لبنان ٢٤:
2025-03-26@00:00:04 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

هل قررت اسرائيل فعلا شن حرب على لبنان ، أم ان كل ما يقوله مسؤولوها وينشره اعلامها يندرج في اطاري التخويف والتهويل؟ بمعزل عن الجواب ، الاكيد ان الايام القلية المقبلة حاسمة على صعيد الجبهة الجنوبية. فالسباق بين لغة الميدان واللغة الديبلوماسية قد يكون شارف على نهاياته ، ولاسيما بعد زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى فرنسا .

ووفق المعلومات فان رئيس الحكومة الاسرائيلية طلب الى باريس التحرك مع المسؤولين اللبنانيين لتهدئة الجبهة اللبنانية، وان الطلب الاسرائيلي نقل الى المسؤولين اللبنانيين. لكن حتى الان لا شيء يوحي بان الهدوء قد يعود الى الجنوب. من هنا يمكن فهم التهديدات التي اطلقها وزير الحرب في الحكومة الاسرائيلية بيني غانتس ، حيث اكد في كلمة امام الكنيست ان الحدود الشمالية مع لبنان هي ساحة التحدي الاكبر الان ، وان اسرائيل تقترب من نقطة الحسم مع لبنان . وقد تزامن التهديد الاسرائيلي مع تطور خطر على الجبهة ، اذ اعلنت كتائب القسام انها قصفت من جنوب لبنان ثكنة  اسرائيلية في الجليل الاعلى ب 20 صاروخ غراد ، وذلك ردا على ما يحصل في الضفة الغربية وغزة.

مقدمة تلفزيون "المنار"

يوما بعد يوم ، بل في كل ساعة تحمل عمليات المقاومة الاسلامية ضد الاحتلال نقلة جديدة في تكتيكها شديدة في تاثيرها .. ومع كل اعتداء على القرى والبلدات والمدنيين في الجنوب الصامد تلقن صواريخ المقاومين على اختلاف انواعها المستخدمة العدو درسا مؤلما بين تجمعات قواته التي تفر من مكان الى اخر بفعل ضربات المقاومين وبفعل دقة معلوماتهم حول تحركات الاحتلال بين منازل المستوطنات الفارغة والتي اعلن اربعون في المئة من سكانها انهم لن يعودوا اليها وانهم ان حاولوا تفقد منازلهم فانهم يفعلون ذلك كاللصوص…

وللاسرائيلي الذي يراهن على الوقت وعلى الحرب وعلى الحلول السياسية مع لبنان فان المقاومة التي اعدمت الحياة في مستوطناته الشمالية عليه ان يحسب حسابا حينما تتمكن المقاومة من اعدام الحياة في كل الاراضي المحتلة ، وعلى هذا الموقف لرئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين يتحرك حزب الل مع تطورات الميدان واثقا من قدراته التي يحذرها الصهيوني كثيرا..

وبكثير من الاعتزاز قابل الامام السيد علي الخامنئي انجازات القوات المسلحة الايرانية ضد اعتداءات الاحتلال الصهيوني معتبرا امام قادة هذه القوات ان عملية «الوعد الصادق» أثبتت قوة إيران في أعين العالم وأظهرت صورة مشرفة للشعب الإيراني مشددا على ضرورة مواصلة بناء القدرات..

وفي كل معايير البقاء والحياة لن تبقى للاحتلال قدرة على انقاذ نفسه من مسار الانهيار الواقع فيه بعدما قرب فشل عدوانه على غزة نهايته الحتمية واضافت المعادلة الايرانية الرادعة جرعة احباط في داخله المتوتر والمنقسم اكثر من اي وقت مضى.

وتبقى فلسطين فوق كل العناوين ومركزية كل القضايا، ورايتها التي تجوب العالم ما سقطت ولن تسقط بتاكيد الاحرار والمقاومين الذين جعلوا حجارة الارض حجارة من سجيل ويحولون اليوم راية وطنهم شعلة لهب بالمستوطنين المستعلين في الارض كما حصل في الضفة المحتلة مع مستوطن حاول اهانة علم فلسطين فجاءه الرد من تحت قدميه نارا احرقته واحرقت كل احلام كيانه.

