع خطة تهدف إلى مساعدة النازحين في المدينة، فيما تستعد إسرائيل بالتزامن مع هذا لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.
لماذا رفح؟
مع بدء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة بعد عملية طوفان الأقصى، كان الاستهداف الأكبر على مدن الشمال؛ حيث لم يترك العدو لسكانها فرصة للعيش حتى في مراكز الإيواء والنزوح التابعة للأمم المتحدة، ما اضطر أهالي المدن الشمالية والوسط إلى النزوح نحو الجنوب، وازداد الأمر صعوبة بعد تكثيف القصف والعدوان على الجنوب في مدينة خانيونس، فضاقت على أهل غزة أرضهم حتى لم يجدوا ملجأ غير مدينة رفح الحدودية.
وتقع مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الشريط الحدودي الفاصل بينه وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، وتتميز بكونها أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية؛ حيث تبلغ مساحتها 55 كيلو متراً مربعاً، فيما يقع المعبر الحدودي الوحيد مع مصر في مدينة رفح، والذي يشكل المنفذ الأهم لإدخال المساعدات إلى غزة وإخراج المصابين لتلقي العلاج والسفر.
وخلال العقود الماضية كانت عشرات الأنفاق تمتد عبر الحدود بين غزة ومصر بشكل غير رسمي، حتى قام الجيش المصري خلال السنوات الماضية بهدمها، وإقامة الحواجز على أرضها لتحول دون التسلل من وإلى غزة (حسب تقدير السلطات المصرية).
التقارير الغربية تؤكد أن شبكة الأنفاق في غزة، تعد ما بين 500 و 700 كيلو متر تحت كافة مدن القطاع، وعلى الرغم مما قامت به السلطات المصرية من إجراءات لمنع التواصل بينها وبين غزة، إلا أنه لم يُعرف حتى الآن ما إن كانت تحتوي على أنفاق أم لا، فيما من المؤكد أن معبر رفح تدخل منه مئات الشاحنات بشكل يومي إلى القطاع من معبر رفح، في الحالات الطبيعية أي قبل الحرب.
محطات تاريخية
خضعت مدينة رفح للحكم البريطاني عام 1917، بينما في عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وتحولت السيطرة عليها إلى مصر، حتى وقعت في أيدي إسرائيل عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967؛ حيث احتلتها إسرائيل.
عقب اتفاقية كامب ديفيد تم تقسيم رفح إلى نصفين بالأسلاك الحدودية الشائكة؛ حيث استعادت مصر سيناء، وبناء عليه انفصلت رفح سيناء عن رفح غزة، وبلغت مساحة الشطر الواقع في غزة ثلاثة أضعاف مساحة الشطر الذي يقع في مصر تقريبًا.
على الجانب الإنساني، يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس، وإلى بدو صحراء النقب، وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا من مختلف القرى والمدن إلى رفح بعد “النكبة” عام 1948.
أزمة النازحين
وبنزوح نحو مليون ونصف المليون من محافظات ومدن القطاع، يكون عدد سكان رفح قد تضاعف 5 مرات؛ حيث يعيشون في ظروف مصعبة في مراكز إيواء مكتظة كالمدارس أو في الشوارع، أو في أي رقعة أرض، محاطين بالسياج الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.
كما تعاني المدينة على المستوى الصحي، فلا يوجد بها إلا عدد قليل من المستشفيات أبرزها مستشفى رفح المركزي، ومستشفى الكويت التخصصي، ومستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وجميعها تعاني نقص الإمدادات الطبية، وغياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يؤثر على قدرة الأطباء والفرق الصحية في توفير العلاج، ومراعاة المرضى.
تقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمناً، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإنّ المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.
ويعيش النازحون في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية؛ حيث شُيد الآلاف من الخيم في رفح منذ بداية ديسمبر بالقرب من الحدود المصرية؛ حتى بلغت المساحة التي تغطيها الخيم الجديدة حوالي 3.5 كيلومتر مربع.
وفضل العديد من النازحين البقاء في الجزء الغربي من المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.
التهجير أو العودة
وتتجه أنظار النازحين بل والعالم كله نحو ما ستسفر عنه محادثات القاهرة بشأن التوصل لاتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار؛ حيث تتعنت إسرائيل في التوصل إلى تهدئة الأوضاع، وتهدئ باستكمال حربها على الشعب الفلسطيني في غزة، بينما تؤكد المقاومة انفاتحها على كافة الأطروحات التي تؤدي إلى وقف العدوان وانسحاب القوات الإسؤائيلية من كافة أراضي غزة.
