الإمارات تؤكد أهمية توحيد الجهود العالمية لمواجهة تحديات التنمية الدولية
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
اختتمت دولة الإمارات، مشاركتها في اجتماعات الربيع 2024 لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، المنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث عقدت الاجتماعات والفعاليات الوزارية الرئيسية خلال الفترة 17 – 19 أبريل، بينما تم تنظيم الفعاليات والأنشطة الجانبية في الفترة 15 – 20 أبريل.
ترأس معالي محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية وفد الدولة، الذي ضم سعادة إبراهيم الزعابي، مساعد المحافظ لقطاع السياسة النقدية والاستقرار المالي بمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وسعادة أحمد القمزي، مساعد المحافظ – الرقابة على البنوك والتأمين بمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وعلي عبدالله شرفي وكيل الوزارة المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة في وزارة المالية، وحمد عيسى الزعابي، مدير مكتب معالي وزير دولة للشؤون المالية، وثريا حامد الهاشمي، مديرة العلاقات والمنظمات المالية الدولية بوزارة المالية، وعدد من المختصين من وزارة المالية ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وتجمع اجتماعات الربيع 2024، محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، وأعضاء المجالس البرلمانية، والمسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي المشترك، بما في ذلك التوقعات الاقتصادية العالمية و التحديات التنموية لاقتصادات الدول و خصوصا الدول النامية ومتطلبات تطوير سياسات التمويل للتنمية الشاملة، وغيرها من الفعاليات التي تركز على الاقتصاد العالمي و تطوير سياسات النظام المالي العالمي.
وأكد معالي محمد بن هادي الحسيني أهمية القضايا التي تمت مناقشتها ضمن اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ودورها في تعزيز الحوار بين جميع الأطراف المعنية بمناقشة تلك القضايا، مؤكدا حرص دولة الإمارات على تضافر الجهود المشتركة لتسريع التنمية الشاملة والمستدامة للمضي نحو مسار تنموي عالمي يتميز بالمرونة والقدرة على التعامل مع المتغيرات.
كما عقد معاليه اجتماعات مع وزراء المالية في كل من باكستان وأثيوبيا وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث تطرقت النقاشات إلى توسيع آفاق التعاون المشترك، وتوحيد جهود التعاون الدولي لحل التحديات العالمية.
وأكد سعادة إبراهيم الزعابي، خلال مشاركته في اجتماعات الربيع 2024 لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، أن اللقاءات والمشاركات في الفعالية المصاحبة شكلت فرصة لتعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر بين دول الأعضاء حيال تطورات الاقتصاد العالمي وآفاق النمو الاقتصادي، بما يساعد على تطوير مجالات التعاون الدولي وتعزيز استقرار النظام المالي العالمي، والارتقاء بجهود التنمية المستدامة وإيجاد الحلول الفعالة، إلى جانب التركيز على أهمية تبادل الخبرات وبناء القدرات الفنية للدول الأعضاء وتمكينها من تعزيز النمو المستدام.
وعلى هامش ترأسه الجلسة العامة المشتركة للاجتماع 109 للجنة التنمية (DC) التابعة لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي حملت عنوان “من الرؤية إلى التأثير: تطور مجموعة البنك الدولي”، أكد معالي محمد بن هادي الحسيني، أهمية المواجهة العاجلة والفعالة لتحديات التنمية وتفعيل نقاشات صريحة حولها، وأبدى تفاؤله بتعافي الاقتصادات الكبرى التي بدأت تظهر معالمه بعد التحولات العميقة التي شهدها العالم في الأعوام الأربعة الماضية.
وحذر معاليه في الوقت نفسه من اضطراب آفاق تعافي البلدان النامية، مما يؤثر على تباطئ الوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، في الوقت الذي تتعرض فيه كثير من البلدان لقيود متزايدة بسبب ضعف النمو وارتفاع أعباء خدمة الديون، ما يؤدي إلى تفاقم الفقر وغيرها من التحديات الاقتصادية و الاجتماعية.
ودعا معاليه لتوحيد جهود المجتمع الدولي من خلال تحديد مسار جديد للعمل على معالجة حالات الطوارئ الناجمة عن الفقر، والعمل على تحسين الفعالية والكفاءة التشغيلية للبنك الدولي، لتنفيذ متطلبات التمويل للمشروعات بشكل أسرع خصوصا المشاريع التحولية للبنى التحتية للطاقة والمياه والصحة والتحول الرقمي، بالإضافة إلى إيجاد أدوات جديدة للتأهب للأزمات والاستجابة لها، وغيرها من حلول التمويل المختلط والمستدام عن طريق تفعيل أدوات التمويل بالشراكة ما بين المؤسسات المالية التنموية والقطاع الخاص.