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

ما هي الرسالة العسكرية الجديدة التي يريد حزب الله إيصالها من الجنوب، عبر القسام ؟ الداعي إلى هذا السؤال أن كتائب القسام أعلنت بعد ظهر اليوم أنها قصفت من جنوب لبنان، لم تحدد المنطقة، ثكنة شوميرا العسكرية، في القاطع الغربي من الجليل الأعلى بـ 20 صاروخ غراد. فهل هذا التطور مؤشر إلى احتمال أن تشهد جبهة لبنان مزيداُ من التصعيد في الأيام المقبلة؟ وهل يمكن اعتبار هذا التطور رداً على المحادثات اللبنانية في الاليزيه والتركيز على القرار 1701؟ 

على الجبهة الاسرائيلية  الإيرانية، وهي الجبهة الجديدة المفتوحة، والتي أغلقت سريعاً ، هنَّأ السيد خامنئي الجيش الإيراني ، فيما برز معطى ديبلوماسي جديد . صحيفة " شرق " الإيرانية ، تحدثت اليوم الأحد عن مباحثات تُجرى في نيويورك بين المندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة ، سعيد إيرواني ومسؤولين أميركيين. وبحسب ما تقول "شرق" نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن المباحثات تناقش عددًا من الملفات تشمل أيضاً بحث سبل إحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أن المباحثات النووية لم تعد تتابع فقط من قبل كبير المفاوضين الإيرانيين "علي باقري كني"، بل إن المندوب الإيراني في الأمم المتحدة أيضاً أصبح يتابع الملف.

البداية من تطور داخلي: الرئيس نبيه بري تلقى دعوة لزيارة باريس، ماذا في تفاصيلها؟ وبماذا أجاب؟ 

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

الغيوم الاقليمية السوداء ستبقى ملبَّدةً على سوادها الى امد غير منظور، ممطرةً آلاف الصواريخ فوق رؤوس الابرياء، سواء في غزَّة أم في جنوب لبنان، في ضوء التعثّر الواضح للمفاوضات اولاً، وغياب البحث في الحلول الجذرية ثانياً، والاصرار الاسرائيلي على الاجرام ثالثاً، وهو ما يُستشف من لهجة بنيامين نتنياهو التهديدية اليوم لرفح، حيث يتكدس مئات آلاف المدنيين، اذ توعد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بزيادة الضغط العسكريّ، في الأيام المقبلة، قائلاً في بيان مصور عشية عيد الفصح اليهوديّ: سنوجه ضربات إضافية ومؤلمة، وسنزيد الضغط العسكريّ والسياسيّ، لأنّ هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الرهائن.

اما لبنانياً، فمكانك راوح… اذا عدا عن الجلسة التشريعية المرتقبة للتمديد للبلديات والمخاتير، لا التئام قريباً لمجلس النواب لانتخاب رئيس، في ضوء غياب التوافق. وهو ما يعني عملياً تمديداً للوقت الضائع من عمر الوطن والناس، الذي تملأه بعض القوى السياسية بالشعبويات التقليدية، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، حفلة الدجل في ملف النزوح السوري، حيث تبين لبعض الاحزاب المسيحية ان المسؤول الاول عن ادخال النازحين السوريين وابقائهم في لبنان هو التيار الوطني الحر، لا رهانُها الفاشل على الحرب السورية، ومجاراتُها اللاواعية لوعود بعض الرؤساء والسفراء.

واليوم، امضى رئيس التيار جبران باسيل يوماً طويلاً في جزين، استهله بإطلاق اعمال ترميم السوق التجاري للمدينة، قبل ان يشارك في قداس، ثم في افتتاح بيت للشباب. اما الرسالة، فصمود في الارض، حتى في ظل الحرب، وهوية سياسية ثابتة لا تمحوها انتخابات عابرة، وانفتاح على الجميع من دون ذوبان، فدورنا هو الوصل والجمع وليس التقسيم والتجزئة، اذ لا يوجد مكان في لبنان الا وهو متداخل في بعضه فكيف نفكّر بتقسيمه، قال باسيل.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

