لوفيغارو: ممالك الخليج تخشى من حريق إقليمي يلتهم مشاريعها
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
نشرت صحيفة'' لوفيغارو'' الفرنسية مقالا تحدثت فيه عن شروع السعودية وقطر والإمارات في تنفيذ مشاريع طموحة تهدف إلى تنويع إيراداتها وتحديثها؛ حيث سيؤدي اندلاع حريق إقليمي إلى تعطيلها بشكل خطير.
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن التوترات في المنطقة، دفعت السعودية والإمارات، إلى تكثيف الاتصالات بالدول، من أجل منع حريق إقليمي يمكن أن يعطل بشكل خطير مشاريعهما.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه حتى قبل الرد الإسرائيلي المزعوم ليلة الخميس، كثف قادة الدول العربية النفطية الملكية اتصالاتهم الدبلوماسية منذ أن شنت إيران هجومها غير المسبوق على إسرائيل. وأجرى رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان محادثات مع أمير قطر وملكي الأردن والبحرين في اليوم التالي للرد الإيراني، في 14 نيسان/أبريل.
في حين أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان محادثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. ومن الواضح أن هذه المحادثات تهدف إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة، وكذلك إلى إبعادهم عن الدخول المحتمل في الصراع. فمن شأن اندلاع حريق في الشرق الأوسط أن يهدد مصالحهم الاقتصادية واستقرارهم الداخلي.
ونقلت الصحيفة عن جان بول غنيم، الباحث المشارك في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن أكثر ما تخشاه دول المنطقة هو عدم الاستقرار الناجم عن نزاع تنخرط فيه أو يدور على أراضيها؛ حيث يلعب العامل الديموغرافي دورا مهمّا. فبعض البلدان تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، وفي بعض الحالات، لا تتجاوز نسبة السكان الأصليين 10% وهذا عامل ضعف حتى لو كان هذا العامل محدودا، حيث إن العمال البنغلاديشيين أو الباكستانيين لا يملكون بالضرورة الوسائل اللازمة للفرار، فإن هجرة القوى العاملة ستعوق حتما الأعمال التجارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "أندرياس كريج"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كلية كينغز كوليدج في لندن، يؤكد على أن النزاعات قبل كل شيء سيئة للأعمال التجارية وتجنبها الآن أولوية مطلقة. ويضيف "جان بول غنيم" قائلا: "إن التعطيل المدمر لصادراتها هو الخوف الرئيسي".
فدول الخليج التي تعتمد على إيراداتها من الطاقة تعتمد في الواقع على الممرات الملاحية لتصدير إنتاجها من النفط والغاز؛ حيث إن انسداد مضيق هرمز، الذي تسيطر عليه طهران والذي يمر عبره 30 بالمائة من الطلب العالمي على الذهب الأسود وثلث الغاز، أو قفل باب المندب في البحر الأحمر سيكون كارثيّا. فأدنى انسداد سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وسيشجع البلدان المستهلكة على التحرر بسرعة أكبر، وهو أمر لا تريده ممالك النفط.
ويضيف المختص أن التوترات البحرية مرشحة للارتفاع أكثر، في الوقت الذي يؤدي النشاط العدائي للمتمردين الحوثيين ضد السفن التي تعتبر قريبة من إسرائيل إلى تداعيات على تدفق التجارة في هذا الجزء من العالم الذي يمر عبر قناة السويس.
وبينت الصحيفة أن قطر تمتلك أيضا إستراتيجية "الرؤية الوطنية 2030"، والتي تستند إلى نمو سنوي غير هيدروكربوني بنسبة 4 بالمئة بحلول نهاية العقد، وسيشمل ذلك إجراء إصلاحات في سوقي العمل لتطوير رأس المال البشري (أكثر من 46% من السكان العاملين المتخصصين بحلول عام 2030)، وجذب المواهب والاستثمارات الأجنبية، حيث يعتمد الاقتصاد القطري أيضا على السياح، بهدف جذب ستة ملايين سائح بحلول نهاية العقد.