وتعتبر لجنة التنمية (DC) منتدى على المستوى الوزاري لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لبناء التوافق الحكومي الدولي حول قضايا التنمية، وتتمثل مهمة اللجنة في تقديم المشورة لمجلسي محافظي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشأن قضايا التنمية الحاسمة والموارد المالية اللازمة لتعزيز التنمية الاقتصادية في البلدان النامية، وتجتمع مرتين في كل عام خلال اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ورصدت الجلسة العامة للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (IMFC)، النظر في أجندة السياسات العالمية (Global Policy Agenda) التي وضعتها المدير العام لصندوق النقد الدولي بعنوان “إعادة البناء، الانتعاش، والتجديد”.
وألقى معالي محمد بن هادي الحسيني كلمة رئيسة في الجلسة العامة، قال فيها إن تعافي الاقتصاد العالمي لا يزال متفاوتا، خاصة في البلدان ذات الاقتصاد الهش والمتأثرة بالصراعات، لأنها تتحمل بشكل غير متناسب عبء التطورات الجيو سياسية الجارية، والظروف المالية العالمية الأكثر صرامة.
وتطرق إلى بعض التحديات العالمية المتعلقة بالزيادة في مدفوعات الفائدة، والاستنزاف العام للاحتياطيات الوقائية، وآفاق النمو المحدودة على المدى المتوسط، لا سيما في اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، مؤكدا ضرورة التنسيق الوثيق بين صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، والحاجة إلى ضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وتعزيز التجارة، ودعم الاقتصادات التي تحتاج إلى خفض الديون، وتوفير التمويل للتكيف مع المناخ، مع دعم جهود التغير المناخي، وشدد على أولوية استمرار الدعم المرن والكافي من جانب الصندوق لضمان نجاح البلدان في تنفيذ جهود تحقيق الاستقرار وأجندات الإصلاح.
واستعرض معاليه نجاحات دولة الإمارات بتعزيز أجندة المناخ العالمي في مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي استضافته العام الماضي. وشهد نقاشات غير مسبوقة حول استخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، بالإضافة إلى تقديم التزام تاريخي بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة على مستوى العالم، وإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030.
وتتولى اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (IMFC) مسؤولية تقديم المشورة وتقديم التقارير إلى مجلس محافظي صندوق النقد الدولي أثناء قيامه بإدارة وتشكيل النظام النقدي والمالي الدولي.
كما تقوم اللجنة برصد تطورات السيولة العالمية، ونقل الموارد إلى البلدان النامية، وتتعامل مع الأحداث الجارية التي قد تعطل النظام النقدي والمالي العالمي.
وتجتمع اللجنة مرتين سنويا خلال اجتماعات الربيع والاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي، وتناقش المسائل التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وتقدم المشورة لصندوق النقد الدولي بشأن اتجاه عملها، وفي نهاية الاجتماعات تصدر بيانا تلخص فيه آراء أعضاء اللجنة التي يتم الاتفاق عليها، لتوفر بيانات إرشادية لبرنامج عمل صندوق النقد الدولي خلال نصف العام الذي يسبق اجتماعات الربيع أو الاجتماعات السنوية المقبلة.
ولا يوجد تصويت رسمي في اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، التي تعمل عادة بتوافق الآراء.
وشملت الاجتماعات التي شارك بها الوفد الإماراتي “اجتماع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENAP)” والذي ناقش استقرار الاقتصاد الكلي والقدرة على تحمل الديون، ومعالجة التحديات الجيو سياسية، وتحسين آفاق النمو على المدى المتوسط، وتأثيرات عدم اليقين، واستراتيجيات الحفاظ على الاستقرار أثناء الصدمات، والمزيج المناسب من السياسات النقدية والمالية، والإصلاحات الهيكلية الضرورية لجعل الاقتصادات أكثر مرونة في مواجهة المخاطر السلبية، والحاجة لإصلاحات تحويلية في مجالات المناخ والتكنولوجيا للحفاظ على التعافي المتوازن وتسريعه.