عقوبات على كتيبة في الجيش الاسرائيلي .. وبحر من المساعدات الامنية لهذا الجيش فالولايات المتحدة التي اختارت دعم بؤر التوتر في ثلاث نقاط من العالم هي اوكرانيا وتايوان واسرائيل, نطحت سحاب المئة مليار دولار, و أفرغت في مخازن دولة الاحتلال ما يربو على ستة وعشرين مليارا  من شأنها ان تعزز التجهيزات لاجتياح رفح واستكمال الحرب على غزة في مناطق من القطاع. وحتى لا يلتبس الامر على الجمهور الاميركي والعالمي فان التصويت على حزمة ما يسمى بالمساعدات أتم واجباته الصهيونية من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ومنعا لأي سوء فهم وتقدير فإن اميركا مررت في اليوم نفسه اجراء سيقدم عليه وزير الخارجية انطوني بلينكن لفرض عقوبات تطال عددا من الجنود والضباط في كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للواء كفير العامل في الضفة الغربية. واقصى عقوبة ستطال هؤلاء ستكون عبر منع الكتيبة وأعضائها من تلقي أي نوع من السلاح أو التدريب العسكري الأميركي. واذا كانت المهزلة لم تجد لها ما يوصفها بعد .. فتلك العقوبات مع بحر السلاح والمساعدات الاميركية ستشكل اكثر المهازل المقرونة بالجرائم على مر التاريخ, فواشنطن تعاقب كتيبة واحدة على قتل مسن من اصل اميركي قبل عامين في الضفة الغربية , فلو كانت العقوبات غير هزلية لشملت الجيش الاسرائيلي بألويته وكتائبه كافة و نيتسح يهودا ضمنا والذي يتلقى أوامره العسكرية من قيادته العليا. وقبل ان تصل العقوبات الى الكتيبة قال قائدها إن أخلاق جيشنا أعظم من الجيش الأميركي, فيما رفض بنيامين نتنياهو القرار الاميركي معلنا أن حكومته ستتحرك بكل الوسائل ضد هذا القرار .لكن الطرفين الاسرائيلي والاميركي يناوران بدماء فلسطين من غزة الى الضفة  والتمويل وحده قادر على ازالة كل خلاف ومسح البقع عن ثياب العسكر المتطرف. ومع ترقب قرار العدو حيال رفح وسن سكينه على المنشار الاميركي فان الجبهة الشمالية دخلها اليوم عشرون صاروخا للقسام انطلاقا من لبنان, واعلن مساء عن مقتل ضابط من اللواء السادس في جيش العدو متأثرا بجراح اصيب بها في عملية عرب العرامشة قبل ايام .

وتوافق عضو كابينت الحرب بني غانتس ووزير الحرب يوآف غالانت على أن الحدود الشمالية هي ساحة التحدي الأكبر لإسرائيل  فيما أشار غالانت  من الجولان المحتل إلى أن نقطة الحسم بدأت تقترب. وسيظل هذا كلاما في لهواء طالما الحدود ما تزال معلقة على قواعد وتكتيكات لم تتغير معالمها فيما اعاد حزب الله ربط الجبهة الجنوبية بغزة وقال مسؤول ملف الموارد والحدود في الحزب النائب السابق نواف الموسوي للجديد ان هدفنا في  المرحلة المقبلة هو تحرير الثورة البترولية من الحصار الأميركي داعيا الى إدراج بند المقاومة كنص دستوري.

وفي انعكاسات الجبهة على الداخل المحلي فان الانفصال عن الواقع لم ينجح في تحريك العوامل الرئاسية وستجتمع الخماسية مطلع الاسبوع مع الرئيس نبيه بري لتضع امامه حصيلة مشاوراتها الاخير وربما تصل الى النتجية نفسها وتنتهي من حيث بدأت , ام الضغوط الاوسع مدى فستكون بملف النازحين اذ تتحرك الجيوش الاوربية على ابواب السراي الحكومية لاسيما بعدما تحالف لبنان مع دولة قبرص في حل هذا الملف النازف .