وقالت إن أي تدهور في الوضع سيؤدي حتما إلى كبح جماح هذه المشاريع الكبرى وإضعاف ثقة المستثمرين الدوليين. وفي صباح يوم الجمعة، بعد الإعلان عن رد إسرائيلي، والذي لا يزال شكله غير مؤكد، فتحت أسواق الأسهم الآسيوية الرئيسية في المنطقة الحمراء. وفي أماكن أخرى، في أوروبا والولايات المتحدة، كان الاتجاه هبوطيا أيضا.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، تخفف الأسواق من حدة رد فعلها، ولا تشعر بالقلق المفرط من الوضع. حيث ارتفع سعر نفط خام برنت بنسبة 3 بالمئة صباح يوم الجمعة، ولكنه سرعان ما استقر بعد تصريحات المسؤولين الإيرانيين في وسائل الإعلام الحكومية التي قللت من أهمية الهجمات. ويقول سيباستيان حنين، المدير في شركة أليانور كابيتال الذي يعيش في المنطقة منذ عشر سنوات: "نحن على برميل بارود منذ 70 عاما".
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن ما يحدث لا يزال واضحا تماما، وهو لا يثير قلق مجتمع الاستثمار. أما في دبي، فالأمور تسير كالمعتاد، وهذا حسب ما أكده "مارسيلو سان سيفيرين"، وهو وكيل عقارات يعمل في مدينة الفائض منذ عام 2020؛ حيث يقول: ''يسألني السياح فقط عما إذا كنا بأمان فأقول لهم نعم، الحياة مستمرة، وما يقلقنا في الوقت الحالي هو الفيضانات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السعودية إيران الإمارات إيران السعودية الاحتلال الإمارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
منتدى القطاع البحري والموانئ يؤكد على دور سلطنة عُمان كمركز إقليمي للربط اللوجستي والطاقة
ناقش المنتدى العُماني للقطاع البحري والموانئ والطاقة، الذي انطلقت أعماله اليوم، آفاق الطاقة في الشرق الأوسط، وتطور البنية الأساسية للموانئ، والتغيرات في سوق الوقود البحري، إلى جانب أهمية الابتكار والنمو، وتعزيز الشراكات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية.
جاء افتتاح المنتدى تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الخبراء وممثلي المؤسسات الدولية والإقليمية المتخصصة في مجالات الشحن والطاقة والخدمات اللوجستية البحرية.
وأشار معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي: أن موقع سلطنة عُمان القريب من مضيقي هرمز وباب المندب يوفّر فرصًا استثنائية لتقديم خدمات متكاملة لنحو 37 ألف سفينة سنويًا، تشمل خدمات الوقود، والصيانة، والإصلاح، وتبديل الأطقم، وتزويد السفن بالمواد الغذائية. وأشار إلى توفر البنية الفندقية المناسبة في المحافظات لخدمة أطقم السفن، مؤكدًا أن هذه الإمكانيات تدعم جهود الترويج لقدرات سلطنة عُمان في قطاعي الموانئ والخدمات البحرية، وتسهم في تمكين هذا القطاع الحيوي.
منظومة الموانئ والطاقة
ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي متكامل يربط بين منظومات الموانئ والطاقة والخدمات البحرية العالمية، واستعراض أبرز التجارب والتقنيات الحديثة في مواجهة التحديات واستثمار التحولات الجارية في حركة التجارة والتكنولوجيا.
ويحظى المنتدى بمشاركة أكثر من 200 شخصية تمثل حوالي 70 مؤسسة عالمية رائدة في قطاعات الموانئ والطاقة والشحن، مما يعكس أهميته كمنصة دولية مرموقة لتبادل الرؤى والخبرات.
ويتضمن برنامج المنتدى تقديم 7 أوراق عمل متخصصة تسلط الضوء على الابتكارات والتحديات في قطاعي الطاقة والموانئ، مع مناقشات حول التحول الرقمي، والاستثمار في الكفاءات الوطنية، والحلول المستدامة.
حلول متقدمة في قطاع الموانئ
وتشارك مجموعة أسياد، الشريك الاستراتيجي للمنتدى، بفعالية من خلال استعراض حلولها المتقدمة في مجالات الموانئ، والنقل البحري، والطاقة النظيفة، والخدمات اللوجستية الذكية، بما يعزز مكانة السلطنة كمزوّد عالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة. كما تسلط المجموعة الضوء على شراكاتها الاستراتيجية في مجال الاستدامة، من خلال مشاريع رائدة في توليد الطاقة باستخدام طاقة الأمواج في صحار والدقم، إلى جانب استثمارات واعدة في الهيدروجين الأخضر دعمًا للتحول نحو مستقبل مستدام للطاقة.