ويبقى هذا هو الأمل الأخير لسكان ونازحي مدينة رفح، الذين يترقبون قرارًا يعيدهم إلى ديارهم، ويتخوفون قرارًا يدفعهم نحو المزيد من الهجرة والتوجه إلى مصير مجهول لا يدرون أين أو متى ينتهي، وهل يكتب عليهم أن يعيشوا نكبة أخرى غير محدودة الزمان والمكان، أم يتحالف معهم القدر ويُجنِّبُهم ما يخافون.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
آبل تتخلى عن مشروع نظارات الواقع المعزز.. تفاصيل
أفادت تقارير صحفية بأن شركة آبل اتخذت قرارا بإلغاء مشروعها لتطوير نظارات الواقع المعزز، وذلك في وقت تواصل فيه شركة “ميتا”، التقدم في مشاريع النظارات الذكية، مستفيدة من النجاح الكبير الذي حققته نظاراتها الذكية Ray-Ban، التي تجاوزت مبيعاتها مليون وحدة.
وبحسب ما ذكرته وكالة “بلومبرج”، كان مشروع نظارة آبل للواقع المعزز يحمل الرقم الرمزي N107، وكان من المقرر أن تكون هذه النظارة مشابهة للنظارات التقليدية مع وجود شاشات مدمجة في العدسات تسمح بالاتصال بجهاز ماك، وكان الهدف هو توفير تجربة عرض افتراضي مماثلة لما تقدمه نظارة Vision Pro، ولكن بتصميم مدمج وبسعر أقل.
تحديث iOS 18.3 من آبل يفعّل ميزة ذكاء اصطناعي «خطيرة» افتراضيًالكي تحافظ على بطارية آيفون.. آبل تحذرك من هذا التصرف
التصميم المقترح كان يتضمن أيضًا عدسات مزودة بميزة تغيير التعتيم، مشابهة لتقنية EyeSight في نظارة Vision Pro، من أجل إشعار الآخرين بحالة المستخدم، سواء كان مشغولا أو لا، ومع ذلك، لم يكن المشروع يحتوي على كاميرا أو ميزات الواقع المختلط التي تتمتع بها Vision Pro.
وواجهت آبل تحديات كبيرة في سبيل تحقيق توازن بين الأداء الجيد والكلفة المناسبة في تطوير هذا المنتج. كانت الخطة الأولية تعتمد على إمكانية ربط النظارات بهاتف آيفون، لكن تمثل استهلاك الطاقة المرتفع عائقا رئيسيا، مما جعل الشركة تحاول الربط بأجهزة ماك عوضا عن ذلك. بيد أن هذه الاستراتيجية لم تكن محبذة في التجارب الداخلية، مما أدى في النهاية إلى إلغاء المشروع.
وهذا الإلغاء يثير تساؤلات حول مستقبل آبل في مجال الواقع المعزز، لاسيما بعد تقارير تفيد بإلغاء مشروع آخر للنظارات في عام 2023. كما يبدو أن العمل على الجيل الثاني من Vision Pro قد توقف لصالح تطوير نسخة أقل سعرا من المنتج الحالي، والذي يواجه أيضًا صعوبات في تحقيق انتشار واسع.
وعلى الجهة المقابلة، تواصل شركات المنافسة تعزيز مواقعها في هذا القطاع، حيث شهد معرض CES 2025 عرض مجموعة متنوعة من النظارات الذكية. دخلت جوجل رسميا إلى المنافسة من خلال نظام Android XR، كما أعلنت سامسونج عن مشروع موهان Moohan Project لتطوير نظارات الواقع المعزز.
وبالنسبة لشركة ميتا، كشفت العام الماضي عن نظارات Orion، وهي نموذج أولي يعتمد على شاشات Micro LED المتطورة وسوار التحكم العصبي، ويستمر زوكربيرج في الترويج للنظارات الذكية كمنصة مستقبلية للذكاء الاصطناعي، حيث تخطط ميتا لإطلاق نظارات ذكية تحمل علامة Oakley الرياضية، بالإضافة إلى نسخة متطورة من نظارات Ray-Ban الذكية مزودة بشاشة عرض، في وقت لاحق من هذا العام.