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مقدمة تلفزیون فی الضفة

إقرأ أيضاً:

ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟

 

 

تبذل إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب محاولات حثيثة من أجل تحقيق اختراق يقود إلى مفاوضات تنهي الحرب الروسية الأوكرانية على أمل أن يقود ذلك إلى مكاسب جيوستراتيجية كبيرة للولايات المتحدة التي تستعد لحشد مواردها لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا، وسط عراقيل وتحديات تواجه هذه المبادرة التي لم تتخط حتى اليوم حدود الضغوط على كييف والتلويح بقبول موسكو هدنة جزئية مؤقتة مدتها 30 يوميا.

تحليل / أبو بكر عبدالله

حتى اليوم لم تتوفر أي صيغة جاهزة للصفقة المنتظر أن تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، غير أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تحدثت عن مسار يقترح خطتين هما الخطة (أ) التي تسعى إلى مبادرة البيت الأبيض لمفاوضات مع كل من أوكرانيا وروسيا لوقف إطلاق النار وفق خطة تستوعب شروط ومخاوف ومطالب الطرفين، ثم الخطة (ب) التي ستمثل المرحلة الثانية بجمع طرفي الصراع على طاولة مفاوضات مباشرة بمشاركة وسطاء دوليين سعيا إلى انهاء الحرب بشكل دائم على قاعدة احترام مصالح جميع الأطراف.
وعلى ضبابية هذه الخطة فقد جاءت تصريحات الرئيس ترامب لتزيل الغموض على فحوى المبادرة الأمريكية بعد أن أكد أن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، وانضمامها لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أمر مستحيل، ناهيك بإصداره أمرا تنفيذيا بتعليق المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية المقدّمة لكييف، وتأكيده بأنه لن يعيدها إلا بعد قبول أوكرانيا بمشروعه للهدنة.
يمكن القول إن الإدارة الأمريكية لم تتجاوز حتى الآن المرحلة الأولى، حيث تمكنت تحت الضغط من انتزاع موافقة من الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لهدنة مؤقتة مع روسيا مدتها 30 يوما تقضي بعدم استهداف منشآت الطاقة، فيما أفضت المباحثات الهاتفية التي جمعت الرئيسين بوتين وترامب إلى انتزاع موافقة روسية للهدنة المؤقتة من دون أن تحقق أي اختراق مهم في جدار الأزمة يقود إلى وقف عملي للنار وانهاء الحرب.
وتبدو الرؤية التي تتبناها إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، تركز على الحل التفاوضي السريع مع روسيا، في ظل تقديم تنازلات إقليمية أو سياسية من الجانب الأوكراني.
وما هو واضح حتى الآن هو وجود تباين بين ما تريده موسكو وما تريده واشنطن فالأولى تريد مواقفه موسكو على وقف مؤقت لإطلاق النار، في حين تطالب موسكو بوقف دائم للحرب يقوم على إزالة أسبابها.
شروط متبادلة
الشروط المعلنة من جانب روسيا وأوكرانيا لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تتمسك روسيا بشروط صارمة لا تقبل التنازل وفي المقدمة تمسكها بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها اليها بموجب استفتاء شعبي، ومعها أراضي شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها عام 2014، ورفضها نشر أي قوات من دول “الناتو” في أوكرانيا وإلغاء ملف انضمام أوكرانيا إلى حلف “الناتو”.
وتذهب الشروط الروسية إلى انسحاب الجيش الأوكراني إلى خارج حدود الأقاليم الأربعة التي تسيطر عليها، والاعتراف بالسيادة الروسية عليها، والتعهد بأن تصبح أوكرانيا خالية من الجيوش الأجنبية وعدم امتلاكها للسلاح النووي.