وناقش الاجتماع الثاني لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (FMCBG) متطلبات التمويل من أجل انتقال عادل وتحقيق أهداف مناخية، وإعادة هيكلة قواعد المالية الدولية للقرن الحادي والعشرين، واستعرض وجهات نظر وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين حول كيفية عمل مجموعة العشرين لتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات العامة مثل بنوك التنمية المتعددة الأطراف والبنوك العامة والصناديق الخضراء، جنبًا إلى جنب مع الجهات ذات العلاقة من القطاع الخاص.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الري: أهمية وضع رؤية واضحة للدراسات البحثية في التعامل مع تحديات المنظومة المائية
أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أهمية الحوار وتبادل الرؤى والأفكار بين مصالح وهيئات وقطاعات الوزارة من جانب، والمعاهد البحثية التابعة للمركز القومي لبحوث المياه من جانب آخر، لوضع رؤية واضحة للدراسات البحثية التي تتعامل مع التحديات الفعلية التي تواجه المنظومة المائية في مصر، واستمرار التواصل بين متخذي القرار والباحثين لتحديد النقاط البحثية المطلوب العمل عليها مستقبلا، خاصة أن البحث العلمي والابتكار هما الأساس للجيل الثاني لمنظومة الري (2.0).
جاء ذلك في كلمة وزير الري - خلال فعاليات ورشة العمل الثانية لمناقشة الخطة البحثية للمركز القومي لبحوث المياه، لخدمة جهات الوزارة، وسبل تعزيز منظومة البحث العلمي بالوزارة، والمنعقدة بحضور قيادات الوزارة والمركز القومي لبحوث المياه.
وخلال ورشة العمل، عرض عدد من مديري المعاهد البحثية إنجازات الخطة البحثية لكل معهد لعام 2023 / 2024، ومقترحات الخطة البحثية للمعهد لعام 2024 / 2025.
وشدد الدكتور سويلم على الدور الهام للمركز القومي لبحوث المياه في تقديم بحوث تطبيقية وأفكار خلاقة مبنية على أسس علمية تقدم حلول قابلة للتطبيق العملي على الأرض للتعامل مع هذه التحديات، خاصة في ظل ما يتمتع به المركز من كفاءات متعددة.
وأكد حرصه على تطوير المركز القومي لبحوث المياه وتوفير كافة سبل الدعم اللازمة له وتحسين الإمكانيات البحثية والبشرية واللوجستية به، وتوفير التدريب اللازم للكوادر البحثية بالمركز، والعمل على سد الفجوة الحادثة في أعداد شباب الباحثين بالمركز، والعمل على تطوير رؤية المركز بزيادة عدد الدراسات البحثية التطبيقية مقارنة بالدراسات الاستشارية.
وأشار الوزير إلى أهمية وضع معايير تقييم دقيقة لمخرجات المعاهد البحثية من حيث مستوى الأوراق والدراسات البحثية طبقا للمعايير المعتمدة عالميا.
ووجه سويلم بالاستفادة من التطبيقات والتقنيات الحديثة الموجودة بالفعل في العديد من دول العالم، مثل التوسع في الدراسات البحثية بمجال الاستمطار، والاستفادة من الدراسات البحثية الموجودة حاليا، ومشروعات الاستمطار الناجحة والمنفذة بالعديد من دول العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية، والبحث عن تقنيات ومناطق مختلفة في مصر يمكن تنفيذ الاستمطار فيها بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية.
كما وجه الوزير بالتوسع في البحث العلمي في عدة مجالات مهمة، مثل وضع خطة متكاملة مبنية على أسس علمية فيما يخص إدارة محطات معالجة مياه الصرف الزراعي (الدلتا الجديدة وبحر البقر والمحسمة)، ودراسات الري الحديث وتأثيرها على كميات المياه في المصارف الزراعية، وإعداد خطة استراتيجية لمحطات الرفع في مصر على غرار خطة تأهيل المنشآت المائية، وخطة لتقليل استهلاك الطاقة بمحطات الرفع كأحد أدوات التكيف مع التغيرات المناخية، واستخدام المواد الصديقة للبيئة في تأهيل الترع، والاعتماد بشكل فعال على الذكاء الاصطناعي في إدارة المنظومة المائية.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء»: قطاع الموانئ في مصر نقلة نحو التطوير والاستدامة
وزير التعليم العالي: إنشاء 37 مركزًا جامعيًا للتطوير المهني في 29 جامعة