ويأتي انعقاد المنتدى في وقت تواصل فيه مجموعة أسياد ترسيخ حضورها الدولي كمزوّد رائد للحلول اللوجستية، عبر إنجازات ملموسة خلال عام 2024 في مناولة البضائع والحاويات، وتسجيل أداء تشغيلي متميز في النقل البحري وأعمال الحوض الجاف، إلى جانب جهودها في خفض الانبعاثات الكربونية لأسطولها، بما يتماشى مع مستهدفات الحياد الكربوني بحلول 2050.
جوائز وتصنيفات عالمية
وقد حصدت المجموعة عدة جوائز وتصنيفات عالمية، حيث حازت المجموعة على المركز الرابع كأكبر شركة نقل ولوجستيات مستدامة في المنطقة وفق قائمة قادة الاستدامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مجلة "فوربس" الشرق الأوسط. كما صُنّف ميناء صلالة خلال السنوات الثلاث الأخيرة كثاني أفضل ميناء عالمي من حيث كفاءة مناولة الحاويات. في حين جاءت في المرتبة 18 عالميًا في امتلاك سفن نقل النفط الخام، والمرتبة 21 عالميًا في نقل الغاز الطبيعي المسال والنفط، والمرتبة 51 عالميًا في نقل الحاويات، ما يؤكد جهودها وسعيها نحو التميز وتبني التقنيات والممارسات العالمية عبر وحدات أعمالها.
تطوير المنظومة البحرية واللوجستية
وأكد عمر بن محمود المحرزي، الرئيس التنفيذي لموانئ أسياد والمناطق الحرة، أن الشراكة الاستراتيجية لمجموعة أسياد للمنتدى تُجسّد التزامها بتحقيق رؤية سلطنة عُمان لتطوير المنظومة البحرية واللوجستية، مشيرًا إلى أن المنتدى يشكل منصة ذات أهمية لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات والفرص المستقبلية في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
وقالت ليزلي بانكس هيوز، المديرة العامة لمنصة (ship.energy): "نفخر بالثقة التي حظينا بها لتنظيم هذا الحدث المهم، الذي يُبرِز ريادة سلطنة عُمان في القطاع البحري والطاقة. ونأمل أن يكون للحوارات والمناقشات التي سيتناولها المنتدى أثر بعيد المدى، وأن تقود إلى شراكات جديدة ومثمرة بين الشركات العُمانية والدولية. كما نود أن نعرب عن خالص تقديرنا للدعم الكبير الذي قدّمته مجموعة أسياد بصفتها الشريك الاستراتيجي، ولكل الجهات الراعية التي أسهمت في نجاح تنظيم هذا المؤتمر".
ويتضمن برنامج المنتدى سلسلة من الجلسات الحوارية التي تناول آفاق الطاقة في الشرق الأوسط، وتطور البنية الأساسية للموانئ، والتغيرات في سوق الوقود البحري، إضافة إلى محاور حول الابتكار والنمو والشراكات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية. وقد أُقيمت اليوم، على هامش المنتدى، ورشة عمل متخصصة حول تقنيات قياس الوقود البحري، ودور الحلول الرقمية في تحسين الكفاءة التشغيلية والتجارية في سلاسل التزود بالوقود.
فعاليات المنتدى
وسوف يختتم المنتدى فعالياته بزيارة ميدانية لسفينة التزود بالوقود "Margherita Cosulich" المزوّدة بتقنية عدادات التدفق الكتلي، ليحظى المشاركون بتجربة عملية وتفاعلية، تدمج بين تبادل المعرفة والاطلاع على أحدث الابتكارات التقنية في القطاع البحري.
ويعكس هذا الحضور الدولي الواسع والتعاون الوثيق بين الجهة المنظمة (ship.energy) ومجموعة أسياد، أهمية المنتدى كمنصة تسلط الضوء على دور سلطنة عُمان المحوري في مستقبل قطاعي الطاقة والشحن، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والشراكة، بما يعزز من تنافسيتها على الخارطة الاقتصادية العالمية.