وطبقا لتصريحات سابقة للرئيس بوتين فإن موسكو قد توافق على اقتراح وقف إطلاق النار إن أدى إلى سلام مستدام وإزالة كل أسباب الصراع، وهي إشارة واضحة إلى تمسك موسكو بانتزاع اعتراف كييف بالسيادة الروسية على الأقاليم الأربعة المسيطر عليها من جانب روسيا وبقاء كييف في وضع محايد وعدم انضمامها إلى حلف “الناتو”.
وبالنسبة لكييف فهي تتمسك بعودة أراضيها، كما تعتبر انضمامها إلى حلف “الناتو” خيارا استراتيجيا غير قابل للتغيير خصوصا وهو منصوص عليه في الدستور الأوكراني، بوصفه الضمانة الأكثر فعالية لأمن أوكرانيا مستقبلا.
ورغم تراجع الاتحاد الأوروبي وقيادة حلف الناتو والولايات المتحدة عن مساعيها لضم أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، لا تزال أوكرانيا تتبنى رؤى مغايرة لتلك التي تتبناها واشنطن ودول أوروبية وذلك بدا واضحا من خلال التصريحات التي أطلقها مؤخرا وزير الخارجية الأوكراني والتي بدت متناقضة تماما مع ما أعلنه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الذي سبق أن أعلن بأن مناقشة انضمام أوكرانيا إلى الحلف لم تعد قائمة.
يضاف إلى دوامة الشروط تلك التي أفصحت عنها الدول الأوروبية التي ساندت أوكرانيا بكل طاقاتها العسكرية والاقتصادية خلال السنوات الماضية، بعد الإعلانات المتضاربة التي تحدث عن قبول دول الاتحاد الرؤية الأمريكية بشروط نشر قوات للناتو في أوكرانيا، بالتزامن مع إعلانات أخرى تحدثت عن مواصلة دول أوروبا دعم أوكرانيا في حربها ماليا وعسكريا ومطالبة روسيا الانسحاب من الأراضي الأوكرانية كشرط لقبول وقف إطلاق النار وانهاء الحرب.
تحديات متوقعة
وفقا لخارطة الشروط التي يطرحها طرفا الصراع والأطراف الداعمة، فإن الكثير من التحديات تواجه إدارة ترامب في تحقيق اختراق بشأن هذا الملف، في ظل المطالب الروسية الصارمة والتي ترجح عدم موافقة موسكو على وقف إطلاق النار دون تنفيذها، وهي مسألة جوهرية بالنسبة لموسكو خصوصا وان الموافقة على انهاء الحرب دون الأخذ بالشروط الروسية قد يقود إلى تصاعد المعارضة الداخلية لنظام بوتين بصورة غير مسبوقة.
ولدى الروس مبرراتهم الوجيهة لذلك، والتي يتصدرها المكاسب التي حققتها موسكو خلال سنوات الحرب، في ضمها شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع التي أعلنت ضمها إلى أراضيها (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، زابوريزجيا) منذ 2022، وهي مكاسب عسكرية لا يبدو أن موسكو بصدد التنازل عنها بعد أن حولت المقاطعات الأوكرانية إلى جمهوريات تتمتع بالحكم الذاتي تحت مظلة الاتحاد الروسي.
وهناك معطى آخر بالغ الأهمية بالنسبة لموسكو، وهو ضمانات تحييد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الحلف الأطلسي، وهذا الأمر ينظر اليه في روسيا على أنه هدف استراتيجي باعتباره يهدد الدولة الروسية كما يهدد المستقبل السياسي للرئيس بوتين، الذي طالما قدم هذه القضية بكونها صراعاً وجودياً لروسيا ضد “الناتو”.
ومن جانب آخر، فإن موسكو تبدو حريصة على ربط أي مفاوضات لإنهاء الحرب أو الهدنة برفع العقوبات الأمريكية والغربية، وهو شرط ترفضه واشنطن حتى الآن على الأقل كما ترفضه الدول الحليفة وتطالب لقائه انسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية.
وفقا لذلك فإن الراجح هو عدم موافقة موسكو على وقف لإطلاق نار دون شروط لأن ذلك سيعني عمليا، اعترافا بفشل أهداف عمليتها الخاصة التي كبدت روسيا خسائر هائلة، ناهيك عن ان قيامها بذلك سيشكل انتكاسة لمشروعها الاستراتيجي في ان تكون فاعلاً إقليمياً في عالم تريده أن يكون متعدد الأقطاب.
سيناريوهات بديلة
يمكن للرئيس ترامب ممارسة الضغوط على كييف من اجل القبول بأي صيغة من شأنها وقف النار وانهاء الحرب، غير أنه سيواجه صعوبات كبيرة في محاولاته الضغط على موسكو التي يطمح ترامب إلى بناء علاقات جديدة معها، ربما للتفرغ لملفات تبدو بالنسبة لترامب أكثر أهمية من أوكرانيا أو حلف الناتو.
والسبب في ذلك أن أوكرانيا تواجه معضلة معقدة، فهي وإن خضعت للضغوط الأمريكية وقبلت التنازل عن أراضيها لموسكو، فإنها ستواجه رفضا شعبيا داخليا مع وجود نسبة كبيرة من الأوكران الرافضين لفكرة التنازل عن الأراضي الأوكرانية لروسيا، ناهيك عن الموانع الدستورية، حيث يحرم دستور أوكرانيا التنازل عن أي أراض أوكرانية تحت أي ظروف.
وفقا لذلك فإن الخيارات أمام كييف تبدو ضيقة للغاية، إذ أن طول أمد الحرب مع روسيا من دون الدعم الأمريكي سيقود إلى استنزاف الموارد الأوكرانية بسرعة كبيرة، بما يؤدي في النهاية إلى قبولها بأي حل مطروح من دون شروط.
وتدرك كييف أن عدم قبولها الرؤية الأمريكية الآن، سيفقدها ميزات يمكن أن تحصل عليها من واشنطن على شاكلة الحصول على ضمانات أمنية أمريكية وترتيبات دفاعية كما سيفقدها تعويضات وبرامج إعمار كان يمكن ان تقودها واشنطن في حال موافقة كييف على خطة ترامب.
وخلافا للوضع في أوكرانيا فإن الإدارة الأمريكية تبدو مستعدة لتقديم تنازلات لروسيا بدلا من ممارسة الضغوط عليها، والمرجح أن يعرض الرئيس ترامب على موسكو تخفيف العقوبات على قطاعات روسية حيوية (مثل الطاقة) واستئناف التعاون في مجالات مثل الغاز والنفط، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، حتى لو لم تستعيد كييف كل أراضيها.
وفي حال فشلت المبادرة الأمريكية الحالية، وذهبت العلاقات مع روسيا إلى المزيد من التوتر فإن أكثر ما يمكن أن تفعله إدارة ترامب هو مواصلة الدعم العسكري المقدم لكييف وهو أمر قد تواجهه روسيا التي خبرت الحرب مع الغرب الجماعي خلال السنوات الماضية، لكنه سيلقي بتبعات ثقيلة على دول القارة الأوروبية التي سيذهب ترامب بلا شك إلى تحميلها تكاليف استمرار الحرب في أوكرانيا باعتبارها المستفيد الرئيسي من حماية أمن أوكرانيا.
مكاسب أمريكية
غداة المباحثات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين ترامب وبوتين مؤخرا كان ملاحظا في بيان الإدارة الأمريكية تشديدها على ما سمته “المزايا الهائلة” لإقامة علاقة ثنائية أفضل بين الولايات المتحدة وروسيا تُفضي إلى اتفاقات اقتصادية ضخمة محتملة.
هذا الأمر فتح باب التساؤلات حول المصالح التي تتوقع أمريكا جنيها من تبني إدارة ترامب مبادرة وقف النار وانهاء الحرب في أوكرانيا، خصوصا وأن أي مبادرة من هذا النوع ستكون حتما جزءا من استراتيجية أوسع تضع المصالح الأمريكية في المقدمة وتجسد شعار ترامب “أمريكا أولا”.
ولم يعد خافيا ما تطمح اليه إدارة ترامب بإنهاء الصراع في أوكرانيا وبالمقام الأول تقليل الموارد المالية التي تتكبدها الخزينة الأمريكية لتمويل الجيش الأوكراني، ووقف استنزاف المخزونات العسكرية الأمريكية، وهي أمور ترى إدارة ترامب أنها ستساهم في توفير تمويلات مالية ضخمة يمكن استخدامها في خطط واشنطن الجديدة لتعزيز وجودها في المحيط الهادئ ومواجهة التوسع الصيني.
ومنذ وقت مبكر ترى الولايات المتحدة الصين التهديد الأكبر لحلفائها في آسيا مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية وهي لذلك تسعى إلى تقليص الموارد التي توجهها لحماية أوروبا، وتوجيهها نحو آسيا، بما يتيح لها مواجهة التهديدات الصينية، فضلا عن طموحاتها بإقامة تحالفات جديدة من اجل احتواء النفوذ الصيني في آسيا.
صار من الواضح أن لدى واشنطن اليوم أهدافا استراتيجية كبيرة تسعى إدارة ترامب إلى تحقيقها من خلال هذه المبادرة وفي المقدمة تفكيك التحالفات الاستراتيجية بين روسيا والصين وإيران، أو على الأقل تقليل تماسكها، وكذلك مواجهة التهديد الذي تشكله منظمة بريكس” للاقتصاد الأمريكي بعد الإفصاح عن عملة بديلة للدولار الأمريكي بين دول مجموعة “بريكس”.
ولا تخفي واشنطن مخاوفها من المخاطر الجسيمة التي يشكلها التحالف الروسي الصيني خصوصا وهو قام على مبدأ رئيسي وهو مواجهة الهيمنة الأمريكية عبر التعاون العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
والحال كذلك مع الشراكة الروسية الإيرانية التي تضمنت التعاون العسكري والدعم السياسي في الملفات الإقليمية وتبادل الموارد من الأسلحة الدفاعية والهجومية.
حيال ذلك تأمل إدارة ترامب أن يقود وقف الحرب في أوكرانيا إلى المساهمة في تنفيذ سياساته الرامية إلى تفكيك التحالفات الاستراتيجية مع الصين، وتحميل الأوروبيين مسؤولية حماية أمنهم بما يسمح للولايات المتحدة بتحويل مواردها نحو آسيا.
مكاسب جيوستراتيجية
تبدي إدارة ترامب اليوم حماسة منقطعة النظير حيال التقارب مع موسكو من اجل تحقيق مكاسب جيوستراتيجية كبيرة عجزت الإدارة السابقة عن تحقيقها وفي المقدمة إنهاء التحالف الروسي الصيني والإيراني الروسي.
أداتها لتحقيق ذلك هي إنهاء العزلة الدولية المفروضة على موسكو وتخفيف العقوبات الدولية عليها، حيث أن عودة روسيا إلى النظام الدولي سيقود إلى تباعد بينها وإيران، في حين أن إعادة روسيا إلى المنظومة الاقتصادية الغربية، بالسماح لها بتصدير النفط والغاز الروسي إلى أوروبا سيقود إلى تقليل اعتماد موسكو على الصين كشريك اقتصادي وحيد وقد يضعف تحالفها مع الصين.
ولأبعد من ذلك فإن إدارة ترامب تسعى إلى حصول تحسن بالاقتصاد الروسي يعيد موسكو إلى المنافسة في سوق السلاح إلى دول الشرق الأوسط، عوض التعاون مع إيران في سباق تسلح ترى واشنطن أنه قد يقوض المصالح الأمريكية في المنطقة.
وبالمقابل فإن واشنطن تسعى إلى إحياء التنافس الخفي بين روسيا والصين على النفوذ في آسيا الوسطى والقطب الشمالي ولذلك تسارع إدارة ترامب لإنجاح مفاوضات وقف النار وانهاء الحرب في أوكرانيا لتكون بوابة لعلاقات جديدة مع روسيا، تفتح الطريق لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع روسيا، ولا سيما في مفاوضات الحد من الأسلحة النووية ودفع روسيا لتبني مواقف أكثر تعاونا مع الغرب بما يتيح لأمريكا والغرب منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية.

 

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن ورئيس الإمارات يبحثان جهود وقف الحرب على غزة
  • سعر الذهب في نهاية التعاملات المسائية اليوم الاثنين 24 مارس 2025
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • “الشعبية”: تصاعد المجازر وتوسع الاستيطان تكريس لحرب إبادة مستمرة
  • الجبهة الشعبية: تصاعد المجازر وتوسع الاستيطان تكريس لحرب إبادة مستمرة
  • جيش الاحتلال يقول إن الفرقة التي نفذت عمليات في لبنان تستعد للعمل في غزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى أزيد من 50 ألف شهيدا منذ بدء الحرب
  • سعر الدولار خلال التعاملات المسائية اليوم الأحد 23 مارس 2025
  • هاشم: التصعيد الاسرائيلي هو امتداد لما كان يجري منذ فترة طويلة